q8_chamber
عضو مميز
قواعد في التعامل مع الآخرين
إن الإنسان اجتماعي بطبعه , ويستطيع تكوين العلاقات ويهوى بناء الصداقات فهو لايعيش بمعزل عن الاخرين وإنما هو في اتصال دائم مع الناس ولذلك يقضي الموظف 75% من يومه في اتصال مع الآخرين ولذلك نحن كبشر خلقنا الله مختلفين . قال تعالى ( ولايزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) سورة هود 118 فالاختلاف بين البشر من حكم الله تعالى في خلقه , لذلك فهم مختلفين في طباعهم وسلوكهم وقناعاتهم ولاتوجد وصفة صالحة لهم جميعا ً ونافعة في كل المواقف والاحوال , لذا ينبغي ان نتعامل مع كل فئة بطريقة تتناسب وطبيعتهم ونفسياتهم وقناعاتهم وبيئاتهم .
لذلك قال عليه السلام ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) وربما لا أحب شخص أو فئة معينة لكني احترمه واحترم رأيه مهما كان لاننا مختلفين في وجهات النظر وهناك قواعد تساعد على فهم وجهات النظر الاخرى منها :
1- الانصات بغرض الفهم وليس النقد وتصيد الاخطاء .
2- ان يكون همي الوصول للحق .
3- الرفق واللين في القول .
4- عدم تسفيه الرأي المخالف لي
5- استعمال الكلمات الواضحة اللآئقة التي لاتحتمل اكثر من معنى
6- عند سماعي لوجهة نظر مغايرة لما اعتقده من خلال قناعاتي فاقول لنفسي انها وجهة نظر اجتهد صاحبها مع احترامي لقائلها ولايكون همي تغيير العالم حسب ما أراه .
ذلك ارى ان من يتصدى للخطاب الجماهيري بكل انواعه مع مختلف شرائح المجتمع ان يتمتع بهذه النفسية لان الامر فيه سعة وهناك منهج آلهي من رب العالمين نعرفه من خلال شرعه الحكيم وخطوط لانتجاوزها قد شرحها العلماء وقبلتها الأمة بقبول حسن وماعدا ذلك فهو قابل للنقاش والأخذ والرد فلا يحجر على رأي احد مادام انه لم يخالف شرعا ولا قانونا ويظل حسن التعامل والتحاور مع الآخرين مدخلاً حضارياً في مجتمعنا . وحتى نصل الى هذه المرحلة لابد من غرس أدب الاختلاف والحوار من مرحلة الطفولة وتبدأ من الاسرة التي تقنع الطفل بكل تصرف أو سلوك او عمل تطلبه منه ولاتفرض عليه دون فهم ووعي , فينشأ الطفل واعيا ً مقتنعا بكل عمل أو سلوك يعمله أوقول يقوله ثم تستمر هذه التربية في المدرسة التي لا تفرض على طلابها وطالباتها المعلومات والسلوكيات دون بيان حكمتها واقناعه بها من خلال الحواروالنقاش وتقبل ملاحظاته ووجهات نظره لانها لابد ان تكون مغايرة لنا , ولكن عندما يتدرب الطفل على فهم وجهة نظر الكبار ثم توضيح وجهة نظره وتعويده على احترام الاخرين وخصوصا ان كانت صوابا فهذا يجعله انسانا واعيا ناضجا فيقول رأيه ويحترم رأي غيره .
د.سليمان بن علي العلي
