إردوغان.. بائع الليموناضة --- يثلج قلوب العرب

دوم خسران

عضو مميز
التسجيل
23 سبتمبر 2007
المشاركات
3,173
غير ملم بأي لغة أجنبية وإحدى بناته تدرس في أميركا
إردوغان.. بائع الليموناضة في شوارع اسطنبول يثلج قلوب العرب



لم يتمكن أحد من جمع قلوب العرب بأسلوب رشيق في العصر الحديث كما فعل اثنان، أحدهما كان يلهب القلوب والثاني يثلجها هذه الأيام كل لحظة تقريبا: المصرية أم كلثوم والتركي رجب طيب إردوغان.


والفرق بين "كوكب الشرق" التي غابت عن الدنيا قبل 35 سنة، و"باشبكان" تركيا، هو أنها كانت تلهب قلوب العرب بطربها النادر. أما هو فيثلج القلوب بمواقف سياسية من إسرائيل تشفي الغليل، وكأنه عاد إلى ما كان يثلج به الأتراك في أواخر ستينات القرن الماضي حين كان مراهقا عمره 15 و16 سنة يبيع أثناء عطلة الصيف المدرسية الكعك والبطيخ والليموناضة بشوارع اسطنبول، حيث أبصر النور في حي "قاسم باشا" الشعبي قبل 56 سنة.

اكتسح إردوغان المنطقة العربية من دون أي تعب تقريبا، بينما تجهد إيران كما الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي وتبذل الغالي والنفيس لكسب ربع ما اكتسبه من شعبية، ولو في بعض المنطقة ولا تستطيع، وكل السر يكمن في أنه لامس أوتار القلوب بأنامل تنسجم مع طبيعة خفقاتها ونبضاتها، فبدأ كعازف معها في أوركسترا واحدة، لا دخيلا عليها كسواه، حتى أصبح المكتوب عنه بالعربية في أقل من عام أضعاف ما كتبه في سنوات أنصار الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، وغيره ممن هم في محوره بالمنطقة، حتى وأكثر ما كتبوه مديحا ببن لادن وسواه.


ولكثرة ما كتبوا عن إردوغان، المعروف بعشقه لاسطنبول التي عمل في مصلحة النقل ببلديتها وزرع فيها مليون شجرة بعد انتخابه رئيسا للبلدية في 1994 ممثلا عن حزب الرفاه الذي أسسه أستاذه نجم الدين اربكان، فقد أصبح سهلا العثور على معلومات حول الرجل المعروف أيضا بإعجابه الكبير بأربكان، إلى درجة أطلق معها اسمه الأول على واحد من إبنيه. إلا أن الحذر واجب حين جمع المعلومات عن إردوغان، سواء بالعربية أو باللغات الأجنبية، فالكثير منها غير صحيح بالمرة، ومدسوس من كتاب أرمن وإسرئيليين وأتراك وغيرهم، وفرز الصحيح من الخطأ عملية ليست هينة، وعانى هو نفسه منها في السابق، لكنها أصبحت ممكنة بعد أن اشتهر الرجل وأصبحت المصادر الصحيحة عنه متوفرة أكثر.

المعروف أيضا عن إردوغان إعجابه بشاعر تركي إسلامي الطراز توفي في 1936 وإسمه محمد عاكف، وهو إعجاب قاده في 1999 إلى السجن 4 أشهر ومعه خسر منصبه كعمدة لاسطنبول، وكله بسبب قراءته خلال كلمة كان يلقيها في بلد علماني لبيتي شعر من قصيدة حماسية لعارف عن الإسلام، وفيها يجعل الشاعر من الدين الحنيف ومؤسساته وزارة للدفاع في دولة ليس لها وجود واقعي، فيقول: المآذن حرابنا والقباب خوذاتنا.. مساجدنا ثكناتنا والمصلون جنودنا.. وهذا الجيش المقدس يحمي ديننا.

وإردوغان، الذي أعلن مرارا عن نيته الترشح للرئاسة التركية بعد عامين، متزوج من تركية تكبره بعام، وهي من مدينة سييرت وأصلها عربي واسمها أمينة غولباران، التي لا تظهر إلا مرتدية الحجاب. وكان إردوغان تعرف إليها في 1978 خلال اجتماع حزبي "فإذا بها تراه يخطب وشبيها برجل كانت تراه في المنام أحيانا، فانجذبت إليه" وبعد 6 أشهر من العام نفسه كان الزواج، وبعده أدى الاثنان مناسك الحج معا.

ولإردوغان من زوجته 4 أبناء: أحمد بوراق ونجم الدين بلال، الذي تزوج قبل 6 سنوات وكان أحد الشهود على زواجه رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني. يومها أبطلت الشرطة السرية التركية خطة لمنظمة يسارية متطرفة أعدتها لإغتياله خلال الحفل، فتملص من محاولة كان الزفاف سيتحول معها إلى دموي. كما له ابنتان أيضا: إسراء، وله منها حفيدان أكبرهما عمره 4 سنوات، وسمية التي تدرس في الولايات المتحدة، لأن البلاد التي يرأس حكومتها منذ 7 سنوات تمنع الطالبات من ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات. أما والدة إردوغان، فاسمها تنزيل، وهي ما زالت على قيد الحياة ومعتلة الصحة بمرض القلب.

