وباء الحصبة يفضح الترهل الإداري والفني في «الصحة»... المستجوبة
كتب غازي العنزي: أرجعت مصادر مطلعة في وزارة الصحة إلى «الراي» سبب الانتشار الوبائي للحصبة في منطقة الجهراء إلى قدوم اسر عراقية ببطاقات زيارة.
اشارت المصادر إلى ان العراق يفتقد للطعومات الشاملة اللازمة لمرض حصبة الاطفال وسواها منذ عدة سنوات جراء الظروف التي مر بها.
ويشمل هذا الوضع بالنسبة لحصبة الاطفال العادية.
لكن المصيبة يظهرها رد المصادر الطبية في الوزارة على التساؤل: (بان الاصابات التي تصل إلى البلاد من الخارج لا علاقة لها لما يحدث، انتقال العدوى... اي لماذا تنتقل العدوى من هؤلاء القادمين بالاصابة إلى اطفال المواطنين والمقيمين بينما هم مطعمون ومحصنون ضد الاصابة لترد المصادر بقولها ان هناك شكوكا بان «الطعوم» الموجودة لدى الوزارة غير ذات فعالية او هي غير كافية للتحصين.
وذكرت المصادر ان قرارا اتخذ في الوزارة بمراجعة حال التطعيمات الموجودة خشية ان تكون ظروفها التخزينية هي السبب بوجود فساد فيها.
وقد ادى ظهور الحصبة في الجهراء إلى ظهور حال من الذعر لدى سكان المنطقة وفزع مستمر خصوصا انهم يشاهدون اصطحاب رجال الشرطة للاطباء والمفتشين الصحيين والممرضات اثناء جولتهم على المنازل بالاضافة إلى وجود عدد من رجال الداخلية في مركز العيون الصحي لمنع «المصادمات والمشاحنات بين المراجعين والكادر الطبي»، حيث يفتقد الكادر الطبي الادلاء بأي معلومات صحية للمراجعين فتارة يتم استقبال المراجعين بالمراكز الصحية وتارة اخرى يتم وعدهم بزيارة المواطنين إلى منازلهم وبالمدارس الحكومية والخاصة، وبعد ذلك يتم ابلاغهم ان الاطفال الذين عمرهم اقل من عام لا يتم تطعيمهم بينما تصرح وزارة الصحة بتطعيم اقل من سنة إلى سن السبع سنوات ومرات اخرى تعلن في بعض المراكز من سن الثالثة إلى سن الخامسة عشرة.
وأكدت المصادر ان التطعيمات المتوافرة بمراكز الجهراء الصحية غير كافية لعدد اطفال المنطقة في الوقت الذي يتساءل فيه العديد من ابناء المحافظات الاخرى عن عدم شمول حملة التطعيم ضد الحصبة جميع المحافظات واقتصارها على الجهراء رغم سهولة تنقل المرض من الجهراء إلى المحافظات الاخرى.
وذكرت المصادر ان مركز العيون الصحي يشهد ازدحاما كبيرا بسبب التطعيم موضحة ان عدد الحالات المصابة في ازدياد مستمر ووزارة الصحة تعلم ببداية ظهور الوباء منذ أكثر من شهر وتم التعتيم الاعلامي عليه بشكل كبير جدا لكي لا يستغل في استجواب الوزير ويضعف موقفه امام مستجوبيه.
واستغربت المصادر تصرفات مسؤولي وزارة الصحة الذين لم يعمموا الحملة على كافة المحافظات الكويتية بينما يؤكدون ان بداية الوباء قادم من المملكة العربية السعودية ليصل إلى الكويت حيث من المستغرب وصوله إلى المناطق المجاورة للجهراء رغم عدم صدور اي بيان من وزارة الصحة السعودية يفيد بوجود وباء الحصبة في اراضي المملكة ما يؤكد ان الحصبة جاءت من جنوب العراق.
ارحمونا يا وزارة الصحة
قاطنو منطقة الجهراء رفعوا الصوت عبر «الراي» مناشدين الوزارة ان ترحمهم... وتطمئن قلوبهم... اخبرونا يا مسؤولي الوزارة بالحقيقة ولا تتركونا تائهين ولا نريد منكم غير الحقيقة بخصوص مرض الحصبة فالناس أخذت لا تزور بعضها البعض خشية انتقال الاصابة من طفل إلى اخر. ويقول المواطن احمد الصوفاتي:
مسؤولو الوزارة غير جادين بمعالجة الوباء وهذه لمسناها جميعا حيث قمت بالاتصال على عدد من العاملين بمنطقة الجهراء الصحية الذين تضاربت اراؤهم حول المرض المنتشر ما أكد جهلهم وعدم معرفتهم بماذا يقولون للناس وطرق الوقاية وحتى خلال ما تطرحه من استفسارات فاننا لا نجد الجواب ولا محاولة التهدئة.
