المهذب جداً
عضو مميز
.
316 مليار دولار لمشاريع الغاز والنفط والبتروكيماويات و540 مليارا للانشاءات والمشاريع العقارية
مقامرة قوامها تريليون دولار في مستقبل دول الخليج
فورة لم تشهدها المنطقة في تاريخها
28/05/2006 خمس الرافعات البرجية في العالم تنتصب وتطاول عنان السماء على شريط محاذ للخليج العربي لا تتعدى مساحته 30 ميلا، ويمتد من امارة دبي الى امارة ابوظبي. ويشغل هذه الرافعات عمال وافدون يعملون على مدار الساعة تحت اضواء الانوار الكاشفة خلال الليل وعلى فترتين تستمرالواحدة منها 12 ساعة متواصلة. ويستغرق هؤلاء العمال الكادحون تسعة اشهر لتشييد الابراج شاهقة الارتفاع بعلو يزيد عن 50 دورا من الشقق الفخمة، التي يتم بيعها على الفور - على الاقل في الفترة الحالية - الى مستثمرين عرب تفيض خزائنهم بالدولارات البترولية، والى اثرياء اوروبيين متهربين من الضرائب، وفي الاونة الاخيرة دخلت قائمة المشترين مجموعة من الايرانيين الباحثين عن فرصة استثمارية في المنطقة.
ويزحف العمال الهنود كالنمل في اعلى برج دبي الذي قطع نصف مراحل الانجاز، ليرتفع الى نصف ميل، وليبلغ ارتفاعه اكثرمن ثلاثة اضعاف ارتفاع مبنى كناري وارف في لندن.
ومن البرج يمكنك ان ترى ضاحية تشبه منهاتن الاميركية ترتفع فيها ناطحات السحاب ممتدة الى مطار جبل علي الدولي، حيث يجري العمل على قدم وساق ليكون من اضخم المطارات في العالم بستة مدارج وثماني قاعات تتسع الى 146 مليون مسافر سنويا، وهو ما يعادل سعة كل من مطارات هيثرو وفرانكفورت وباريس مجتمعة. وهذا بالاضافة الى مطار دبي الاخر الذي يتولى الصدارة في الوقت الحاضر بطاقته التي ستبلغ 60 مليون مسافر في عام 2012.
مشاريع بمائتي مليار دولار
يقول ادموند سوليفان، رئيس تحرير مجلة ميد 'استطيع من نافذة غرفتي ان ارى مشاريع تبلغ قيمتها 200 مليار دولار. واذا ذهبت الى المملكة العربية السعودية او الكويت او قطر او الاردن، فسترى ان جميع هذه الدول تحاول تقليد دبي، واذا ما رأوا قطعة من الصحراء، فانه سيخيل اليهم انها ستكون افضل بكثير بوجود الكتل الاسمنتية'.
ويضيف سوليفان 'مع بلوغ سعر النفط 70 دولارا للبرميل، فان المنطقة تجري حساباتها على ان هذه الفورة ستستمر لخمس سنوات اخرى، ولكن ما الذي سيحدث بعد ذلك، فهذا هو السؤال الكبير'.
خلال فترة السبعينات، تناثرت الدولارات البترولية حول العالم، وكان معظمها ينفق على التمتع بالفخامة، وتم تدوير بعضها من خلال البنوك في الطفرات الاقتصادية في اسواق العالم الثالث التي كانت تشهد الازدهار ثم الانهيار.
ويقول معتز ابراهيم، الاقتصادي في شركة شعاع في دبي 'لقد تعلموا الدرس جيدا، فالاموال هذه المرة يتم انفاقها على مشاريع البنية التحتية في الداخل'.
ويتوقع صندوق النقد الدولي ان تحقق الدول النفطية فوائض مجمعة في الحسابات الجارية تربو على 480 مليار دولار في عام 2006، وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف ما لدى الصين من فائض في حسابها الجاري.