ويمكن لمن يجمع تعابير المدح والثناء على إردوغان المنشورة هذه الأيام، خصوصا بعد الاعتداء الإسرائيلي على سفن المساعدات، في صحف ومجلات ومواقع على الأنترنت عربية أن يكتشف بسهولة أن الرجل الذي منحته جامعة أم القرى بمكة المكرمة دكتوراه فخرية هذا العام في مجال خدمة الإسلام،، لم يتسلل إلى القلوب العربية خلسة من شبابيكها خلال نوم أصحابها، كما يحاول سواه أن يفعل، بل في اليقظة دخل من الأبواب العريضة.


وكانت البداية بشكل خاص يوم 29 يناير (كانون الثاني) 2009 حين اعترض على الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، لمقاطعته أكثر من مرة وهو يلقي كلمة في "منتدى دافوس" بسويسرا، فانسحب إردوغان من المنتدى غاضبا ومعترضا على إدارة الجلسة بأسلوب غير حيادي، ولفت انسحابه الذي شاهده الملايين على الشاشات التلفزيونية انتباه العرب بشكل خاص فخطف الأضواء بامتياز، ومن يومها بدأوا يتابعون أخباره.

وقبل 3 أشهر منح العاهل السعودي، الملك عبد الله "جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام" لإردوغان "لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاها، ومنها حين كان عمدة اسطنبول حيث حقق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولى رئاسة الوزراء في 14 مارس (آذار) 2003 أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفه العظيمة، وطنيا وإسلاميا وعالميا" بحسب ما ورد في بيان لعبد الله العثيمين، الأمين العام للجائزة التي يرأسها ويشرف عليها ولي العهد السعودي، الأمير سلطان بن عبد العزيز.

ومما يكتبون عن "باشبكان" تركيا (باش تعني الرأس، وبكان تعني وزير) أن اسمه المكون من كلمتين معناهما الطفل القوي (إر قوي، ودوغان طفل) وأنه من أصل قوقازي جيورجي، وكان أبوه أحمد عاملا بسيطا لدى فرقة لخفر السواحل بمدينة "ريزة" الممتدة في الشمال التركي على ساحل البحر الأسود، حيث استقر فيها 13 سنة عاد بعدها في 1967 إلى مدينته اسطنبول حالما بمستقبل أفضل لأولاده الخمسة، فعاشت العائلة في حي مكتظ بالفقراء مثلها، وفيه راح إردوغان يدرس شتاء بمدرسة إسلامية، انطلق منها فيما بعد ليحصل على لقمة العيش من العمل كلاعب نصف محترف لكرة قدم طوال 10 سنوات في ناد لم يعد موجودا الآن.



يقولون أيضا إن بيعه الكعك بالسمسم وهو مراهق، كما والبطيخ والليموناضة بالشوارع خلال عطلة الصيف،

كان لتأمين تكاليف دراسة توّجها "متخرجا في 1981 بادارة الأعمال من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة مرمرة" وهي لا تبدو معلومة صحيحة، لأنه لم تكن في جامعة مرمرة بأوائل الثمانينات كلية للاقتصاد أو للتجارة أصلا، ويبدو أن "الطفل القوي" حصل على شهادة بسيطة في المحاسبة من معهد عالي للدراسة أو شيء من هذا القبيل، وتم ضم المعهد بعدها إلى الجامعة وأصبح فيها كلية، أو أن المعهد نفسه كان اسمه "معهد مرمرة" فتطور وتوسع بعدها إلى جامعة. يثبت هذا الاعتقاد ما دونه كاتب تركي قبل 16 سنة من أن إردوغان، الذي قضى جده رجب (كان إمام مسجد) قتيلا في 1916 أثناء صد حملة روسية- أرمينية استهدفت أراض للدولة العثمانية في ذلك الوقت "لا ينكر أن لديه قصور علمي لعدم توفر الفرصة له للتخصص" وفق تعبير الكاتب واسمه جالموق.

وسواء درس في جامعة أم في معهد، فإن إردوغان، الذي لا يتقن بالفعل أي لغة أجنبية ولم يقم بتغيير منزله البسيط إلى الآن، تعرف حيث كان يدرس إلى أستاذه نجم الدين أربكان، وانضم إلى الحركة الإسلامية في تركيا، وجاءت أول مواجهة له مع القانون والسلطة في 1980 بعد الانقلاب العسكري حين أبلغه رئيسه في هيئة المواصلات ببلدية اسطنبول، وهو عقيد متقاعد في الجيش، بأن عليه أن يحلق شاربه، فرفض واستقال مفضلا الشارب على العمل في مناخ لا يرضاه.

