مقال في الصميم((جريدة الاقتصادية))

عالم الابداع

عضو محترف - مشرف القسم السعودي
التسجيل
31 ديسمبر 2005
المشاركات
2,379
الإقامة
SAUDI ARABIA
ضحايا الأسهم.. "الأقربون أولى بالمعروف"
- - د. عبد الرحمن عبد الله الصقير - 20/03/1427هـ
wasmy84@hotmail.com

يكاد يجمع أهل الاختصاص على أن ما حل بسوق الأسهم السعودي في الآونة الأخيرة يعد انهيارا وكارثة حقيقية ستبقى آثاره وانعكاساته لفترة غير قصيرة. ومثلا في عدد "الاقتصادية" 4541 بتاريخ 18/2/1427هـ، على سبيل المثال، ذكر الدكتور ياسين الجفري أننا " يجب ألا نستهين بحجم الضرر الذي طال الاقتصاد والمجتمع السعودي " وأن " هناك مشاكل اجتماعية نجمت نتيجة للانهيار الذي حدث".
كما أن الواقع الملموس يؤكد عمق الكارثة خصوصا على مستوى صغار المستثمرين حيث عصفت رياح السوق بآلاف المستثمرين وابتلعت أمواجه العاتية مدخرات الآلاف وتحطمت أحلام الكثيرين، وتكفلت اسماك السوق الكبيرة بالتهام ما تبقى من " تحويشة العمر" لآلاف الأسر التي تجرعت الألم والمعاناة بصمت وصبر عدا من لم تستطع قلوبهم وأعصابهم احتمال الحدث فودعوا الدنيا أو وقعوا ضحايا الجلطات والأمراض النفسية.
وبصرف النظر عن الأسباب الحقيقية للكارثة، وما إذا كان السوق سيستجيب للقرارات الأخيرة أم لا ( وهذا متروك لنجوم الفضائيات والصحف من المحللين الاقتصاديين الذين أخفقوا بامتياز في التحذير والتفسير)، بصرف النظر عن ذلك كله، يجب ألا تنسينا التفاصيل معاناة الآلاف من الأسر التي فقدت في أيام معدودة ما ادخرته في سنوات طويلة، فوجد الكثيرون أنفسهم على حافة الفقر والعوز، وتحمل البعض ديونا طائلة دون أن يلتفت إليهم أحد.ودأبت الدولة منذ زمن طويل على مد يد العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين من ضحايا الزلازل والأعاصير والفيضانات وغيرها، فما إن تحل كارثة من الكوارث حتى تسارع المملكة إلى إرسال الإمدادات والمساعدات للمتضررين بصرف النظر عن جنسهم أو معتقدهم. كما عرف الشعب السعودي أفرادا وجمعيات خيرية بالبذل والعطاء والتفاعل الإيجابي مع الشعوب المنكوبة عبر الحملات الشعبية التي تلقى تغطية واهتماما إعلاميا كبيرين.وحيث إن " الأقربون أولى بالمعروف" فإن الشريحة الكبيرة من المجتمع التي تضررت كثيرا من كارثة الأسهم جديرة بالمساعدة العاجلة والمؤازرة والتعويض عن الخسائر التي حلت بها وإعادة البسمة والثقة لأفرادها وتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية والأمنية لتلك الخسائر.وقد يتم ذلك بحصر عاجل للمواطنين الأكثر تضررا خصوصا من الفئات ذات الدخول القليلة والمتوسطة، ثم تحديد التعويضات المناسبة وصرفها لمستحقيها دون إبطاء وبكل شفافية. ويذكرنا هذا الوضع بما حصل في سوق المناخ الكويتي عام 1982 حينما انهارت سوق الأسهم وضاعت أموال المستثمرين وتراجع أداء الاقتصاد الكويتي لسنوات عديدة، إلا أن تدخل الحكومة الكويتية بإنشاء صندوق لدعم المتضررين وبالذات صغار المستثمرين أسهم في تخفيف الآثار المدمرة لتلك الأزمة وحفظ تماسك المجتمع وثقته بنفسه وبقيادته، فهل يأمل ضحايا سوقنا بخطوة مشابهة ولفتة حانية تعيد البسمة وتزرع الأمل.

http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=22159
 

immortal

عضو نشط
التسجيل
18 ديسمبر 2005
المشاركات
900
الإقامة
المملكة
I don`t think so
 
أعلى