ويذهب جانب من الامول في اسواق السندات الاميركية، ليساعد بذلك على ابقاء فقاعة المساكن الاميركية عائمة ونشطة. وقد اشترت دبي - التي يمكن وصفها بغرفة المقاصة لحصة الدول الخليجية من هذه الثروات - اشترت اصولا ضخمة منها شركة بي اند او، مدام توسو، سي اكس وورلد تيرمينالز، وحصة بمليار دولار في شركة دايملر كرايزلر، والان تتجه لشراء حصة في شركة يورونيكست.
ناطحات السحاب تزرع كأشجار الحور
ومع ذلك فان مبالغ مذهلة يجري انفاقها على زراعة ناطحات السحاب كاشحار الحور على طول سواحل الجزيرة العربية. وقد شهدت الاسابيع الاخيرة بمفردها مشاريع مذهلة، فقد كشفت السعودية النقاب عن مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهي مدينة عملاقة في حجم مدينة باريس تمتد على مقربة من الصحراء قبالة البحر الاحمر مع ميناء يضاهي ميناء روتردام، ومساحة ميل مربع من الابراج المصرفية التي ستشيد على جزيرة مستصحلة . اما الشركة التي ستنفذ المشروع فهي شركة بن لادن المرموقة.
ابوظبي هي الاخرى لم تتخلف عن ركب هذا السباق، فقد مضت في مشاريعها البالغة قيمتها 28 مليار دولار من التطوير والبناء، تأتي في مقدمتها خطط لانشاء مدينة كبرى تتسع ل 150 الف نسمة وتحتوي على 29 فندقا، بما في ذلك فنادق من فئة السبع نجوم المستقبلية، على جزيرة السعديات.
اما الكويت، التي تعلق آمالا على ان تتفوق على كل تلك الانجازات، فانها تزمع انفاق 150 مليار دولار على مشروعها المسمى مدينة الحرير المقرر ان يتسع ل 700 الف نسمة، يتوسطها برج يرتفع في السماء بعلو كيلومتر واحد سيتم تشييده من قبل شركة ايريك كوهني، مصمم بلو ووتر في مقاطعة كينت البريطانية. وسيكون ارتفاعه ضعف ارتفاع اعلى بناية موجودة في الوقت الحاضر.
وعلى مسافة ليست بعيدة، هناك قطر مدينة الغاز المرتقب ان تنفق 130 مليار دولار على بناء مركز للصهر والصناعات. وتطمح قطر الى استقطاب اغنى اثرياء العالم الى مجمع جزر اللؤلؤ الذي ستقيمه في العاصمة القطرية. وهناك مشاريع استثمارية تربو قيمتها على الف مليار دولار يجري تنفيذها في الوقت الراهن في منطقة الخليج وحدها، وهو ما يعادل اربعة اضعاف ما كان عليه الرقم قبل 18 شهرا فقط، وذلك وفقا للمسح الذي اجرته
مجلة ميد.
الانشاءات لها حصة الاسد
وتستحوذ مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات على ما يعادل 316 مليار دولار، بيد ان حصة الاسد البالغة 540 مليار دولار يجري انفاقها على المشاريع الانشائية والفنادق والقطاعات العقارية.
فمن ذا الذي سيشغل كل تلك العقارات ما دام قلة من الناس فقط تعيش في شبه الجزيرة العربية او حولها ؟ ان تعداد دول مجلس التعاون الخليجي الست مجتمعة وهي السعودية والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين وعمان لا يتعدى 36 مليون نسمة.
يقول خبير مالي اشترط عدم ذكر اسمه حرصا على وظيفته 'ان ذلك بوضوح يمثل فقاعة، ولن يكون هناك على الاطلاق عدد من السياح يتماشى مع هذا القدر من الانشاءات'.