ثم راح ينشط بعدها في العمل السياسي بحزب الرفاه، إلى أن منعت السلطات الحزب في 1998 وبعدها بأربع سنوات أسس مع عبد الله غل حزب العدالة والتنمية، ثم راح بعد توليه الوزارة ينشط في مد يد السلام والتوافق في كل اتجاه: تصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع أذربيجان، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا، ولم ينسى أبناء شعبه من الأكراد، فأعاد لمدنهم وقراهم أسماءها الكردية وسمح لهم رسميا بالخطبة بها وافتتح بنفسه محطة تلفزيونية رسمية ناطق بالكردية، ولم ينس إسرائيل وما تفعله بالفلسطينيين فانبرى لها بكل ما رأيناه في الأيام الماضية وأكثر، ثم تذكر العرب وقال عنهم في كلمة ألقاها قبل شهر حين افتتح قناة تلفزيونية بالعربية موجهة إلى المنطقة: "إن العالم من دونهم لا معنى له، وإن مصير ومستقبل اسطنبول لا يختلف عن مصير ومستقبل أي مدينة عربية، وقد تكون الحدود السياسية خطت بين أوطاننا في التاريخ القريب، وربما الألغام قد زرعت بين دولنا، وربما الجدران والسدود قد شيدت بين أراضينا، إلا أننا نمتلك من القوة والإرادة ما يجعلنا نتجاوز كل هذه العقبات".

العربيه نت - الاحد6/6/2010
 

الصدق منجاة

عضو نشط
التسجيل
22 أغسطس 2009
المشاركات
2,447
الإقامة
kuwait in me
جزاك الله الف خير علي هالموضوع القييم
 

Low Fat

عضو مميز
التسجيل
2 سبتمبر 2009
المشاركات
3,276
الإقامة
قطعه 13
mPT64375.jpg


البطل رجب طيب أردوغان

عندما أشار على شيمون بيريز وقال هذا (( قاتل الأطفال ))




شكرآآآ

 

دوم خسران

عضو مميز
التسجيل
23 سبتمبر 2007
المشاركات
3,173
mpt64375.jpg


البطل رجب طيب أردوغان

عندما أشار على شيمون بيريز وقال هذا (( قاتل الأطفال ))




شكرآآآ


مشاركتك في هذه الصوره هي ملخص مختصر لكتاب كامل عن هذا البطل
أنت لك كل الشكر

جزاك الله الف خير علي هالموضوع القييم

----إهتمامك وشكرك لهذا الموضوع ----
يمثل إنتمائك للمخلصين والأوفياء من هذه الامه
 

LAWYER_Q8

عضو نشط
التسجيل
23 مايو 2010
المشاركات
25
للامانه احترم اوردغان بشده لكن ...

اوردغان لا يجب ان يعتبر بطل لمجرد تصريحات وثرثره اعلاميه بل المطلوب مواقف وللامانه الريال اتوقع ان وده يسوي شي لكن الواقع ضده ...


مثلا عندما يتكلم عن سحب سفير وقطع علاقات مع اسرائيل ترى انه بالذات مشابه لموقفه ابان حرب غزه سحب السفير ووقف المناورات ولكن رد السفير وردت المناورات بدليل انه وقفها الان مره اخرى كما اعلن ...


وعندما يتعلق الامر بتبادل اقتصادي فالكل يعرف حجم التبادل الاقتصادي والعسكري و اكبر دليل على الاشكاليه الان ان هناك صفقه طائرات بدون طيار قد ابرمت للتو ولا يمكن لتركيا الانسحاب منها بعد ان تم العقد>> مجرد مثال

لكن لا يعني ذلك هضم جهد الرجل في الجانب السياسي فهو مجتهد وقد تخفي الايام احداث تصنع بطلا اسمه ((( رجب طيب اوردغان))):rolleyes:
 

العاشق

عضو مميز
التسجيل
18 يناير 2009
المشاركات
14,324
الإقامة
هنا

الف شكر اخي العزيز على هذا الموضوع الراقي

الا اني اتحفظ قليلا على المقارنه بين

رجب طيب اردوغان وام كلثوم

لختلاف الصنعه والهدف

وهذا البطل حقيقتا للأسف انه مقيد بجيش علماني جرت العاده ان اي حكومه تعارض توجهه ينقلب عليها ومدعوم دعم مطلق من امريكا

الا ان رجب طيب بدهاء استطاع ان يحجم الى حدا ما من قدره الجيش على الاطاحه والسيطره على الحكومه الى انه لازال يخشا هذا الجيش

المؤسس على يد جمال اتاتورك اللذي اسسه تأسيس علماني بحت
وسعا على طمس الهويه الاسلاميه للجيش والشعب التركي

حتا بأحرف اللغه التركيه كانت الاحرف العربيه استبدلها بأحرف انجليزيه

وحقيقتا ليس غريب على هذا الرجل هذي المواقف الطيبه تجاه الدين

لأنه من حزب اسلامي تأسس مثل ماذكرت اخي العزيز بعد حل حزب الرفاه

الاسلامي ايضا واللذي هو بالاساس امتداد لجماعه الاخوان المسلمين
المعروفه

وأخيرا نسأل الله العزيز القدير ان يعز الاسلام بهذا الرجل وان يكثر من امثاله

في امتنا

اشكرك مره ثانيه على هذا الموضوع الراقي​
 
أعلى