الرهان الخاسر...

TARIQ AALALI

عضو جديد
التسجيل
24 مارس 2006
المشاركات
4
الرهان الخاسر...

التعليق الأسبوعي للأسواق الأميركية
بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب

الأسبوع الماضي
تزايد قلق المستثمرين في أوائل الأسبوع الماضي من استمرار حملة رفع الفائدة في المستقبل، بعد أن أعرب رئيس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي يوم الإثنين عن تفاؤله بالنسبة لمستقبل النمو اقتصادي، وبعد أن أبدى مؤشر سعر المنتج الذي يعتبر مقياساً للتضخم الاقتصادي تدنياً بأقل من المتوقع. إلا أن التخوّف انقلب تفاؤلاً يوم الجمعة عندما أظهر رقم مبيعات البيوت الجديدة تدنياً حاداً بنسبة 10.5% لشهر فبراير. فقد رأى المستثمر في تباطؤ قطاع المنازل سبباً كافياً لتوقّف الاحتياطي الفدرالي عن رفع أسعار الفائدة*.

* راجع العدد الماضي لمعرفة أهمية قطاع المنازل في الاقتصاد.

أداء المؤشرات الرئيسية


هذا الأسبوع
سيبدأ المستثمر تعاملاته يوم الاثنين وسط جوّ من الترقّب، بانتظار بمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه الأسواق. وفيما يلي أهم أحداث هذا الأسبوع، والتي قد يكون لبعضها أثر مهم على تحرّك الأسواق:
1- اجتماع لجنة الاحتياطي الفدرالي (fed) يومي الإثنين والثلاثاء، وهو الأول برئاسة بن برنانكي. ويتوقّع أغلب المحللين أن يرفع الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة بربع نقطة، لتكون تلك الخطوة الخامسة عشرة على التوالي، وليصل سعر الفائدة بذلك إلى 4.75%. وهم يترقّبون على وجه الخصوص البيان الذي يلي الاجتماع، ليروا ماذا سيقول مجلس الإحتياطي الفدرالي بشأن رقم مبيعات البيوت الجديدة السلبي الذي صدر الأسبوع الماضي.

2- الأرقام الاقتصادية الكثيرة، وأهمها أرقام ثقة المستهلك ومؤشر شيكاغو الصناعي ورقم طلبيات المصانع.

3- تقارير أرباح بعض الشركات من قطاع التجزئة كشركة والغرين (wag) يوم الإثنين، وتيفانيز (tif) يوم الثلاثاء وباست باي يوم الخميس (bby).

أرقام الأسبوع الاقتصادية


تطلعات
إنه لمن الملفت حقاً أن مؤشرات الأسهم باتت ترتفع كلما صدر خبر اقتصادي سيئ. وآخر مثال على ذلك ارتفاع الأسواق يوم الجمعة إثر صدور البيان السلبي لمبيعات البيوت الجديدة. فالمستثمر يعتقد بأن التباطؤ الاقتصادي سيجبر الاحتياطي الفدرالي على التوقف عن رفع أسعار الفائدة، مما سيؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأسهم. إلا أن الإحصاءات تشير إلى العكس تماماً. ففي السنوات الـ53 الأخيرة، قاد الاحتياطي الفدرالي 12 حملة لرفع أسعار الفائدة كالتي نشهدها اليوم، وقد تلى 10 حملات منها تدنّ بنسبة 22% في مؤشر ستاندارد اند بورز، خلال فترة معدّلها 10 أشهر من انتهاء كل حملة. كما وقع الاقتصاد في فترة ركود بعد 9 من هذه الحملات.

لذا، فإن رهان المستثمرين خاسر على الأرجح، ليس للأسباب التاريخية التي ذكرناها فحسب، بل لعوامل عديدة أخرى كأسعار الأسهم المبالغ فيها، وأسعار النفط المرتفعة، والعجز التجاري القياسي، والأوضاع الجيوسياسية غير المطمئنة، وأسعار المنازل التي تنذر بالتدني والتي شكّلت خلال العامين الماضيين أحد أهم موارد السيولة بالنسبة للمستهلك الأميركي.
 
أعلى