بوش والفشل الإقتصادي

تقني

عضو نشط
التسجيل
6 فبراير 2002
المشاركات
131
واشنطن - من جان لوي دوبليه

بعد سنتين على توليه سدة الرئاسة تبدو شعبية الرئيس الاميركي جورج بوش كبيرة نسبيا، لكن اعادة انتخابه العام 2004 تبقى رهنا بتطورات الوضع على الساحة الدولية ولا سيما على صعيد الاقتصاد الذي يعاني من ازمة عميقة.

ويرى ستيفان هيس استاذ الدراسات السياسية في معهد "بروكينغز اينستيتوت" في واشنطن "بوش يلعب مع ثلاث كرات: العراق وكوريا الشمالية والاقتصاد. قد ينجح في التقاطها جميعها او قد تفلت احداها او اثنتان او ثلاث".

وتظهر استطلاعات الرأي نسبة تأييد 58% لبوش مما يجعله اكثر شعبية بكثير من رؤساء اميركيين سابقين في الفترة ذاتها من ولايتهم الرئاسية امثال جيمي كارتر ورونالد ريغن وبيل كلينتون.

وحده والده الرئيس الاميركي السابق جورج بوش كان يتمتع بشعبية اكبر بلغت نسبتها 83% في كانون الثاني/يناير 1991 عند بدء حرب الخليج الثانية.

وبدا جورح بوش الابن الذي احاط انتخابه بجدل كبير، ضعيفا جدا في بداية ولايته مع اقل من 51% نسبة تأييد له بعد ثمانية اشهر على دخوله البيت الابيض.

لكن الحملة التي قادها على تنظيم القاعدة وطالبان بعد هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن فضلا عن مهارته في التعامل مع الجماهير ضمنتا له شعبية كبيرة لدى الاميركيين الذين صدموا باول هجوم على ارض اميركية منذ بيرل هاربر في كانون الاول/ديسمبر 1941.

وسمح فوز حزبه الجمهوري في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لبوش بانتزاع السيطرة على مجلس الشيوخ من الديموقراطيين. ويشكل ذلك ورقة رابحة ليتمكن من تمرير خطته للانعاش الاقتصادي التي ترتكز على خفض الضرائب وبرنامجه الاجتماعي.

لكن الجزء الاكبر من نشاطه في الاشهر الاخيرة كرس للعراق وقد اضيفت اليه كوريا الشمالية منذ كانون الاول/ديسمبر وهما دولتان صنفهما بوش في "محور شر" الى جانب ايران.

وفي مواجهة العراق قرر جورج بوش الاستعداد للحرب عبر ارسال اكثر من 150 الف عسكري اميركي الى منطقة الخليج. لكنه اختار طريق الدبلوماسية مع كوريا الشمالية في تناقض واضح لاستراتيجيته المعلنة العام الماضي التي تستند الى شن ضربات وقائية حتى النووية منها، على الدول التي تهدد الولايات المتحدة.

وقد استفاد والده عام 1991 من حرب الخليج الثانية التي رفعت شعبيته الى مستويات شاهقة. لكنه بعد اقل من سنتين على ذلك هزم في الانتخابات الرئاسية امام المرشح الديموقراطي بيل كلينتون، واقعا ضحية صعوبات اقتصادية كانت تمر بها البلاد.

ويقول ستيفان هيس ان بوش يرغب في حل المسألة العراقية باسرع وقت ليتمكن من صب اهتمامه مجددا على برنامجه الاقصادي والاجتماعي.

وتطبيق هذا البرنامج الذي عرض بوش خطوطه خلال الحملة الانتخابية العام 2000، توقف بعد فقدان السيطرة على مجلس الشيوخ في صيف العام 2001 اثر انسحاب احد اعضاء المجلس الجمهوريين من الحزب، ومن ثم بسبب هجمات ايلول/سبتمبر من السنة ذاتها.

ويشدد هذا الخبير السياسي على ان "بوش مع اقتراب الحملة الانتخابية الرئاسية التي تطغى عليها المسائل الداخلية على المسائل الدولية، عاد ليسلط الضوء على هذه المواضيع".

لكن التخفيضات الجديدة في الضرائب التي اقترحت في مطلع كانون الثاني/يناير تواجه معارضة كبيرة في الكونغرس حتى من بعض الاعضاء الجمهوريين . وباتت الميزانية التي كانت تشهد فائضا لدى توليه الرئاسة، في عجز قد يصل على ما يفيد البيت الابيض، الى 300 مليار دولار خلال العام 2004 من دون احتساب حرب محتملة على العراق.

وعلى الصعيد الاجتماعي يتوقع ان ينال جورج بوش استحسان التيار اليميني الليبرالي في حزبه مع محاولته ايضا استمالة الناخبين المعتدلين والاقليات العراقية.

فموقفه الاخير المعارض لنظام قبول الطلاب في جامعة ميشيغان الذي يعطي الاولوية للطلاب السود موجه بوضوح الى الفئة الاولى من الناخبين. اما انتقاده قبل اسابيع قليلة لترنت لوت الزعيم السابق للغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ حول تصريحات اعتبرت عنصرية، فموجهة الى الفئة الثانية.

لكن يبقى الاقتصاد هو المجال الذي لم يحقق فيه بوش أي نجاح، فقد ارتفعت في فترة حكمه مستويات البطالة وتوالت فضائح الشركات الكبرى وتحول فائض الموازنة الاميركية الى عجز، وكل هذا يجعل بوش قلقا من تكرار سيناريو ابيه الذي قضى الفشل الاقتصادي على حلمه في تولي الرئاسة لفترة ثانية.

ميدل ايست أونلاين
 
أعلى