ويبقى الجميع مندفعين بفعل الازدهار المحموم في جمع الدنانير والدراهم لتوظيفها في ركوب المخاطر الهائلة المتمثلة في هذه الاستثمارات المفرطة وباسعار الفائدة المرتفعة عالميا.
وتعتبر الفورة النفطية هي النتيجة المباشرة للسياسات النقدية التي اتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي والبنوك الاوروبية، التي اغرقت العالم بالسيولة النقدية اعتبارا من عام 2002 وحتى عام 2005 من خلال كبح معدلات الفوائد لتواكب او تنخفض عن معدلات التضخم. وقد انفق بنك اليابان المركزي 600 مليار دولار من الاموال المطبوعة على اسواق السندات الاميركية خلال الفترة بين يناير 2003 ومارس 2004 فقط.
اما الان فقد بدا الجميع يغلق صنابير تدفق الاموال، وبعضها اخذ يجف بسرعة متخوفا من التضخم. ان التراجع العالمي ات لا محالة كما يعقب الليل النهار، وسنرى ماذا سيحدث للنفط.
للتكنولوجيا دور تلعبه
والتكنولوجيا هي الاخرى يمكن ان تلعب دورا فيه من الخدع والحيل ما فيه. ولنتذكر ما كانت عليه ردة فعل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عندما اعلن الرئيس بوش 'انه حان الوقت لنتجاوز الاقتصاد القائم على النفط، وان نجعل اعتمادنا على نفط الشرق الاوسط شيئا من الماضي'.
تقوم واشنطن حاليا بالاستثمار في ابحاث الهيدروجين وتعد صياغة جديدة لقوانين المزارع لتعزيز التحول الى الايثانول القائم على الانتاج الزراعي.
ربما تكون دبي قادرة على الانسحاب من لعبة المقامرة، فهي الوحيدة التي الغت الحواجز والعوائق على ملكية الاجانب للعقارات. كما انها بعدم اعتمادها على النفط الذي يساهم فقط بنسبة 7 % من الناتج المحلي الاجمالي لديها، اعادت تكوين نفسها من جديد كمركز اعلامي ومالي ورياضي، مع اقامة مدينة جديدة يرأسها قاض بريطاني بهدف استقطاب مليارات البترودولارات من المنطقة اليها.
الكل يتمنى رؤية دبي
وبانشائها ارخبيلا من الجزر والشواطئ الرملية على محاذاة الخليج، باتت دبي تكرس مكانتها كظاهرة بات كل انسان في العالم يتمنى لو رأها مرة واحدة في حياته. وضمن خططها لتكون الاولى في العالم في كل شيء، فان مشروع صحراء ديزني المقدرة تكلفته بما يعادل 20 مليار دولار يعد زواره بغابة مطيرة وصالة للتزلج، ومدينة على غرار تاج محل وبنفس الحجم الفعلي لها، فضلا عن كونها صاحبة اكبر مجمع تسوق في العالم.
ان كل شيء هنا يعتبر الاول من مثيله في العالم. وكل شيء ممكن بفضل تكنولوجيا تحلية المياه التي حولت مياه الخليج العربي المالحة الى مياه عذبة صالحة للشرب.
يقول موريس فلانجان، المشارك في تأسيس طيران الامارات، التي باتت تتفوق على شركات الطيران العالمية 'ان دبي تشبه المدن التي كانت بمثابة الدول مثل فينيس، وجنوا في القرون الوسطى، ديناميكية جذابه تعمل بكافة فئات شعبها'.
ان دبي عربية من حيث الاسم فقط. فالايرانيون والاستراليون والهولنديون والسودانيون والتايلنديون والفلبينيون و100 الف من البريطانيين، يشكلون ضمن جنسيات اخرى ما نستبه 85 % من المقيمين في دبي والبالغ تعدادهم 1.2 مليون نسمة.
دايلي تلغراف
تعريب واعداد: محمود عبد الرزاق
.
