الحب الجلي بين عمر وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

محب التوحيد

عضو نشط
التسجيل
9 فبراير 2005
المشاركات
1,933

الحب الجلي بين عمر وعلي رضي الله عنهم أجمعين

نموذج بارز للعلاقة الحميمة بين صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو ذلك الارتباط القوي بينهما وهو دليل في الوقت نفسه على متانة العلاقة بين آل البيت الاطهار والصحابة الاخيار، فعندما خطب الفاروق ام كلثوم من ابي تراب، وهي كنية علي رضى الله عنهم اجمعين، بين له الفاروق السبب قائلا: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي »، فاراد بذلك ان يزيد في نسبه ومصاهرته آل البيت النبوي الكريم رغم ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج ابنته حفصة رضي الله عنها.

ولما اراد عمر رضى الله عنه ان يفرض للناس، بعدما فتح الله على المسلمين، بدأ بالاقرب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن بني هاشم رهط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض للعباس، ثم لعلي، حتى والى بين خمس قبائل حتى انتهى الى بني عدي بن كعب (اي قومه).
وعن ابي جحيفة قال: سمعت عليا على المنبر يقول: ( الا اخبركم بخير هذه الامة بعد نبيها؟ ابو بكر، ثم قال ألا اخبركم بخير هذه الامة بعد ابي بكر؟ عمر ) روى هذا الاثر بضع وثمانون نفسا منهم الامام احمد في مسنده [ج 1 ص 106 ـ 113].

وقد تجلت العلاقة الحميمة بينهما في عبقرية علي وصدق نصيحته وشدة حرصه وعظيم مودته عندما استشار عمر الناس للخروج الى نهاوند، حيث تجمعت جحافل الكفر والشرك لقتال المسلمين، فأبى علي ذلك واشار على عمر بالبقاء وارسال من يحل مكانه حفاظا على امير المؤمنين وصونا لبيضة الاسلام والمسلمين، وخوفا من انفلات الامر، فاخذ عمر بنصيحته، وتمسك بمشورته وارسل النعمان بن مقرن المزني.

وبمثل ذلك ايضا أشار عليه عندما هم بالخروج لقتال الروم في معركة اليرموك قائلا: ( انك متى تسر الى هذا العدد بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب لا تكن للمسلمين كافة دون اقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلا مجربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن اظهره الله فذلك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين ) [نهج البلاغة ج2 ص 309]، وعلى العكس تماما عندما طلب النصارى ان يأتي أمير المؤمنين لكتابة الصلح وتسلم مفاتيح المسجد الاقصى، فقد أشار علي على عمر بالخروج لما في ذلك من شرف تاريخي مجيد لا يتأتى لكل احد في كل حين، مع الامن الكامل من حصول أي مفسدة، وتتجلى الثقة الكاملة بينهما ان اخذ بمشورته وخلفه على المدينة.

ويروي لنا ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول حين استشهد الفاروق، وضع عمر على سريره، فتكنفه الناس يدعون قبل ان يرفع وأنا فيهم، فوضع رجل فيهم منكبي، فإذا علي، فترحم على عمر رضي الله عنه وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن القى الله بمثل عمله منك، وأيم الله أن كنت لاظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيرا أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: « ذهبت انا وابو بكر وعمر، ودخلت انا وابو بكر وعمر، وخرجت انا وابو بكر وعمر » (متفق عليه).

وقد ورد في نهج البلاغة [ج2 ص 505] ثناء علي على عمر بقوله: ( لله بلاء فلان ـ اي عمر ـ فقد قوم الأود، وداوى العمد، خلف الفتنة، واقام السنة، ذهب نقي الثوب، قليل العيب، اصاب خيرها، وسبق شرها، ادى الى طاعته، واتقاه بحقه )، هكذا كانت العلاقة في سناء وشروق بين ابي تراب والفاروق رضي الله عنهما.
نسأل الله ان نهتدي بهديهم من سلامة الصدور وحسن العلاقة والتراحم.

د. عبدالمحسن الجار الله الخرافي

 

Volcano

عضو نشط
التسجيل
15 مايو 2007
المشاركات
342
جزاك الله خير ... ومشكور على الموضوع ...
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
بارك الله فيك
 
أعلى