ممنوع التحدث
مع الطبيب
ويقول المواطن عبدالله ممدوح:
ذهبت الى المستوصف المختص في منطقتنا وللاسف الشديد وجدت رجال الامن يمنعوني من التحدث الى الطبيب ويقولون اننا سوف نزوركم في المنازل لنطعم ابناءكم... وقد انتظرنا طويلا لنفاجأ بالتكسيات الجوالة تنقل الممرضات برفقة رجال الامن والفوضى تعم الشوارع بين خوف وهلع وعدم ارتياح وعند السؤال للممرضة لا تجيب... وفقط نحن نقوم بالتطعيم!
اما المواطن مشعل العنزي فيقول:
عندما سمعت بهذا الخبر المؤلم أخذت اخوتي الصغار حيث تم التطعيم في المستوصف لكن مع الاسف دون الاجابة عن اسئلتي الحائرة حيث قامت الممرضات بتبسيط الامر وقلن انها عملية بسيطة وهو مجرد تطعيم عادي فلا تكبروا المسألة!
ليستقل الوزير!
ورفضت المواطنة أم محمد التصوير، وكان الغضب يتطاير من عينيها وقالت: في الدول الاجنبية وعندما تحدث مثل هذه المواضيع يقوم الوزير بتقديم استقالته طواعية من نفسه كونه المسؤول السياسي عن كل ما يحدث تحت اختصاصه.
وأضافت: حبذا لو قام الوزير بتقديم استقالته من نفسه قبل ان يطرحوا الثقة به وان كان الخطر الذي يحيق بأطفالنا يتم التعتيم عليه بسبب استجواب الوزير فإن حياة ابنائنا أهم بكثير عندنا وانسانيا هذا الكرسي زائل الذي يتشبث به الوزير.
تطعيمات فاسدة!
ويستغرب (أبوخالد) من هذا الاسلوب في ادارة الامور بهذه الوزارة العجيبة كما يقول. وأضاف: أنا أطعم ابنائي منذ الصغر وبشكل دوري ومنتظم وحسب الجدول المعتاد والمقدم من الوزارة... فهل التطعيمات السابقة كانت فاسدة وغير صالحة وهي مجرد ماء فقط... والا فماذا يعني ظهور الوباء وبداية حملة تشمل أطفال الجهراء دون المناطق الاخرى... ان هذا يؤكد مقولة قديمة وهي ان الادوية والطعوم التي تصل الى مستوصفات الجهراء اما منتهية الصلاحية أو تصرف على ذلك في أحسن الاحوال.
أما عيد الوسمي فيشير الى ان أهالي الجهراء يعانون من نقص الخدمات الصحية رغم المطالبة الدائمة بايجاد حل للمشاكل التي تواجه مستشفى الجهراء والمستوصفات التي تغلق جميعها يومي الخميس والجمعة وتذهب حالات المنطقة بأسرها الى مستوصف القصر ولا نجد حتى موظفين هنا.
ويضيف الوسمي: في مستشفى الجهراء يوجد فقط اثنان من الاطباء لمعالجة النساء والرجال معا ولا يوجد دكتور خاص للحالات الطارئة والخطرة وان وجد فخلال الفترة الصباحية فقط وأتمنى ان تزوروا العيادة الخارجية لتروا (المسخرة) في التعامل هناك.
ويطالب الوسمي بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتشكيل لجنة لمعالجة الاخطاء الطبية.
ويقول المواطن محمد حسنين انه فوجئ بالممرضات بالتاكسي الجوال ورجال الامن أمام منزله مما أربك الاسرة بالكامل ثم فوجئنا بهم يقولون ان هناك مرضى وانهم يقومون بالتطعيم للاسرة بالكامل بقولهم ان هناك مرضا فسألتهم... لماذا لا تقومون بالتوعية ان هناك مرضا وهل المرض خطير... لكنهم لم يجيبوا عن اسئلتي فذهبت الى مستوصف العيون الصحي واذا برجال الامن في الطابق العلوي يمنعونا من السؤال للكادر الطبي... فعلاً انا خائف وهناك شائعات كثيرة منتشرة ونحن لا نعلم الحقيقة بالضبط.
ضغط نفسي!
المواطن عيد الشمري يقول ان وزارة الصحة «تمارس علينا ضغطا نفسيا غير طبيعي فهل هذه الحصبة تشبه الايدز وهل هي تنتقل من شخص لآخر... والله اني لا أعلم شيئا». ويضيف: ارجو ان يكون هناك نوع من التوعية الصحية خوفا على اطفال الجهراء وألا يكون الخوف على استجواب الوزير... ارحمونا لقد كرهنا انفسنا من ان نعامل بواسطة رجال الامن الذين لا توجد لديهم غير كلمة اسمح لي اخي لا استطيع الشرح... فقط اعطني الطفل كي أقوم بتطعيمه. ويختم الشمري حديثه برسالة الى الوزارة... يا وزارة قولوا ما هي الحقيقة... وكفى.
http://www.alraialaam.com/16-02-2007/ie5/local.htm#04
الله يستر