316 مليار دولار لمشاريع الغاز والنفط والبتروكيماويات و540 مليارا للانشاءات والمشاريع العقارية
مقامرة قوامها تريليون دولار في مستقبل دول الخليج
فورة لم تشهدها المنطقة في تاريخها
28/05/2006 خمس الرافعات البرجية في العالم تنتصب وتطاول عنان السماء على شريط محاذ للخليج العربي لا تتعدى مساحته 30 ميلا، ويمتد من امارة دبي الى امارة ابوظبي. ويشغل هذه الرافعات عمال وافدون يعملون على مدار الساعة تحت اضواء الانوار الكاشفة خلال الليل وعلى فترتين تستمرالواحدة منها 12 ساعة متواصلة. ويستغرق هؤلاء العمال الكادحون تسعة اشهر لتشييد الابراج شاهقة الارتفاع بعلو يزيد عن 50 دورا من الشقق الفخمة، التي يتم بيعها على الفور - على الاقل في الفترة الحالية - الى مستثمرين عرب تفيض خزائنهم بالدولارات البترولية، والى اثرياء اوروبيين متهربين من الضرائب، وفي الاونة الاخيرة دخلت قائمة المشترين مجموعة من الايرانيين الباحثين عن فرصة استثمارية في المنطقة.
ويزحف العمال الهنود كالنمل في اعلى برج دبي الذي قطع نصف مراحل الانجاز، ليرتفع الى نصف ميل، وليبلغ ارتفاعه اكثرمن ثلاثة اضعاف ارتفاع مبنى كناري وارف في لندن.
ومن البرج يمكنك ان ترى ضاحية تشبه منهاتن الاميركية ترتفع فيها ناطحات السحاب ممتدة الى مطار جبل علي الدولي، حيث يجري العمل على قدم وساق ليكون من اضخم المطارات في العالم بستة مدارج وثماني قاعات تتسع الى 146 مليون مسافر سنويا، وهو ما يعادل سعة كل من مطارات هيثرو وفرانكفورت وباريس مجتمعة. وهذا بالاضافة الى مطار دبي الاخر الذي يتولى الصدارة في الوقت الحاضر بطاقته التي ستبلغ 60 مليون مسافر في عام 2012.
مشاريع بمائتي مليار دولار
يقول ادموند سوليفان، رئيس تحرير مجلة ميد 'استطيع من نافذة غرفتي ان ارى مشاريع تبلغ قيمتها 200 مليار دولار. واذا ذهبت الى المملكة العربية السعودية او الكويت او قطر او الاردن، فسترى ان جميع هذه الدول تحاول تقليد دبي، واذا ما رأوا قطعة من الصحراء، فانه سيخيل اليهم انها ستكون افضل بكثير بوجود الكتل الاسمنتية'.
ويضيف سوليفان 'مع بلوغ سعر النفط 70 دولارا للبرميل، فان المنطقة تجري حساباتها على ان هذه الفورة ستستمر لخمس سنوات اخرى، ولكن ما الذي سيحدث بعد ذلك، فهذا هو السؤال الكبير'.
خلال فترة السبعينات، تناثرت الدولارات البترولية حول العالم، وكان معظمها ينفق على التمتع بالفخامة، وتم تدوير بعضها من خلال البنوك في الطفرات الاقتصادية في اسواق العالم الثالث التي كانت تشهد الازدهار ثم الانهيار.
ويقول معتز ابراهيم، الاقتصادي في شركة شعاع في دبي 'لقد تعلموا الدرس جيدا، فالاموال هذه المرة يتم انفاقها على مشاريع البنية التحتية في الداخل'.
ويتوقع صندوق النقد الدولي ان تحقق الدول النفطية فوائض مجمعة في الحسابات الجارية تربو على 480 مليار دولار في عام 2006، وهو ما يعادل ثلاثة اضعاف ما لدى الصين من فائض في حسابها الجاري.
