قصة أغرب من الخيال

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
قشعريرة ( 11 )



ظلت علامات الاستفهام تؤرقني حول ما حدث .. وفي نفس الليلة أحضرت ورقه وقلما لأرتب أفكاري ورحت أدون النقاط المهمة التي في هذه القضية كما افعل دائما حين أكون مشتت الذهن :
1- لماذا بدا أبي مختلفا حين تجسدت روحة ؟ .. لا يمكن أن يكون الأمر خدعه .. فالسيد ( حسن ) لم ير والدي أبدا من قبل .. وحتى لو رآه وعرف ملامحه .. فكيف يستطيع تجسيد هيئته أمامي بهذه الصورة ..
2- لماذا كان يبدو مضطربا حين تجسدت روحه ؟ .. لن أنسى أبدا ملامحه المضطربة .. كان متوترا بشدة وهذا شيئا غريبا بالفعل حتى أن السيد ( حسن ) ابدي استغرابه من الأمر عندما سألته ؟
3- لماذا ابدي كراهيته نحوي ؟ .. لم اضر والدي بشيء في حياتي .. بل إنني ولدت بعد وفاته ولم يكن يعلم أصلا أن أمي حامل قبل انتحاره !! ..
4- السؤال الذي فعلت لأجله ما فعلت .. أين هي الأموال ؟!
لم أجد ألا جابه على هذه الاسئله .. وشعرت بأنني لن أجدها أصلا .. ظللت أفكر في الأمر دون جدوى .. هناك شيئا هاما ينقصني لتكتمل أركان هذا اللغز العجيب ..
بعد تلك الحادثة بيومين جلست أتصفح جريدة اليوم قبل الذهاب إلى المدرسة .. فوجدت بها خبرا صغيرا قرأته بسرعة ونسيت كل شيء بشأنه بعدها .. لم أظنه خبرا مهما ..
مر بعدها يوم عاديا هادئا جدا بلا تقلبات أو مشاكل حياة هادئة كالنهر ..
لا زلت أفكر بما حدث .. فكما ذكرت .. هناك أمر غير مفهوم بهذا اللغز .. فجوه ما .. المادة ألاصقه التي ستتخلل أجزاء اللغز المبعثر وتجعلها كتله واحده متماسكة .. أفكر بذلك وأنا أتأمل جهاز الكمبيوتر حيث تسبح الأسماك الملونة على شاشته في برنامج واقي الشاشة الذي استعمله .
اعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفسير خارق للطبيعة لان كل ما حدث لي حتى ألان كان خارقا للطبيعة كنت شارد الذهن أعيد التفكير في الاسئله التي لم أجد لها أجوبه :
1- لماذا بدا أبي مختلفا حين رأيته ؟! .
2- لماذا كان يبدو مضطربا ؟! .
3- لماذا قال بأنه يكرهني ؟!
4- أين هي الأموال ؟!
ما الذي تقودنا إليه كل هذه الاسئله ؟! .. فعلا !! .. ما الذي تقودنا إليه كل هذه الاسئله ؟! ..
عند السؤال الأخير بالذات تذكرت شيء .. الخبر !! .. نهضت كالملسوع لأقرأ الخبر الذي قرأته في الجريدة هذا الصباح والذي ظننت انه لا يهمني .. ظللت اقرأ الخبر مره أخرى وأخرى وأنا أتساءل في حيره .. ما الذي يعنيه هذا ؟! .. اشعر أن هناك رابطا بين كل هذا .. لكني لا اعرف ماهو !! الخبر يتحدث عن وفاة رجل أعمال هولندي من أصل كويتي بسكتة قلبيه مفاجئه .. لماذا بدا أبي مختلفا حين رأيته ؟! .. أين ذهبت الأموال ؟! .. هبطت الحقيقة علي ببطء شديد .. شديد جدا !! .. ثم بدأت تتجسد وتتخذ شكلا ماديا .. وشعرت ببسيلات شعري تنتصب .. وتحفزت حواسي .. هذا هو اقرب الاحتمالات إلى الدقة .. إن الأمر لا يصمد لأي تفسير منطقي أخر .. بل هذه الحقيقة .. حقيقة مريعة .. مريعة إلى درجة لا يمكن الحياة معها ..
ياللهول !!!!!
شهقت بقوة وأنا أقول : لا يمكن أن أكون فعلت هذا .. هل فهمتم ؟؟ .. انه أمر مريع .. مريع لا يصدق !! .. لقد قمت بتحضير روح شخص حي !! .. يا الهي .. لقد كان والدي حياً طوال هذه السنوات !! .. نعم .. فهم لم يعثروا على جثته أبدا .
وقعت على الأرض من شدة الانفعال .. ساقي .. لا تستطيعان حملي .. هذا هو التفسير المنطقي الوحيد .. جميع اسألتي الاربعه تتجه إلى حقيقه واحدة .. وهي إن والدي كان حيا حين قمنا بتحضير روحه ..
يكاد أن يغمى علي من هول الصدمة .. أحاول أن التقط أنفاسي اللاهثة .. ولم انجح في هذا إلا بعد ساعة تقريبا .. وبعد أن أفقت من الصدمة بدأت الأمور تنكشف لي شيئا فشيئا .. وبدأت اربط بين الإحداث والمعطيات التي لدي .. لقد فر أبي بعيدا عن مسؤولياته وعن دائنيه .. لقد اعد عدته منذ البداية وتزوج والدتي من اجل طموحه بالفعل وأخفى مبلغ من المال في ( هولندا ) على شكل أسهم في إحدى الشركات لينتقل بعدها إلى هناك على أمل البدا بحياة جديدة واسم جديد .. ويظهر انه نسى بعض هذه الأوراق حيث وجدتها بالخزنة الحديدية الصغيرة ..
لقد بدأت الحقائق تظهر واحدة تلو الأخرى !! .. بدأت افهم الأمر .. وليتني لم افهم !! لهذا وجد السيد ( حسن ) الوسيط الروحي صعوبة بالغه في تحضير روح أبي .. لأنه كان لازال حيا .. وحين جاءت روحه بدت مضطربا لهذا السبب .. لان والدي كان وافدا جديدا في عالم الأرواح الأمر الذي جعله مرتبكا مضطربا لا يعرف ما جرى له .. لقد سلبا منه روحه لسؤالها عن مكان الأموال !! .. وقد ظن الطبيب الشرعي أن سبب وفاته هو سكته قلبيه مفاجأة كما يقول الخبر في الجريدة ويوم وفاته هو نفس اليوم الذي قمت فيه بتحضير روحة .. وماذا أيضا .. حقده علي ؟!
لقد انتزعت منه روحه .. أي قتلته .. لهذا كان يرمقني بكراهيه وحقد شديدين أما مكان المال فيمكنني أن أخمن بأنه في ( هولندا ) .. لقد سافر أبي إلى هناك لعقد بعض الصفقات التجارية كي ينقذ تجارته كما كان يدعي ولكن هذا لم يكن السبب .. السبب هو انه أراد الهرب من والدتي وحياته في ( الكويت ) لحياته الجديدة التي اعد لها العدة مسبقا .. ولم يعلم أن والدتي قد توفيت بعدها بشهرين تقريبا .. من المرجح انه لم يعلم .. قلبي يكاد أن يتوقف عن الخفقان .. لقد عاش بعد تاريخ انتحاره المزعوم ما يقارب الثمانية عشر عاما .. وعندما قمنا بسلب روحه كانت أثار السنوات قد ظهرت على ملامحه ..
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
قشعريرة ( الأخير )


كان ما حدث قد شرخ إحساسي بالأمان إلى الأبد .. كنت بحاجة إلى هدية الأيام التي لا تقدر بثمن
النسيان .. لقد لوثت هذه الحادثة عالمي إلى الأبد كنفاية ذرية ألقيت في نهر .. لقد كان أبي حيا طوال تلك السنين وأنا قتلته .. وكان – وأقولها بكل أسى – جاحد لوالدته ( جدتي ) التي خدعها ولم يسأل عنها طوال السنوات الماضية .. والأسوأ من كل شيء هو إنني عبثت كثيرا في تلك الأمور المتعلقة بتحضير الأرواح .. ورحت ألهو بجهل حول الحدود الخطرة بين الحياة والموت مع إنني اعلم منذ البداية إن تحضير الأرواح أمر مشكوك فيه شرعا .. وهو عبث بسر مقدس لا يعلمه إلا الله .. يجب ألا نحاول شيئا كهذا .. لقد أدمن الكثيرون تجارب تحضير الأرواح كما عرفت لاحقا وفي معظم الأحيان كانت النتائج إما الانتحار أو الجنون أو المس .. إن الروح من أمر ربي فما جدوى البحث عن سر نعلم تماما أن لا احد يستطيع فك رموزه ؟!
استغرب ألان كثيرا كيف أقدمت على محاولة تحضير روح أبي !!
أصاب ( بقشعريرة) كلما أتذكر هذا ..

إن ما حصل لي لن يمحى من ذهني .. سواء ما فعلته مع ( سعد ) في اللهو بلوحة ( اويجا ) المشئومة .. أو تجربة روح والدي التي أحاول أن أنساها بأن أسدل فوقها ستار مزيفا .. ولكن هيهات .
هاأنذا راقد في غرفتي على الفراش استمع إلى موسيقى كلاسيكية هادئة .. واقرأ مجلات ميكي .. وماجد .. لان أعصابي لم تعد تحتمل أي شيء صارم أو جاد .. أحاول أن أنسى .. أو أتظاهر بأنني أنسى .
لقد جعلتني هذه التجربة أؤمن بأن هناك من أسرار الكون ما يحس بالمرء أن يدعها وشأنها وان القناعة بالفعل كنز لا يفنى .. حكمة رائعة لكن كثرة تكرارها وتداولها بين الناس جعلها كالأغنية التي سمعناها ألف مرة حتى أصبحت سخيفة بعد أن كنا نحبها ..
لم تعد تهمني أمر تلك الأموال والى من ستؤول إليه .. ربما كان أبي متزوجا في ( هولندا ) وسيرث أبناءه ما لديه .. نعم .. فربما لدي إخوة في ( هولندا ) ولكن هذا لم يعد يهمني .
لقد تعلمت من كل ماحدث إن المسخ الذي يثير الرعب في نفسي حقا هو أنا !! .. أنا الذي اعرفه والذي يفعل أشياء ويقول كلمات لا يمكن أن اصدق إنني افعلها أو أقولها .. أنا من مارس لعبة ( اويجا ) الملعونة .. أنا من طالب بتحضير روح أبي !! .. نعم … أكثر مسخ يجب أن نخافه هو أنفسنا .
سيكون علي أن أعالج نفسي عند إنسان متخصص .. سيكون علي أن أحاول النسيان حتى استطيع النوم من جديد .. كل هذا ممكن .. احتاج إلى وقت .. لكنه ممكن .. كم من ليلة سوداء قضيتها استعيد ما حدث واحلله .. أسئلة كثيرة بلا اجابه .. ولا اجد لها إجابة .. كل ما اعرفه هو إنني لن اخرج من غرفتي عندما يأتي الليل .. شعرات عديدة شابت رأي على الرغم من صغر سني .. آيات قرآنية علقتها في كل مكان في غرفتي .. والواقع إنني بذلت جهودا كونيه لدفن الذكرى المريرة في أعماق ذاكرتي كي لا تعود وتنغص حياتي .. وشكرت الله سبحانه وتعالى .. على أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد .. واستغفرته كثيرا على جهلي وتهوري ..
اعتقد إنها قصة مرعبة حقا .. ولا أخال القارئ يقدر على قول أن القصة خالية من الرعب .. على الأقل لن يقولها بضمير مستريح تماما .. إن هذه القصة لتترك غصة في الحلق بسبب أحداثها الكئيبة .. تجعلك غير مستريح تماما وتشعر بعدم الأمان .. هذا هو شعوري بالضبط .
لقد مرت فترة طويلة على تلك الأحداث الرهيبة .. لكني حتى هذه اللحظة اشعر بالخوف من الظلام كما أخبرتكم من قبل .. اشعر بالخوف وأنا وحدي في غرفتي على الرغم من الإضاءة التي تكشف لي كل ركن .. أؤمن أن كل هذه وساوس لكن ليس الأمر بيدي ..
فلا استطيع التحكم أبدا فتلك الرجفة التي تسيطر على جسدي .. تلك القشعريرة !!


هنا تنتهي مرحله من هذه المذكرات اتمنا تكون نالت رضاكم
وتابعونا في الجزء الثاني من هذه المذكرات(مع خالد)
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
نبداء

بسم الله الرحمن الرحيم



ازدواج ( 1 )



القصة هي واحدة من التجارب التي عشتها وتركت في نفسي أثرا بالغا ...
فقدت واجهت فيها لغز شديد التعقيد شتت كياني ووضعني في دهاليز نفسية معقدة ...
كيف اقرؤوا السطور التالية وستعرفون ....
كان كل شيء يسير بصورة اعتيادية في شقتنا وكنت أعاون جدتي
في ترجمة ما تريد إخباره للخادمة الجديدة وكانت وسيلة التفاهم هي بالطبع
اللغة الإنجليزية لمعرفتي كما تعلمون فأنا أتحدثها
واشكر الله سبحانه وتعالى ثم اشكر جدتي التي الحقتني المدرسة الخاصة
فلو كانت مدرستي حكومية لما كان حالي هكذا بالتقدم بمستواي التعليمي ..
ولكن مشاكل المدرسة لا تتعلق بالنظام والمستوى التعليمي فحسب
فهناك الكثير من المشاكل والتحديات الحقيقية الأخرى التي تواجه كل طالب
يريد الابتعاد عن المشاكل والمدرسة هي مكان جيد للأسف لممارسة شريعة الغاب
بين الطلبة حيث يأكل القوي الضعيف من خلال معارك وشجارات تمتد أحيانا
إلى خارج أسوار المدرسة وغالبا تكون تلك الشجارات دون هدف ..
وليس هناك مفر للضعفاء أمثالي من التعرض لوحشية بعض المراهقين
عديمي الإحساس ...
لقد كنت بسبب تفوقي ونبوغي الواضح أحظى بحب أساتذتي ..
ولكني لم اكن من الشباب المرموقين او ذوات الشعبية فقد كنت ضعيف الجسد
لا أمارس أي رياضة ولا املك أي وسامة والطلبة لا يرتاحون لوجودي ...
بالفعل لقد كانو يظنوني خبيثا تصوروا والسبب هو أفكارهم المتخلفة ...
فالناس دائما تصور الشخص الطيب والمنطوي والهادي على انه ساذج
فإذا أبدي لمحة ذكاء تراهم يملاون الدنيا صراخا بان هذا الشخص خبيث
وماكر وكان يتظاهر بالطيبة والسذاجة ...
لقد كان عددا من زملائي الطلبة والطالبات يطلبون مني مساعدتي لحل
بعض الفروض المنزلية وكنت اقدم لهم كل المساعدة وبعدها يتركني الجميع
وهذا ساهم في تقوقعي وانعزالي .. وكنت ادفن هموم وحدتي بين الكتب
وانا اقسم بيني وبين نفسي ... ستندمون أعدكم بأنكم ستندمون سأصبح طبيبا
من افضل الأطباء وأكثرهم ثراء وأفضلهم سمعه .. ولنر كيف تسخرون مني .
تخيلو هذا وحيدا في المنزل بلا اخوة وحيدا في المدرسة ليس لي أصدقاء
حياة قاسية كالجحيم .. !! لكنها على كل حال افضل من ان اصبح واحد
من الشباب التافه الذي لا هم له سوى الفتيات ومعرفة احدث الهواتف
وامتلاك سيارة فارهة .كان احتكاكي شبه معدوم بزملائي الطلبة
وان لم يمنعني هذا ان اكون مهذبا معهم على الرغم من وحدتي الإجبارية
الا ان هذا لم يكن كافيا لبقائي بعيدا عن المشاكل فان لم ابحث عن المتاعب
فستبحث هي عني ريب ... كيف .. اقرؤا السطور التالية وستعرفون ....
اخبرتكم بانني كنت اساعد كل من يلجأ الي لحل فروضة المنزلية او لشرح
نقطة معينه غير مفهومة في احد الدروس وكان اكثر من قدمت لهم المساعدة
في المدرسة هما صبي وشقيقتة ..
هما رهام في الصف الثالث ثانوي في السادسة عشر من العمر أي بمثل عمري
وشقيقها هو بدر الذي يصغرها بعام واحد في الصف الثاني ثانوي .
بدر فتى رقيق الى حد الانوثة بنحولة وتراخية وعينيه الذعورتين ووجهه
الخالي تقريبا من الخشونة الرجولية وكان يبدو للجميع كانه فتاه رقيقة ذات
حياء تلبس ثياب الاولاد كما كانت له مشكلة واضحة في النطق اذ تراه يتلعثم
بشكل واضح مما زاد من هدوئة وانطوائة كي يتجنب سخرية الطلبة
وهو بالمناسبة اعسر أي يستخدم يدة اليسرى في كل شيء ويمكن بسهولة
نعرف ان بدر هو ولد امه كما تعرفون أي نتاج تربية امرأة تخاف علية كثيرا
وتفرط في تدليله وحمايته من كل شيء وتزيدة خوفا من العالم الخارجي حتى
اصبح يرى العالم بانه غابة ويجب ان يبتعد عنها قدر الامكان ...
باختصار كنت اعرف ان تربية الفتى ليست قوميه وان مسقبلة مظلم وملى بالعقد
الا انه والحق يقال كان ولد طيب القلب الى حد لايصدق يعطيك كل ما يملك ان
راى انك تستحق ذلك .
اما شقيقته رهام وهي اقرب انسان ل بدر على الاطلاق فقد كانت نحيلة الجسم
قصيرة الشعر عادية الملامح لا يوجد ما يميزها لكن رقتها الشديدة كانت تجذب
اليها الانظار كما انها كانت مهذبة وحساسة جدا ..
لم اكن انا من يرغب في الاحتكاك بهذا الثنائي الغريب بل كانا هما من يصران على
انني صديق لهما واننا لسنا في نفس الفصل فبدر قبلي بمرحلة ورهام لم تكن معي بالفصل
ولكنها في المرحلة نفسها .

