اعلامي
عضو مميز
مقال للكاتب السعودي عبدالعزيز الغدير
تحظى منتديات الإنترنت بمتابعة واهتمام شريحة كبيرة ومهمة من صغار المستثمرين وحتى المراقبين من المختصين, حيث تشكل هذه المنتديات ديوانيات يلتقي خلالها المضاربون كبارهم وصغارهم, ويتناقشون في شؤون السوق وأحداثه, وقد نالت هذا الحضور والاهتمام والمتابعة لما تطرحه من قضايا تحاكي الرغبات الباطنية للكثيرين وتعزف كثيراً على أوتارها, حتى أصبحت مكاناً يديره ويستخدمه الأذكياء من المضاربين للترويج لبضائعهم عبر بث الشائعات ومنح التوصيات، وهم يستخدمون أسماء ورموزاً أقرب ما توصف بأنها حركية, وحصلوا مع الوقت على ثقة الكثيرين ومنحوهم الألقاب حتى أصبح بعضهم حديث المجالس حتى أن هذا أغرى البعض ممن يبحثون عن الشهرة ولم يستطيعوا إقناع المختصين بالشأن المالي بالتوجه إليها والحصول على المكانة منها أولاً.
بهذه الظروف استغل أصحاب النفوس الضعيفة من بعض المضاربين هذه المنتديات فبدأوا خطة محاكاة غرائز النفس البشرية لدى صغار المستثمرين بالثراء السريع حتى أنهم أطلقوا عليهم اسم (القطيع) ولم يمانعوا, بل وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الانصياع لهم حيث أصبحوا يناشدونهم أن يعطوهم ولو إشارة وهم سيتبعونهم مؤكدين عبارة (القطيع), وعندما تدخلت بعض الجهات الرسمية (ربما تكون الهيئة أحدها) للحد من هذا الهراء قامت قائمة الصغار قبل الكبار منددة ومستنكرة ولسان حالها يقول (نعرف أن ما يجري غير مشروع ولكن دعونا وشأننا)... أي فوضى هذه؟
وتماشياً مع هذه الموجة التي أصبحت موضة فقد نفذت جميع خطوط الـ DSL في المملكة وحقق الشعب السعودي رقما قياسيا في زيارة مواقع ومنتديات توصيات الأسهم حيث جاءت هذه المواقع ضمن أكبر 500 موقع يتم زيارته يوميا على مستوى العالم، أما رسائل الجوال فحدث ولا حرج فما أن تخرج توصية من أحد إلا ووصلت مئات الآلاف من المتعاملين في لحظات بما يكفي لرفع أي سهم وإن كان شديد الهزال.
منتديات الأسهم التي توالدت بشكل كبير حتى أصبحت تشكل حيزا في جميع المنتديات الأخرى الثقافية والاجتماعية وحتى القبلية، بدل أن تكون نعمة تسهم في رفع درجة الوعي لدى المتعاملين وتوجههم التوجيه السليم في تعاملهم مع سوق الأوراق المالية أصبحت نقمة كبيرة، فقد كانت هذه المنتديات القناة المثلى لتأجيج روح الطمع وتغييب العقول واستحضار العواطف لتمرير الشائعات بهدف تحريك صغار المستثمرين بما يحقق مصلحة القائمين على هذه المنتديات وكبرائهم ممن لا يخشون الله ولا عباده.
نعم لقد وفرت المنتديات ملاذا أمنا لبائعي التوصيات من وراء جدر، حيث استخدموها باحترافية كبيرة تتناسب وعقلية وثقافة صغار المستثمرين، حتى أنه بلغ الحد بأحد مشرفي منتديات الأسهم استخدام لغة الرؤى والأحلام لتحريك صغار المستثمرين نحو تحقيق أهدافه وأهداف عرابية، وآخر يدعم توصياته بالحلف والإيمان والوعود وبعضهم يستخدم ألفاظا شعبية مثل "خذوها مني" "احسبوها علي" "سجلوها عليّ" "خبر عاجل" "صدقوني" وكلها نداءات عاجلة تخاطب الوجدان العروبي وتستثير النخوة وتقدم نفسها بلباس الفزعة والنجدة، وهي لم تكن إلا أحد أمرين إما نابعة من إنسان مغفل على نياته أو من مغرض ينتمي إلى أشباح جشعه.