ويذهب جانب من الامول في اسواق السندات الاميركية، ليساعد بذلك على ابقاء فقاعة المساكن الاميركية عائمة ونشطة. وقد اشترت دبي - التي يمكن وصفها بغرفة المقاصة لحصة الدول الخليجية من هذه الثروات - اشترت اصولا ضخمة منها شركة بي اند او، مدام توسو، سي اكس وورلد تيرمينالز، وحصة بمليار دولار في شركة دايملر كرايزلر، والان تتجه لشراء حصة في شركة يورونيكست.
ناطحات السحاب تزرع كأشجار الحور
ومع ذلك فان مبالغ مذهلة يجري انفاقها على زراعة ناطحات السحاب كاشحار الحور على طول سواحل الجزيرة العربية. وقد شهدت الاسابيع الاخيرة بمفردها مشاريع مذهلة، فقد كشفت السعودية النقاب عن مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهي مدينة عملاقة في حجم مدينة باريس تمتد على مقربة من الصحراء قبالة البحر الاحمر مع ميناء يضاهي ميناء روتردام، ومساحة ميل مربع من الابراج المصرفية التي ستشيد على جزيرة مستصحلة . اما الشركة التي ستنفذ المشروع فهي شركة بن لادن المرموقة.
ابوظبي هي الاخرى لم تتخلف عن ركب هذا السباق، فقد مضت في مشاريعها البالغة قيمتها 28 مليار دولار من التطوير والبناء، تأتي في مقدمتها خطط لانشاء مدينة كبرى تتسع ل 150 الف نسمة وتحتوي على 29 فندقا، بما في ذلك فنادق من فئة السبع نجوم المستقبلية، على جزيرة السعديات.
اما الكويت، التي تعلق آمالا على ان تتفوق على كل تلك الانجازات، فانها تزمع انفاق 150 مليار دولار على مشروعها المسمى مدينة الحرير المقرر ان يتسع ل 700 الف نسمة، يتوسطها برج يرتفع في السماء بعلو كيلومتر واحد سيتم تشييده من قبل شركة ايريك كوهني، مصمم بلو ووتر في مقاطعة كينت البريطانية. وسيكون ارتفاعه ضعف ارتفاع اعلى بناية موجودة في الوقت الحاضر.
وعلى مسافة ليست بعيدة، هناك قطر مدينة الغاز المرتقب ان تنفق 130 مليار دولار على بناء مركز للصهر والصناعات. وتطمح قطر الى استقطاب اغنى اثرياء العالم الى مجمع جزر اللؤلؤ الذي ستقيمه في العاصمة القطرية. وهناك مشاريع استثمارية تربو قيمتها على الف مليار دولار يجري تنفيذها في الوقت الراهن في منطقة الخليج وحدها، وهو ما يعادل اربعة اضعاف ما كان عليه الرقم قبل 18 شهرا فقط، وذلك وفقا للمسح الذي اجرته
مجلة ميد.
الانشاءات لها حصة الاسد
وتستحوذ مشاريع النفط والغاز والبتروكيماويات على ما يعادل 316 مليار دولار، بيد ان حصة الاسد البالغة 540 مليار دولار يجري انفاقها على المشاريع الانشائية والفنادق والقطاعات العقارية.
فمن ذا الذي سيشغل كل تلك العقارات ما دام قلة من الناس فقط تعيش في شبه الجزيرة العربية او حولها ؟ ان تعداد دول مجلس التعاون الخليجي الست مجتمعة وهي السعودية والكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين وعمان لا يتعدى 36 مليون نسمة.
يقول خبير مالي اشترط عدم ذكر اسمه حرصا على وظيفته 'ان ذلك بوضوح يمثل فقاعة، ولن يكون هناك على الاطلاق عدد من السياح يتماشى مع هذا القدر من الانشاءات'.