يتبع..
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 2 )




لا اذكر كيف تعارفنا ولكن الامر كان متعلق بمساعدتي لهم بالفروض المنزلية وكانت رهام قد اخبرتني بانها تثق بي وترتاح وانني ساكون صديقا مخلصا لها ولن اضرها يوما ..
هكذا كانت بداية علاقتنا التي لم تتجاوز اسوار المدرسة لاصبح مع مرور الوقت كاتم اسرار رهام وشقيقها كل اسرارهم .
لقد كانت مشكلة هذين الشقيقين الرئيسية تكمن في اسرتهما خاصة الاب وهو رجل ميسور الحال ويعشق الخمر حتى انك تراة كما تقول رهام نادرا ان تراه في وعية الكامل وقد قام هذا الاب بحسنة واحدة وهي عندما الحق ولدية بتلك المدرسة الخاصة وقام بتسديد الرسوم الدراسية لابنائة لسنتين قادمتين ربما فعل هذا تحسبا للمستقبل وكانه كان يعلم بما سيحدث له فقد انجرف تماما مع اصحاب السوء وقام بممارسة العادة التي انتشرت في الكويت للاسف منذ التسعينيات وهي تعاطي المخدرات فقد بدا الاب ينهار شيئا فشيئا واصبح يترنح بسبب المخدر او الخمر وكان كحال المدمنين ضائع مزعزع الشخصية ضعيف الاراده فتراه يصب غضبه على اولادة وزوجته فكان يوسع امراته وولديه بالضرب ليحدث بهم كدمات لا باس بها حول العيون والشفاة ثم يهدأ فيبدا الحديث عن المخدرات التي دمرته ودمرت حياته ويعود ويغضب ويشبع اسرته ضربا مرة اخرى فتهرب الام واولادها الى احد الجيران فالام من جنسية عربية وليس لها اهل في الكويت وهكذا هو الحال ..
وبالطبع حصل ما كان هو متوقع لم تستطع الزوجة تحمل كل ما تلقاة من يدة القذرة حتى فعلت ما يجب فعلة منذ البداية وابلغت عنة الشرطة وقامو بالفعل بالقبض علية واحيل للنيابة حيث تبين انه لا يتعاطى المخدرات فحسب بل يتاجر بها ايضا وحكم عليه بالسجن عدة سنوات لم يقض منها الا اشهر قليلة قبل ان يموت بجرعه زائدة من المخدر ... كيف وصلت المخدرات الى السجن .. لا ادري لقد حدث هذا كثيرا في السجون وما زال يحدث كيف ... ؟؟ اترك الاجابة للمسؤلين
المشكلة ان الاب كان مصدر دخل الاسرة الوحيد اما زوجته التي لا تملك حتى الشهادة قكانت ربت منزل او بيت وبالطبع فان فرصة حصولها على وظيفة محترمة بعد وفاة زوجها معدومة تقريبا لعدم امتلاكها أي مؤهل علمي خاصة انها ليست كويتيه وهكذا تستطيعون ان تتخيلوا حال هذة الاسرة بعد وفاة معيلها الوحيد الذي كان وجودة هما ثقيلا اصلا ..
لقد علمنا ان الاب قد دفع رسوم ابنائة الدراسية لسنتين قادمتين ولكن بعيدا عن الرسوم فهناك رسوم اهم وهي رسوم الحياة ان صح التعبير فمن سيعيل هذة الاسرة اذا لم يمدلهم احد يده من افراد الاسرة مع الاسف وتخلى عنهم الجميع فكان لا بد ان الام تتصرف وليتها لم تفعل فمع مرور الوقت والايام انجرفت الام وراء اقدم مهنة بالتاريخ وابشعها على الاطلاق .... !!
لعبت هذا الدور المقيت لانها كانت بحاجة المال الذي يجود به بعض الاوغاد من الرجال عليها مقابل إرضاء شهواتهم الحيوانية .. فأصبحت امرأة في الأربعين من عمرها تملا مساحيق التجميل وجهها ولها ضحكة مائعة قليلا ..
وقد جعلت هذة الضروف القاهرة الشقيقين يقتربان من بعضهما كثيرا حتى اصبحا لا يفترقان ابدا وكل منهما يعتبر الاخر اصدق اصدقائة وكاتم اسرارة ولحسن الحظ لم يعرف احد من الزملاء في المدرسة شيئا عن حال هذة الاسرة والا اصبح الشقيقين مثار سخرية الجميع ..
لقد زاد هذة الخبرات القاسية من عزلة رهام وبدر وانطوائهما وميلهما الى الاستماع لا الكلام وان كانت رهام اقوى نوعا من بدر مع وجود مشاعر متناقضة تجاة الام هي مزيج من الشفقة كونها انجرفت وراء هذة المهنة القذرة من اجل لقمة العيش والكراهية كونها جلبت لهما العار .. مريع حقا هو الشقاء الذي يرتسم على وجوة المراهقين الذين رأوا وعرفوا الكثير ..
لقد كانا هذان الشقيقان هما بطلي قصتي واما بالنسبة لدوري فسوف تعرفونه لاحقا .. ولكن قبل كل شيء فلنتعرف على شخصيه اخرى او طالب اخر بالمدرسة ...
راشـــد فتى شديد الوسامة كحصان عربي اصيل انيقا كاحدى الموديلات المجسمة التي نراها في واجهات المحلات التجارية فارق القامة ابيض البشرة ذو نظرة قوية اسرة تعكس شخصية كاسحة ونرجسية واضحتين وكان قاسيا كمناخ فصل الصيف بالكويت حتى صارت المفردات الجياشة مثل الحب والعطف والرقة نوعا من الاهانة بالنسبة له كما كان يملك لسانا سليطا كالسوط فلا تملك ان تناقشة في أي موضوع حتى وان كنت على حق انه من النوع الذي لا يخشى احد ويثق بكل تصرفاته ولا يقيم وزنا لاي حياة بشرية ويسره ان يرى نظرات المقت في عيون من حولة .
لقد كنت انا بالذات اعاني من عقدة نفسية تجاه راشد اذ تراني انتفض بقوة واشعر بتوتر في اعماقي كلما اراه حيث انني اشعر اني نملة امام فيل الماموث الهائل فاشعر بضالة تنم عن شخصية ضعيفة للاسف امام شخص يملك كل شيء تقريبا ومنحته الحياة كل تدليل ..وكنت احلم دائما ان اكون قويا مثل وصاحب لسان سليطا يدافع عن الحق كلسانه الذي لا ينطق الا بالباطل .
لقد كان راشد يملك كل مايجذب فتاة لا تعرف شيئا عن الحياة .
اما والد راشد كان شخصية هامة بالبلد ويشغل مركزا حساسا وكان هذا الاب يضن ان تربية الابناء تكون فقط بانفاق المال بمبرر او دون مبرر ويعطية كل ما يطلب دون نقاش حتى اصبح راشد نموذج للشخصية الانانية التي لا تريد من المجتمع الا مصلحتها ولا تعطي شيئا على الاطلاق .. كنت دائما اتوقع ان ينتهي المطاف بهذا الفتى كتاجر مخدرات او قاتل او زعيم عصابة وكنت اعرف انه يفعل كل المحضورات اذا كان يبيع المخدرات ويروج افلام خلاعية في السر على زبائن دائمين لدية لم يكن بحاجة الا المال لكنها تلك الشهوة المجنونة في الفساد والهدم هذا وكم اكرهه .. وكم امقته .. انه يجسد كل ما احتقرة في هذة الحياة ... ليس الامر نابعا من وسامته وشخصيته القوية بل انه نابع من كراهيتي للقسوة انني امقت القساة اصحاب القلوب الميته . كم من مشاجرات خاضها هو واصدقائة الاوقاد الاخرين الذين قاموا باشباع من تشاجروا معهم ضربا وبالطبع كان والدة وبسبب ابتعاده عن المنزل يجهل كل شيء عن ابنه ويظنة بريئا من كل التهم التي تنسب اليه وانه مجرد مراهق يحمل طيش المراهقين المعتاد ..
وكان راشد مولعا بايقاع الفتيات في شباكة وكلما تعلقت به بنت وقامت بينهما علاقة وفعل ما يريد صارحها بانه ممل منها ويريد تركها ولا يفعل ذلك طبعا الا بعد اشباع غريزته .. مواقف قاسية عاشتها الكثيرات معه اللاتي لايعلمن شيئا عن نشاطاته واخلاقة وكان يقع على زميلاته الطالبات في شباكة واقامة علاقة معهن تمتد خارج اسوار المدرسة علاقة ضاهرها عاطفي وباطنها قذر غير قابل للنشر والمشكلة ان شخصيته مع الفتيات ساحرة بالفعل كما ذكرت لكم .
لقد نسج راشد شباكة حول الكثيرات وكسر قلوبهن ولكن هذة المرة بدات اشعر انه ينسج شباكة حول رهـام وهنا تبدا قصتنا ....

يتبع.......
 

wasmi_6

عضو مميز
التسجيل
6 مارس 2004
المشاركات
3,378
الإقامة
الكويت
وجهة نظر

1- القصص المذكوره غير حقيقيه .
2- اسلوب الكتابه والسرد القصصي توحيان الى شخص متمكن واديب .
3- وجود بعض الامور التي فيها مخالفات شرعيه واضحه كالاستعانه بالسحره والمشعوذين ومحاولة معرفة الغيب .
4- ارجو عدم الاسترسال في سردها مراعاة لعقولنا واستراحتنا .
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
wasmi_6 قال:
وجهة نظر

1- القصص المذكوره غير حقيقيه .
2- اسلوب الكتابه والسرد القصصي توحيان الى شخص متمكن واديب .
3- وجود بعض الامور التي فيها مخالفات شرعيه واضحه كالاستعانه بالسحره والمشعوذين ومحاولة معرفة الغيب .
4- ارجو عدم الاسترسال في سردها مراعاة لعقولنا واستراحتنا .


1- مشكور اخوى على مرورك وجهه نطرك لك كل احترام

2-انا نقلت القصه من صاحب الحدث او الروايه الحقيقيه( والقارئ له الحق بتصديق الروايه انها حقيقيه او من الخيال)

3- وجود بعض الامور مخالفه لشريعه هل تضن ان جميع الاشخاص ماشيه على الشريعه لااعتقد ذلك انا انقل الحدث لاخذ العبره والعضه من القصه

4- طلب بعدم الاسترسال فى سردها هذى وجهه نظرك احترمها ولكن فى مقابل احترم الراى الاخر فى طلبهم فى تكمله الروايه او القصه سواء هنا او على الخاص اذا كنت لاتردين قرائتها فقط عند رؤيه عنوان القصه لاتقم بالدخول على الموضوع


وخيرا اشكر مروورك وابداء الرأيك وختلاف الراى لايفسد الود
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
--------------------------------------------------------------------------------

ازدواج ( 3 )


