الجريمة الكبرى ... المنسية
بقلم ناصر النفيسي - مدير عام مركز الجُمان للاستشارات الاقتصادية
للأسف الشديد يبدو أنه تم نسيان موضوع شبهة التزوير في الأرباح غير المحققة التي انكشفت بشكل سافر في بداية مارس الماضي 2006 ، وذلك عندما أعلن سوق الكويت للأوراق المالية عن أسماء تسع شركات مدرجة مبينا اختلاف إعلانها عن الأرباح غير المحققة مقارنة بما ورد في بياناتها المالية ، حيث لم يتم إعلان نتيجة " التحقيقات " التي من المفترض أن سوق الكويت للأوراق المالية قد قام بها ، وذلك بعد أكثر من سبعة شهور من اكتشاف التناقض في المعلومات ، ونعتقد أن عدم حسم هذا الموضوع – بالغ الأهمية – ينذر بكوارث مستقبلية كبرى في سوق الكويت للأوراق المالية ، مما سيرشح هذا السوق ليكون ميدانا واسعا للتلاعب والتزوير والكسب غير المشروع على حساب الآخرين .
وقد حاز ذلك الموضوع اهتمام بعض المتخصصين ، خاصة من خلال الصحف اليومية ، وذلك بالتحليل والتعقيب والتعليق أيضا ، وكان يحدونا الأمل بأن تظهر نتائج التحقيقات خلال فترة زمنية معقولة ، وذلك في سبيل إعادة جزء من الثقة على الأقل والتي تزعزعت بشكل مخيف ، مما أدى إلى تراجعات حادة في أسعار الأسهم وقتها ، لكنه حتى الآن ، – وللأسف الشديد – لا يبدو في الأفق أي مؤشر للتعاطي الجدي مع شبهة التزوير ، والتي من شأن حسمها وتوقيع العقوبات الرادعة بحق مرتكبيها تعزيز الثقة بالبورصة بشكل جذري ، كما إنها ستكون رادعا قويا للمتلاعبين والمزورين ، وحصنا منيعا لصيانة أموال المستثمرين بالسوق ، وكذلك خطوة جدية في سبيل التأسيس السليم في اتجاه تحويل الكويت لمركز مالي إقليمي وعالمي ... كما هو مزعوم !
لقد انتظرنا كثيرا ، ولا بأس بأن نضيف إلى انتظارنا الطويل الأمد انتظارا آخر ، لننظر عن كثب سبل حسم شبهة التزوير في الإعلان عن الأرباح غير المحققة ، وذلك بشكل عادل وحاسم ورادع أيضا ، حتى لا يتحول الموضوع إلى جريمة كبرى يشترك بها المؤتمنون على حسم مثل هذه القضايا إضافة إلى أبطالها الأصليين .
