التوبة المقبولة

ياقوت

عضو نشط
التسجيل
18 فبراير 2006
المشاركات
1,726
الإقامة
kuwait

السلام عليكم
اليوم راح انقلكم هذي القصه على حلقتين ماحبيت ازيدهم عشان لا اخليكم تنطرون وايد :)





التوبة المقبولة
(1-2)





جاء أحد الحرّاس الى متجر الأحذية الصغير بالسجن المركزي حيث كان جيمي فالنتاين يخيط بهمة ونشاط عددا من الأحذية ... فرافقه الى المكتب الرئيس, وهناك سلّم آمر السجن جيمي خطاب العفو الذي وقّعه الحاكم ذلك الصباح, وتلقّاه جيمي في شيء من الكدر, كان قد أمضى في السجن قرابة عشرةأشهر من أصل محكومية أربع سنوات, ولم يدُر بخلده أنه سيمكث أكثر من ثلاثة أشهر على أكثر تقدير إذ إن معارفه وأصدقاءه كُثُر.

والآن سيد فالنتاين قال آمر السجن سيخلى سراحك صباح الغد لا تنحرف عن جادة الاستقامة ثانية ... اضبط نفسك وكن رجلاً ذا مبادىء انت انسان نزيه طيب في قرارة ذاتك لا تعُد الى امتهان كسر الخزانات مرة أخرى وإلا واجهت مصاعب شتى

أنا؟ قال جيمي فالنتاين في دهشة ما كسرت خزينة في حياتي

حقّاً؟ قال آمر السجن ضاحكاً بالطبع لا فلم إذاً حكم عليك؟ أم أنّ هيئة المحلفين كانت أبعد ما يكون عن النزاهة؟ لا تعدمون أيها المساكين حجة تبررون بها دخولكم السجن, ما سبب ذهابك في مهمة الى سبرنغفيلد ؟

أنا؟ رد جيمي بذات الدهشة والبراءة ما ذهبت الى سبرنغفيلد قط

أعده الى زنزانته يا كولين قال آمر السجن باسماً وزوّده بملابس خروج مناسبة, وفي السابعة من صباح الغد أحضره الى المعتقل المؤقت استعدادا للإفراج عنه ... فكّر فيما قلته لك يا جيمي

في السابعة والربع من صبيحة الغد كان جيمي يقف أمام المكتب الخارجي لآمر السجن, مرتدياً بدلة رخيصة وحذاء قاسيا ذا صرير, وناوله الموظف تذكرة قطار وخمسة دولارات رأى القانون أنّها تؤمّن للمحكومين حياة رخاء ورغد, وأعطاه آمر السجن سيجاراً ثم صافحه مودعاً.


وانطلق جيمي خارج الأسوار معانقاً شمس الحرية بعد أن ألِف كاتب السجن قراءة تلك العبارة في أوراقه:
السجين جيمي فالنتاين حصل على عفو من الحاكم

وتجاهل تجليات الطبيعة حوله ... شقشقة العصافير, وتمايل خُضر الأشجار الباسقة, وعطر الزهور يضمّخّ أرجاء الكون, فاتجه الى أحد المطاعم وهناك تذوق مع طعم الحرية دجاجة مشويه وكأساً من العصير ومن هناك انطلق الى محطة القطار وبادر قبل الصعود الو وضع قطعة من فئة الربع دولار في يد سائل كفيف.

بعد ثلاث ساعات وصل الى ولايته فاتجه من فوره الى مقهى السيد مايك دولان فصافحه الأخير وتمتم معتذراً:
معذرة بنيّ جيمي كان من المفروض أن نخرجك من السجن قبل ذلك بكثير على أنه تعيّن وأد ذلك الاحتجاج الذي رفعه حاكم الولاية ... كيف حالك؟
بخير ألديك مفتاحي ؟
وناوله إياه فصعد الى غرفة تشرف على الجهة الخلفية, وما إن فتح بابها حتى وجد كل شيء كما كان عليه ولمح زر معطف المحقق ملقى على الأرض إثر العراك الذي دار بينهما يومذاك والذي انتهى بإلقاء القبض عليه.