بدا كل شيء عندما رايته ذات مرة في المدرسة واقفا يتبادل اطراف الحديث مع رهام وقد استوقفني هذا كثيرا .. فما الذي يريدة شخصا ك راشد منها .. ؟ انها ليست من ذلك النوع من الفتيات اللاتي ينجذب لهن شخصا كراشد فملامحها اقل من عادية هل هي رقتها الشديدة .. ربما كانت تبدو له جميلة .. فلا مقاييس واضحة للجمال كما تعلمون ولكل منا ذوقة .. المهم اني لم انتظر طويلا فما ان تركها راشد حتى هرعت اليها اسالها عما يريدة منها ليس بقصد التخل في شؤونها بل هو الخوف والاشفاق عليها فلا اريدها ان تكون واحدة من ضحاياة ..
سالتها ... رهام ماذا يفعل راشد معك
قالت بصوت يحمل نبرة من الفرح انه يريدني بموضوع هام .... !!
وما هو الموضوع ..؟
مطت شفتيها .. لا اعلم ..!
لا اعتقد انه يريد بك خيرا ....
وما ادراك
لم تكن رهام تعرف الكثير عن راشد فهو اذكى ان يكشف اسرارة بصورة واضحة امام الجميع بالمدرسة .. وان خطته معروفة وهي يعثر على الفتاة التي يريدها ويبدا معها علاقة بالهاتف تمتد الى الخروج معها ثم الهدف الرئيسي وهو اشباع غريزته ليتركها بعد ذلك بكل حقارة ...
رهام .... انت تعتبريني صديقا مخلصا لك وانا اعتز بهذة الصداقة وان كانت لا تتعدى اسوار المدرسة .. ولكن اردتك ان تحذري من راشد .. انه لا يصلح لك ...
نظرت الي باستغراب وكانها لم تقتنع مني ابدا ان اكلمها بامر كهذا .. صمتت قليلا ثم قالت باستسلام وبصوت حزين :
شعرت بكلامة انه يحبني ويهتم لامري ..
ثم زفرت بقوة وقالت :
لقد سئمت الحياة بهذة الصورة يا خالد انني مجرد فتاة صغيرة اعيش يتيمه من دون اب دعك من انني لم اذق طعم حنان ابي .. في حين ان مشاعري متضاربة ناحية امي .. هي مزيجا من الاحترام والاحتقار اعلم انها تفعل ما تفعلة من اجلنا .. لكنني في نفس الوقت اشعر بالعار .. احتاج لمن يحميني من الشرور والمصائب والشياطين البشرية في هذا العالم ...
قلت صائحا :
ومن قال ان راشد ليس من هؤلاء الشياطين
سالتني بسذاجة اغاظتني كثيرا :
هل تغار ..؟؟
قلت لها بصدق كاتما غيظي
هذا الامر لا يتعلق باي غيرة فانت صديقة عزيزة لا اكثر وانا اخبرك بما اعرف عن هذا الفتى ولا اريد ان يحطم قلبك ..
خالد .. لا داعي لهذا الكلام انني في الواقع ارى راشد فتى رقيقا ومهذبا
هل تمزحين ؟
بتاتا انا اره كذلك بالفعل ...
لم يعد هناك ما يقال كررت محاولاتي ولكنها كانت واثقة بان راشد يحبها لذا فقد قررت ان انقذها منه رغما عنها لن اسمح ابدا بتحطيم قلب فتاة رات في حياتها مالم يرة كهل في السبعين ..
وحاولت ان ااتيها بمن يخبرها عن افكارة وافعاله وهذا بالسر حتى لا يعرف ذلك الشيطان ما افعلة ويغضب هو واصدقائة الشياطين ولكنها استنكرت هذا واقتنعت بانه ملاك ويعاملها بالرومنسية وانه يحبها .. والغريب في هذا كله ان شقيقها بدر لا يعلم ولا يعرف على الاطلاق وظن ان الامر لا يعدو كونة علاقة بين زميلين دراسة ... لقد وجدت ان لا دور لي على الاطلاق فيما يحدث بعد محاولاتي اليائسة لكشف راشد على حقيقته امام رهام .. فاثرت الانسحاب من حياتها هي وشقيقها متوقعا انها ستفيق من الصدمة بعد ان يطرحها راشد جانبا ويهملها ..
فبعد اسابيع قليلة ابتعدت فيها عن الشقيقين تماما ..
فوجئت بخبر هبط علي كالصاعقة ...!!
ففي طابور الصباح احد ايام العام الدراسي ... نعت ادارة المدرسة الطالبة رهام لوفاتها في حادث ماساوي وما هو الحادث ...؟؟ لم يعلنوا عنه .. ولم يعلم به احد ..
بحثت عن بدر لاسالة التفاصيل لكنه لم يحضر الى المدرسة الا بعد اسبوع كدت خلالها ان احترق فضولا لاعرف سبب مصرعها فانا اجهل ارقام هواتفهم .. رايت بدر اخيرا كان اسوا حال واخبرني بصوت اثار شجني كثيرا ان وفاة شقيقته كان عبارة عن انتحار ...!!
رهام انتحرت ...؟ ... يا للهول ... !!
لقد قلتها وقد اتسعت عيناي ذهولا .. فانا لم اتوقع شيئا كهذا لقد ظننت ان الامر متعلق بحادث سير او شيئا من هذا القبيل ..
سالته عن التفاصيل واجابني بصوت حزين باك ينيط القلوب انه قد عرف من مذكراتها انها كانت على علاقة براشد .. لكن الوغد خدعها واستدرجها الى مكان ما ثم اغتصبها وسلبها اعز ما تملك أي فتاة شريفة ..وتركها وكان شيئا لم يكن .. تركها منهارة وهي التي ظنت انه سيحميها من شياطين العالم فلا تجد الفتاة حلا اخر سوى الانتحار .. حيث ابتلعت كمية كبيرة من الدواء مع ترك رسالة قصيرة جدا لشقيقها ووالدتها فيها كلمة واحدة فقط : سامحوني .
ولم يخبر بدر والدته بالسبب الحقيقي وراء انتحار رهام كما عرف من مذكراتها كان يخشى كثيرا ان تخوض والدته حربا معى اناس فوق القانون وربما كانت هذة هي المرة الوحيدة التي يتصرف فيها بدر تصرفا مسؤولا يحمي به والدته ...
يتبع...........
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 4 )



اعرف ان رهام لم تكن مراهقة بل طفلة هشة لا تصلح لهذا العالم وقد انهارت تماما بسبب فعلة راشد الدنيئة اعلم ان مافعلة كان امر شنيعا دمر فية الفتاة تماما .. ولكنني اعتقد انه كان بامكانها ان تجد حلا اخر غير الانتحار الذي لا يرضى به الله سبحانه وتعالى مهما كانت الاسباب . لقد رحلت المسكينه دون ان تترك ورائها سوى تلك الرسالة الصغيرة التي لم تعبر بها مما شعرت وعاشت في حياتها من احباطات وازمات نفسية .. وما جعلني ان اشعر بالم هائل في قلبي هو الحقير راشد فها انذا اراه في المدرسة يمازح هذا ويضحك مع ذاك دون أي شعور بالذنب .. علما بان بدر قد اخبرة بان رهام انتحرت بسبب سلبة شرفها لعلة يشعر بالذنب ولكن هيهات ..!!
كان بدر يعض شفتيه قهرا وهو عاجز تماما عن اتخاذ أي رد فعل تجاه راشد السبب الرئيسي والمجرم الحقيقي وراء انتحار شقيقته وقد اثار هذا جنوني .. حتى انني لم اعد استطع كتم غيظي اكثر من ذلك لاذهب الى راشد عازما ان افعل شيئا فوقفت امامه بتحد على الرغم ان راسي يكاد يصل الى صدرة ولكن هذا لم يمنعني ان اقول له وانا اضغط على اسناني غيضا :
ستدفع ثمن ما فعلته مع رهام ايها الحقير واعدك بان الامر لن يمر ابدا بهذة السهولة والبساطة ..
نظر الي لوهلة غير مصدق التهديد فالمنظر كان مضحكا بحق لمن يرانا انا اقوم بتهديد راشد ؟؟
ثم ابتسم بوحشية :
هل تظن انني ساهتم بتهديد تافه مثلك ..؟
انني اعرف ما فعلته برهام سابلغ الشرطة واخبرهم عن نشاطاتك المشبوهه ..
نظر الي نظرة جمدت الدماء في عروقي ثم قال :
تتحداني ..؟ .. انت تتحداني ؟! ..
سكت قليلا ثم اضاف وبصوت خافت :
اعتبر نفسك ميتا من الان فصاعدا .
انتبهت مع تهديدة الى تهوري وحماقتي التي اقدمت عليها فشعرت بتوتر جراء هذا التهديد .. انني اخشاة .. اخشاة بشدة ... لقد تصرفت بطيش وغباء شديدين ان هذا الفتى مجرم وقد يفعل أي شيء لينتقم مني اذا ما ابلغت عنه ...
لم اخبركم ان الباص الذي يقلني يتوقف عند الشارع الرئيسي لايصال احد الطلبة الى منازلهم وانا انزل مع هذا الطالب لامشي في زقاق ضيق بين مدرستي فلسطين وام القرى للذهاب الى منزلي وانا افعل ذلك لان الباص سيقوم بالتوقف سبع مرات على الاقل قبل ايصالي الى البيت لذا فالنزول في ذلك المكان واكمال الطريق على الاقدام اختصار للوقت ... كنت عائدا من المدرسة في فترة الظهيرة امشي وحيدا في ذلك الزقاق الذي لا اجرؤ اطلاقا المشي به ليلا .. فيما كنت ببداية الزقاق ... رايت في نهايته اربعة اشخاص ياتون من بعيد شيئا في هؤلاء جعلني اتوجس خوفا اذ كانوا يمشون في غير انتظام ومشيتهم توحي بالاستهتار والعدوانية والغرطسة وكانو يتبادلون الضربات فيما بينهم على سبيل المزاح وعندما اقتربوا قليلا تبينت ملامحهم جيدا انهم زملائي بالمدرسة واحدهم هو راشد ..؟!
بالطبع سد علي الطريق مع اصدقائة الثلاثة الاخرون ووقف امامي يحدق بي بنظرة جعلتني ارتعد خوفا .. قال راشد وعلى وجهه ابتسامة ذئب ان كانت الذئاب تبتسم :
معذرة هل سمعتك في المدرسة تتكلم كالرجال ...؟؟
لم انطق باي كلمة لقد شلني الخوف فاردف قائلا بسخرية :
ثم انني لا ادري لماذا اشعر بالمهانة كلما قابلت عبقريا كانني تلقيت صفعه على قفاي .. ثم امسكني من ياقة قميصي وهو يقول :
لقد احتجت ان اعرف طريق عودتك الى المنزل ووجدت طريقا مثاليا كي تتلقى فيه عقابك دون ان ينقذك احد ..
عجزت من الرد وكنت انظر اليه بنظرات مذعورة مليئة بالخوف ... وفجاة تهوي صفعة قويه على وجهي لتوهج خدي بالدماء واقع على الارض من قوتها ...!! الم شديد يمزق اعصابي ويبعثر كرامتي فانهض مقرر الهرب وحاولت ولكنه امسكني ليقول بسخرية :
هيا انتقم لنفسك ان استطعت ..
صفعة اخرى لم ار نذيرا لها .. وصفعه ثالثة جعلت الدماء تملا مقلتي عيناي .. لقد تبلل وجهي تماما هل كان مبتلا بالدموع ام بالدماء ... ارتمى فوقي بكل ثقلة راح يوجه لي اللكمة تلو الاخرى ووقف بعدها ليشبعني ركلا .. ان هذا الوغد لا يعرف الرحمة ثم وجه لي ركلة قوية في بطني وقد فقدت القدرة تماما على النهوض وشعري يتهدل على جبيني معجونا بالدماء .. نظرت الى فخذي فرايته ينزف بغزارة بالدماء بعد ان طعنني بمدية حتى المنتصف .... شعرت بقشعريرة في عامودي الفقري هل الانسان متوحش الى هذا الحد ...لا زلت اذكر جيدا ما حدث لحظة بلحظة وقد اسودت الدنيا امامي ولم ار شيئا حتى سمعت راشد يقول :
سيكون هذا درسا لك .. عينة مما استطيع فعلة لو تجرات وهددتني مرة اخرى ..
بعد ذلك بلحظات لفني الظلام بردائة فلم اعد ارى شيئا .. وبدات اشعر بانني سافقد الوعي ولن يجدني احد في هذا الزقاق ليس قبل ساعتين او ثلاث على الاقل ... شعرت بعد زمن لا استطيع تقديرة بذراعين قويتين تحملاني من على الارض وانا في اسوا حال ممكن .. اخيرا وجدني احدهم ... و .... فقدت الوعي بعدها ... اخيرا ...
افتح عيناي ببط ء شديد شاعرا ان النور يكاد ان يحرقها .. فاغمض جفناي مرة اخرى ... جفناي اللذان اصبحا اثقل من الهرم الاكبر ... ازدرد لعابي لكني لا اجد لعابا لازدرده .. فتكلمت بصعوبة بالغة بسبب شفتي اللتان التصقا بالقشور :
ا.. اين انا ؟ . . مـ . . ماذا حدث ؟

يتبع
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
هنا فقط سمعت صوتا مالوفا يردد :
الحمد لله .. الحمد لله .. لقد استيقضت اخيرا ... حمدا لله .. حمدا لله على سلامتك يابني ..
استطعت اخيرا تميز الصوت .. فقد كان صوت جدتي .. صوت باك حزين متلهف .. ثم امسكت يدي وهي تقول :
لا ادري ما كنت سافعل لو ... لو ..
لم تستطع اكمال عبارتها .. فقد بكت كثيرا وقبلت جبيني ... لماذا تؤلمني كل عظله من جسدي .. انني حي .. ادرك هذا تماما .. لكن راسي ثقيل حتى انني اكاد استطيع البقاء مستيقظا ... ففقدت الوعي مرة اخرى لاستيقظ مرة اخرى بعدها بساعات مع شعور بانني افضل حالا .. لا اعرف الوقت الان ولكن اعتقد ان الوقت ليلا ...
وقف شخصان يرمقاني ممدا وسط خراطيم المحاليل وخراطيم الاكسجين وخراطيم البول .. كنت شبيها بالعنكبوت بسبب كثرة الانابيب الداخلية في عروقي .. ولم يقطع حبل الصمت الا صوت ممرضة من جنسيه عربية تقف بجانبي وتنظر لي باشفاق :
اخيرا استيقظت ... لقد كنت قريبا جدا من الموت .. ولكن يبدو ان ساعتة اجلك لم تحن بعد لحسن الحظ .. فقلت :
اين انا ؟!! ..
في مستشفى مبارك ..
سكت قليلا ثم فلت باسى والم :
ان ماحدث لي بالامس كان ...
قاطعتني قائلة وهي تبتسم بعطف :
انك هنا منذ حوالي الشهر ...
افقت كالمسعور ... ااااه .. شعرت بالم في كل ذرة من جسدي بسبب تلك الافاقة .. يا الهي ... انني فاقد الوعي منذ شهر .. انه امر لا يصدق ..
ووجدت نفسي اسالها بصعوبة :
هل كانت اصابتي خطيرة ..
لقد تحطمت بعض اضلاعك .. مع كسر في الفك !! .. وكدمات عديدة في جسدك الى جانب سكين في فخذك وطعنة اخرى في ظهرك .... وقد تطلبت بعض الكسور الى عمليات بالاضافة الى تكسير بعض اسنانك مما تطلب تركيب اسنان صناعية .. صدقني يجب ان تحمد ربك كثيرا انك حيا ترزق ..
حمدا لله ... حمدا لله دائما على كل شيء .
قالت الممرضة بتعاطف :
سنطلب جدتك ونخبرها انك قد افقت من غيبوبتك .. ولكن سانادي الدكتور لرؤيتك اولا ..
وهناك ايضا محقق المستشفى الذي يريد ان يسالك عن بعض الامور وعن هوية الذين تعرضوا لك ...
اشكرك على كل شيء ..
ولكن عرفت ان الوقت قد تجاوز منتصف الليل :
ارجوكم لا تطلبوا جدتي الان .. ان الوقت متاخر دعوها ترتاح واتصلوا بها بالصباح ..
فكرت الممرضة قليلا ثم قالت :
لا باس ..
بعد دقائق رايت طبيبا بالقرب مني وهو يبتسم بتعاطف :
كيف حالك اليوم ايها البطل ؟!
الحمد لله افضل حال ..
ثم تذكرت امرا بالغ الاهمية ..
يا الهي لقد فاتني الكثير من الدروس .. ان الاختبارات الشهرية على الابواب .. يجب ابلاغ ادارة المدرسة ..
قاطعني الدكتور وهو يربت على كتفي برفق ويقول :
لا تخشى شيئا .. لقد فعلت جدتك كل شيء وابلغت المدرسة التي سمحت لك بتاجيل كل الامتحانات الى ان تخرج من المستشفى ...
وجدت عيناي تدمعان تاثرا .. كم انت رائعة يا امي اطال الله بعمرك ..
هنا قال الدكتور :
ستتحدث مع المحقق عن هوية الذين ضربوك بهذة الصورة البشعة .. يجب ان ينال المجرمون جزائهم .. ان فعلتهم الدنيئة تفوق الوصف ..
انني مستعد للحديث في أي وقت ..
وهو كذلك .. ولكن سيكون هذا عند خروجك من العناية المركزة .. وسيكون هذا في الغد على الارجح ..
اغمضت عيناي ونمت بسرعة .. اذ كنت متعب ومرهق وشعرت بانني احتاج الى راحة طويله .. ولم اصح الى في الواحدة ظهرا ... لارى جدتي وهي تجفف دموعها وتحتضنني بقوة..
اختلطت كلماتها ببعضها حتى قدوت لا افهم شيئا مما تقولة .. فاثرت الصمت وشرعت اقبل راسها ويديها والدموع تملا اعيننا تاثرا .
- من فعل بك هذا يابني ؟!
سالتني هذا السؤال بحزن فنظرت اليها قليلا ثم اجبت :
لا ادري .. لا ادري يا امي ..
لماذا كذبت عليها ؟ ..... لان قول الحقيقة لن يفيد فما الذي سيحدث لو ابلغت عن راشد ؟! ... تعهد خطي ؟! ... غرامة ماليه على اسوا تقدير ؟ ! .... والاهم من ذلك انني لا املك دليل ضد راشد .. واني لواثق من انه لن يتورع عن احضار عشرات الشهود ...
مع مرور الايام تحسنت حالتي كثيرا .. بسبب حرصي الكبير على صحتي وراحتي ورعاية جدتي الحبيبة لي ...
بالطبع .. كما خططت تماما .. انكرت معرفة مرتكب تلك الجريمة بحقي فاخبرت المحقق انني انسان في حالي ولا اعداء لي واخبرته ان كل ما اعرفة هو انهم كانوا اكثر من شخص .
يسالني بلهفة :
هل تستطيع التعرف عليهم ان رايتهم ؟؟
فاجبته ببرائه مصطنعه :
لا اعرف ياحضرت المحقق .. انني لم ارهم الا مره واحدة لاقع بعدها في غيبوبه لاكثر من شهر ولست واثقا ان كنت استطيع التعرف عليهم .
كان لا بد ان افعل هذا لان القانوت لن يطول راشد لاسباب ذكرتها سابقا ولانني ... وهذا هو الاهم – سانتقم منه بنفسي ساطبق العدالة التي يعجز عنها القانون ...
كنت طوال فترة اقامتي بالمستشفى وبعد ان تحسنت حالتي اقضي وقتي بالدراسة ... ورسم خطة الانتقام .. ان ما سافعلة هو الجريمة الكاملة .. الكاملة التي ضن الكثيرون انها مستحيلة والتي يطلق عليها البعض لقب : عنقاء الطب الشرعي .. ساجعل راشد يندم على كل ما فعلة ربما ساقتلة .. نعم .. قتل الصراصير المؤذية ليس بجريمة .. ولكن مهلا !! . . ان القتل قد يظهره بمظهر الشهيد .. سافعل ما هو اشد من القتل ..