توصيات منتديات الأسهم وما ارتبط بها من توصيات الجوّال أستخدمها المضاربون الجدد " كما أسمتهم صحيفة "الوطن" كوسيلة فعالة لتمرير مخططاتهم في تحقيق أرباح فاحشة على حساب سوق الأسهم والمتعاملين به لخلق عروض وطلبات مصطنعة من خلال تكوين مجاميع أو "جروبات" تقودها الذئاب المفترسة "وتتبعها الضحايا الطامعة" فأخذوا يلعبون بأسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً، متحركين كالموج الهادر جارفين أمامهم الضعفاء المساكين ليفوزوا بالغنيمة لوحدهم في نهاية النهار، ثم في صبيحة اليوم التالي تبدأ الحكاية من جديد في سهم جديد.
جشع "الهوامير الجدد الذي كان يهدد سوق الأسهم السعودية بتراجعات حادة قبل وقوعها واجهته الجهات الرقابية بحجب منتديات كثيرة للأسهم كإجراء احترازي للحيلولة بينهم وبين ضحاياهم، كما عملت على تتبع مصادر هذه التوصيات الإلكترونية وقامت بضبط مراكز تبث التوصيات من خلال الجوال فضلا عن قيام هيئة السوق المالية ببث تحذيرات للمتعاملين بالسوق المالية من تتبع الإشاعات مهما كان مصدرها وتوجيههم لقراءة القوائم المالية للشركة والإاطلاع على إعلاناتها ومواقعها الإلكترونية، ولكن لا فائدة فالطمع مسخ العقول.
الصحافيون المخلصون أيضا حذروا من جشع الهوامير الجدد الذين يهدفون إلى تحقيق أرباح خيالية ولو كان ذلك على حساب الاقتصاد الوطني ومنهم المحلل في سوق الأسهم السعودية "الأستاذ ناصر بن عبد العزيز العبدان" الذي حذر من وجود تكتلات لمحافظ شخصية تدار من قبل شخص أو مجموعة أشخاص تشكل خطراً على السوق, وحذر من أن يتسبب جشع "الهوامير الجدد" في تراجعات حادة وانهيارات كبيرة في السوق، مؤكدا أن هؤلاء الهوامير الجدد هم الأسوأ، فأهدافهم قصيرة، واهتمامهم بالسهم وقتي لا يتجاوز ربحهم المستهدف، وطريقة دخولهم وخروجهم تتميز بالعشوائية والأنانية.إن عملية رفع سعر سهم ما إلى مستويات غير مقبولة منطقيا، لتضليل صغار المستثمرين لكي يندفعوا وراء هذا السهم بدون النظر إلى قواعد وأساسيات السوق أو استخدام التحليل المالي أو الفني, ومن دون النظر إلى نسبة المخاطر بدافع الطمع لتحقيق أرباح عالية في وقت قياسي نجحت أيما نجاح من خلال منتديات الأسهم ورسائل الجوال، فهل استفدنا من التجربة وآن الأوان أن نحكم عقولنا بدل عواطفنا, وأن نتوجه إلى الجهات الرقابية بدعوة شعبية لحجب هذا الهراء, وأن نحمل هذه المنتديات المشبوهة المسؤولية التي تستحقها بالاستيلاء على مدخراتنا.
فبالله عليكم أين هم أولئك الذين وعدونا بأن "نحسبها عليهم" أين هم الآن؟ أين هم أصحاب علامة %%%% التي تشير إلى صعود السهم إلى أكثر من نسبة، أين ذهبوا؟ هل يخرجون علينا ويقولون أخطأنا ونحن مستعدون لتحمل مسؤولية تضليلنا للناس وتضييع أموالهم ؟ أظن أن بعضهم ممن بقيت في نفسه ذرة إيمان سيذهب لإيداع بعض من الأموال التي جناها بالنصب والحيلة في حساب إبراء الذمة الذي فتحته وزارة المالية للمواطنين والمقيمين الذين توخزهم ضمائرهم لما سرقوه من المال العام ، وإني ناصح لهم بذلك فلعلهم يكفرون عن بعض ذنوبهم.
وختاما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين " فلنعمل على ألا نلدغ من هذا الجحر مرة أخرى، وهذا بطبيعة الحال سيخفف من حرارة النار التي تقف عليها هيئة السوق المالية بما يمكنها من تنظيم وتطوير السوق المالية لتصبح أكثر نضجا وانضباطا لتلعب دورها المهم والحيوي في التنمية الاقتصادية.
