مقابلة شاملة بالرأي العام
كيف تقرأ خطوة دخول المصارف الأجنبية للعمل المحلي وهل ترى البنوك المحلية قادرة على مجاراتها؟
- في البداية كان هناك تخوف من 10 سنوات أن تأتي البنوك الأجنبية بخبراتها الكبيرة وخدماتها العالمية ولكن اليوم البنوك الكويتية في أحسن حالاتها واستعدت لهذه المنافسة وفي الوقت نفسه هناك بنوك تقليدية وإسلامية فالبنوك الإسلامية أقل خطورة على اعتبار التخصص وانها أكثر مصداقية من الأجنبية، حتى المصارف الاسلامية والبنوك الاجنبية خبراتها في المصارف التقليدية كبيرة فبالتالي هي أشد منافسة للبنوك الكويتية التقليدية وهذا لا يعني ألا نتطور لأن البنوك الاجنبية تعمل في رقعة كبيرة وخبراتها أكثر ومتعددة فعلى البنوك سواء التقليدية أو الإسلامية أن تطور من نفسها في آلياتها ومنتجاتها على مستوى الدول العربية والخليجية فلا خوف على الصناعة المصرفية الكويتية فهناك كفاءات مثالية في هذ القطاع.
هل تؤيد مقولة أن سوق الكويت للأوراق المالية هو الأفضل في الأسواق الخليجية؟
- لا شك أن سوق الكويت للأوراق المالية تطور بشكل كبير فالعقبات التي تمت في السوق سابقاً كأزمة سوق المناخ خلقت تشريعات جديدة متطورة وشفافية وإدارة البورصة تحاول أن تطور نفسها في فترة وجيزة, وعلى مستوى الخليج بورصة الكويت هي الأقدم والأنشط والأكثر خبرة.
يشهد السوق المحلي إنشاء شركات تمويلية تعمل وفق الشريعة الإسلامية فكيف تقرأ هذه الظاهرة؟
- انه دليل على نجاح الصناعة المصرفية في المنتجات الإسلامية وخصوصا اننا دول عربية إسلامية ففي السابق كانوا في تردد من انشاء المصارف الإسلامية لكن نجاح بيت التمويل الكويتي ونجاح البنوك الإسلامية في المنطقة أكد على نجاح الصناعة المصرفية الإسلامية وان كانت حديثة عليهم لكن أثبتت نجاحا في نمو الأموال التي تديرها ونمو الودائع والمنتجات التي تواكب العصر وبالأرباح التي حققتها تلك البنوك.
البنك المركزي سمح لثلاثة بنوك تعمل وفق الشريعة الإسلامية فهل تعتقد ان هذا العدد كافٍ في ظل الطلبات المتزايدة لإنشاء بنوك إسلامية؟
- اتفق مع سياسة البنك المركزي في هذا الخصوص ولكن أعطي فترة سنتين لتقييم السوق ولابد أن ننوه إلى شيء، إن تأسيس بنوك إسلامية جديدة هو موقوف حالياً ولكن تحويل البنك التقليدي إلى اسلامي سار العمل به.
هل هذا العدد من البنوك الإسلامية كافٍ في الوقت الحالي؟
- من وجهة نظري إلى الآن البنك العقاري لم يعمل فأعتقد ان عدد ثلاثة بنوك كاف من جهة التأسيس في المنظور القريب, ولكن اتمنى ان جميع البنوك تتحول إلى بنوك إسلامية وفي تصوري على المنظور البعيد ليس كافيا فخمسة بنوك للخمس سنوات المقبلة يكون أفضل.
هل تتوقع بعد السنوات الخمس المقبلة تحول أغلب البنوك التقليدية إلى بنوك إسلامية؟
- هذا توقع صعب المنال فهناك أناس عندهم قناعاتهم والصناعة المصرفية التقليدية تستحوذ على بعض أساليب التداول التي لا تستطيع البنوك الإسلامية تغطيتها حتى الآن.
هل تعتقد ان شركات التمويل التي تعمل في السوق المحلي تمثل في الواقع بنوكاً تقوم بطاقة الاعمال البنكية وهل ترى أن هذه ظاهرة يجب الانتباه إليها؟
- الشركات التمويلية تكمل عمل البنوك ولا تستطيع القيام بأعمال البنوك التقليدية أو الإسلامية على اعتبار أن ما يميز البنك عن الشركة هو قبول الودائع وان جمع الأموال عن طريق الودائع خدمة كبيرة تستقطب كثيرا من الناس وما زال في تصوري ان الشركات لديها تحدٍ كبير في كيف تجني أموالا بكلفة قليلة فالبنوك التقليدية أو الإسلامية عندهم مجال الحساب الجاري فتكلفته تقريباً تكون معدومة بالنسبة للبنك وبالتالي تزيد الأموال وموارد قليلة التكلفة بحيث يقدر يستخدمها ويعكس استثمارها بأسعار أقل من الشركات الاستثمارية فالبنك التقليدي لديه مساحة كبيرة في المنافسة بتكلفة أقل على سبيل المثال القروض الاستهلاكية.