ما جعلني استشيط غضبا هو رؤيتي له ( راشد ) طبعا بالمستشفى تصوروا هذا !!...
لقد صعقت بزيارته لي وهو يحمل الابتسامة الشرسة !! ...
جلب مقعدا وجلس جواري .. وقد كنت بصحة جيدة للغاية حيث وعدني الطبيب بالسماح لي بالخروج بعد اسبوع
- خالد كيف حالك يا صديقي ... اعتقد انك استفدت كثيرا من الدرس الذي تلقيته على يدي .. اليس كذلك ؟!
لم ارد .. ولم انظر اليه .. فواصل كلامه بهدوء مستفز جعلني اعض على شفتي غيظا :
لا تدس انفك فيما لا يعنيك ابدا .. ولا اعتقد انك غبي كي تخبر الشرطه بامري .. وحتى ان بلغت .. فهناك العشرات من الشهود الذين سيقسمون بانني كنت في مكان اخر .. انس ما حدث لك وعش حياتك بصورة اعتيادية والا فسترى اسوا مما رايت واعدك بذلك ؟
الم اقل لكم انه لن يتورع عن احضار عشرات الشهود ليشهدوا زور لصالحة ؟ .. كنت واثق من هذا ..
ووجدت نفسي اخاطبه بلغة العقل :
هل تعي ما فعلته مع رهام ؟! .. لقد دمرت حياة فتاة مسكينه .. لماذا فعلت هذا ؟ .. ما الذي جنيته من فعلتك البشعة ؟!
وماذا في هذا لقد اعجبتني الفتاة واستحسنت رقتها الشديدة فاردت العبث معها قليلا ... لم اطلب منها الانتحار هي فعلت ذلك بارادتها .
فعلت ذلك لانها وثقت بحبك واحبتك في حين انك خدعتها واغتصبتها ثم رميتها باهمال .
قال بتلك الابتسامه الباردة :
كانت هذة مشكلتها لا مشكلتي انا ... ثم انها حمقاء لانها وثقت بي .. والقانون لايحمي المغفلين .
لم ارد على فلسفته الحقيرة فاستطرد قائلا وهو يضحك :
هل تعلم انني صدمت مرة بسيارة ابي شخصا من جنسية اسيوية وفررت ؟! .. لقد توفي هذا الشخص .. عرفت هذا من الصحف .. ولكنني لم اسلم نفسي الى السلطات واضيع مستقبلي من اجل شخص كهذا فهو مجرد اسيوي حقير لا تساوي حياته من حياتي بكل تاكيد .. وانتم جميعا على كل حال كمستعمرة النمل بالنسبة لي .. استمتع بركل جحرها بقدمي من حين لاخر !! .
قالها وكانه يبصق بوجهي !! ..
خالد .. انصحك مرة اخرى الا تدس انفك فيما لا يعنيك والا فانني ساعدك بانك ستتوسل الي في المرة القادمه كي اقتلك .. ؟
قال هذا ونهض وهو يحمل تلك النظرة الوقحة ليخرج من غرفتي تاركا خلفة شخصا يغلي غيظا ... وهو انا بالطبع .
هل سمعتم ما قال انه قتل اسيوي وولى الادبار .. يقول ان حياته اثمن من حياة اسيوي حقير .. سنرى من الحقير يا راشد

يتبع.......
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 6)


لقد اعددت خطة عبقرية ستحقق لي الانتقام المطلوب .. خطة عبقربة بالفعل حتى اكاد الا اصدق انني من خطط لها .. سأطهر مجتمعنا من هذة الجرثومة القذرة .. انتظروا وسترون معرفة التفاصيل للخطة ..
خرجت من المستشفى بعد ان قضيت فيه الخمسة والاربعون يوما وبدات استعد لاختبارات اخر العام للصف الثالث ثانوي كما تعلمون وقبلها الاختبارات الشهرية الاخيرة ... ليس هناك شيء اجهلة .. مجرد عملية انعاش بسيطة للمعلومات كي اغدو جاهزا فانا وهذا من دون أي غرور لا اجد صعوبة في المناهج الدراسية اصلا ولهذا يصفني اساتذتي بالنابغة ..
مرت الايام سريعا وجاء وقت الاختبارات الشهرية الاخيرة وليس في ذهني سوى شيء واحد فقط الا وهو ... الانتقام ... الانتقام الذي سيطفئ النار المتأججة داخلي .. لازلت أرى راشد بنظراته الوقحة التي لم تتغير مع اصدقائة الذين يوجهون الي نظرات تحتية ساخرة .. ولكني كنت اتجنبهم .. ان انتقامي سيفي بالغرض .. ساضحك كثيرا واكون بعيدا عن اصابع الاتهام .. لقد اعددت لكل شيء عدته سانتظر بعض الوقت لاتاكد تماما من خلو الخطة من أي ثقرات .
كنت ارى بدر احيانا بالمدرسة ... هل نسيتوة ؟ انه شقيق رهام الناعم الرقيق الذي لم يعلم ما فعلة راشد بي ... واخبرتة ان من اعتدى علي هم مجموعة من العابثين ..وصدقني
لقد اصبح بدر حطام انسان يحمل نظرات مذعورة طوال الوقت ويعض على شفتيه قهرا وهو يرى راشد كل يوم ... لكنه اخر شخص ممكن ان يفكر بالانتقام .....
لقد انفطر قلبي حزنا عندما قال :
خالد ... ا ... ان راشد مجرم ويستحق العقاب .... لقد ... لقد قتل شقيقتي ..
فأساله لمجرد الفضول :
هل ستتركة هكذا يهزا بالجميع وينجو بفعلته الن تفعل شيء ؟! ...
بلى يا خالد .. ولكن ... و... ولكنني لا اقوى على مواجهته .. فهو قوي يملك كل شيء وشخصيته في الواقع ... كاسحة ... بينما شخصيتي ... شخصيتي ..
شخصيتي ضعيفة
قلتها بسري !! .. هذا ما يريد قولة .. اعرف هذا والحقيقة لا الومة .. ان اسرته قد جعلت منه فريسة معدومة الحيله مغلوب على امرها ..
كان اخر اختبار في تلك المرحلة الفصليه على الابواب .. وبعد ذلك الاختبارات بحوالي شهر ستكون اختبارات اخر العام .. وكنت اعاون بدر من باب الشفقة قدر المستطاع ..
كما كنت في هذة الفترة سعيدا جدا ومتفائلا على غير العادة .. وقد انتهيت من اعداد خطتي ودرست كل تفاصيلها بدقه ... لم اخبركم بتفاصيلها حتى الان ؟! .. كنت ساخبركم دون شك ولكنكم لن تحتاجوا الى ذلك ...
لانني لن اجد سببا يستدعي تنفيذ خطتي فقد حدث تطورا خطيرا ..
عندما كنت مستقلا باص المدرسة – كالمعتاد – ظانا ان اليوم سيكون كاي يوم اخر .. لاجد شيئا غير متوقع .. فقد وصلت الى المدرسه واذا بعدد هائل من الطلبه يقفون في الخارج عند مواقف السيارات .. واكثر من ست سيارات شرطة تلتف حول بوابة المدرسة مع سيارات إسعاف !!
هرعت راكضا حيث يتجمهر الطلبه في الخارج مع عدد كبير جدا من المارة ..
سالتهم باسغراب :
ماذا حدث ؟!
تطوع احدهم بالرد قائلا باسف :
يقولون انهم وجدوا طالبا مقتولا في احد الفصول ..
سالته مذهولا :
ومن هو الطالب ؟
تطوع شخص اخر بالرد :
اسمه ( راشد ال .... ) على ما اعتقد ..
تراجعت للوراء .. حتى كدت اسقط على ظهري ..
وقلت بجزع :
راشد قتل ؟ ! ... كيف ؟ ! ... ومتى ؟! ...
لم يجب احد فظللت واقفا مشدوها مصعوقا اكاد لا اصدق ما حدث وتشتت تفكيري تماما عندما رايت اثنان من رجال الاسعاف يحملون جثة تم تغطيتها .. تماما كما نشاهد بالسينما .. ويخرج من المدرسة اكثر من عشرة من رجال الشرطة ..
يا الهي .. ان راشد الان تحت هذا الغطاء .. لقد قتلة احدهم .. ولكن كيف قتل بالمدرسة .. ومن قتلة ؟؟ … ومتى قتل .. اسالة ادفع نصف عمري للاجابة عليها .
لم يكن هذا كل شيء … فقد رايت بعدها مشهدا لن انساه ابدا .. ( بدر ) !! … كان بصحبة رجال الشرطة وهو يرتجف بقوة وبشكل ملحوظ .. والدموع تملا عينيه .. كان بالكاد يستطيع ان يمشي وقد بلل سروالة تماما !! … ولو لم نكن نشهد جريمه قتل لانفجر الطلبه ضاحكين على مظهره كانا منهارا تماما وقد اصبح بقايا انسان .. ولا ابالغ لو قلت انه سيفقد عقلة ..
سمعت احد المتجمهرين وهو يقول :
انه شاهد رئيسي .. بل الشاهد الاول .. فهو اول من راى الضحيه ..
اعلم جيدا ان بدر لا يتحمل شيئا كهذا ابدا .. فهو رقيق الاحساس .. وجبان الى اقصى حد .. وقد اخذة رجال الشرطة للادلاء باقوالة .. والمشكلة انه كما كان واضحا مصدوم نفسيا وعاطفيا وبالتالي فان استجوابه سيكون مستحيلا .
لقد عرفت من بعض العبارات المبهمة التي تحدثوا بها بصوت مسموع ان الجريمة قد تمت ببشاعة .. وكان واضح ان هناك من مثل بالجثه التي تبدو على ملامحها رعب هائل !! ..
لقد منعونا الشرطة من دخول المدرسه اليوم لان هناك إجراءات سيقومون بها كرفع البصمات وفحص المدرسة لعلهم يعثرون على خيط يقودهم للقاتل ..
شعوري ؟ .... كانت مشاعري متضاربة .. متضاربة للغاية .. لا ادري ان كنت سعيدا او حزينا ان القتل امر بشع لا ريب .. وجدت نفسي بشكل لا شعوري اعود البيت مستقلا باص مواصلات وبالطبع لم اعد امشي بذلك الزقاق للعودة الى منزلي فقد اصبحت اكرهه كثيرا بعد ما كان ان يشهد مصرعي


يتبع.....
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 7 )


