الرياض في 15 ابريل 2006م
التحليل الفنى لا يجدي .. بل الأساسي والاستراتيجي ..
إن وسائل التحليل ذات العلاقة بالأسهم هي : التحليل الفني والتحليل الأساسي والتحليل الإستراتيجي ..
التحليل الفني الذي يعرفه الكثير من المتداولين هو أحد هذه الأدوات فقط .. ويعتمد التحليل الفني بدرجة كبيرة على تحديد نقاط الدخول والخروج من السوق أو من الشركة بعينها ، ويستخدم هذا النوع من التحليل بدرجة كبيرة للمضاربين .. ونظرية التحليل الفني تعتمد على ما يعرف بـ Timing او التوقيت الصحيح للدخول والخروج ، ومفاد هذه النظرية أن أفضل الشركات من ناحية التحليل الأساسي وذات الربحية العالية تتعرض للصعود لمجاراة النتائج المجدية ، كما أنها تتعرض للنزول لجني الأرباح وخروج بعض المستثمرين وبالتالي يمكن الاستفادة من تعقب نقاط الدخول والخروج لجني الكثير من الأرباح .. كما أن التحليل الفني هو محاولة تنبؤ أو استقراء بالحركة التالية للسهم .
إن التفرغ لقراءة التحليل الفني وحده يعتبر أمر غير مجدي إذا لم يصاحبه منظومة التحليل الكلية .. أعنى التحليل الأساسي والاستراتيجي ..
وعبر التاريج لم يستطيع المحللين الفنيين في وول ستريت أو في أوروبا أو اليابان التوقع بحركة سوق الأسهم عند هبوط عام 2000م أو صعود النفط مع بداية عام 2002م أو الذهب في نفس الفترة ، والمثال ينطبق تماماً على المحللين الفنيين في سوق الأسهم السعودية عندما عجزوا عن التنبؤ أو التوقع بحركة الأسهم أو المدى الذي ستتوقف عنده ، لأن التحليل الفني لا بد أن يدعم بالتحليل الأساسي .. والآن سنتحول إلى معرفة ما هو التحليل الأساسي والاستراتيجي ..
التحليل الأساسي هو التحليل الذي يوضح ربحية الشركة والعائد على حقوق ملكيتها والعائد على أصولها ونسبة هامش الربح الصافي والإجمالي ، ثم معرفة العائد على السهم والقيمة الدفترية للسهم ومكرر ربحيته ونسبة القيمة السوقية على القيمة الدفترية ( كم مرة القيمة السوقية تزيد عن القيمة الدفترية ) ، ونسبة امتلاك الصناديق الاستثمارية للسهم لتحديد نسبة المضاربين ، وتوقعات الأرباح للسهم للسنوات القادمة وغير ذلك ..
وبالتالي إذا سلمنا بأن شركة XYZ مثلاً ذات القيمة الاسمية 50 ريالاً ، ومتوسط مكرر الربحية المحلي والاقليمي والعالمي هو 20 مرة .. إذن سنصل الى أن القيمة العادلة للسهم هي 1000 ريال ، إذا افترضنا أن الشركة تحقق أرباح خلال الفترة الماضية .. عندها سننتقل الى نسبة نمو الأرباح السنوية لمحاولة التوقع كم سيصبح السعر في المستقبل على افتراض أن المستثمر دائماً يشتري على المستقبل وليس على الماضي .. فإذا افترضنا أن معدل نمو الأرباح السنوية هو 10 % فهذا يعنى أن الربح للسهم الواحد سيكون 5 ريال .. إذا كانت الشركة توزع أرباح ( أرجو الانتباه ) فإن سعر السهم يفترض أن لا يستفيد من هذا الربح لأن الأرباح كلها وزعت على حملة الأسهم ولا يوجد احتياط يضاف على السعر الاسمي .. أما إذا افترضنا أن الشركة أبقت الأرباح فهذا يعنى أن قيمتها الدفترية ستصبح 50 ريال القيمة الاسمية + 5 ريال الربح = 55 ريال ، وعندها ستصبح قيمتها السوقية 55 ريال ×20 مكرر الربحية في المتوسط = 1100 ريال ، وبالتالي فإننا أصبحنا نعلم يقينا أن القيمة العادلة لهذه الشركة هي 1100 ريال .. عندها نستطيع أن نتوقع أن حركة السهم ستتحرك وفقا للنقاط الفنية الدعم والمقاومة وستكون بين 1000 و1200 مثلاً ..
أما التحليل الاستراتيجي فهو التحليل الذي يركز على المؤشرات الاقتصادية العامة كمستوى السيولة وإيرادات الدولة ، ونمو الناتج المحلي ، ومستوى معنويات المستثمرين والمستهلكين ، ومستوى الإنفاق الفردي ، ونسبة التخم والبطالة في المجتمع ، وأسعار الفائدة على النقد ، والظروف الاقتصادية المحلية والافليمية والدولية إضافة إلى الظروف السياسية لنشكل ما يسمي بالصورة الكبيرة لحالة الاقتصاد Big Picture .
إذن .. نستخلص مما سبق أن التحليل الفنى لا يعمل وحيداً بل يجب أن يعمل في ظل منظومة ثلاثية للتحليل المتكامل ، وأن التحليل الأساسي هو الذي يبعث بالاطمئنان ويجب أن يكون الأساس في اتخاذ قرارات الشراء أو البيع ، وخصوصاً بالنسبة لمستثمري الأجل المتوسط والطويل ..