-= كيف يتحكم صناع السوق بصغار المستثمرين =-

اعلامي

عضو مميز
التسجيل
11 يوليو 2005
المشاركات
4,827
الإقامة
Kuwait City
اعلامي قال:
في البداية لا بد أن نعترف أن المضاربة من خلال أسهم تلك الشركات الخاسرة التي أطلق عليها الشركات الورقية أو الوهمية كانت هي الأكثر ربحية خلال الفترات الماضية، وأن تلك النوعية من الأسهم كانت دائماً هي المفضلة من صناع السوق ومن صغار المتداولين على حد سواء، فما هو السر في ذلك بالنسبة إلى الطرفين؟

بالنسبة إلى صناع السوق فإن السيطرة والتحكم في شركة ذات إجمالي كميات أسهم وقيمة سوقية منخفضة هو الخيار الوحيد المتوافر بالنسبة إليهم لمضاربات حادة سريعة قد تصل بالأرباح إلى نحو 50 في المائة خلال فترة قصيرة جدا ( مراجعة بسيطة لأرقام السوق سوف تكشف أن أكثر الشركات ارتفاعاً هي أقل الشركات من حيث أعداد الأسهم والقيمة السوقية ) .. هذه المعادله المعادلة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطبق على الشركات الكبيرة أو المتوسطة لأن ذلك سوف يحتاج إلى عوامل أخرى لا يمكن لصناع السوق ضمانها أو التحكم بها وهي حجز سيولة عالية في شركة واحدة فقط المضاربة وضمان عدم تغير الاتجاه العام للسوق في أي لحظة، وعدم القدرة على الخروج السريع من السهم لأي سبب كان، وأيضاً عدم القدرة على خلق الأجواء اللازمة لجذب صغار المتداولين للدخول في السهم عند اللحظة المناسبة.

بالنسبة إلى صغار المضاربين كان انخفاض قيمة السهم وإغراء الارتفاعات القياسية هو عامل الضغط الرئيسي في شد الاهتمام لتلك النوعية من الأسهم. وهنا يجب التذكير والتنبيه بأن قوة صناع السوق في أي سهم تكون عن طريق تحقق عاملين أساسيين وهما:
1- دفع المزيد من صغار المضاربين إلى شراء السهم.
2- منع من اشترى هذا السهم من الخروج منه أو البيع.

ويتحقق ذلك من خلال عدة أساليب مثل إشاعة وتحديد هدف سعري للسهم للوصول له حيث سوف يكون ذلك الهدف وبقدر انتشاره بين صغار المضاربين عامل دعم للسهم في رحلته نحو هدف آخر ربما... وهذا الاسلوب كثيرا ما يستخدم في سوق الكويت للاوراق المالية وقد لاحظنا انتشاره منذ الهبوط الحاد في فبراير الماضي ... ولا زال مستمرا حتى اليوم ..

أيضا هناك اساليب اخرى تستخدم في جذب صغار المتداولين إلى السهم وتساعد بعد ذلك على التوجيه والتحكم في حركة السهم وصغار المتداولين على حد سواء حيث يظل إقناع وجذب شريحة كبيرة من هؤلاء المتداولين الصغار للدخول في تلك النوعية من الأسهم عملا احترافيا من الصناع قد يطبق بأكثر من أسلوب فيما يلي البعض منها :

أولا : الجذب من خلال الطلبات من خلال التوجيه والتحكم في نطاقات الطلبات السعرية عن طريق تكوين نقاط تجميع لطلبات صغار المتداولين من أجل تصريف أو تخفيف حمولة الأسهم مع صناع السوق أو نقطة آمنة لإعادة ترتيب المحافظ استعدادا إلى الانتقال إلى مرحلة سعرية تالية، و اوضح ذلك من خلال المثال التالي:

الشركة سين سعرها السوقي 560 فلس على سبيل المثال يتم تحديد 5 نطاقات سعرية للتحكم في الطلبات بالتالي التحكم في صغار المستثمرين على النحو التالي:

- النطاق الاول 550 فلس وهي منطقة الحركة الحرة للسهم اجمالي الكميات المطلوبة في هذا النطاق 65000 سهم .. في الأغلب لا يتدخل فيها صناع السوق

- النطاق الثاني 540 فلس وهي منطقة تجميع الطلبات الاولى الكميات المطلوبة على سبيل المثال 100,000 سهم .. هذه المنطقة تعتبر منطقة بيع له وبالتالي تجميع لطلبات صغار المتداولين وهو في العادة لا يقدم دعما لهذه المنطقة إلا نادراً..