وسحب سريرا جداريا مطويا ثم جذب أحد الأدراج الخفيه وأخرج منها حقيبة غطاها الغبار سرعان ما فتحها وظل يحدق بعشق ووله في محتوياتها, كانت تضم أروع عدة سرقة في شرق البلاد طقم كامل صنع من أفضل أنواع الفولاذ وعلى أحدث طراز وكان من بين العدة قطعتان صممهما جيمي ينفسه, وبلغ مُجمل ما أنفقه على ذلك كله سبعمائه دولار لا تنقص سنتيما يتيما

بعد نصف ساعة نزل جيمي واتخذ طريقه عبر المقهى أسفل المبنى, وكان يرتدي ملابس أنيقة ويحمل حقيبته التي بدت بعد أن نالها كثير من التلميع:
هل أخذت كل شيء؟ سأله مايك دولان بلطف
أنا؟ رد جيمي بخبث مصطنع وخفة دم متناهية ... لا أفهم ما تعنيه, إنني أُمثّل شركتَيْ البسكويت المُدمجتين شورت سناب و فازلد ويت, وأثملت تلك المقولة مايك إلى حدٍ اضطر معه جيمي الى احتساء كأس من المياه المعدنية الممزوجة بالحليب, إذ إنه ما عاقر أم الكبائر قط .

بعد أسبوع من اخلاء سبيل السجين 9762 وقعت سلسلة من السرقات في الولاية ... سرقات دقيقة متقنة, ولم يكن هناك ثمة دليل يرشد الى مرتكبها ... جرت أولا سرقة مبلغ ثمانمائةدولار, ثم تبعت ذلك عملية سرقة تلك الخزانة التي قيل انها حصينة لا تُقهر, حدث ذلك بعد اسبوعين من العملية الاولى, وظفر السارق بما مجموعه ألف وخمسمائة دولار, اما الوثائق المهمة وقطع الفضة فلم تُمس! ذلك كله أوقد بريق الطمع في أعين مصطادي الأحمر الرنان, إذ أنه بعد ذلك بقليل تمخضت أريحية خزانات أحد البنوك العريقة في جفرسون سيتي عن كرم لا مثيل له إذ قذفت فوّهتها بخمسة آلاف دولار, وحدا ارتفاع معدل السرقات بالمحقق بن برايس الى صرف جل اهتمامه بالأمر لكشف الغموض المتفشّي, وشرع يقارن الأدلة فاتضح له أن أسلوب السرقة في جميع الحالات كان واحداً وسُمع وهو يقول:
هذا من صنع جيمي فالنتاين لقد عاد الى ما كان عليه قبيل الافراج عنه, تأّملوا كيف جذب مفتاح الخزنة هذا بخفةِ سحب جذور فجل من أرض أغرقها المطر, لا يملك غيره المقابض القادرة على تطويع ذلك, ثم أنظروا الى ما يتمتع به من دقة ونظافة ولم يكن بحاجة الى إحداث أكثر من ثقب واحد ... نعم أظن أنه المطلوب ولسوف يمضي في السجن هذه المرة مدة طويلة.

كان المحقق بن برايس مضطلعا بكافة أساليب جيمي فالنتاين فيما يختص بأساليب السطو ... قفزات طويلة وهروب سريع ولا شركاء في الصنعة ... على انه كان من عشاق العشرة الطيبة والاحسان, وسرى في الولاية خبر مفاده أن المحقق اللامع بن برايس قد تكفل بقضية السرقات هذه ويتتبع مرتكبها حتى إلقاء القبض عليه, فأفرخ روع ذوي الخزانات الملأى.

ذات ظهيرة كان جيمي فلنتاين يحمل حقيبته بعد إذ ترجل من احدى سيارات الأجرة في بلدة إلمور التي تبعد عن أركنسو بخمسة أميال, وبدا كما لو كان شابا رياضيا مرحا عاد لتوه الى منزله من الكلية ... سار جيمي صوب الفندق برشاقة حينما لفتت انتباهه شابة تعبر الشارع مرت بجانبه ودخلت بابا كتب عليه بنك إلمور, ونظر جيمي الى عينيها واستحال على الفور شخصا اخر وأرخت أهدابها أهدابها في خفر لوّن عينيها خدّيها ببدايات حمرة الشفق, كان من الصعب النادر رؤية شبان في إلمور بذات الأناقة والجاذبية اللتين كان جيمي عليها.

