أخي المهموم

التسجيل
3 يونيو 2007
المشاركات
151
أخي المهموم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى من جمعتني معه كلمة التوحيد لا إله إلا الله .. إليك يا من يحمل الهم وأرى في وجهه الكآبة والغم.

اعلم أخي أن الدنيا زائلة، والعمر قصير، وتذكر أن كل شيء إلى فناء وزوال يقول الحق سبحانه { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }. يحكى عمن كان قبلنا أن أعمارهم كانت طويلة ولا غرابة فإن نوحاً _ عليه السلام _ قد عمّر في دعوته ألفًا إلا خمسين عاما، فقيل لبعض هؤلاء المعمّرين إن أقوامًا يأتون بعدنا أعمارهم لا تتجاوز المائة فقال هذا الرجل: والله لو كنت منهم لجعلتها في سجدة لله تعالى.

ثم دعني أهمس في أذنك أخي يا من اجتاحتك الهموم والغموم وأقول لك: لمَ أنت مهموم؟ أهو دَيْنٌ ألمّ بك؟ أم عيال تحمل همهم؟ أم وظيفة أرهقتك وأضنتك؟ أم ذنب اقترفته فأثر في قلبك بالضيق والهم؟؟ تعرّف على سبب همك والعلاج ميسور ـ بمشيئة الله تعالى ـ يقول تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.

تأمل في هذا التوجيه النبوي واحفظ هذا الدعاء وستجد له أثراً في قلبك وحياتك يقول صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب عبدًا قط همٌ ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرجا. قالوا يا رسول الله: ألا نتعلمهن؟ قال : بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)

ادعُ بهذا الدعاء دائماً ومتى ما وقف المرء مع ربه مناجيًا داعيًا ومتضرعًا متذللًا وخائفًا وجلا، ففاضت عيناه، ارتاحت نفسه وسكن فؤاده واتسع صدره وكان أبعد ما يكون عن الهمّ أعاذني الله وإياك من الهم.

وإني أدعوك يا صاحبي إلى اللجوء إلى الله تعالى بقلبك وقالبك، بعقلك وشعورك، ومخك وعصبك وعظمك. الجأ إلى الذي يكشف الهم والغم، ويجيب المضطر إذا دعاه، الجأ إلى من بيده الملك وإليه يرجع الأمر هذا يونس ـ عليه السلام ـ في بطن الحوت في جوف البحر يدعو ربه ويقول {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فقال الله الكريم مجيبًا عبده الصالح {فاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.

أخي الكريم: دع الهم وابدأ الحياة فوالله إن الناجح هو من نظر إلى ما هو فيه بعين الرضا، وجعل من المحنة منحة، ومن المصيبة رفعة، ومن السقوط صعودًا ولا أظنك إلا من هؤلاء الناجحين فدع الهم وقم للنجاح وأبدأ الصعود مرة أخرى وفقك الله وسدد على الخير خطاك، وأبعد همك وشرح صدرك. والسلام.
 

عبد المعين

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2009
المشاركات
372
أخي الكريم: دع الهم وابدأ الحياة فوالله إن الناجح هو من نظر إلى ما هو فيه بعين الرضا، وجعل من المحنة منحة، ومن المصيبة رفعة، ومن السقوط صعودًا ولا أظنك إلا من هؤلاء الناجحين فدع الهم وقم للنجاح وأبدأ الصعود مرة أخرى وفقك الله وسدد على الخير خطاك، وأبعد همك وشرح صدرك. والسلام.

جزاك الله خير
 
أعلى