Day_trading
موقوف
راشد محمد الفوزان
هذه العبارة قرأتها وسمعتها سواء من خلال الحوار الشخصي أو المنتديات في الإنترنت التي تعج بمنتديات الأسهم غثها وسمينها، وسمعتها من كل خاسر ومضارب في السوق وليس من كل رابح ومستثمر. وأجد هذه العبارة تردد كثيرا، بأن سوق الأسهم السعودية لا تخضع أو تتطلب تحليلا أو قراءة، والحقيقة الواضحة أن سوق الأسهم السعودية تخضع للتحليل الدقيق تماما وبتفصيل كامل، سواء كان تحليلا أساسيا للسوق بكل معطياتها من تحليل القوائم المالية للشركة أو العوامل المؤثرة من داخل الشركة وخارجها بكل تفاصيلها، وهذا يهم المستثمرين وحتى المضارب الحصيف.
أما المضارب اليومي فهو يحتاج إلى التحليل الأساسي بنسب أقل كثيرا، ولكن يحتاج إلى التحليل الفني تماما وهو شبه مفقود من الغالبية، وهو يحدد توقيت الدخول الخروج من السهم والقوى النسبية للسهم والتدفق النقدي وغيرها من المؤشرات الفنية التي تقدم قراءة تحليلية، سواء ليوم أو يومين أو شهر وشهرين لحركة السهم السعرية، إذاً السوق تخضع بصورة كلية للتحليل الأساسي والتحليل الفني ووفق معطيات علمية حقيقية لا يمكن التخلي عنها.
ما يروّج من أن السوق السعودية لا تحتاج أو تخضع للتحليل الأساسي أو الفني، هو حديث عار من الصحة وكل مروّج له لا يدرك أبجديات أسواق المال وتحليلها وقراءتها، فكل متعامل محترف في السوق لا يستغني عن هاتين الأداتين من التحليلات، فهي كمن يذهب للطبيب ليكشف عن أسباب مرضه أو علته، فهل وجدنا طبيبا متمكنا من عمله يصرف دواء مباشرة دون أن يسأل مريضه عن عوارض المرض وفحص دقيق له وتحليل وأشعة وغيرها من التفاصيل المهمة لكي يصف له العلاج الناجع.
إن ما يردد عن أن سوق الأسهم السعودية لا تحتاج إلى تحليل أو قراءة فكأنه يضع شركة سابك موازية لشركة المواشي، ويضع شركة الراجحي المصرفية موازية لشركة بيشة، وشركة سافكو موازية لشركة الباحة وهكذا، هل هذا منطقي، أو يمكن القبول به؟. بالطبع لا.
إذاً السوق تخضع للتحليل والقراءة المعمقة والكاملة، ولكن المشكلة أن المتداولين أو لنسمهم المضاربين غير الواعين وغير المدركين لأبعاد المضاربة الحقيقة بعلمها وفنها هم من يصفون السوق بهذه الصفة، أو يخضعون هذه النظريات العقيمة والعمل على ترسيخها في السوق، وهذا خطأ كبير وغير صحيح، وستقذفهم السوق إن عاجلا أو آجلا بعد أن تتزايد خسائرهم وتتقلص رساميلهم، وهي نتيجة طبيعة لأي سوق، فلا يوجد في كل سوق المحترفون والعالمون ببواطن أسواق المال، فنجد أنها أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، ولكن أقدم لهم نصيحة من تجربة وخبرة ومعرفة: أن كل من لا يدرك أبعاد أسواق المال ودهاليز المضاربة أو حتى الاستثمار، وهي مكشوفة في السوق السعودية، أن يتوجه إلى صناديق الاستثمار البنكية، وأفضل الصناديق يمكن معرفتها من خلال التقارير التي تنشر في موقع ''تداول'' أو هذه الصحيفة كل إثنين، وله أن ينظر أي البنوك حقق النسبة العليا ونموا، هي مسائل واضحة لا لبس بها، ولكن يصر الكثير على أن يضارب بنفسه ويشتت نفسه وعمله وحياته اليومية، فلو قام بحسبة بسيطة بين ما حقق من أرباح، إن كان هناك أرباح حققها، وبين نسبة نمو أي صندوق بنكي مميز لوجدنا تفوقا للصندوق وبمراحل كبيرة، ولكن يصر الكثير على أن يقوم بنفسه بالمضاربة ويعود لدائرة الخسائر والمخاطر التي لا حدود لها أو لا يدرك أبعاد خطورتها التي معها يتآكل رأسماله عاجلا غير آجل.
سوقنا السعودية كأي سوق مالية أو بورصة أسهم، تخضع للتحليل والقراءة والعلم والمعرفة والدراية، وليس بنظام توصيات جوّال وهاتف وترديد مصادر ثقة ومصادر لا نهاية لها، وحين تسأل تقول: لماذا الشراء لهذا السهم؟ يأتيك الجواب: ليس مهما الإجابة فقط اشتر هذا السهم، وبذلك غاب التحليل والقراءة وعطل العقل والمنطق، إذاً لماذا الشكوى من الخسائر يا من غيبت كل هذا؟!.
