10 أسئلة تغيب أو تغيب عن العمومية

slack

عضو نشط
التسجيل
19 سبتمبر 2005
المشاركات
344
28/07/2007 كتب محسن السيد:

انتهت مرحلة انعقاد الجمعيات العمومية للشركات المساهمة أو كادت تنتهي، ولم يتبق سوى النزر البسيط من الشركات التي لم تعقد بعد جمعياتها العمومية، فيما لا يزال المرض العضال والمشخص في أسلوب تعاطي المساهمين ومجالس الإدارات مع الجمعيات العمومية قائم وموجود.. المساهمون أنفسهم غير مدركين لقيمة وأهمية ما بيدهم من سلطة شرعية وقانونية، ممثلة في الجمعية العمومية، لمساءلة مجالس الإدارات واستيضاح أمور كثيرة مخفية ومسكوت عنها والاكتفاء في كثير من الأحيان بالسؤال عن أمور 'سطحية' راضين عن الغنيمة بإقرار بند توزيع الأرباح.
في بعض الأحيان يكون هؤلاء المساهمون مجبرين على 'الصمت' وعدم السؤال عن أشياء ان تبد تسؤ لهذه الإدارات، والمحصلة ان الجميع سواء بالنسبة للمساهمين 'المتهاونين' في حقوقهم أو بالنسبة لمجالس الإدارات الضاربين بحقوق ومصالح الأقليات عرض الحائط، يفرغون هذه الجمعيات العمومية من أهم أهدافها وهي مراقبة إدارات الشركات وأعمالها كخطوة مهمة في سبيل تقويم عمل هذه الشركات.. وفي هذا الصدد يجمع مراقبون على ان هناك أسئلة محورية لا يتطرق لها المساهمون في الجمعيات العمومية للشركات، وان تطرقوا، فإما يكون لاستيضاح سطحي أو تأتي الاجابة أكثر تسطيحا، وهذه الأسئلة من وجهة نظر المراقبين تعد بمنزلة نماذج استرشادية للمساهمين وتمس أمورا جوهرية داخل كل شركة مع الأخذ في الاعتبار طبيعة كل شركة والنشاط الذي تمارسه ومن بين هذه الأسئلة التالي:

-1 ما علاقة الشركة بذوي الصلة؟
من هم الأطراف ذوو الصلة الذين يوصي مجلس الإدارة للجمعية العمومية بالموافقة على التعامل معهم؟ عادة يأتي هذا البند مختصرا ضمن جدول أعمال الجمعية العمومية ولا يسهب مجلس الإدارة في توضيحه ويتحاشون الخوض في تفاصيله، وربما يكون ذلك بابا خلفيا ينفذ منه البعض للتمصلح من خلال التعامل مع شركات أو اطراف ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بإدارة الشركة، في حين تقتضي مصلحة الشركة وتنمية أعمالها في كثير من الاحيان التعامل مع اطراف ذات صلة، لكن لا أحد يسأل عن التفاصيل.

-2 ما خطة الشركة التشغيلية؟
للسنوات الخمس المقبلة، ما طبيعة أنشطتها الاستثمارية؟ من خلال هذه الخطة القابلة بالطبع للتطبيق وما يمتلكه مجلس الإدارة من طموح واقعي ومدى قناعة المساهمين بهذه الخطة، يستطيع المساهمون والمستثمرون ان يطمنئوا على استثماراتهم بناء على معرفة وجهة الشركة المستقبلية ونظرة المجلس في إدارة الشركة، بيد ان مساهمين كثيرين لا يجتهدون كثيرا في طرح هذا السؤال على مجالس الإدارات.

-3 لماذا تباع الأصول المؤثرة؟
يتم أحيانا كثيرة التخارج من استثمارات دون احاطة المساهمين علما قبل الشروع في بيع هذه الأصول، فلماذاتم التخارج من هذه الاصول، وما الخطط البديلة لاستغلال السيولة الناتجة عن بيع هذه الاصول؟ بعض المساهمين لا يدرون شيئا عن بيع اصول الشركة الا من خلال تقرير مجلس الادارة الذي يوزع عليهم قبل الجمعية بأيام او حتى اثناء انعقاد الجمعية.

-4 هل استغلت الشركة حقها في شراء اسهمها؟
كم وصلت نسبة اسهم الخزينة لدى الشركة؟ لماذا لم تفعل الشركة حقها القانوني في شراء اسهمها (اذا لم تكن الشركة قد استغلت هذا الحق او استغلته في حدود ضيقة)، فتقاعس الشركة في ممارسة هذا الحق يكشف عن عدم قناعتها بأداء السهم نتيجة ضعف قوى الدفع الناتجة عن اداء الشركة وخططها التشغيلية.

-5 ما ماهية الاستثمار الحقيقي؟
هل خرجت الشركة عن طبيعة عملها ونشاطها الاصلي؟لوحظ في الفترة الاخيرة انصراف شركات كثيرة غير استثمارية تلقاء المضاربة في الاسهم وتجاهل انشطتها الاساسية، وبدا ذلك واضحا بالنسبة إلى غالبية الشركات العقارية، واذا كانت الشركة تركز بشكل اساس على نشاطها الاساسي، فما خطة الشركة في تنمية هذه الانشطة وجعل الشركة رائدة في السوق؟ وما نسبة النمو المحددة وغير الفضفاضة التي يتعين عندها محاسبة مجلس الادارة في العام المقبل اذا لم تتحقق نسبة النمو تلك؟ يلاحظ خلال الجمعيات العمومية اعطاء نسب فضفاضة من قبيل ان نسبة النمو لا تقل عن كذا ليهرب رئيس مجلس الادارة او من يمثله من المسؤولية اذا قلت النسبة عن هذا السقف.