ويبقى الجميع مندفعين بفعل الازدهار المحموم في جمع الدنانير والدراهم لتوظيفها في ركوب المخاطر الهائلة المتمثلة في هذه الاستثمارات المفرطة وباسعار الفائدة المرتفعة عالميا.
وتعتبر الفورة النفطية هي النتيجة المباشرة للسياسات النقدية التي اتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاميركي والبنوك الاوروبية، التي اغرقت العالم بالسيولة النقدية اعتبارا من عام 2002 وحتى عام 2005 من خلال كبح معدلات الفوائد لتواكب او تنخفض عن معدلات التضخم. وقد انفق بنك اليابان المركزي 600 مليار دولار من الاموال المطبوعة على اسواق السندات الاميركية خلال الفترة بين يناير 2003 ومارس 2004 فقط.
اما الان فقد بدا الجميع يغلق صنابير تدفق الاموال، وبعضها اخذ يجف بسرعة متخوفا من التضخم. ان التراجع العالمي ات لا محالة كما يعقب الليل النهار، وسنرى ماذا سيحدث للنفط.
للتكنولوجيا دور تلعبه
والتكنولوجيا هي الاخرى يمكن ان تلعب دورا فيه من الخدع والحيل ما فيه. ولنتذكر ما كانت عليه ردة فعل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عندما اعلن الرئيس بوش 'انه حان الوقت لنتجاوز الاقتصاد القائم على النفط، وان نجعل اعتمادنا على نفط الشرق الاوسط شيئا من الماضي'.
تقوم واشنطن حاليا بالاستثمار في ابحاث الهيدروجين وتعد صياغة جديدة لقوانين المزارع لتعزيز التحول الى الايثانول القائم على الانتاج الزراعي.
ربما تكون دبي قادرة على الانسحاب من لعبة المقامرة، فهي الوحيدة التي الغت الحواجز والعوائق على ملكية الاجانب للعقارات. كما انها بعدم اعتمادها على النفط الذي يساهم فقط بنسبة 7 % من الناتج المحلي الاجمالي لديها، اعادت تكوين نفسها من جديد كمركز اعلامي ومالي ورياضي، مع اقامة مدينة جديدة يرأسها قاض بريطاني بهدف استقطاب مليارات البترودولارات من المنطقة اليها.
الكل يتمنى رؤية دبي
وبانشائها ارخبيلا من الجزر والشواطئ الرملية على محاذاة الخليج، باتت دبي تكرس مكانتها كظاهرة بات كل انسان في العالم يتمنى لو رأها مرة واحدة في حياته. وضمن خططها لتكون الاولى في العالم في كل شيء، فان مشروع صحراء ديزني المقدرة تكلفته بما يعادل 20 مليار دولار يعد زواره بغابة مطيرة وصالة للتزلج، ومدينة على غرار تاج محل وبنفس الحجم الفعلي لها، فضلا عن كونها صاحبة اكبر مجمع تسوق في العالم.
ان كل شيء هنا يعتبر الاول من مثيله في العالم. وكل شيء ممكن بفضل تكنولوجيا تحلية المياه التي حولت مياه الخليج العربي المالحة الى مياه عذبة صالحة للشرب.
يقول موريس فلانجان، المشارك في تأسيس طيران الامارات، التي باتت تتفوق على شركات الطيران العالمية 'ان دبي تشبه المدن التي كانت بمثابة الدول مثل فينيس، وجنوا في القرون الوسطى، ديناميكية جذابه تعمل بكافة فئات شعبها'.
ان دبي عربية من حيث الاسم فقط. فالايرانيون والاستراليون والهولنديون والسودانيون والتايلنديون والفلبينيون و100 الف من البريطانيين، يشكلون ضمن جنسيات اخرى ما نستبه 85 % من المقيمين في دبي والبالغ تعدادهم 1.2 مليون نسمة.
دايلي تلغراف
تعريب واعداد: محمود عبد الرزاق
.