أين تتجه بوصلة مديري المحافظ والصناديق؟ بقلم : أحمد معرفي

شركة أدام

ممثل الشركه
التسجيل
8 أغسطس 2006
المشاركات
221
الإقامة
K U W A I T
المقال المنشور لا يعبر عن رأي شركة دار الاستثمار والشركات التابعة ، فهدف النشر هو للقراءة والاستزدادة في المعرفة .

= = = = = = = = = = = = = = =

أين تتجه بوصلة مديري المحافظ والصناديق؟
بقلم : أحمد معرفي
عضو الجمعية الكويتية الاقتصادية
aamarafi@yahoo.com

large_61793_3228.jpg


أشاد العديد من التقارير الصادرة عن مؤسسات عالمية مرموقة بأداء أسواقنا في العام الحالي، فقد أصدر بنك HSBC في أواخر يناير/كانون الثاني 2007 تقريره حول الاسواق الناشئة العالمية والذي اشار فيه الى ان اداء اسواق الخليج في عام 2007 سيكون افضل بكثير من ادائها لعام 2006.

وتوقع جون لوماكس الخبير الاستراتيجي للبنك في حديث له على شبكة "بلومبيرغ" ان تحقق اسواق الخليج ارتفاعا بنسبة 30%. كما صرح بأن البنك يضع 5% من محفظته داخل تلك الاسواق.


ويأتي توقعه هذا مدعوما بالحالة الاقتصادية المزدهرة لدول الخليج المدعومة باسعار البترول والنمو في حجم الانفاق الحكومي لتلك الدول الامر الذي يجعل من اسواق المنطقة تحت دائرة الضوء كما ذكر.

إن مثل تلك التقارير تعزز الثقة بين أوساط المتعاملين، سواء كانوا افرادا او مؤسسات خصوصا انها صادرة عن مؤسسات مالية عالمية عريقة متخصصة لها باع طويل في هذا المجال، لكن ومع احترامنا الشديد لتلك التقارير فهي تتناول العموميات مثل مكررات الربحية بشكل عام والفوائض المالية وغيرها من الأمور التي تجعل تلك التقارير تنقصها الدقة والموضوعية وكأنها توحي بأن وضع السوق في مأمن ونحن في منطقة شراء.

صحيح ان الاسعار اصبحت اقرب الى المنطقية عن ذي قبل. ولكن لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه اسواقنا فعلى مستوى الأساسيات Fundamentals نجد أن هناك العديد من الشركات تواجه صراعا من اجل المحافظة على ما تم تحقيقه في السنوات الماضية، بل ان البعض اصبح يصارع من اجل البقاء وبالتالي فالحديث عن صعود الاسواق بشكل جماعي أمر غير دقيق.


ويتضح ذلك بالنظر الى مجريات التداول فقد شهد السوق نقلة نوعية وأصبح التركيز على الشركات ذات الاداء التشغيلي كالبنوك وقطاع الاتصالات وغيرها من الشركات التي لديها قاعدة ارباح قوية، كما تتضح الانتقائية بالنظر الى حركة المجاميع ونعني بالمجاميع الشركات المترابطة في ما بينها كالمشاريع والشركات التابعة لها على سبيل المثال وغيرها من المجاميع.

إذ لاحظنا خروج بعض شركات المجموعة من عباءة المجموعة وأصبح الارتفاع من نصيب الشركة الاقوى فقط وهو انعكاس للانتقائية والامثلة على ذلك كثيرة.

اما الحديث عن اثر الفوائض المالية لميزانيات دول المنطقة، فإن انعكاس ذلك على القطاع الخاص محدود ولا يشمل الغالبية العظمى من الشركات. كما ان الدخول في معادلة اسعار البترول امر غاية في الصعوبة فإن استقرار المنطقة وتسوية التوترات والاستقرار في المنطقة قد يؤدي إلى تراجع اسعار البترول، خصوصا إذا ما علمنا أن وصول الأسعار عند مستوى 47 و45 دولارا للبرميل يبعث على القلق.

ونحن لسنا ببعيدين عن تلك المستويات، كما ان استمرار وتصاعد التوتر في المنطقة قد يعزز اسعار البترول ولكن يجعل الامر اكثر صعوبة امام اسواقنا.

إن من يعتقد ان اسواقنا قد باتت مغرية وان تدفق الاموال الاجنبية الى اسواقنا يعد امرا اقرب الى الحقيقة لا نختلف معه ولكن يجب التأكيد على اننا امام عهد جديد ومن اراد النجاح فيه فعليه بالاستثمار الذكي ولا يتم ذلك الا من خلال التركيز على شريحة معينة من الشركات لديها مواصفات وخلطة النجاح
 
أعلى