تحظى منتديات الإنترنت بمتابعة واهتمام شريحة كبيرة ومهمة من صغار المستثمرين وحتى المراقبين من المختصين, حيث تشكل هذه المنتديات ديوانيات يلتقي خلالها المضاربون كبارهم وصغارهم, ويتناقشون في شؤون السوق وأحداثه, وقد نالت هذا الحضور والاهتمام والمتابعة لما تطرحه من قضايا تحاكي الرغبات الباطنية للكثيرين وتعزف كثيراً على أوتارها, حتى أصبحت مكاناً يديره ويستخدمه الأذكياء من المضاربين للترويج لبضائعهم عبر بث الشائعات ومنح التوصيات، وهم يستخدمون أسماء ورموزاً أقرب ما توصف بأنها حركية, وحصلوا مع الوقت على ثقة الكثيرين ومنحوهم الألقاب حتى أصبح بعضهم حديث المجالس حتى أن هذا أغرى البعض ممن يبحثون عن الشهرة ولم يستطيعوا إقناع المختصين بالشأن المالي بالتوجه إليها والحصول على المكانة منها أولاً.
بهذه الظروف استغل أصحاب النفوس الضعيفة من بعض المضاربين هذه المنتديات فبدأوا خطة محاكاة غرائز النفس البشرية لدى صغار المستثمرين بالثراء السريع حتى أنهم أطلقوا عليهم اسم (القطيع) ولم يمانعوا, بل وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الانصياع لهم حيث أصبحوا يناشدونهم أن يعطوهم ولو إشارة وهم سيتبعونهم مؤكدين عبارة (القطيع), وعندما تدخلت بعض الجهات الرسمية (ربما تكون الهيئة أحدها) للحد من هذا الهراء قامت قائمة الصغار قبل الكبار منددة ومستنكرة ولسان حالها يقول (نعرف أن ما يجري غير مشروع ولكن دعونا وشأننا)... أي فوضى هذه؟
وتماشياً مع هذه الموجة التي أصبحت موضة فقد نفذت جميع خطوط الـ DSL في المملكة وحقق الشعب السعودي رقما قياسيا في زيارة مواقع ومنتديات توصيات الأسهم حيث جاءت هذه المواقع ضمن أكبر 500 موقع يتم زيارته يوميا على مستوى العالم، أما رسائل الجوال فحدث ولا حرج فما أن تخرج توصية من أحد إلا ووصلت مئات الآلاف من المتعاملين في لحظات بما يكفي لرفع أي سهم وإن كان شديد الهزال.
منتديات الأسهم التي توالدت بشكل كبير حتى أصبحت تشكل حيزا في جميع المنتديات الأخرى الثقافية والاجتماعية وحتى القبلية، بدل أن تكون نعمة تسهم في رفع درجة الوعي لدى المتعاملين وتوجههم التوجيه السليم في تعاملهم مع سوق الأوراق المالية أصبحت نقمة كبيرة، فقد كانت هذه المنتديات القناة المثلى لتأجيج روح الطمع وتغييب العقول واستحضار العواطف لتمرير الشائعات بهدف تحريك صغار المستثمرين بما يحقق مصلحة القائمين على هذه المنتديات وكبرائهم ممن لا يخشون الله ولا عباده.
نعم لقد وفرت المنتديات ملاذا أمنا لبائعي التوصيات من وراء جدر، حيث استخدموها باحترافية كبيرة تتناسب وعقلية وثقافة صغار المستثمرين، حتى أنه بلغ الحد بأحد مشرفي منتديات الأسهم استخدام لغة الرؤى والأحلام لتحريك صغار المستثمرين نحو تحقيق أهدافه وأهداف عرابية، وآخر يدعم توصياته بالحلف والإيمان والوعود وبعضهم يستخدم ألفاظا شعبية مثل "خذوها مني" "احسبوها علي" "سجلوها عليّ" "خبر عاجل" "صدقوني" وكلها نداءات عاجلة تخاطب الوجدان العروبي وتستثير النخوة وتقدم نفسها بلباس الفزعة والنجدة، وهي لم تكن إلا أحد أمرين إما نابعة من إنسان مغفل على نياته أو من مغرض ينتمي إلى أشباح جشعه.