اخبرت جدتي بحدوث جريمة قتل في المدرسة راح ضحيتها طالب لا اعرفة شخصيا .. فأبدت انزعاجها الشديد لحدوث شيء كهذا .. ثم شيئا فشيئا .. تناسيت ما حدث وقضينا بعض الوقت نشاهد التلفاز معا حيث كان يعرض احد الافلام العربية السخيفة التي اشاهدها عادة مجاملة لجدتي .. شعرت بعدها برغبة بالخروج من المنزل لنسيان ماحدث .. واخترت المكان المفضل لي بالكويت .. السينما .. حيث شاهدت فيلما دراميا واندمجت تماما في احداثة .. هذا هو ما اعشقة بالسينما اذ تستولي الشاشه على كل مجال رؤيتك وافكارك ..
في اليوم التالي استيقظت على صوت جرس الهاتف .. ان رنين جرس الهاتف هذا الوقت من اليوم امر اكاد ان اجزم بانه يحدث لاول مرة .. ارفع السماعة متوقعا مصيبة ..
الو ... هل خالد موجود
انا خالد
انني الاملازم ( ... ) من مخفر ( ... ) ..
سالته بنوع من القلق
ماذا هنالك ؟
نريدك ان تاتي ..
لماذا ؟! ..
تعال وستعرف ..
قالها في فتور وكانه يرى سؤالي سمجا ونوع من قلة الادب ..
قلت ولم يفارقني القلق :
ساتي بعد انتهاء الدوام الرسمي
لماذا يردون استجوابي ؟! .. لا شك ان الامر له علاقة بمقتل ( راشد ) ولكن ما دخلي في الموضوع .. هل يشتبهون بي مثلا ؟! ...
ذهبت الى المدرسة وقد شعرت بان اليوم الدراسي كان بطيئا جدا .. وانتهى الدوام المدرسي لهذا اليوم دون أي شيء يستحق الذكر ..
والان ها انا ذا في المخفر مع ضابط المباحث في غرفة يملؤها دخان التبغ .. ويحيط بالضابط حشد من العسكرين الذين تبدو على وجوههم سيماء الخطورة .. وهم يمقونني جميعا بشك لا مبرر له ابدا ..
كان المحقق ودودا مجاملا بتلك الطريقة المرعبة التي يجيد رجال المباحث اداؤها .. في حين ينظر لي الاخرون بحدة وصرامه دون سبب واضح !! .. الامر الذي جعلني على وشك الاعتراف !! .. بماذا ؟ ! ... باي شيء .. وكانني قد ارتكبت جريمه بالفعل بسبب نظراتهم لي المربية ..
اشار الي احدهم كي اجلس .. فجلست مجاولا ان ابدو طبيعيا .. شعرت بذقني يرتجف .. دعكم من ان الجو العسكري المتوتر قد جعلني اشعر بتقلص .. واتصرف بالضبط كانني شخص مريب ان ارتباكي سيجعلهم يشكون في امري .. و ..
قطع المحقق حبل الصمت ليقول لي :
هل كانت تربطك ب ( راشد ) أي علاقة سواء ايجابيه او سلبيه ؟
ازدردت لعابي وقلت بصعوبه بسبب دقة الموقف ولانني ساكذب ثانيا :
لا ..
هل انت متاكد من ذلك ؟
نعم ..
هل تحدثت اليه من قبل ؟
قليلا .. كنا زملاء دراسة كما تعلمون .. ولم تمتد علاقتنا خارج اسوار المدرسة ..
هل تعرف احد من الممكن ان يكرة راشد الى درجة القتل ؟
وقلت وانا اتمنى الفرار :
اذا كانت الشرطة لا تعرف .. فكيف لي ان اعرف .
سالني بنفاذ صبر :
هل حصل أي احتكاك بينكما لاي سبب ؟ ..
فتحت فمي لاكذب فقال بصرامه :
لا تحاول الكذب .. نحن نعلم انك قد تعرضت للضرب على يدة ؟!
انك حتى لم تذكرها في التحقيق الذي جرى معك لمحاولة كشف هوية المعتدين عليك .. لماذا ؟
اللعنة لقد وقعت بمازق .. كنت اخشى معرفتهم بالامر كي لا تتجه شكوكهم الي ..
كيف ؟! ... كيف عرفتم ذلك ؟! ..
اننا رجال الشرطه مهمتنا ان نعرف .. وعلى كل حال فان احد اصدقاء راشد قد اخبرنا بذلك ..
ثم قال وكانه تذكر شيئا :
يجب ان تجيب على اسالتي .. فانا من يسال في هذا المكان
قلت له بسلام
حسنا .. لقد كذبت لانني كنت اخشى راشد بشدة .. اخشى انتقامه ..
سالني في شك :
ولماذا اعتدى عليك بتلك الصورة البشعه ؟! ..
فاخبرت المحقق بالقصة كاملة دون اهمال أي تفاصيل سوى خطة انتقامي طبعا .
قطع حديثنا جرس الهاتف فرفع المحقق سماعة الهاتف واذا بشخص اعلى منه رتبه كما كان واضح من حديثة .. والتفت يمينا ويسارا بترقب وتوتر .. ليقع بصري على مجموعه من الصور مددت راسي قليلا دون ان ينتبه احد .. فرايت شيئا رهيبا !!
اقسم لكم انني شعرت بالعصارة الحمضيه تحتشد في معدتي وتبدا بالصعود .. سينفجر بركان القيء من فمي قريبا .. فقد شاهدت الصور التي التقطها رجال الشرطه لجثة راشد في مسرح الجريمة .. كانت الجثة تنزف من عشر مواضع على الاقل وبدا ان راشد قد تعرض الى عملية تعذيب بشعة لان كل اطرافه مهشمه وقد التوى عنقة الى الخلف اتجاة وجهه كان الى الاعلى في حين بطنه في الاتجاه الاخر !!! .. أي ان عنقة كان ملتويا باستدارة كاملة هنا كدت اصاب بنوبه قلبيه واحتجت الى دقائق كي التقط انفاسي .. ولا زلت اجاهد كي امنع نفسي من التقيئو .. الا ان لاحظ المحقق انني قد رايت الصور فاخفاها بسرعة ونظر الي بعتاب وغضب .
انهى المحقق المكالمة ونظر الي بعدها بنظرة طويلة ثم امرني بالانصراف وقال :
لن يكون مسموحا لك بالسفر ستظل بالكويت حيث نستطيع ان نجدك في أي وقت وسنخبرك متى ما فرغنا منك
قلت له وقد اغاظني اسلوبة :
ولماذا اعامل وكانني مشتبه به ؟ ... ظننت انني هنا بالادلاء بمعلومات قد تفيدكم !!
لقد انكرت كل ما حدث لك مع راشد .. كما انك تملك دافعا جوهريا لقتله .. وهو الثار .. لذا يجب ان تتعاون بصدق اكثر كي تساهم في ابعاد نفسك من الشبهات ..
حسنا .. اتمنى ان اكون انا الذي قتلته .. ولو فعلت فسأعترف بهذا وساكون قد قدمت للعالم خدمه جليلة بالتخلص من هذا الوقد الذي اتمنى ان يحترق في جهنم ..
بدات الدهشه على وجوه الجميع ولم يتفوهوا بحرف وكانني قد صدمتهم بكلامي فشجعني هذا كي استطرد محتدا :
- لا استطيع ان اعتبر راشد شخصا طاهرا وملاكا رقيقا لمجرد انه قتل .. لقد كان مجرما حقيرا .
قلت هذا ونهضت لارحل ..
كم اود ان اعرف ملابسات الجريمه وابعادها ومرتكبها ولكن ... الشرطه لا تعرف شيئا على الاطلاق .
ولكني فيما بعد عرفت ان راشد قد جاء الى المدرسه بعد انتهاء الدوام المدرسي ودفع رشوة الى رجل الامن كي يسمح له بالدخول الى الفصل ليلا ليكتب على الطاولة كل المعلومات المهمة التي يحتاجها لامتحان الغد .. يا لها من طريقه غريبه ومبتكرة في الغش !!
وقد عثر بدر على جثت راشد في الصباح الباكر قبل ان تمتليء المدرسه بالطلبه .. وهو في طريقة الى دورة المياه القريبه من الفصل .. صدفه غريبه بالفعل .. يقولون ان بدر شرع يصرخ ويولول ويبكي كالنساء .. خاصة وان موقف كهذا كان كافيا كي يفقد عقله الى الابد .. وعندما رايته بعد الحادث بدا لي وكانه امرأة عجوز في السادسه عشر من العمر !!
قيدت القضيه ضد مجهول !! .. ولا انسى ان اذكر لكم ان رجل الامن بالمدرسة قد فصل من وظيفته طبعا ..
كان من الممكن ان تنتهي الاحداث عند هذا الحد ولكن لولا فضولي الشديد والصدفة التي لعبت دور كبير بالقصة .
كنت اتحرق شوقا لمعرفة القاتل .. لماذا ؟ .. لقد كاد راشد ان يقتلني وتسبب في اضرار جسديه ونفسية هائله لازلت اعاني منها .. فبعد هذا اعتقد انه من حقي ان اعرف من القاتل


يتبع.......
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
زدواج ( 8 )


لم ابتعد من بدر الضحيه الوحيدة التي اعرفها من راشد .. كانت حالته النفسية قد تحسنت قليلا وعندما اقول تحسنت قليلا فيعني هذا ان قد عاد كما اعرفة .. مشتت تائة عيناه ترمقان ابعاد اخرى مجهولة !! .. ولكنه ازداد تلعثما .. واصبح كالطفل رضيع عاجز تماما .. ووجدت نفسي من باب الشفقة الشديدة .. اذهب اليه وقت الفسح وابحث عنه واهتم بامرة .. الى ان جاء اليوم الذي طلب مني زيارته في منزلة .. وكان هذا قبل اختبارات آخر العام .. ترددت في البداية .. فأنا لم أزر أحدا في حياتي .. ولكني وجدت ان لا ضرر هنالك ولن اخسر شيئا على كل حال .. فوعدته بزيارة قريبه .. ولا املك ما امنحه لهذا المسكين سوى الصداقة ..
وفي اليوم الموعود قمت بزيارته في منزله الكائن في منطقة ( سلوى ) وهو بالمناسبة ليس منزل بل شقه صغيرة في عمارة متهالكه ..
كانت والدته موجودة وهي المرة الاولى التي اراها .. مرتديه ثيابا توحي وكانها على وشك الخروج .. ولكن تبرجها والحق يقال كان مبالغا فيه مما يوحي الى الجهة التي ستقصدها .. رحبت بي وكان واضحا ان ولدها اخبرها بزيارتي وحدثها عني ..
جلست بعدها قرابة الساعتين مع بدر تحدثنا عن أمور كثيره وأدخلني الى غرفته حيث رايتها مرتبه الى درجة بدت لي وكأنها غرفة فتاه .. الم اقل لكم انه اقرب الى الفتيات ؟! .. ولفت انتباهي امتلاكه لمكتبة تحوي عدد كبير من كتب تعليم فنون القتال بمختلف أنواعها .. مما يدل على ما يحلم ان يكونه .. فغالبا ما ترى الضعفاء يحلمون بالحصول على القوة للدفاع عن أنفسهم .. فتراهم يشترون كتب كتلك ويعلقون صور الأبطال في غرفهم .. وهذا بالفعل ما لاحظته في غرفة بدر بوستر كبير للنجم ( سل فستر ستالون ) !! ..
لقد كشف لي بدر في تلك الزيارة كل اسرارة الخاصة تقريبا حتى عيناه اغرورقتا بالدموع اكثر من مرة وهو يصف لي حاله السيئ ويقول :
اعرف ان الكل ينظر الي على انني اشبه الفتيات .. احاول التخلص من ضعفي لكني اعجز عن ذلك .. اشعر انني مفكك من الداخل مشتت الذهن .. جبان .. اعترف بهذا .. انني اخشى كل شيء .. الظلام الصراصير ركوب المصعد ...
يعض على شفتيه باسى ويقول :
انني كتله من الضعف والخوف .
لا تنسى عزيزي القارئ ان بدر يعاني من صعوبة في النطق ولكني انقل لكم كلامه بوضوح كي لا تصابو بالملل ..
فلا أعتقد انكم ستقرأون كلامه عندما يقول :
- ا .. ا ..ا .. احب ... ا .. ا .... ا ... ان .. ات ... ات ..اتخلص م .. من .. صعوبة ال .. الن ... الن ... النطق ... الخ .
- ولكني مع هذا لم اشعر بالملل منه مثلما شعرت بالشفقة لحالة ..
تحدثنا عن حادثه راشد واخبرني عما شاهدة حين راى الجثة وهو بالضبط كما اخبرتكم به عندما شاهدت الصور .. وقال بدر ان المباحث استجوبوه كونه الشاهد الاول وانهم عرفوا كل شيء بدءا من علاقة راشد ورهام والانتهاء بانتحارها .. ثم تركوه مع التحذير الا يغادر البلد كما فعلو معي .. لقد بلغ الانفعال مبلغا من بدر وهو يصف الجريمه ولم اتوقع اطلاقا انه يشعر بالاسف لمقتل راشد .. تصوروا !! .. فقد دفن وجهه بين راحتي كفيه وهو يبكي ويقول بانفعال ورجفه :
صدقني يا خالد انني اتمنى ان يجدوا القاتل .. فالقتل امر بشع مهما كانت دوافعة وانني كنت مخطئا حين تمنيت لو انني املك القدرة على قتل راشد بنفسي .
أثرت بي لهجته الصادقه كثيرا .. ولم اجد سوى انني ربت على كتفيه مطمئنا .. لاتركه بعدها شاعرا بانني اميل كثيرا الى هذا الصبي .. وهذة اول مرة اقول ان لي صديق اعتز بصداقته على الرغم من كل سلبياته ..
كنت احاول دائما ان اشد من ازره وزيادة ثقته بنفسه ولكني عجزت عن ذلك للأسف .. ففاقد الشي لا يعطيه .. فانا اعاني من نفس المشكلة ..
قمت بعدها بزيارة بدر اكثر من مرة لمساعدته في دروسه قبل اختبارات نهاية السنه ..
شعرت ان هناك امرا ليس على ما يرام ؟! .. حدث هذا عندما قمت بزيارته احدى المرات حيث فوجئت بطريقة استقبالة لي .. كان استقبال فاترا الى ابعد حد .. وكانت عيناه تحملان نظرة صارمه للغايه لم اعتدها على الاطلاق .. الامر الذي اعطى وجهه لمسة رجوليه خشنه
ان هذا الامر غريب بالفعل .. دعاني الى الداخل باشارة من يدة اليمنى دون ان ينطق بكلمه .. فدخلت الى الغرفة .. واستاذنني بحزم غريب ليذهب الى الحمام .. فتركني حائر اجهل ما دهاه .. هل زرته في وقت غير مناسب مثلا ؟! .. هل هذة طريقة لا بلاغي بانني ضيف غير مرغوب به ؟ .... استبعدت الاحتمال هذا لانني لا ازورة الا بناء على طلبه .. لم يكن هو يزورني لان والدته لا تسمح له بالخروج نهائيا ..
ظلتت في غرفته لحظات وتصرفت بتصرف بعيدا عن اللياقه فقد فتحت احد ادارج مكتبه ولا ادري لماذا فعلت هذا .. اعرف ان كل انسان يتصرف احيانا بحماقة .. ولكن هذة الحماقة قادتني الى امرا غير متوقع .
فقد وجدت ورقة مطوية .. تبين انها خطابا مكتوبا بخط يد بدر .. اعرف خطة جيدا لانني اساعدة بالدروس المنزليه .. وقد فجر الخطاب قنبله


يتبع.........
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 9)


كان الخطاب موجها الى شخص اسمه ( عدل ) !! ..... اسم غريب حقا !! .. مشتق من كلمة ( عداله ) وقد كان بدر يخاطب هذا الشخص باحترام وود وكانه اصدق اصدقائة ومثلة الاعلى وهذا نص الخطاب :-



اخي العزيز ( عدل ) :

لم اشعر يا صديقي بالامان مثلما شعرت به حين عرفتك .. لقد اشعرتني بانك ملاكا حارسا يحميني من كل الاخطار .. لقد ذهب ( راشد ) بفضلك الى الجحيم حيث يستحق .. وجعلته مع سكرات الموت يتذكر الموبقات التي ارتكبها في حياته والالام التي سببها لضحاياه .
انني اتصور لحظة مصرعه
لا شك انها كانت شنيعه يشيب لهولها الولدان ... ولكن لا يساوي نصف ما فعلة باختي التي كانت تفيض بالحياة ... والان فرغت منها الحياة كلعبة اطفال تلفت بطاريتها .. كل هذا بسبب هذا المجرم .. لذا اشكرك يا اخي .. اشكرك كثيرا يا ملاكي الحارس .. لقد حققت لي الانتقام الذي اصبو اليه واتمناه .. ان تاريخ لقائي بك مخلد في ذاكرتي .. وصداقتك اكثر ما اعتز به في هذا العالم .. ولن اخشى شيئا ابدا طالما يوجد في هذا العالم شخصا مثلك يحمي الضعفاء امثالي حين يعجز القانون عن رد اعبارهم .

