أعلى 10 دول في العالم تكلفة في بداية المشروع الإقتصادي بينها 6 دول عربية

ناصر250

موقوف
التسجيل
30 يونيو 2007
المشاركات
366
تمكين الدول لشعوبها في عملية التنمية والاستفادة من دورهم

==================
اقتباس من مقال


أولاها‏:‏ رفع العوائق والحواجز أمام حركة القطاع الخاص ورءوس الأموال‏,‏ وببساطة أمام حرية الدخول والخروج من السوق‏,‏ وقد ظهر ذلك بوضوح في تقرير صدر عن البنك الدولي بعنوان‏Businessin2005:ObstaclestoGrowthDoing,‏ حينما تابع الخطوات التي يجب علي المرء أو الجماعة الدخول بها الي عالم الاستثمار في مشروع جديد‏,‏ وتشغيله والخروج من السوق مرة أخري بإنهاء أعماله للانتقال الي مشروع آخر‏,‏ أو للإفلاس‏,‏ والحفاظ علي أمواله وأموال المتعاملين معه‏,‏ وقد وجد أصحاب التقرير أن اتخاذ اجراءات لتحسين مناخ الاستثمار يمكنه رفع معدل النمو بمقدار‏2,2%,‏ وعندما قامت فرنسا وتركيا بتسهيل عملية تسجيل المشروعات الجديدة من حيث التكلفة والزمن‏,‏ فإنها زادت بنسبة‏18%,‏ وعندما قللت سلوفاكيا من ضمانات القروض الاستثمارية فانها زادت بنسبة‏10%,‏ المدهش في الموضوع أنه في الحالتين أصبح متاحا للحكومات وقت أكبر‏,‏ وموارد أعظم للتعامل مع الخدمات الاجتماعية المقدمة للفقراء‏,‏ وبالتالي تم التعامل مع الفقر من خلال النمو وتوفير فرص عمل ودخل جديد‏,‏ ومن خلال الخدمات الاجتماعية‏.‏

ولم تكن هناك مفاجأة اطلاقا‏,‏ فإن الدول العشرين الأكثر تسهيلا لكل هذه الخطوات‏,‏ هي الأغني والأكثر تقدما ونموا في العالم‏,‏ والأخطر من ذلك فإن الدول الغنية والنامية بسرعة‏,‏ كانت هي التي اتخذت خطوات لاصلاح مناخ الاستثمار ثلاثة أمثال ما اتخذته الدول الفقيرة الراكدة‏,‏ أما الدول الفقيرة في المقابل فتمنع مواطنيها من أن يكونوا أغنياء بوضع كل العراقيل أمام دخولهم الي السوق وخروجهم منها‏,‏ وليس عليهم اتخاذ اجراءات كثيرة فقط‏,‏ وانما عليهم دفع الكثير لكي يبدأوا مشروعا بعينه‏,‏ وفي العادة فإن الجماعات الأضعف في المجتمع مثل الفقراء والمرأة هي التي تعاني أكثر من تعقيد مناخ الاستثمار وتكلفته العالية‏,‏ واذا طالت أكثر مما ينبغي فإن الفقير هو أقل الناس قدرة علي التحمل‏,‏ وللأسف‏,‏ وربما كان ذلك نوعا من الخديعة والخروج عن الموضوعات الأصلية لأسباب الفقر في التقاليد العربية‏,‏ فإنه من بين أعلي عشر دول في العالم في تكلفة بداية المشروع الاقتصادي توجد ست دول عربية هي‏:‏ الأردن ومصر والسعودية واليمن وسوريا والمغرب‏.‏




وثانيتها‏:‏ فتح الباب علي مصراعيه لرأس المال الأجنبي‏,‏ بعد أن تغيرت الظروف تماما التي كانت تجعل ذلك مقدمة للتحكم الخارجي والاستعمار بأشكاله المختلفة‏,‏ فمن ناحية لم تعد هناك شركة واحدة تقوم بعملية استغلال مورد واحد في بلد واحد مثلما كانت تفعل شركة الهند الشرقية أو شركة أمريكية في النحاس الشيلي‏,‏ وانما هناك أعداد هائلة من الشركات المتنافسة علي موارد متعددة‏,‏ ومن ثم أصبح مستحيلا لشركة واحدة التحكم في اقتصاد الدولة‏,‏ خصوصا لو كانت دولة مثل مصر لديها موارد مختلفة ومتنوعة‏,‏ وبالاضافة الي ذلك فإن الشركات المتعددة الجنسية قد تغيرت طبيعتها‏,‏ وبعد أن كانت متأثرة بملكية الأسهم في دولة واحدة‏,‏ فإن ذلك لم يعد حادثا الآن علي الأقل بالنسبة للشركات العملاقة‏.‏

هاتان العمليتان المتزامنتان عرفتهما دول العالم المختلفة التي اتخذت قرارا لا رجعة فيه بالتقدم والتمكين للدولة والشعب‏,‏ بدلا من البكاء علي الاطلال المجيدة والشكوي والرجاء من وإلي الآخرين‏,‏ ولمن لا يعرف فإنه في عام‏2002‏ حدث لأول مرة في تاريخ الاستثمارات الاجنبية أن تفوقت الصين علي الولايات المتحدة في الحصول علي هذه الاستثمارات‏,‏ ففي ذلك العام حصلت الصين علي‏52,7‏ مليار دولار من الاستثمارات الخارجية‏,‏ وساعتها كان القدر المتراكم من الاستثمارات منذ عام‏1985‏ قد وصل الي‏280,4‏ مليار دولار‏,‏ ولم يمض عامان علي ذلك حتي قفز الرقم الي قرابة‏500‏ مليار دولار في عام‏2004‏ مشكلا‏34%‏ من الناتج المحلي الاجمالي‏,‏ و‏40%‏ من النمو الاقتصادي الصيني‏,‏ و‏20,5%‏ من دخل الضرائب‏,‏ و‏50%‏ من الصادرات‏,‏ و‏60%‏ من الواردات‏,‏ وفي عام‏2005‏ قفزت الاستثمارات الأجنبية في الصين الي‏72,4‏ مليار دولار بعد ان كانت‏60‏ مليارا في عام‏2004,‏ ومعها أصبح نصيبها من الصادرات‏57,3%,‏ أما في الصناعات عالية التقنية فقد أصبح نصيبها‏87,89%‏ و‏28,5%‏ من القيمة المضافة في الصناعة‏,‏ وعندما جاء عام‏2007‏ كان قدر الاستثمارات الأجنبية المتراكمة في الصين قد وصل الي‏750‏ مليار دولار مستثمرة في‏610‏ آلاف منشأة يعمل فيها‏28‏ مليون نسمة يمثلون‏10%‏ من العاملين في الصناعة الصينية‏,‏ وكل هذه الأرقام تقول ان التجربة التنموية المبهرة للصين قامت في جانبها المبهر علي الاستثمارات الأجنبية‏,‏ لأنها كانت وسيلة التمكين للصين والصينيين‏,‏ والحديث متصل علي أية حال‏!.‏

http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2007/9/262543.htm
 
أعلى