الأيام العشر.. مشروع لاستدراك العمر.......

زين العابدين

عضو نشط
التسجيل
31 يوليو 2004
المشاركات
715
فضل الأيام العشر

منقول...........

من أعظم مواسم الخير هذه الأيام العشر، فقد روى البخاري وغيره من حديث عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله لم يرجع من ذلك بشيء".

وقد روى هذا الحديث عن ابن عباس سعيد بن جبير، وكان من خبره حين سمعه أنه كان إذا دخل العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال: "لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر".

إنها دعوة لتدارك العمر كله؛ فالركعة بركعات، والتسبيحة بتسبيحات، والصدقة بصدقات، والقربة بقربات.

إن المسلم إذا كان في المسجد الحرام فإنه يقوم يصلي، فإذا فتر وتعب، وأراد أن يستريح تذكر أن الركعة بمائة ألف ركعة فيقوم متحفزا للصلاة، فيتجافى جنبه عن المضجع، وكلما تعب سلى نفسه بقوله: إن من وراء الموت نوما طويلا، فاصبري، كيف تنامين عن ركعة بمائة ألف ركعة، لئن زهدت في هذا، فوالله لا أراك تنشطين بعدها أبدا، وهكذا يستحث نفسه على السير إلى الله لما فيه خيره وفلاحه.

فإذا كانت الركعة في المسجد الحرام بمائة ألف، وكانت العبادة في هذه الأيام أفضل من العبادة في المسجد الحرام في غير هذه الأيام فبكم عساها تكون الركعة... إنها ركعة بمئات الألوف، وتسبيحة بمئات الألوف... إنه استدراك العمر.


الفوز في السباق!

جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله انطلق زوجي غازيا، وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى، وبفعله كله، فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع. قال لها: أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي، وتصومي ولا تفطري، وتذكري الله تعالى ولا تفتري حتى يرجع؟ قالت: ما أطيق هذا يا رسول الله! فقال: "والذي نفسي بيده لو أطقته ما بلغت العشر من عمله" رواه أحمد، وصححه الألباني.

ٍوعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قيل يا رسول الله ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول: لا تستطيعونه، ثم قال: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

فالذي يريد أن يدرك فضل المجاهد عليه أن يصوم فلا يفطر، وأن يقوم مصليا فلا يفتر حتى يعود المجاهد، فإن أفطر من الصيام، وإن استراح من الذكر فقد خسر السباق، ومن يستطيع ذلك؟!!.

لكنك اليوم تستطيع أن تفوز في السباق؛ فالعبادات من صلاة وصيام، وذكر واستغفار، وتسبيح وتهليل، وإعانة للمحتاجين، وإغاثة للملهوفين... هذه العبادات في هذه الأيام -وفي هذه الأيام فقط- أثقل في الميزان من الجهاد في سبيل الله.

فإلى كل ثقيل لا يتحرك... إلى كل بطيء لا ينشط... إلى كل مقتصد لا يجتهد... إلى كل من كان يريد فيعجز... إلى كل من أضاع عمره فبنى في الدنيا، وخسر الآخرة أو كاد... ها هي الفرصة لاستدراك العمر!.

الشيخ حامد العطار
باحث شرعي بموقع "إسلام أون لاين نت"
 
أعلى