ولمح جيمي صبيا يلهو على عتبات المصرف, فشرع يداعبه ويسأله عن البلدة وساكنيها مانحا إياه قطعا نقدية بين الفينة والفينة من فئة العشرة سنتيمات ولم تمض فترة وجيزة حتى غادرت الفتاة إياها المصرف ملقية على الشاب ذي الحقيبة نظرة كبرياء لا مبالية ثم مضت
أليست تلك السيدة بوللي سيمسون؟ سأل جيمي الفتى بمكر
كلا رد الفتى إنها الانسه آنابل آدامز ووالدها هو مالك هذا المصرف ... ما الذي أتى بك الى إلمور ... أهذه سلسلة ذهبية سأشتري كلبا سيدي ألديك مزيد من تلك القطع النقدية؟ إنثال سيل الأسئلة من فم الصبي.

توجه جيمي الى فندق بلانترز وسجل إقامته تحت مسمى رالف سبنسر ثم اتكأ على حافة منضدة الاستقبال وأخبر الموظف بانه قد وفد الى إلمور بحثا عن موقع مناسب لعمله المتعلق بصناعة الاحذية ... ثم استطرد في حديثه فسأله عن وضعية ذلك ... مدى اقبال الناس على شرائها وما إذا كانت هناك نية لافتتاح متاجر جديدة في هذا المجال.

وأُخذ موظف الاستقبال بمظهر جيمي وحسن تصرفه ... بأناقته التي اعادت له ذكريات شبابه حين كان مثالا يحتذيه بنو بلدته في كيقية انتقاء الملابس العصرية وبدلا من الانسياق وراء استشراف كنه الكيفية التي ربط بها جيمي ربطة عنقه بتلك الطريقة السهلة الممتعة شرع موظف الاستقبال يجيبه عما سأل, فأكّد له ان البلدة بحاجة الى افتتاح محل أحذية فعّال يغطي النقص في هذا المجال, إذ إن الأحذية كانت تباع في المتاجر الكبرى فقط, وأكّد له ضرورة تخصيص متاجر تعنى بذلك مؤكدا له أن الاقبال اذا ما تم ذلك سيكون كبيرا, وطفق يمتدح البلدة وأهلها الطيبين, وشكره السيد سبنسر (جيمي) ثم أفاده بانه سيمكث بضعة أيام يدرس الوضع خلالها, وحين عرض عليه الموظف استدعاء صبي كيما يحمل حقيبته الى غرفته أبى قائلا بأنه سيحملها بنفسه إذ إنها ثقيلة بعض الشيء ...





يتبع​
 

ebjad

عضو محترف
التسجيل
29 أغسطس 2005
المشاركات
1,545
الإقامة
الكويت
شكرا لك ياقوت على هذه القصه الرائعه التي ننتظر منك تكملة بقيتها على احر من الجمر
 

ياقوت

عضو نشط
التسجيل
18 فبراير 2006
المشاركات
1,726
الإقامة
kuwait
اشكركم على المتابعه :)










التوبة المقبولة
(2-2)







وبقي رالف سبنسر تلك الشخصية العنائقية التي انبثقت من رماد جيمي فالنتاين, ذاك الذي أشعل حب مفاجىء ضرامه ... بقي في مدينة إلمور وافتتح متجرا للأحذية نما وازدهر.

وعلى الصعيد الاجتماعي لقي ذات النجاح, فكان له أصدقاء ومعارف كثر أما على صعيد العاطفه فقد نال ما تمنى ... تعددت لقاءاته بالآنسة آنابل آدمز وبدا مفتونا بها مشدودا إليها أكثر فأكثر ... في نهاية العام كانت محصلة رالف سبنسر كالتالي:
حظي باحترام مجتمعه وازدهرت تجارته, وتمت خطبته الى آنابل, وكان مقررا أن يتم الزواج خلال اسبوعين ... كان والدها راضيا عنه أما هي فقد وازى اعجابها بخطيبها افتخارها به وعامله الجميع كأحد افراد العائلة تماماً.

