الكويت تسبح في بحر من النفــط
نوعية النفط و نوعية الطبقة الحابسة تحدد نوعية المكمن. فهناك مكامن سهل استخراج النفط منها، مثل حقل برقان. و هناك مكامن متوسطة الصعوبة و هناك مكامن صعبة. هذه الصعوبة يسميها الجيولوجيون عامل الإستخراج. أي نسبة النفط الممكن استخراجه من المكمن. و تتراوح هذه النسبة من 30% إلى 5%. فعامل أنتاج حقل برقان يصل إلى 35%. و هذه النسب في تطور دائم ﻷنها تعتمد على العلم و التكنولوجيا. و معظم هذا التطور يحدث اﻻن في الوﻻيات المتحدة اﻻمريكية.
فعندما أستهلك اﻻمريكان حقولهم سهلة اﻻنتاج توجهوا إلى صعبة اﻻنتاج. و كلفوا باحثيهم بدراسة الوسائل التي تزيد من نسبة اﻻستخراج من هذه الحقول. فأتوا بوسائل كثيرة. بعضها يعرفها أبنائنا في الصناعة النفطية. فاستخراج النفط آليا رأيناه منذ سنوات عديدة في منطقة الوفرة. و هناك وسيلة ضخ الماء بالمكمن و وسيلة الحفر الموجه و كلا الطريقتان يعرفهما أبنائنا في شركة نفط الكويت جيدا. إما الوسائل الحديثة مثل استعمال ثاني أكسيد الكربون و الحرق الداخلي و أخرى ﻻ مجال لذكرها من الممكن أن يتعلموها.
و الجدير بالذكر، هذه الوسائل ليست حكرا على الشركات النفطية الكبرى كما يرويه لنا لصوص النفط الذين يريدون الإستعانة بالشركات النفطية الأجنبية. فهذه التكنولوجيا متاحة للجميع و تطورها شركات صغيرة متخصصة في أمريكا. هذه الشركات على استعداد تام للمجيء للكويت و تقديم هذه التكنولوجيا بأرخص اﻻسعار.
و اﻻن لنرجع إلى احتياطيات النفط الكويتي و عمرها.
الحكاية بدأت بعام 1985، عندما رأى وزير النفط حينذاك الشيخ علي خليفة الصباح الحاجة إلى إعادة النظر بأرقام الإحتياطي. فشكل لجنة برئاسة المهندس فيصل الكظماوي و تضم عدد من المهندسين النفطيين أذكر منهم فاروق الزنكي العضو المنتدب الحالي لشركة نفط الكويت. و دُعم هذا الفريق بخبراء من ولاية تكساس. خلصوا بتقرير مفاده بأن الإحتياطي النفطي مكون من 50 مليار برميل من النفط السهل و 20 مليار من النفط متوسط الصعوبة و 20 مليار صعب اﻻنتاج. و أضافوا إلى المخزون 10 مليار برميل من النفط القاري. أي ان الإحتياطي يعادل المائة مليار.
و لو نظرنا إلى الكمية التي أنتجت منذ ذلك الوقت حتى وقتنا الحالي و الهدر الذي أحدثه صدام حسين بحرق حقولنا نجد بأن أرقام النفوط الغير سهلة اﻻنتاج لم تتغير. ولكن التغير حدث في الحقول السهلة حيث نزل الإحتياطي الى 35 مليار برميل. بما يعني بأنه ﻻ يزال لدينا 75 مليار برميل. و هذا الإحتياطي دون أي استكشاف جديد أو تطور تكنولوجيا عامل الاستخراج، تكفينا لمدة مائة سنه ﻷنتاج مليوني برميل يوميا.
و بوجهة نظري المتواضعة و كما قال سمو رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان الكويت مثل اﻷسفنجة المشبعة بالنفط. حيثما تحفر تجد نفطا. فهناك الكثير من الحقول التي لم نستكشفها بعد. فهناك نفوط غرب الكويت. و هناك النفوط البحرية شرق جزيرة بوبيان. و هناك حقل المدينة الذي يقع تحت مدينة الكويت، لم يحفر. كل هذه الحقول و غيرها كثير ستزيد من عمر الإحتياطي.
و هنا يأتي التساؤل المحرج و المخجل، لماذا لم تطور الكويت حقولها النفطية؟ الإجابة هي أن، للأسف، الصناعة النفطية بالكويت تشكوا من أزمة وزارية، و أهوائية السياسيين، و لصوص النفط الذين يريدون عمولات الشركات اﻻجنبية. و هذا ما سأتطرق له بمقالة ﻻحقة. ولكن أرد و أكرر ان الكويت بخير و نعمة.
منقول
http://www.lahdah.com/vb/showthread.php?t=50533