* نقلاً عن جريدة "الاقتصادية" السعودية
هذه العبارة قرأتها وسمعتها سواء من خلال الحوار الشخصي أو المنتديات في الإنترنت التي تعج بمنتديات الأسهم غثها وسمينها، وسمعتها من كل خاسر ومضارب في السوق وليس من كل رابح ومستثمر. وأجد هذه العبارة تردد كثيرا، بأن سوق الأسهم السعودية لا تخضع أو تتطلب تحليلا أو قراءة، والحقيقة الواضحة أن سوق الأسهم السعودية تخضع للتحليل الدقيق تماما وبتفصيل كامل، سواء كان تحليلا أساسيا للسوق بكل معطياتها من تحليل القوائم المالية للشركة أو العوامل المؤثرة من داخل الشركة وخارجها بكل تفاصيلها، وهذا يهم المستثمرين وحتى المضارب الحصيف.
أما المضارب اليومي فهو يحتاج إلى التحليل الأساسي بنسب أقل كثيرا، ولكن يحتاج إلى التحليل الفني تماما وهو شبه مفقود من الغالبية، وهو يحدد توقيت الدخول الخروج من السهم والقوى النسبية للسهم والتدفق النقدي وغيرها من المؤشرات الفنية التي تقدم قراءة تحليلية، سواء ليوم أو يومين أو شهر وشهرين لحركة السهم السعرية، إذاً السوق تخضع بصورة كلية للتحليل الأساسي والتحليل الفني ووفق معطيات علمية حقيقية لا يمكن التخلي عنها.
ما يروّج من أن السوق السعودية لا تحتاج أو تخضع للتحليل الأساسي أو الفني، هو حديث عار من الصحة وكل مروّج له لا يدرك أبجديات أسواق المال وتحليلها وقراءتها، فكل متعامل محترف في السوق لا يستغني عن هاتين الأداتين من التحليلات، فهي كمن يذهب للطبيب ليكشف عن أسباب مرضه أو علته، فهل وجدنا طبيبا متمكنا من عمله يصرف دواء مباشرة دون أن يسأل مريضه عن عوارض المرض وفحص دقيق له وتحليل وأشعة وغيرها من التفاصيل المهمة لكي يصف له العلاج الناجع.
إن ما يردد عن أن سوق الأسهم السعودية لا تحتاج إلى تحليل أو قراءة فكأنه يضع شركة سابك موازية لشركة المواشي، ويضع شركة الراجحي المصرفية موازية لشركة بيشة، وشركة سافكو موازية لشركة الباحة وهكذا، هل هذا منطقي، أو يمكن القبول به؟. بالطبع لا.
إذاً السوق تخضع للتحليل والقراءة المعمقة والكاملة، ولكن المشكلة أن المتداولين أو لنسمهم المضاربين غير الواعين وغير المدركين لأبعاد المضاربة الحقيقة بعلمها وفنها هم من يصفون السوق بهذه الصفة، أو يخضعون هذه النظريات العقيمة والعمل على ترسيخها في السوق، وهذا خطأ كبير وغير صحيح، وستقذفهم السوق إن عاجلا أو آجلا بعد أن تتزايد خسائرهم وتتقلص رساميلهم، وهي نتيجة طبيعة لأي سوق، فلا يوجد في كل سوق المحترفون والعالمون ببواطن أسواق المال، فنجد أنها أصبحت مهنة لمن لا مهنة له، ولكن أقدم لهم نصيحة من تجربة وخبرة ومعرفة: أن كل من لا يدرك أبعاد أسواق المال ودهاليز المضاربة أو حتى الاستثمار، وهي مكشوفة في السوق السعودية، أن يتوجه إلى صناديق الاستثمار البنكية، وأفضل الصناديق يمكن معرفتها من خلال التقارير التي تنشر في موقع ''تداول'' أو هذه الصحيفة كل إثنين، وله أن ينظر أي البنوك حقق النسبة العليا ونموا، هي مسائل واضحة لا لبس بها، ولكن يصر الكثير على أن يضارب بنفسه ويشتت نفسه وعمله وحياته اليومية، فلو قام بحسبة بسيطة بين ما حقق من أرباح، إن كان هناك أرباح حققها، وبين نسبة نمو أي صندوق بنكي مميز لوجدنا تفوقا للصندوق وبمراحل كبيرة، ولكن يصر الكثير على أن يقوم بنفسه بالمضاربة ويعود لدائرة الخسائر والمخاطر التي لا حدود لها أو لا يدرك أبعاد خطورتها التي معها يتآكل رأسماله عاجلا غير آجل.
سوقنا السعودية كأي سوق مالية أو بورصة أسهم، تخضع للتحليل والقراءة والعلم والمعرفة والدراية، وليس بنظام توصيات جوّال وهاتف وترديد مصادر ثقة ومصادر لا نهاية لها، وحين تسأل تقول: لماذا الشراء لهذا السهم؟ يأتيك الجواب: ليس مهما الإجابة فقط اشتر هذا السهم، وبذلك غاب التحليل والقراءة وعطل العقل والمنطق، إذاً لماذا الشكوى من الخسائر يا من غيبت كل هذا؟!.
* نقلاً عن جريدة "الاقتصادية" السعودية