وجدت خطابات اخرى موجهه منه الى الشخص نفسه المدعو ( عدل ) لكني لم اجد الوقت لقرائتها .. وبعدها طويت الخطابات ووضعتها بسرعة في مكانها .. وعاد بدر الى الغرفة بلحظات .. لحسن الحظ لم يرني !! .. فامسك بالريموت كنترول بيدة اليمنى بحركة اليه .. وبوجه جامد قام بالبحث بين المحطات ولم ينطق وكانه مستاء من وجودي بالفعل !! .. حتى بدا ارتباكي واضح بسبب ما عرفته للتو ... فشعرت بانني لست على ما يرام .. ونظر الي بشك متسائلا بهدوء شديد وبتلك النظرات الصارمه عما اصابني .. قلت له بانني ساظطر الى الذهاب فقد تذكرت ان علي اصطحاب جدتي لزيارة بعض الأقارب وانني سأزوره في وقت آخر ...
بالطبع كنت اكذب عليه فلا اقارب لدي لازورهم كما تعلمون .. كنت اصبو الى الاختباء بنفسي فحسب .. نظر الي نظرة لم افهمها ... ثم اشار بيدة اليمنى وببرود كي اخرج دون ان ينطق بكلمه .. فتركته وذهبت الى البيت ..
اذا ( بدر ) يتحمل مسؤولية مقتل ( راشد ) !! .. هذا واضح ولكنه طلب شخص آخر ينتقم له لانه يعجز عن ذلك بالطبع لاسباب نعرفها جميعا .. لا اعتقد ان هذا الشخص قاتلا مأجورا مثلا .. فلا يوجد شيئا كهذا في مجتمعنا على حد علمي .. ولم اقرأ يوما بالصحف عن وجود قتله مأجورين في الكويت .. لا اعتقد ان ذلك القاتل الذي يدعى ( عدل ) قاتل مأجور .. فالطريقة التي خاطبه بها بدر كانت واضحة .. انه يعتبرة اصدق اصدقائة وملاكة الحارس كما يقول .. اذا فهناك علاقة تربط بين الشخصين .. امر غريب بحق !! ... ثم ان اسم ( عدل ) غريب من نوعة .. ولم اعرف احد يحمل الاسم هذا .. هل هو لقب .. ربما .. هل هو .. شقيق بدر .. استبعد هذا الاحتمال لانني اعلم انه لا يوجد لبدر شقيق .. واعلم انه لا يوجد لبدر أقرباء .. واعلم جيدا انه لا يوجد من يهتم بامرة لدرجة انه يقتل لاجله ..
لا ادري ما افعل .. هل ابلغ الشرطة ؟! .. احتاج الى التفكير قبل الاقدام على خطوة كهذة .. فهل يستحق احد ان يسجن او يعدم لمقتل راشد .
ثم لماذا عاملني بدر بذلك الجمود حين زرته .. لقد تصرف بطريقة غريبة .. ولم اره يحمل تلك النظرات الصارمة وذلك الوجه الحازم البارد .. كل شيء مبهم وغير واضح .
اخذت حمام حار وذهبت الى الفراش ممسكا باحدى الكتب المدرسة لمراجعة بعض المعلومات قبل الاختبارات النهائية والتي لم يتبق على موعدها الا اسبوع
جلست اتصفح احاول التركيز ولكن دون جدوى ..
غرقت في الخواطر الى ان داهمني النوم .. ولم أصحو الا بعد منتصف الليل ..
السبب ؟!
شعرت ان احدا يناديني !! .. نعم .. ظننت بالبدايه انني احلم .. ولكني فتحت عيني ووجدت الغرفة مظلمة ... الامر الذي اثار لدي مخاوف .
لحظات مظت قبل ان انتبه الا ان هناك من يناديني بالفعل ولكن بهمس !!
فاستيقظت كالمسعور .. واذا بشخص مخيف الهيئة يرتديى بنطالا وبول اوفر اسودين
كما كان ملثما مرتديا الغطاء الذي يرتديه سارقي البنوك كما نراهم في السينما !! .. واستطعت بصعوبه بالغة بسبب الظلام ان ارى عينيه الواثقتين الباردتين .. كان يقف وقفة مهيبه رهيبة جعلته شبيها بتمثال في المتحف الروماني على الرغم من انه نحيل وقصير القامه نسبيا ...

يتبع.......ز
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 10)


تحدث بثقة وهدوء وبصوت غريب قائلا :
انا ( عدل )
انتفضت كل ذرة من كياني بقوة وانا اقول :
عدل من ؟! ..
قال بهدوء صارم :
لا تكذب .. انك تعرفني بعد ان قرأت رسالة بدر لي .. لقد كشف بدر أمرك لانك لم تقم بطي الرسالة كما كانت فعرف بدر ان احدهم قد فتحها .. ولم يدخل احد غرفته سواك !! .. لقد اخبرني بهذا ..
ثم سكت قليلا وكانه يحاول ان يعرف تأثير كلامه علي ..
فاردف بعدها قائلا :
لا تخش شيئا .. فلست هنا لإيذائك .. اريد ان اعرف شيئا واحدا ..
لماذا تدخلت فيما لا يعنيك ؟! .. لماذا تجسست على بدر ؟! ...
لن اكذب .. انه يعرف كل شيء :
لقد .. لقد فعلت هذا بدافع الفضول ..
نظر ألي للحظات .. ثم قال بهدوء :
ولكنني اعني تماما ما ساقول .. انصحك الا تخبر احد بما قرات وعرفت .. انت انسان خير وطيب القلب كما عرفت عنك .. ولا اريد ايذائك .. واذا ابلغت الشرطة فلن يمنعني شيئا ولا حتى الشرطة انفسهم ... من الوصول اليك .. لقد وصلت هذة المرة الى غرفتك .. ولن يمنعني شيئا من قتلك .. لا تجبرني عل هذا .. لقد قتلت راشد لانه يستحق الموت وانت تعرف ما فعلة برهام ..
سالته بدهشه وقد تذكرت شيئا هاما :
لحظة كيف دخلت الى هنا ؟!
قال لي وهو يتجه ناحية الشرفة :
بنفس الطريقة التي ساخرج بها .
تحرك بعدها بخفة متناهية لا تصدق ناحية الشرفة حتى شعرت لوهلة بأنه يملك سرعة البرق وقوة الفيضان ..
هبط من شرفة غرفتي الواقعة في الدور الثالث ليختفي بعدها .. قمت مسرعا الى الشرفة لكنني لم اجده .. لقد اختفى .. تلاشى تماما !! .. ظللت انظر الى اسفل ببلاهه مندهشا من الوسيلة التي صعد بها وهبط دون الاستعانه بحبل مثلا .. اقسم لكم انه كان يتحرك كالقطة ان هذا الشخص ذو قدرات مخيفة بالفعل ..
جلست على الفراش أضم ركبتي الى صدري وانا افكر بتوتر شديد .. انه حتى لم يتخذ أي احتياط ولم يجلب معه سلاحا تحسبا لأي هجوم مفاجئ مني .. لقد كان يعرف تاثيرة النفسي علي وهو يثق بقوته وقدراته كما كان واضح .
سر مخيف يحيط بهذا المقنع المدعو ( عدل ) .. لم استطيع بالطبع ان اعرف عمرة .. اشعر انه يلعب دور ( باتمان ) في القصص الهزلية حين يعاون الشرطة ويصطاد المجرمين ..
حاولت ان انام لكني عجزت .. والسبب هو اني شعرت ان شيئا مهما سرق مني ..!!
الأمان ..
فلا اطيق ان اتصور ان متسللا كان في غرفتي مهما كانت دوافعه ..
وفي اليوم التالي وبعد العودة من المدرسة .. خرجت في المساء لازور بدر .. وقد استقبلني هذة المرة بترحاب كعاته على عكس طريقته الغريبة معي بالأمس .. يبدو انه لا يعرف ما فعلة صديقة في الأمس .. سأكشف كل شيء الآن .. اعتقد ان الوقت قد حان للمواجهه .. و ..

( بدر ) لقد زارني بالامس صديقك ( عدل ) او الأجدر .... ملاكك الحارس ..
نظر الي بارتباك شديد .. حاول ان يجد شيئا ليقولة .. واكملت بغضب :
اعترف انني قد قرأت رسالتك له .. وانني اعتذر عن تدخلي في شؤونك .. وقد عرفت انت بذلك واخبرت صديقك المخيف هذا أليس كذلك ؟! .. لقد اقتحم غرفتي مساء امس وهددني بالقتل ..
قال لي مذهولا :
صدقني .. انني ... انني لم اتوقع منه ان يفعل ذلك .. لقد أخبرته بأنك قد قرأت رسالتي له وعلمت بامرة .. ولكن لم اتوقع منه ان يزورك ويهددك .. هل أذاك ؟! ..

زفرت بقوة مفرغا توتري لاقول :

لا .. يظهر انه رجل خير .. ويريد تطبيق العدالة بطريقته الخاصة ولا ادري في الواقع ان كان هذا عملا خير ام لا ... ان الصراع في نفسي على اشده ... أحيانا أؤيده لا بد من احد ان يفعل شيئا ويوقف اناس ك ( راشد ) عند حدهم .. واعارضة لانه لا يجوز لانسان ان يطبق القانون بطريقته الخاصة .. ولا لتحول مجتمعنا الى غابة ..
- خالد ... أرجوك لا تدمرني .. أرجوك .. لا احد يعرف ان لي صله بالامر ...
قلت له بشيء من الحدة :
- ما فعلة صديقك امر بشع للغاية .. لماذا مثل بجثة راشد بهذة الصورة البشعه .
- انه لم يمثل بجثته .. بل فعل كل شيء قبل ان يقتله .. سوى تدوير عنقه طبعا .. كان يريد منه ان يتعذب ليذيقة بعضا مما اذاق الكثيرين .
رفعت حاجبي مذهولا .. يا الهي .. هل قام بتعذيب راشد بالفعل بتلك الوسائل البشعة من تهشيم اطرافة وطعنه في اماكن متفرقة من جسدة قبل ان يقتله ؟! .. يبدو انه قويا فعلا كي يفعل هذا بشخص كـ ( راشد ) ..
سالت بدر بحدة :
اذا فقد كان صراخك وكل ما فعلته عندما رايت جثة راشد مجرد تمثليه قمت بها كي توهم الجميع بانك مصدوم بقتله ؟! ..
صاح قائلا :
لا ... اطلاقا .. لقد تعمدت في البدايه ان اذهب الى الفصل مبكرا لاشاهد جثة راشد بعد ان اخبرني ( عدل ) ان الانتقام قد تم .. لا ادري لماذا فعلت ذلك .. قد يكون الاحساس بالذنب .. انت تعلم لسنا بقتله وحتى قتل شخص ك راشد ليس بالامر السهل .
سالته السؤال الاهم :
كيف عرفت ( عدل ) .. ومن هو اصلا ؟! ...
صمت ثم قال بهدوء :
اسف .. لا استطيع ان اجيبك .. انني اؤمن برسالته تماما فهو محارب للجريمه .. ويتحرك حين يعجز القانون عن احقاق الحق .. واخبارك بالامر سيكون مجازفه كبيرة في كشف هويته .. ولو ابلغت عني فلن انطق بحرف حتى وان كلفني هذا حياتي .
ثم قال بلهجة العليم ببواطن الامور :
ان ( عدل ) قد قام بقتل اربع مجرمين حتى الان .. من تجار مخدرات .. وسارقين ..
مصدر قوته شجاعته وهدوئه الشديدين في التعامل مع الامور .. مع اجادته التامه لفنون القتال .. انه يتحرك بسرعه وخفه .. فيضرب ضربته ويختفي .. وثقته بي هي وسام على صدري .. فلا تتوقع مني اخبارك بشء .. انا اسف
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 11)


صعقت تماما من هذا الكلام .. هل من الممكن ان يوجد شخصا كهذا في الكويت .. ان وجود محارب مقنع عينة ( باتمان ) امر خيالي لا يمكن ان يمت للواقع بصله ..
اكاد لا اصدق !!
خرجت من منزله عاجزا عن اتخاذ أي رد فعل من غرابه ما يحدث خرجت هائما لا اعرف ما افعل .. وشعرت بان معدتي فارغة حيث انني لم اتناول شيئا من الصباح بسبب انشغال ذهني بهذة القصة العجيبة .. فقررت الذهاب الى احد المطاعم لتناول العشاء .. واتصلت بجدتي من هاتف المطعم لاخبارها بانني ساتاخر قليلا .. اريد ان افكر بما يحدث .. ان هذا التطور خطير بالفعل .. لا زلت متردد بين ابلاغ الشرطه بالامر .. او نسيان الامر برمته طالما ان انتقامي قد تحقق على يد شخص لا اعرفه وبتوجيه من شخص اعرفة !!
جلست افكر وافكر دون جدوى .. ولم اكن اعلم انني بعد فترة بسيطه جدا ساكتشف الامر برمته ... وقد جاء هذا بمحض الصدفة !! ..
ظللت جالسا في المطعم افكر وافكر حتى جاء الطعام .. فشرعت بالاكل التهمه وذهني مشغول .. كان يجلس في طاولة قريبه شخصين كبيرين في السن يتحدثان بصوت مرتفع ويظهر انهما زميلا عمل .. اذ كانا يتحدثان عن رئيسهما بالعمل ويمتدحان اسلوب ادارته فقد قال احدهم :
ان شخصيته مثيرة للاهتمام بالفعل .. فهو اداري ناجح يعرف كيف يتعامل مع كل المشاكل التي يواجهها ..
فيرد زميله ويقول :
وما يثير اعجابي اكثر هو انه .. وبرغم الوداعة الظاهرة على وجهه .. يتحول الى مقاتل شرس لا يكف لحظة عن المطالبه بحقوق موظفيه اذا ما ظلم احدهم ..
ظلو يتحدثون للحظات لم اكن افعل فيها سوى الاكل والاستماع اليهما .. ليس من باب الفضول .. بل بسبب صوتهما المرتفع ..
اخاطب نفسي بهدوء واقول :
لا بد ان رئيسهما في العمل شخصا رائعا بالفعل .. انه لا ... !!