وذات يوم حرر جيمي رساله الى احد اصدقائه الخلّص في سانت لويس أخبره فيها عن حياته الجديدة, عن نجاحاته وخطبته لأنابيل, عن كلفه بها وأنهما على وشك الزواج, عن اعتزامه اعتزال حياة الماضي الملطخة بالسرقة بعد إذ أغناه الله, وعن نيته فيما يختص باعتزامه الانتقال الى جهة بعيدة بُعيد زواجه ... جهة لا تطاله فيها قضايا قديمة تتصل بتاريخه الماضي الملطخ بوحل السطو, واختتم رسالته بالاتفاق معه على أن يلتقيا في موضع حدده كيما يسلمه التركة ... حقيبة تحوي تلك العدة العجيبة القادره على فتح أعتى الخزانات.

بعد أن أنهى جيمي كتابة رسالته تلك ليلة الاثنين كان المحقق بن برايس يتجول عبر مدينة إلمور في عربة خفيفة وشرع يطوف هنا وهناك حتى وجد ضالته عبر الصيدليه المقابله لمحل أحذية سبنسر أبصر رالف سبنسر ...
إذن فأنت تزمع الزواج من ابنة صاحب المصرف يا جيمي همس بن لنفسه بهدوء ... لست متأكداً من ذلك.

في صبيحة اليوم التالي تناول جيمي إفطاره لدى عائلة خطيبته وكان ينوي التوجه الى أفضل ترزي لتفصيل بدلة زفافه وشراء هدية لآنابل ... تلك كانت المرة الاولى التي يغادر فيها إلمور بعد عام من العيش الرغد فيها ... وأكد لنفسه بأن الزمان قد طوى كل ما يدعو للقلق من امكانية مطاردته بعد أن توقف نشاطه السطوّي لما يزيد عن العام تقريبا.

بعد الإفطار اتجهت العائلة بمجملها الى وسط البلدة رب الأسرة وابنته وخطيبها جيمي وكريمته الأخرى وطفلتيها ومر الجميع على الفندق الذي لا يزال جيمي يقيم فيه وسارع الى التوجه لغرفته فأحضر منها حقيبته القديمة واتجه الجميع الى المصرف حيث وقفت العربة التي كان مقررا ان تنقل جيمي الى محطة القطار, وداخل المبنى البنك اتخذوا طريقهم صوب الخزانة الرئيسة وكان جيمي ضمن ذلك الوفد ولم لا وقد اعتبر في عداد العائلة ... كان صهر المستقبل الذي يلقى ترحيبا أنّى حل وارتحل ...

وفاض قلب آنابل بفقاقيع وردية دغدغت أحاسيسها بأحلى أنغام الغرام وهي ترتدي القبعة التي أهداها جيمي على أنها أطلقت صيحة استغراب حينما حاولت رفع الحقيبة:
يا إلهي كأنما ملئت قوالب من ذهب!
أجل رد جيمي في هدوء إنها تحوي كثيراً من مواد طليت بالنيكل لاستخدامها في صنع الأحذية, إنني على وشك إعادتها رغم حاجتي إليها على أنني ارتأيت انه لابد من الاقتصاد في الصرف هذه الأيام.

كان مصرف إلمور قد زوّد للتو بقبو جديد وخزانة قوية, وشد ما كان مالك المصرف السيد آدمز فخورا بها مما حدا به إلى إطلاع الجميع عليها, كان القبو صغيرا نوعا ما لكن بابه كان من النوع الحديث ... وتم تصميمه كيما يغلق بثلاثة مزاليج من الفولاذ الصّرف تفتح سويا بمقبض واحد وبمؤقت زمني للغلق, وشرع السيد آدمز يشرح في نشوة تفاصيل ذلك للسيد سبنسر الذي كان ينصت بأدب دون ان يخامر ذاته عميق اهتمام, أما الطفلتين مي وأجاثا فلم تسعهما الفرحة وهما تنعمان برؤية ذلك الحديد اللامع الصقيل والساعة العجيبة والأزرار المتعددة ...