هناك تحذيرات متزايدة من مخاطر القروض الاستهلاكية كيف تقيم هذه التحذيرات؟
- أعتقد أنه مبالغ فيها لا شك أن الوسطية مطلوبة وخوف بعض العملاء الذي لا يدرك الأسباب التي ستؤثر على دخله ومستوى معيشته وعلى وضعه الاجتماعي وكان فيه نهم استهلاكي فلذلك لابد من وضع ضوابط فالمنع ليس هو الحل، الترشيد والتوعية أفضل، فالبنك المركزي عنده تعليمات جيدة في هذ الاطار فالقروض الاستهلاكية هي محرك للأنشطة التجارية، فإذا تصورنا أن ليس هناك قروض أو تسهيلات فالتجار لا يقدرون ان يبيعوا مثل شركات السيارات التي تعتمد بشكل كبير على القروض الاستهلاكية «فلا افراط ولا تشديد».
اعتقد ان السوق تطور فهناك رقابة من البنك المركزي وضوابط لابد من وعي الأشخاص حتى لا يأخذوا أكثر من طاقتهم, القروض الاستهلاكية هي منشطة للاقتصاد الكويتي فشركات التمويل الإسلامية تنفق في السنة الواحدة أكثر من 700 الى 800 مليون دينار، وهذا مبلغ كبير يحرك الاقتصاد فيجب ألا يكون الافراط فيها بشكل غير مدروس ولا أيضا التخفيف فيها أكثر من اللازم.
أسس بيت الاستثمار الخليجي شركة انوفست كابيتال لتكون ذراعا ومستشاراً عقارياً في السوق الاميركي فما مشروعاتكم العقارية هناك وكم قيمتها وعوائدها الاستثمارية وهل تنوون التوسع أكثر في السوق الاميركي؟
- آخر منتج لدينا في أميركا كان صندوق المراكز الصحية بحجم 120 مليون دولار ورأس المال المطلوب كان 30 مليون دولار ووصلنا الى 35 مليون دولار، فالسوق الاميركي بالنسبة لنا وللعالم هو أكبر سوق ونحن نعكس احتياجات عملائنا فأعتقد ان السوق الاميركي هدف من أهداف كل مستثمر أو محفظة استثمار فهو سوق منظم ويعكس اهتمام العالم والدولة لديها استثمارات كبيرة هناك مثل الهيئة العامة للاستثمار.
فنحن لنا ذراعان أولاً التملك الخاص ومن خلاله تملكنا شركتين في أميركا وثانياً من خلال انوفست التي لها عامان في أميركا فلنا تجارب في صندوق بنيان العقاري أسسنا وحققنا عوائد وصفينا الصندوق وأخذنا الأموال استثمرناها واعدناها بأرباح.
ما مشاريع انوفست الحالية؟
- هناك مشروع خاص بـ 15 مليون دولار لتملك وحدات سكنية صغيرة «مثل الاستديو» فالمجتمع الاميركي بدأ التوجه لتملك الوحدات الصغيرة وعليها طلب كبير، وتمكنا من خلال العمل هناك بالتعاون مع مؤسسات محلية تعمل لنا أسلوبا تمويليا يناسب الشريعة الإسلامية.
وهناك ثقة من الكويتيين في السوق الاميركي اكثر من الخليجيين كأفراد عن أي خليجي آخر ودليل على ذلك احداث 11 سبتمبر كان هناك حجز على بعض الودائع الخليجية ولكن ما يخص الكويت كان مختلفا فالكويتيون متقدمون عن غيرهم من الخليجيين في قضية الاستثمار فليس لدينا مشاكل في استثماراتنا في أميركا فالمستثمر عنده ثقة في السوق, فعند انشاء صندوق بنيان العقاري كانت احداث 11 سبتمبر فتم في الوقت المخطط له دون أي تأثير.
لبيت الاستثمار الخليجي شركة تابعة في السوق الإماراتي هي شركة مدائن العقارية فما المشروعات العقارية التي تديرها هناك؟
- الشركة حتى الآن تحت التأسيس وأخذنا الترخيص برأسمال 500 مليون درهم (40 مليون دينار) وسنبدأ التأسيس خلال اسبوعين وهناك شراكة إماراتية بـ 51 في المئة ونمتلك نحن 49 في المئة.
