ارتفاع الأسواق الأمريكية.. حقيقة أم خدعة

تقني

عضو نشط
التسجيل
6 فبراير 2002
المشاركات
131
كتب احمد مفيد السامرائي في جريدة الرياض

أداء مؤشرات الأسواق الأمريكية خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين لم تكن اعتيادية، فلأول مرة منذ مارس 2000يرتفع مؤشر الداو اكثر من 3% ضمن جلستي تداول متعاقبتين، وبالرغم من أن تلك المدة الزمنية بين مارس 2000وأكتوبر 2002ليست بذلك البعد، إلا أن الكثير من المتغيرات السوقية والاقتصادية حدثت خلال تلك المدة.
وبالرغم من البعض أعتقد أن هذا الارتفاع والذي أنهى فيه الناسداك أسبوع تداوله على ارتفاع ,62% والداو والستاندر اند بور بمقدار ,43% هو دلالة على وصول المؤشرات إلى القاع، وحان وقت الارتفاع.
ولكن لنتذكر جيدا، كيف كان حاجز 4000نقطة في الناسداك هو القاع للبعض عندما كان المؤشر يتبختر عند حاجز الخمسة آلاف نقطة، ومن ثم حواجز , 20003000وكاد أن يهبط تحت 1000نقطة قبل أيام معدودة فقط، والحال نفسه للداو جونز والذي كاد أن يهبط تحت مستويات السبعة آلاف.
وإن ارتفاع أسبوع واحد بعد ستة أسابيع هبوط متتالي هو أمر طبيعي ضمن الوضع النفسي وليس بالضرورة مرتبطاً بعوامل متينة وملموسة، فالاقتصاد لا يزال ضعيفا، وعجز الميزانية يفوق 150مليار دولار والحرب على الأبواب، والذي تتطلب حسب خبراء الكونغرس إلى 13مليار دولار للتوجه بالقوات والمعدات لمنطقة الشرق الأوسط، وإذا افترضنا بان هذه القوات ستعود بعد انتهاء مهمتها، فإن نفس النفقات ستكون مطلوبة لعودتهم، وإذا ما طاب لهم شمس المنطقة ورائحة البترول، فان بقاءهم سيتطلب 5مليارات دولار شهرياً، فهم لا يقتنعون سوى بالماء المصفى ووجبات طعام ساخنة وطازجة، وسكن درجة أولى، وهذا لن يكون في مصلحة الاقتصاد الأمريكي، حيث هذه المرة ستكون القائمة مدفوعة من جيب العم سام.
وإذا تطرقنا إلى أداء الشركات ونتائجها، فمنذ متى كانت نتائج شركة الإنترنت ( ياهو) كافية لقيادة السوق نحو الارتفاع؟ أليست هي الشركة التي سقطت من مستويات 200دولار إلى 9دولارات مع أحداث 11سبتمبر واليوم هي ضمن حاجز 13دولارا؟
وارتفعت الأسواق يوم الجمعة الماضي بعد قيام احد محللي مؤسسة المال العالمية( ليمن بروذيرز) بتوقع ارتفاع نفقات الشركات على معدات تقنية المعلومات خلال عام 2003ضمن تقريره على شركة ( أي بي ام)
كما قادت شركة جنرال الكتريك التي هوت قيمة أسهمها بحدود 40% منذ بداية العام، السوق إلى الارتفاع بتحقيقها ارتفاعاً في إيرادات الربع الثالث من مستوى , 295مليار دولار خلال الربع الثالث من العام الماضي إلى مستوى , 326مليار دولار حالياً. وبنظرة سريعة على الميزانية المالية، نجد أن الشركة استفادت كثيراً من عملية بيع وحدة الأعمال الإلكترونية التابعة لها بقيمة 317مليون دولار والتي غطت عن خسائر فرع التأمين للشركة والتي تكبدت خسائر 165مليون دولار بعد حوادث الفيضانات التي لحقت بمناطق شاسعة في أوربا خلال الأشهر الماضية. كما ساعد حجم الإعلانات التي وجهت نحو قناة ( ان بي سي) التابعة للمجموعة إلى رفع أرباح القناة بمقدار 59%، كما ساهمت وحدات أنظمة الطاقة إلى أداء المجموعة الكلية، التي ارتفعت أرباحها بمقدار 16% إلى أداء المجموعة الكلية.
الوضع غير مستقر حاليا، والأسواق لا تزال تحمل المفاجآت، صحيح إنها لن تكون بالحدة السابقة، إلا أن الأفضل على المستثمرين عدم التسرع والحكم على أداء الأسبوع الماضي على أساس انه النمط الجديد للأسواق، الأسبوع الحالي سيعطي بعض التوضيحات عندما تقوم مئات الشركات بالإعلان عن بياناتها المالية ومنها شركات كبرى مثل (انتل)، (جونسن اند جونسن)، (موتيرلا)، كما ستقوم شركات (هاني ويل)،(جي بي مورغان)، (كرافت)،(ميريل لينش)، (رويترز) في يوم الأربعاء القادم، وفي اليوم التالي، ستعلن شركات( مايكروسوفت، نوكيا، نورتيل، صن، أي باي ، جيت واي) عن بياناتها المالية، وأي رقم لا يعجب السوق، سيعيدها إلى نقطة البداية.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents/13-10-2002/Economy/Markets_1061.php
 
أعلى