توصيات منتديات الأسهم وما ارتبط بها من توصيات الجوّال أستخدمها المضاربون الجدد " كما أسمتهم صحيفة "الوطن" كوسيلة فعالة لتمرير مخططاتهم في تحقيق أرباح فاحشة على حساب سوق الأسهم والمتعاملين به لخلق عروض وطلبات مصطنعة من خلال تكوين مجاميع أو "جروبات" تقودها الذئاب المفترسة "وتتبعها الضحايا الطامعة" فأخذوا يلعبون بأسعار الأسهم صعوداً وهبوطاً، متحركين كالموج الهادر جارفين أمامهم الضعفاء المساكين ليفوزوا بالغنيمة لوحدهم في نهاية النهار، ثم في صبيحة اليوم التالي تبدأ الحكاية من جديد في سهم جديد.
جشع "الهوامير الجدد الذي كان يهدد سوق الأسهم السعودية بتراجعات حادة قبل وقوعها واجهته الجهات الرقابية بحجب منتديات كثيرة للأسهم كإجراء احترازي للحيلولة بينهم وبين ضحاياهم، كما عملت على تتبع مصادر هذه التوصيات الإلكترونية وقامت بضبط مراكز تبث التوصيات من خلال الجوال فضلا عن قيام هيئة السوق المالية ببث تحذيرات للمتعاملين بالسوق المالية من تتبع الإشاعات مهما كان مصدرها وتوجيههم لقراءة القوائم المالية للشركة والإاطلاع على إعلاناتها ومواقعها الإلكترونية، ولكن لا فائدة فالطمع مسخ العقول.
الصحافيون المخلصون أيضا حذروا من جشع الهوامير الجدد الذين يهدفون إلى تحقيق أرباح خيالية ولو كان ذلك على حساب الاقتصاد الوطني ومنهم المحلل في سوق الأسهم السعودية "الأستاذ ناصر بن عبد العزيز العبدان" الذي حذر من وجود تكتلات لمحافظ شخصية تدار من قبل شخص أو مجموعة أشخاص تشكل خطراً على السوق, وحذر من أن يتسبب جشع "الهوامير الجدد" في تراجعات حادة وانهيارات كبيرة في السوق، مؤكدا أن هؤلاء الهوامير الجدد هم الأسوأ، فأهدافهم قصيرة، واهتمامهم بالسهم وقتي لا يتجاوز ربحهم المستهدف، وطريقة دخولهم وخروجهم تتميز بالعشوائية والأنانية.إن عملية رفع سعر سهم ما إلى مستويات غير مقبولة منطقيا، لتضليل صغار المستثمرين لكي يندفعوا وراء هذا السهم بدون النظر إلى قواعد وأساسيات السوق أو استخدام التحليل المالي أو الفني, ومن دون النظر إلى نسبة المخاطر بدافع الطمع لتحقيق أرباح عالية في وقت قياسي نجحت أيما نجاح من خلال منتديات الأسهم ورسائل الجوال، فهل استفدنا من التجربة وآن الأوان أن نحكم عقولنا بدل عواطفنا, وأن نتوجه إلى الجهات الرقابية بدعوة شعبية لحجب هذا الهراء, وأن نحمل هذه المنتديات المشبوهة المسؤولية التي تستحقها بالاستيلاء على مدخراتنا.
فبالله عليكم أين هم أولئك الذين وعدونا بأن "نحسبها عليهم" أين هم الآن؟ أين هم أصحاب علامة %%%% التي تشير إلى صعود السهم إلى أكثر من نسبة، أين ذهبوا؟ هل يخرجون علينا ويقولون أخطأنا ونحن مستعدون لتحمل مسؤولية تضليلنا للناس وتضييع أموالهم ؟ أظن أن بعضهم ممن بقيت في نفسه ذرة إيمان سيذهب لإيداع بعض من الأموال التي جناها بالنصب والحيلة في حساب إبراء الذمة الذي فتحته وزارة المالية للمواطنين والمقيمين الذين توخزهم ضمائرهم لما سرقوه من المال العام ، وإني ناصح لهم بذلك فلعلهم يكفرون عن بعض ذنوبهم.
وختاما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين " فلنعمل على ألا نلدغ من هذا الجحر مرة أخرى، وهذا بطبيعة الحال سيخفف من حرارة النار التي تقف عليها هيئة السوق المالية بما يمكنها من تنظيم وتطوير السوق المالية لتصبح أكثر نضجا وانضباطا لتلعب دورها المهم والحيوي في التنمية الاقتصادية.
هلا في ابو محمد.....