-6 ما تفاصيل أبواب الميزانيات؟
- لا يتعمق المساهمون كثيرا في السؤال والاستيضاح عن ابواب الميزانيات، لا سيما السؤال عن المصاريف والنفقات، سواء المصاريف التشغيلية والادارية وغير الادارية ومقارنتها بالإيرادات، فإذا ما زادت المصاريف على الايرادات أو اقتربت منها فإن ثمة خللا بينا يجب ان يسأل المساهمون عن هذا الخلل واسبابه.

-7 لماذا يوصي مجلس الإدارة بتوزيع مكافآت على الإدارة؟
- الكثير من الشركات توزع مكافآت على اعضاء الادارة في حين يكون اداؤها متواضعا او تكبدت خسائر، بالنسبة لبعض الشركات بالطبع، فأي عمل يريد ان يكافئ مجلس الادارة نفسه؟

-8 لم توصي الجمعية العمومية بزيادة رأس المال؟
لماذا الموافقة على الاستدانة من خلال اصدار سندات؟ وما الخطط التشغيلية الفعلية التي وضعتها الشركة لاستغلال هذه الاموال، وما العائد المتوقع من هذه الفرص ومدى ملاءمة هذا العائد مع تكلفة الاموال المقترضة؟ يجب ان يناقش المساهم تفاصيل الخطط التي وضعتها الادارة والتي استدعت زيادة رأس المال حتى لا تصبح الزيادة عبئا على الشركة بعد استدعائها كما حدث مع بعض الشركات.

-9 ما قيمة الديون والسلف المترتبة على الغير؟
ما نوعية المدانين ونسبة الديون المشكوك في تحصيلها من بين اجمالي هذه الديون، والمخصصات المأخوذة لها في المقابل؟

10- ما علاقة الشركة بالشركات التابعة؟
وما هي الصفقات والتعاملات التي تتم بين الشركة الام والشركات التابعة؟ لا سيما اذا كانت الشركات التابعة ليست مملوكة بنسبة 100% وهناك اطراف اخرى، حرصا على ألا تكون هناك شبهات تنفيع للأطراف والملاك الآخرين في الشركة التابعة على حساب المساهمين.

لماذا لا يسألون؟
من تحت الاسئلة يمكن ايضا ان تتفرع اسئلة اخرى كثيرة يمكن للمساهمين ان يتوجهوا بها على مجالس الإدارات لاسيما مع قراءة الميزانيات جيدا حتى يفعل دور الجمعيات العمومية وتصبح أكثر قدرة على ممارسة دورها في مراقبة ادارة الشركات.
بيد ان السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لا يجتهد المساهمون في طرح هذه الأسئلة، وهنا يشير المراقبون الذين تحدثت إليهم 'القبس' إلى أن ثمة أسبابا تقف وراء هذه السلبية أبرزها:
غالبية الحضور هم من أصحاب النظرة المضاربين قصيرة الأمد وليسوا من المستثمرين طويلي الأجل. يشترون اليوم ليبيعوا غدا بربحية معقولة.
كما لا يهتم هؤلاء المستثمرون كثيرا بالأمور المستقبلية للشركة وخططها المستقبلية وادائها المتوقع وتأثير ذلك في سعر السهم، وبالتالي لا يهتم الكثيرون بمناقشة البيانات المالية باستفاضة بل وربما يعزف كثيرون عن الحضور أصلا.
عدم تعامل رؤساء مجالس الإدارات أو من يمثلونهم بالنسبة لبعض الشركات المساهمة بشكل شفاف وواضح مع صغار المساهمين بدعوى انهم لا يملكون النسبة التي تمثل ثقلا يتلاءم مع حجم الاسئلة التي يطرحونها، واغماض حق الأقليات في الجمعيات العمومية في السؤال والمحاسبة وحتى النقاش، وتفاضل بعض الادارات لحقوق هؤلاء، بعكس التعامل مع كبار الملاك.
لدى المساهمين خصوصا الكبار منهم، وسائل وآليات اخرى لمعرفة اخبار وتطورات الأمور داخل الشركة اولا بأول سواء من خلال الاتصال المباشر او اللقاءات المباشرة وبالتالي ليسوا في حاجة للسؤال والنقاش في الجمعية العمومية.
عدم وجود جهة فنية رقابية يمكن ان تنصف صغار المساهمين وتضغط على ادارات الشركات للأخذ بملاحظاتهم، لذلك اصبح حضور هؤلاء الصغار للجمعية وعدمه سواء، وبات حضور الجمعية امرا يهم اصحاب الأغلبية واعضاء مجلس الادارة والموالين لهم.
لهذه الأسباب مجتمعة نرى جمعيات عمومية تلتئم وتنفض في مدة لا تتجاوز سبع دقائق.. كما يفسر هذا الواقع تخبط بعض الشركات المساهمة وعدم التزامها بخططها وأعمالها وعدم تطور اعمالها لأن السلطة الأساسية على هذه الشركات المساهمة غابت ولا عزاء للصغار.
:cool:
 
أعلى