- النطاق الثالث 530 فلس وهي منطقة الدعم الاول للسهم الكميات المطلوبة هنا 1,500,000 سهم من ضمنهم مليون سهم لصانع السوق وهذه المنطقة تعتبر منطقة دعم كامل من صناع السوق وأيضاً بيع في حالة دخول طلبات أخرى على النطاق ( غالبا الاوامر هنا تكون مشروطة من قبل صانع السوق نفسه وذلك حماية له من موجات بيع بشكل فجائي لأي سبب كان)

- النطاق الرابع 520 فلس وهي منطقة تجميع الطلبات الثانية ... كمية الاسهم عادة تكون اقل لنقل 750,000 سهم وهذه المنطقه هي منطقة التجميع الثانية لطلبات صغار المتداولين وبالتالي بيع لصناع السوق مع عدم وجود أي دعم في هذا المستوى ...

- النطاق الخامس 510 فلوس وهي منطقة الدعم الثانية لصانع السوق وغالبا تكون الطلبات فيها اكبر لنقل على سبيل المثال 3,000,000 سهم وهي منطقة دعم كلي وبيع قوي في حالة الانخفاض بشكل لا يمكن السيطرة عليها... هنا يجب ان نضع بعين الاعتبار أن جميع تلك النطاقات هي مناطق بيع متوقعة للمضارب يتم استخدامها حسب طبيعة التداولات في السوق وكمثال لو انخفض السوق بشكل قوي سوف يضمن صناع السوق وجود مجموعات طلبات متراكمة على نطاقات سعرية متعددة معتمدة على وجود الدعم من طلبات ضخمة من الممكن أن تختفي خلال ثوان معدودة.

ولعل الاحترافية في هذا الأمر والقدرة على تبديل الأدوار ما بين هذه النطاقات السعرية لإغراء صغار المضاربين في إدخال طلبات أعلى للحصول على السهم، ليكون صغار المستثمرين في هذه الحالة هم من يقدم الدعم لذلك السهم وهم أيضاً من يساعد في جذب المزيد من الطلبات الأخرى من مستثمرين آخرين نتيجة التسابق على طلب السهم، والملاحظ هنا أن دور صناع السوق يتحول بشكل مباشر من متحكم في حركة السهم إلى موجه إلى تلك الحركة وذلك من خلال إجبار صغار المتداولين على رفع مستوى نطاقات طلباتهم بعد أن يقوم هو أيضاً برفع مستوى طلباته وذلك في سباق وهمي للحصول على السهم (شراء السهم) وهنا يظن صغار المتداولين أنهم فازوا به في نهاية المطاف عند تنفيذ أمر الشراء عليهم.

وللحديث بقية .......

* التحكم بصغار المستثمرين من خلال التحكم في نطاقات العروض

دمتم بود
بومحمد

أتمنى ان يستفيد المستثمرين في سهم المجموعه الدولية وغيرها من هذا الموضوع في معرفة كيفية التوجيه الى الاسهم وكيفية التحكم ما الذي يحدث بالضبط ...

اما بالنسبة للمطبلين الجدد الذين يطبلون لصانع السوق فاقول لهم ... كل يغني على ليلاه .. وكل شخص ينظر للامور من وجهة نظره الخاصة .. لكن حبل الكذب قصير وسياتي الوقت الذي تنكشف فيه الكثير من الحقائق امام المستثمرين
 
أعلى