هل هناك ادراج شركة جديدة تابعة لبيت الاستثمار الخليجي قريباً؟
- تم ادراج تعمير الخليجي من شهرين سابقين ونحاول في استراتيجيتنا أن تكون عملية امتلاك شركة جديدة أو ادراجها في السنة مرة واحدة.
هل سعر سهم بيت الاستثمار الخليجي عادل أم لا؟
- اعتقد ان المستثمر هو الذي يقرر هذا الأمر ونحن كإدارة نعمل على تحقيق الأهداف التي أسست من أجلها الشركة لتحقيق عائد للمستثمرين، أما صعود أو نزول السهم فله مسببات كثيرة ولا نتدخل في السوق الا بحدود القانون والشركة واعدة وفيها استقرار وبها منتجات.
هل هناك نية لبيع صفقات عن طريق بيع الأصول وهو العائد التشغيلي لبيت الاستثمار؟
- نحن موجودون في السوق وشركاتنا جزء منها ادرجت فبالتالي نشتري ونبيع في جزء من هذه الشركات وهناك صفقة عقارية في عمان نجرب السوق نشتري ونبيع.
هل هناك نية لتحالف بيت الاستثمار مع شركات إسلامية أخرى؟
- التحالف له مسببات وعدد الشركات كبير فالمستقبل في هذا الاتجاه ممكن يكون هناك دمج أو يكون أي نوع من التحالفات تؤدي في نهاية المطاف الى دمج، لكن نحن كشركة لدينا شركات كثيرة فمن باب أولى أن نستفيد منهم فالتوجه الآن ان أفعل التعاون بيني وبين الشركات التي نملك فيها في دول مختلفة فالدمج يحتاج ان يكون بيننا تعاون مبني على أسس اقتصادية وفيها منافع للطرفين ومكاسب للطرفين.
هل هناك نية لدخول السوق العراقي؟
- السوق العراقي سوق كبير ولكن من الصعب ان نستثمر حالياً لعدم الاستقرار الأمني، ففي المنظور القريب ليس لدينا نية لدخول السوق.
نمو الطلب على المال الإسلامي يتراوح ما بين 10 إلى 15 في المئة سنوياً
أشار الرويح إلى أن نمو الطلب على المال الإسلامي يتراوح ما بين 10 الى 15 في المئة سنوياً، فالمؤسسات المالية إذا ابتعدت عن الجانب السياسي ومظاهر التطرف وغيرها ستنجح، موضحا انه في الدول الاخرى يحدد التعامل بالطريقة الشرعية من جانب انه يمثل الأمان والمشاركة والمستقبل لهذا الدين لكل مناحي الحياة اقتصاد، اجتماع وغيره, ولكن لابد ان نتبع الطريقة الحضارية وديننا يستوعب الجميع ولكن من يمثله فهناك اشخاص قدراتهم محدودة وضيقة، فهذا يعمل على عدم الانتشار، فالدين الإسلامي دين المعاملة.
وأعرب الرويح عن تفاؤله للتقدم الكبير الملحوظ للاقبال على التعاملات الإسلامية الشرعية، مشيرا الى أن هناك مسلمين يملكون أموالا ويترقبون مثل هذه المؤسسات الإسلامية وهناك استثمار وتحقيق عوائد من قبل هذه المؤسسات.
في العام 2006 سيؤسس بيت الاستثمار الخليجي شركتين
أوضح الرويح ان العوامل التي يستند عليها بيت الاستثمار الخليجي في النمو واضحة وثابتة وان الشركة استثمارية عامة ولكن تتخصص في الاستثمار المباشر وامتلاك وتأسيس الشركات أو امتلاك جزء من الشركات، مشيرا الى أن بيت الاستثمار الخليجي لديه تواجد جيد في الكويت والبحرين.
وبيّن الرويح ان بيت الاستثمار الخليجي يبحث الفرص في قطر وهناك محادثات مع بعض الجهات، وهناك موافقة على تأسيس شركة في الامارات وتم تأسيس شركة في السعودية، مشيرا الى أن تركيز الشركة كان ينصب في البداية على الكويت ومن ثم البحرين وحالياً هناك تحالف مع مجموعة استثمارية في عمان للاستثمار العقاري وسيرى هذا التحالف النور قريباً وايضاً هناك توجه لتأسيس شركات في عمان.
وأشار الرويح الى أن بيت الاستثمار الخليجي يبحث بعض الفرص حالياً في الاردن ولبنان وهناك توجه لبعض الدول الأخرى في آسيا في مراحل مبكرة وندرس بعض الفرص في تركيا, موضحاً ان بيت الاستثمار الخليجي سينتهي من تأسيس شركة أو شركتين خلال 2006.