وفيما كان المالك ومن معه منشغلين بذلك تهادى الى المصرف المحقق بن برايس الذي أفاد الموظف بانه لم يأت إلا انتظاراً لصديق, كان يقول ذلك وهو يسترق بين أعمدة الدرابزين النظر الى الداخل, وفجأة ندّت عن المرأتين بالداخل صرخات حادة وجلبة ... فقد تسللت الطفلتان في غفلة من أعين الرقباء الى المنطقة المحظورة وعمدت كبراهما بدافع اللهو الى اغلاق باب قبو الخزينة على شقيقتها ثم سارعت بالعبث بالأزرار والأرقام السريه لفتح الباب كما رأت السيد آدمز يصنع ...

وكالملدوغ حاول المصرفي العجوز فتح الباب دونما أمل ... لن نستطيع فتح الباب إذ إن الساعة والارقام السرية لم تبرمج بعد قال في جزع ولهفة

وعلا صراخ والدة أجاثا السجينة كان صياحا هستيريا يمزّق نياط القلوب ...

صمتا قال السيد آدمز رافعا أصبعا راعشة انتظروا دقيقة ثم نادى أجاثا بصوت مرتفع ولم يكن بمقدورهم بعد ذلك أن يسمعوا شيئا غير صراخ خافت محموم مكتوم لطفلة بالداخل.

أيا حبّة القلب ... صرخت أمها الملتاعة ستموت رعبا افتحوا الباب اكسروه ... قالت مُعولة أيها الرجال أليس بمقدور أحدكم أن يفعل شيئا؟

أقرب حداد يقطن بلدة ليتل روك أنه الوحيد الذي قد يستطيع فتح الباب قال السيد آدمز والرعشة تزلزل كلماته يا إلهى ما الذي بقدورنا أن نعمله يا سبنسر ليش هناك هواء كاف بالداخل لها تلك المسكينه ... وشرعت امها تطرق الباب بعنف بيديها, فيما اقترح أحدهم استخدام الديناميت وحدقت آنابل بعينين واسعتين في جيمي وبدا أنها رغم عذاباتها لم تفقد الأمل بعد ... ليس هناك في الوجود طرّا ما يوازي الثقة غير المحدودة التي تستشعرها المرأة حيال قدرات من تحب

أليس في مقدورك عمل شيىء يا رالف قالت لخطيبها حاول رجاءاً

ونظر إليها جيمي نظرة ودّ رقيقة انبلجت من عينيه, سابقة البسمة التي انفرجت عنها شفتاه بذات الحب والرقة والثقة بالذات:
آنابل هبيني تلك الزهرة على معطفك
وبالكاد صدقت ما سمعته على أنها سارعت الى نزعها من زرها فأعطته اياها وكان ما حدث مؤشرا لبداية تحول رالف سبنسر الى شخصيته الاولى جيمي, وسرعان ما شمّر عن ساعديه وأمر الجميع بالتنحي عن الباب وعمد الى حقيبته ففتحها ثم انهمك في عمله الى حد نسي معه وجود البقية, وطفق يصف أدواته اللامعه مطلقا صفيرا خافتا مرحا كعادته كلما استغرقه عمل ما, وظل الجميع يحدقون فيه بصمت عميق مأخوذين بما يرونه ...

خلال دقيقه كان مثقاب جيمي يقوض الباب الفولاذي برشاقة وبعد عشر دقائق سقط المزلاج فسجل بذلك رقما قياسيا جديدا في كسر الخزانات وسارع الى الباب ففتحه وسقطت أجاثا في أحضان أمها كانت سليمة إلا من هلع مزّق كيانها الغض.

وارتدى جيمي فالنتاين معطفه ثم سارع الى الباب الخارجي مرورا بالدرابزين, وخيل اليه في سياق ذلك أنه يسمع صوتا من البعيد البعيد يناديه على انه ما التفت, وعلى الباب كان رجل ضخم الجثة في انتظاره
أهلا بن برايس قال جيمي بذات الابتسامه الغامضة:
هيا بنا قال مستسلما
على أن المحقق فاجأه بتصرف غريب حين قال:
أنت مخطىء يا سيد سبنسر لا أظن اني أعرفك من قبل هيا فالعربة التي تزمع الانطلاق بها لا تزال أمام البنك ...

عندها استدار المحقق وانطلق تاركا إياه في حل سبيله.




تمت​
 
أعلى