لم اكمل عبارتي فقد التفت بحدة الى الرجلين دون ان ينتبها .. افكر قليلا واربط بعض النقاط التي لم انتبه اليها في البداية ببعضها .. ووجدت نفسي انهض من على الكرسي بحدة دون قصد ..واتذكر نقطه صغيرة لم يكن لها أي معنى .. ولكنها الان تعني الكثير وتكشف كل شيء .. كل شيء دون استثناء !! ..
هل .. هل من الممكن ان يحدث شيئا كهذا ؟! .. يا الهي لقد فهمت كل شيء .. لقد كشفته بصدفة بحته !! .. وبفضل هذين السيدين اللذين تحدثا عن رئيسهما في العمل .. لقد انتبه عقلي الواعي الى نقطه بالغة الاهميه لم انتبه اليها بالسابق .. عرفت كل شيء .. يجب ان اواجه بدر بهذا .. سيكون بدر اكثر شخص يهمه ان يعرف هوية ( عدل ) الحقيقية !! .. دفعت ثمن الفاتورة وعدت مسرعا الى البيت وفي ذهني خطة بسيطة يجب ان اقوم بها للتاكد من استنتاجي ..
اتصلت ببدر وقلت له بانني قررت ابلاغ الشرطة وانني سافضح ( عدل ) وان المسالة هي مسالة مبدا .. ولم ابه لبكائه وتوسلاته .. فاقفلت السماعة بوجهه ..
ان عدل سيزورني في المساء لتهديدي .. انني اراهن على ذلك ..
قبل موعد النوم .. اعددت كل شيء عدته ... فقمت باطفاء النور في كل مكان في الشقة وقبلت جبين جدتي وتأكدت ان الخادمة الاسيويه قد ذهبت الى الفراش ..ذهبت بعدها الى فراشي وتدثرت بفراشي بالغطاء منتظر قدومة وكان قلبي يخفق كالطبل وكنت احاول ان لا اصدر أي صوت او حركة كي يظنني نائما اذا ما اقتحم غرفتي ..
وتعمدت عدم قفل الشرفة لافسح له المجال كاملا للدخول ..
ظللت متيقظا لاكثر من ساعة في فراشي افكر فيما سيحصل..
من اين سياتي .. هل من الباب .. من الشرفة .. من المطبخ من تحت الاريكه .. من يدري ؟! .. ربما هو موجود بالشقة قبل ان اطفا النور في مكان ما .. وربما هو الان قابع في الظلام ينتظر .. اقشعرت للفكرة الرهيبة !! .. تصلبت للحظة من شدة الخوف .. اعلم ان ( عدل ) لا يؤذي سوى المجرمين والمفسدين .. ولكن ماذا لو كان استنتاجي خاطئا ؟! ..
قطع حبل افكاري صوتا يوحي بان هناك من يمشي في الغرفة ..
حركة خافته جدا من المستحيل ان اشعر بها لو كنت نائما .. وشعرت بعدها بيد تحاول ان تزيل عني اللحاف ..!!
فنهضت من مكاني كالملسوع شاعر بخوف حقيقي وان كنت متوقعا تلك الزيارة !! ..
ولكن وقع المفاجأة كوني مستيقظا لم يسبب أي ارباك لـ ( عدل ) الذي وقف بثبات وهو ينظر الي بهدوء .. انه يملك اعصاب فولاذية بالفعل ..
ظللنا لوهلة نحدق ببعضنا البعض ..
وقبل ان انطق باي كلمه ... بادرني هو بالحديث قائلا :
انت تجبرني على قتلك .. لماذا تفعل هذا ؟! .. انني لا ارغب سوى بتحقيق العدالة والقضاء على المجرمين ماذا افعل كي تقتنع برسالتي ؟! ..
قلت له وقد صار قلبي يخفق كالقرد المسعور ان كانت القرود تصاب بالسعار -:
هل ثارت لــ ( بدر ) .. ام انك ثارت لنفسك ؟!!!! ....
شعرت بــ ( عدل ) قد توتر فجأة .. فقد انتفض جسدة بطريقه لا يمكن الا الاحظها وقال بعد فترة من الصمت وبصوت مبحوح بعض الشيء :
هل .. هل تريد المماطلة لسبب ما ؟! .. ام انك تمارس الحيلة لغرض في نفسك ؟!
قلت بصوت بدا اكثر ثقة بعد ان عرفت انني على حق كما يبدو من اهتزاز ثقته :
هل نسيت شقيقتك يا ( بدر ) ؟!!! ... هل نسيت ما فعل ( راشد ) مع ( رهام ) وكيف دمرها وسلبها اعز ما تملك ؟!
هل نسيت ما فعلة والدك بك وبوالدتك وبشقيقتك ؟! ..
لقد عشت حياتك ضائعا يا ( بدر ) .. كنت تعشق ابطال افلام الحركة وتعلق صورهم في كل مكان في غرفتك وتعيش بحلم خيالي هو ان تكون مثلهم وتقضي على الشر اينما وجد .
تراخى ثبوت ( عدل ) او ( بدر ) بعد ان عرفنا هويتة الحقيقية وبدا مترددا حتى كاد ان يقع على الارض ..
فقال بصوت باك متخاذل :
اصمت ... اصمت والا قتلتك ..
تجاهلت تهديدة وانا اقول بثقة :
لقد تفجرت الثورة في اعماقك منذ كنت صغيرا عندما كان والدك يشبعكم ضربا وهو تحت تاثير الخمر واحيانا المخدرات .. مما فجر في اعماقك حقد شديد عليه بسبب قسوته فتمنيت ان تتمكن من الانتقام .. كنت تتمنى لو انك شخصا قوي الشخصيه تستطيع الدفاع عن نفسك ووالدتك واختك اللتان تحبهما بجنون .. فكنت تشاهد الكثير من افلام الحركة .. واشتريت العديد من الكتب الخاصة بتعليم فنون القتال والرياضات الدفاعية الاخرى ورحت تمارسها وتتدرب عليها وقد اثار حيرتي كثيرا وجود تلك النوعية من الكتب في غرفتك .. خاصة بكمياتها الكبيرة .. لكني كنت اعزو هذا الى عقدة نفسية وشعور بالنقص .. ولكن المشكلة هي انك كنت تحتاج الى ما هو اكثر من هذا .. كنت تحتاج الى قوة الشخصيه .. والشجاعة .. وكل هذة من الاشياء مفقودة في شخصيتك النمتخاذله المسالمة .. وظل عقلك الباطن يلح عليك شيئا فشيئا ان تثار من والدك الذي كان يمثل لك الشر في هذا العالم .. في حين يكبت عقلك الواعي تلك الرغبة بسبب صفاتك السلبيه .... وشيئا فشيئا انتصر عقلك الباطن على عقلك الواعي .. وتولدت في اعماقك شخصيه اخرى .. هي شخصيه محارب الجريمة ( عدل ) ..
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
ازدواج ( 12) والاخير

سكت قليلا لاضي الغرفة .. فرايته بعدها وهو ينظر الي بعينين دامعتين دون ان ينطق بحرف .. فاكملت قائلا :
وفي ليله وضحاها اشتريت تلك الملابس وغطاء الوجه املا بالانتقام من ( راشد ) .. فوالدك توفي في السجن ولا مجال هناك للثار منه بعد وفاته بالطبع .. ولكن ( راشد ) الذي تسبب في انتحار شقيقتك كان حرا طليقا .. فقمت ببعض التحريات حتى علمت بأسلوبه في الغش فتسللت الى المدرسة بلباس محارب الجريمة ( عدل ) واقتحمت الفصل .. وهناك بالطبع مارست كل ما عرفته وتعلمته من فنون القتال التي كنت تعجز بشخصيتك الاخرى عن استخدامها .. وقمت بقتل ( راشد ) ...
واعتقد انك شعرت بنشوة رائعه عند تحقيق انتقامك من ( راشد ) فلم تتوقف .. وقتلت غيرة من مروجي مخدرات ومجرمين بوسائل اجهلها بالواقع .. لقد قمت باعمال جبارة لا يمكن ان تقوم بها بشخصيتك الحقيقيه .. وقد اعتبرت ( عدل ) شخصيتك الاخرى صديقا مخلصا ومثلا اعلى فقمت تراسلة وتحكي له اسرارك .. وتعتبرة ملاكا حارسا لك .. دون ان تعلم انك وهو شخص واحد ..
انك مصاب بمرض نفسي يطلق عليه ( ازدواج الشخصية ) يا بدر فهي حالة يجمع فيها المريض بين شخصين منفصلين يتناوبان الظهور .. فأصبحت تعيش بشخصيتين متناقضتين تماما بحيث انك نفسك لا تعلم انك ( عدل ) الجسور محارب الجريمة ..
انتهيت من كلامي .. وكان بدر وقتها قد انهار تمام بعد ان استمع الي بصمت حزين والدموع تنهمر من عينيه .. فوقع على الأرض وهو يلهث بقوة .... ويقول بعدها بخفوت وبصوت باك متخاذل :
انت كاذب ... كاذب .. لا يمكن ان اكون ( بدر ) ... مستحيل ..
اكملت حديثي بتأثير وقد شعرت بأنني أيضا على وشك البكاء :
لقد ساعدني على كشف امرك شيئين .. الاول هو حديث رجلين سمعته بالصدفة عن شخص ثالث ذكروا انه يتحول من الوداعة الى الشراسة في سبيل الحق .. وكانت هذه العبارة مفتاح كشف اللغز .. فهناك ما يطلق عليه اسم ( تداعي الأفكار ) وهذا يعني ان عبارة واحدة تسمعها في مكان ما .. قد تقودك الى تذكر مشهد او حدث ما أو عبارة ثانية وثالثة .. وهكذا تتداعى عدة احداث دفعة واحدة ليؤدي تجمعها الى صنع صورة واضحة تؤدي الى كشف الامر فعندما سمعت كلام الشخصين ... تذكرت انك في زيارتي لك في ألامس قد استقبلتني بنوع من الجمود وبنظرات صارمه لم اعتدها منك اطلاقا .. لقد عرفت السبب الان .. وهو في ذلك الوقت كنت تعيش شخصيتك الاخرى !! .. وهناك ايضا نقطة بالغة الاهمية ولا ابالغ لو قلت انها السبب الرئيسي .. الا انني لم أعرها أي اهتمام في بادي الامر .. فانا اعرف انك اعسر أي تستخدم يدك اليسرى بدلا من اليمنى .. ولكنك بالأمس واثناء زيارتي لك قد استخدمت يدك اليمنى بتلقائية واضحة لا تخطئها العين عندما قمت بتشغيل جهاز التلفاز باستخدامك الريموت كنترول بالبحث عن القنوات .. دعك من انك لم تقل الكثير في زيارتي تلك .. لانك في شخصيتك الاخرى تتحدث بثقة ودون تلعثم .. ولم انتبه لهذة النقطه لرغبتي بالخروج سريعا بعد قر ائتي للخطاب .. وقد حرمني هذا من ان اتبادل معك اطراف الحديث فبالتالي كان من غير الممكن ان انتبه الى نطقك السليم !!
انتهيت من كلامي وبالطبع انهار ( بدر ) تماما بعد كل هذا .. فنهضت من الفراش بهدوء مهيب سببته رهبة الموقف واقتربت منه وهو متكور على الارض يبكي بحرقة .. فقمت وازحت عن وجهه القناع لارى وجهه وقد احمر بسبب بكائه الذي جعل العبرات تنزل من عيني دون ان ادري .. وقلت له بتعاطف :
انك غير مسؤول عما فعلته يا بدر .. ستوضع تحت اشراف علاجي .. انها حالة مرضيه .. حالة نفسية معقدة .. لن يعاقبك احد .. صدقني .
التف الي .. وقال بانكسار :
لا .. لا يمكن ان اقضي حياتي في مستشفى الامراض النفسية .. لقد انتهى كل شيء يا خالد لقد انتهى ( عدل ) .. وانتهى ( بدر ) .. ولن أستطيع إنقاذ أي منهما نهض بعدها من مكانه وخرج من غرفتي بتخاذل ..
حاولت اللحاق به لكني خشيت ان نثير أي صوت قد يوقظ جدتي او الخادمه فتركته يبحث عن باب الخروج الى ان وجدة دون صعوبه بسبب صغر مساحة الشقة ..ليرحل بعدها وانا اخشى اعتراض سبيله ..
يالي من غبي .. لم اخطط لما قد يحدث بعد ان اكشف الحقيقة .. كيف سأوقف بدرالان ؟ ...
هل ابلغ الشرطه بالأمر ؟! .. ان هذا قد يكون امر حتميا الان .. لان بدر يحتاج الى علاج نفسي ولا يمكن ان يحدث هذا دون ان تعلم الشرطه بالامر لذا يجب ابلاغهم .
عدت الى غرفتي وجلست على الفراش افكر بحيرة بما قد يحدث .. لا اعرف كيف استطيع الوصول الى اعماق بدر ودهاليزة النفسية المعقدة .. انها الصدفة كما ذكرت .. او الحظ مع بعض الاستنتاجات .. ولم اتمكن بالطبع بعد كل هذا من العودة الى النوم .. فظللت مستيقظا الى ان جاء وقت المدرسة .. فكان يوما مرهقا بحق .. وقد بحثت عن ( بدر ) لكنه لم يأت .. فأتصلت بمنزلة بعد الظهر لاعرف من والدته انه ...
قد انتحر !!
وجدوا جثته في احد المناطق السكنيه الجديدة التي لم يمتد اليها الزحف العمراني بصورة كاملة ..وقد انتحر بنفس الوسيلة التي انتحرت بها شقيقته ..
كان خبرا مفجعا بحق .. وقد شعرت بحزن هائل تأثرا بما حدث .. وان كنت اعرف بانني لم اكن اجرؤ على ابلاغ الشرطه عن نظريتي خوفا من الا تكون صحيحة .. لذا فاثرت ان اقوم بكل شيء بنفسي .. دعكم من احد لن يصدق ان شخصا لم يبلغ الثامنة عشر من العمر قد كشف امرا كهذا من مجرد استنتاجات .. انها الصدفة .. الصدفة التي لعبت دور كبير في تلك القصة العجيبة .. وقد قيدت قضية مقتل ( راشد ) ضد مجهول بعد ان عجز رجال الشرطة عن كشف ملابساتها .. ولم أشأ إبلاغهم بما عرفت كي لا يبدو ( بدر ) للجميع بمظهر المجرم القاتل ..
لقد قابلت ام ( بدر ) بعد ان هدأت الامور وبعد تحقيقات الشرطه المكثفة معها لمعرفة اسباب الانتحار دون ان يصلوا الى نتيجه بالطبع ..وقد عزوا حادثة الانتحار الى الظروف الصعبة التي عاشها تحت ظل تلك الاسرة المنكوبه .. ولي ان اتخيل حال امه فور معرفتها بنبأ انتحارة .. لقد علمت منها انها كادت ان تصاب بانهيار عصبي .. ومن يلومها بعد ان فقدت ولديها في حوالي ثلاثة شهور ؟! .. فكانت تبكي .. وتهدأ .. فتغرق في البكاء والصراخ مرة اخرى ...
وقد اخبرت ام ( بدر ) بكل شيء اخبرتها ان ابنها كان بطلا وثأر لشقيقته .. وبالطبع لم تكن امه تعلم شيئا عن أي شيء فصعقت تماما لما سمعت مني .. واتسعت عيناها المتقرحتان من شدة البكاء ذهولا ..
لقد تجرأت اكثر من ذلك وحدثتها عن وسيلة البحث عن لقمة العيش التي تتبعها .. وطلبت منها ان تتوب الى الله سبحانه وتعالى .. كما وعدتها انني سأساعدها قدر المستطاع وبالفعل فقد تمكنت بعد فترة وجيزة ان احصل لها على راتب شهري من احدى الجهات الخيريه وقد قام احد المسؤولين في تلك الجهة بإيجاد عمل لها يدر دخلا لا باس به على الإطلاق كي تعيش بقية حياتها بعيدا عن الحرام ...
شكرتني كثيرا بعد كل هذا ...
لقد انتهت احداث هذة القصة الغريبة .. وانا سعيد جدا لنهايتها .. ( راشد ) قتل ( رهام ) وشقيقها ثأر لها .. لقد اردت ان يهلك ( راشد ) بايدي ضحاياه اشعر ان في هذا عدالة شعرية تروق لي حقا .. وان كانت للقصة جانب مأساوي وهو انتحار الشقيقين .


وها انذا بعد مرور شهرين بنهاية العام الدراسي .. اقف في شرفة غرفتي أتأمل الشارع .
فتاة لا يتجاوز عمرها الثماني سنوات تمسك بكف شقيقها متجهين سويا ناحية فرع الجمعية في حين ان طفلا اخر يقود دراجته جوار باب منزلة ..
السلام هكذا خلق الله العالم ليبقى هكذا اراد الله العلم ان يكون .......
بالطبع لم يكن ما حدث لي في تلك التجربة هو كل شيء .. فهناك المزيد .. وقصة مقبلة .. من
مذكرات مراهق
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
القصه الاخيره من مذكرات مراهق

عنوان القصه هو((الغابة السوداء)) ( 1 )


أخيرا ..!! أنهيت دراستي الثانوية
كنت اعد الأيام والساعات والدقائق .. وها انذا الآن حر طليق .. لقد نجحت بتفوق وظهرت النتيجة لتنفر الدموع من عيني من شدة الفرح .. كنت واثقا من النجاح ومن إحراز معدل مرتفع وكنت واثقا من أنني على أعتاب دخول كلية الطب .. ولكن هذه الثقة لم تقلل من شعوري بالفرحة بعد ظهور النتائج .. وبالطبع كانت فرحة جدتي لا توصف ..
فقد اغرورقت عيناها بدموعها الغالية .. وأؤكد لكم وبكل ثقة أنها لم تشعر في حياتها كلها بالسعادة مثلما شعرت وهي تتلقى خبر نجاحي .. وارتميت في احظانها وقبلت يديها في نهم .. اليدين المعروقتين العزيزتين …
أما هي فقد دفنت رأسها الحبيب في صدري :

- أخيرا يا ( خالد ) .. أخيرا يابني ستحقق أمنيتي واراك تلتحق بكلية الطب ..
- أطال الله في عمرك يا أمي لتريني طبيبا ناجحا .. ولأكون دائما عند حسن ظنك إن شاء الله .

كنت اعلم بأنني سأحصل على بعثة دراسية بسبب معدلي المرتفع .. وقد حصلت عليها بالفعل ولكنني رفضتها دون تردد فلن اترك جدتي وحدها أبدا .

كما أنني أستطيع دراسة الطب في جامعة ( الكويت ) وهذا ما انوي عمله بالفعل .
تعرفون بالطبع ما مررت به من تجارب غيرت مجرى حياتي تماما وان لم اخبر أحد عنها .. فمن سيصدقني إذا تحدثت عن تجربة تحضير الأرواح .. او عن معرفتي بملابسات قضية مقتل ( راشد ) والتي قيدت ضد مجهول .. !!
لم اكن اعلم بالطبع عما سيحدث لي .. وان نمط حياتي سيتغير اكثر واكثر .. وان ما مررت به لن يكون اغرب ما رأيت .. فهناك المزيد !! ..
كنت جالسا في غرفتي استمع إلى الراديو .. اشعر بأنني على أعتاب حياة جديدة حقيقية بعيدة عن هراء المراحل الدراسية السابقة .. أفكر بجبل الأوراق التي علي إنهاؤها حتى التحق بكلية الطب فقبولي في تلك الكلية هو أمر محسوم .. فمعدلي ولله الحمد مرتفع جدا يؤهلني للالتحاق بأي كلية أريدها .. ولكن المشكلة تكمن في إنهاء الإجراءات اللازمة لذلك فلدينا في ( الكويت ) كما هو الحال مع معظم الدولة العربية مع الأسف أساتذة في وضع العراقيل وتعقيد الحلول .. أوراق ومستندات وشهادة ميلاد زوجة عم خالة جدتك .. وما إلى ذلك من معاملات لن تنتهي قبل ثلاثة شهور على الأقل .
وان كنت عزيزي القارئ قد سافرت إلى أوروبا أو أمريكا أو اليابان .. وترددت هناك على مؤسساتها فان لك دون شك حكايات ومقارنات لا حصر لها مع المؤسسات في ( الكويت ) وجميع تلك المقارنات ليست في صالح الإدارة الكويتية والعربية بشكل عام ..
اعتذر لهذا الاستطراد .. استطرد كثيرا .. واعتذر كثيرا .. اعرف ذلك .. ولكن هذا عيبي أرجو ألا تؤاخذوني عليه .. أين وصلنا ؟ … آه .. استمع إلى الراديو .. سكرته وفرغت من خواطري فلم أجد شيئا افعله سوى فتح جهاز التلفاز لاشاهد واحده من تلك المسرحيات الهابطة السخيفة المليئة بالتهريج والإسفاف والتي تحقق أرباحا طائلة مع الأسف مما يدلك على المستوى الثقافي الذي وصلنا إليه .. إن المسرح الكوميدي هو الذي يجد فيه الناس عيوبهم ويضحكون عليها ويكون الضحك علاجا للإنسان كي يخجل من حماقته ويكف عن ارتكابها ومن ثم يقرر أن يقلل من ارتكاب تلك الحماقات .. هذا هو المعنى الحقيقي للمسرح الكوميدي .. أما هذه المسرحيات الهزلية فهي تسخر من هذا لانه سمين ومن ذلك لانه قصير .. حتى أن المشاهد يخرج بعد ساعات من الضحك دون أن يعرف قصة المسرحية إن كان لها قصة أصلا ..
اعتذر كما اعتذرت سابقا ومرار لهذا الاستطراد . . ولكن هذه مذكراتي كما تعلمون ومن الطبيعي أن تقرأوا شيئا عن أرائي في الحياة وان كانت أرائي اغلب الأحيان سخيفه لاقيمة لها ..

لم يكن هناك شيئا يستحق الذكر في هذا اليوم سوى ذلك الاتصال ..
اتصال هاتفي مفاجئ في بدايات شهر يوليو الحارق .. وانتم تعرفون أن الهاتف عندنا لايرن إلا نادرا .. وقد كان المتصل هو آخر شخص أتوقعه ..
- الو ( خالد ) ؟
- نعم …
- انه أنا .. أستاذ ( إبراهيم ) مدير مدرستك
- أستاذ ( إبراهيم ) .. مرحبا بك .. يالها من مفاجأة سارة ..
تبادلنا التحية لبعض الوقت وأنا أتساءل في سري عن سبب هذا الاتصال المفاجئ .. فهذه أول مره أتحدث فيها إلى مدير مدرستي عبر الهاتف ولم تطل حيرتي كثيرا ..
- ( خالد ) أنت تعلم يابني أنني اكن لك معزة خاصة جدا .. وأنني احترمك كثيرا وأنت من أخير الطلبه ويكفي تفوقك الواضح ..
- أنا لم أنكر هذا وأنا كذلك اكن لك كل احترام وتقدير
ثم سكت قليلا وقال بجدية ليغير مجرى الحديث ويدخل في صلب الموضوع :
( خالد ) أنني أود مساعدتك قدر ما أستطيع .. وأنا اعتبر نفسي بمثابة والدك .. لذا فان مصلحتك تهمني كثيرا ..
قلت له بامتنان بالغ :
أشكرك كثيرا يا أستاذ ( إبراهيم ) .. وتأكد بأن شعوري متبادل نحوك ..
اعرف هذا يابني .. وإنني لفخور بك ..
كم هو رائع أن يحترمنا هؤلاء الذين نحترمهم ونعتبرهم مثلا أعلى .. فهذا يمنحنا احتراما لأنفسنا وثقة بالنفس ..

( خالد ) لن أطيل عليك وسأخبرك بسبب اتصالي المفاجئ .. إنني مدعو غدا لحفل عشاء في مزرعة الدكتور ( علي ) .. وهو صديق قديم لي وشخصية مرموقة في كلية الطب بنفس الوقت ..
أريد اصطحابك معي إلى هذا الحفل .. أريدك أن تلتقي به .. وتوطد علاقتك معه ..
اعرف انك ستتفوق في دراستك بإذن الله دون الحاجة لاحد .. ولكن زيادة الحرص لا تضر .. قد يفيدك الدكتور ( علي ) في أمور كثيرة عندما تبدأ دراستك وحياتك الجديدة في كلية الطب .
هه .. ماذا تقول ؟.
قلت له ممتنا :
وهل لي أن ارفض لك طلبا يا سيدي .. إن لك اكثر من جميل علي .. ولقل ما يمكنني فعله هو الموافقة ..
قال بصوته الأبوي :
رائع .. بارك الله فيك .. سأمر لاصطحابك غدا في الساعة السابعة مساء ..
تذكرت شيئا قبل أن اغلق السماعة :
عفو أستاذ ( إبراهيم ) .. كيف عرفت رقم هاتفي ؟
وهل تعرف عنواني كي تصطحبني غدا إلى الحفل ؟
ضحك قائلا :
هل نسيت انك افضل الطلبة عندي على الإطلاق وأذكاهم ؟ .. ملفك موجود في المدرسة ومنه أخذت كل معلوماتك ..
وانهيت المكالمة وانا اشعر بالامتنان الشديد له .. غير عالما بالطبع بما سيحدث في هذا الحفل الذي سأقضي فيه ساعات سوداء لن انساها مدى الحياة
 

InUrEyEs

عضو نشط
التسجيل
12 يناير 2005
المشاركات
1,101
الغابة السوداء ( 2 )


في اليوم التالي كنت مستعدا مرتديا بذلة رسمية كحلية اللون .. لحسن الحظ كنت قد اشتريت واحدة قبل بضع شهور .. فأنا وبكل صراحة لا احب ارتداء الزي الوطني ( الدشداشه ) على الإطلاق .. ليس لشيء سوى أنني اشعر انه يعوق الحركة كثيرا عند ارتدائه .. دعك من أن المدير قد طلب مني ارتداء بذلة لان الحفل على قوله رسمي جدا وسيكون جميع المدعوين تقريبا مرتدين بذلات رسمية ..
وقبل الساعة السابعة بدقائق كانت سيارة المدير بانتظاري .. فاستأذنت جدتي بالذهاب وأخبرتها بأنني قد أتأخر قليلا ..
نزلت من الشقة لاجد بانتظاري مفاجأة .. فقد كان الأستاذ ( إبراهيم ) بصحبة زوجته التي لم اكن اعلم أنها ذاهبة هي الأخرى إلى الحفل .. الأمر الذي جعلني اركب السيارة بارتباك وخجل واضحين .. وقام بتقديمي لزوجته السيدة ( أوراد ) التي رحبت بي بحرارة وكان واضحا انه حدثها عني كثيرا ..
كانت امرأة في الخمسين من عمرها على اقل تقدير ملامحها تبعث الى الارتياح وتبدو عليها الطيبة الشديدة .. كانت نحيفة الجسد تبدو بصحة جيدة للغاية وترتدي حجابا أنيقا وفستانا ينم عن ذوق رائع كما لاحظت لاحقا بعد أن نزلنا جميعا من السيارة - حتى أنني قلت في سري أنها جديرة بالفعل بزوج طيب محترم كالأستاذ ( إبراهيم ) واحسد أولادهما بالفعل على هذين الأبوين الرائعين وان كنت اجهل أن كان الله قد رزقهما بأولاد أصلا .
طوال الطريق كنت صامتا أجيب على أسئلتهما بأدب .. لقد اخبرني الأستاذ ( إبراهيم ) أن صديقة الدكتور ( علي ) هو من اقدم أصدقاؤه وانه بالغ الثراء .. وقد اشترى للتو مزرعة هائلة في منطقة ( الوفرة الزراعية ) .. وان زوجته فرنسية الجنسية تزوجها منذ فترة قصيرة بعد أن ظل أرملا اكثر من عشر سنوات .. ولم يرزقه الله أي أولاد من زوجته الأولى .. تحدثنا بعدها عن أمور أخرى جانبية ألي أن اصبح الصمت سيد الموقف بعد أن مللنا الحديث ونحن متوجهين الى منطقة الوفرة الزراعية التي تبعد عن شقتي مسافة ساعة وربع تقريبا حيث مزرعة الدكتور ( علي ) .
صمت مطبق سوى صوت المذياع الذي يبث أغنية ( وحياة قلبي وأفراحه ) لـ ( عبد الحليم حافظ ) .. دائما اشعر أن أيام ( عبد الحليم حافظ ) مليئة بالحب والمودة وان الدنيا كانت كما يقال بخير اشعر دائما بهذا الشعور حين استمع إلى أغاني ( أم كلثوم ) و ( عبد الحليم ) و ( عوض دوخي ) .. كان الناس في تلك الأيام السعيدة بسطاء طيبون كما يقول الجميع حتى أنني أحيانا أتمنى لو كنت قد عشت في ذلك الزمان في فترة الخمسينيات او الستينيات ..
غارقا في خواطري وأنا أتأمل الطريق .. الازدحام الشديد والفوضى في بعض الشوارع تجعلني أتحسر على حالنا بالفعل وظللت غارقا في تلك الخواطر حتى وصلنا الى مزرعة الدكتور ( علي ) .
كانت المزرعة رائعة هائلة الحجم بالفعل تم الاعتناء بها بكل دقة فكانت اقرب إلى حديقة لإحدى القصور أو القلاع الأوروبية الأثرية التي نشاهدها في الصور .. حتى أننا دخلنا إلى المزرعة بالسيارة لمسافة تتجاوز المائة متر تقريبا قبل أن نصل إلى المنزل الذي بناه الدكتور في وسط المزرعة وأنني أتساءل حقا .. كيف سيبدو منزل الدكتور ( علي ) ومحل اقامتة الدائم ان كانت هذه مزرعته فحسب والتي تعتبر مكانا للراحة والاستجمام فقط ولـ ( تغير الجو ) كما نقول في ( الكويت ) .
نزلنا من السيارة ومشينا في ممر مرصوف يزدان على جانبيه بالزهور وحول الزهور حديقة خلابة معتنى بها جيدا هي الأخرى ..
وعند وصولنا فتح لنا الباب شخصا شديد الأناقة .. بدا واضحا انه هو الدكتور ( علي ) .. هيئته واعتداده الواضح بنفسه جعلني متأكد انه هو الطبيب الثري صاحب المزرعة .. ولم اكن مخطئا فقد كان هو بالفعل .. نحيل الجسم كثيف الشعر يرتدي نظارات أعطته وسامة لا بأس بها وكان الشيب يملأ فوديه حتى بدا وكأنه طبيب يمثل دور البطولة في فيلما سينمائيا ولم يكن ينقصه سوى رداء الأطباء الأبيض الشهير..
قام بمصافحتنا بود واحدا تلو الآخر ليقوم بعدها بمعانقة الأستاذ ( إبراهيم ) مما دل فعلا على عمق صداقتهما ..
- كان لابد أن أدعوك إلى مزرعتي كي أراك .. لا اصدق أنني لم أر افضل أصدقائي منذ سنتين يالك من جاحد .. كيف تنسى صديق الطفولة ؟! ..
يقولها بمرح وعتاب ..
ويرد عليه الأستاذ ( إبراهيم ) بمرح أيضا :
- إنها مشاغل الدنيا التي تسرقنا من أصدقائنا وأحبابنا ..
دخلنا بعدها الى صالة المنزل الرئيسية لنجد اكثر من ثلاثون ضيفا وضيفة .. لم اقم بعدهم طبعا لكن الانطباع العام ..
كان أول مالفت انتباهي في هذا المنزل الكبير هو النمط الأوروبي الذي بدا واضحا في كل ركن من أركانه .. فقد كان الأثاث من الطراز الأوروبي القديم شديد الفخامة .. وكان يعج بالتحف واللوحات الفنية الثمينة هائلة الحجم ..
بل أن المنزل نفسه كان بحد ذاته تحفة فنية اللون .. اللون الأزرق الهادئ الذي يمتزج مع ألوان أخرى .. لتعطي لونا واحدا ينساب بظلال هادئة جميلة .. ولا توجد أريكة أو كرسي أو قطعة أثاث ليست في مكانها الصحيح .. مع نباتات زينة رائعة لم أر معظمها من قبل .. كل شيء في منتهى الروعة والجمال وبالطبع فان هذا الجو جديد تماما بالنسبة لي .. إذ لم احضر حفلا من قبل وحتى لو كنت قد فعلت فلا أظن أنني كنت سأحضر حفلا في مكانا راقيا فخما كهذا ..
وانتبهت إلى أنني اصغر الحاضرين سنا .. في حين تبين أن الباقين رجال أعمال وأطباء وبالطبع مدير مدرستنا الأستاذ ( إبراهيم ) وزوجته السيدة ( أوراد ) .
كان جميع المدعوين تقريبا من علية القوم إن اصح تعبيري ولم يفتني بالطبع أن انتبه لزوجة الدكتور ( علي ) الفرنسية فقد بدت لي وكأنها ابنته !! ..
كانت صغيرة السن .. جميلة .. بل فاتنة .. بيضاء البشرة رشيقة القوام تحمل على رأسها شعرا اسودا قصيرا .. وعرفت أن اسمها هو السيدة ( موريسا ) وكانت تتحدث اللغة الإنجليزية بشكل جيد وان كانت لكنتها الفرنسية ونطق حرف الراء ( غ ) واضحة جدا في كلامها .. ولا اعلم في الواقع سبب زواجها من الدكتور ( علي ) الذي هو في عمر أبيها .. هل الأمر متعلق بثروته ؟ هذا جائز ولكنه ليس من شأني بالطبع


يتبع..........
 
أعلى