الوساطة وجريمة نيك ليسون.. بقلم محمد الهاجري رئيس فريق دريال

showbiz

عضو نشط
التسجيل
26 سبتمبر 2005
المشاركات
401
الإقامة
دولــة الكـــــــويت
الوساطة وجريمة نيك ليسون.. بقلم محمد الهاجري رئيس فريق دريال للتحليل الفني


هناك مقولة صحيحة في مختلف البورصات العالمية تقول :«اختر الوسيط المالي قبل أي عملية استثمارية تتخذها لئلا تقع في مآزق لا تتوقعها».

ومن اساسيات الوساطة توفير الجو المناسب للاستثمار في خدمة العملاء والأمانة على الحسابات الفردية وتوفير البيانات المالية المتطلبة كافة للشركات المدرجة لأي متداول، ومن سلبياتها ان كثيرا من شركات السمسرة في أي سوق في العالم تعتمد على نوعية الموظفين في استقبال استفسارات المتداولين، والحفاظ على أسرار ملكياتهم المتوافرة وعدم التلاعب بأموالهم.

فعندما يفتح أي متداول حسابه الشخصي على الانترنت ثم يتصل على البنك لتحويل مبالغ معينة، يتفاجأ المالك بمماطلة الوسيط، فماذا يمكن أن يفعل؟ وهو لا يعرف ماذا يحدث هل هناك تقصير محاسبي أم هناك عمليات غسيل أموال على الحسابات الفردية؟ هذا ما سيفكر فيه في بادئ الأمر، وإليكم هذه القصة التي مضى عليها أكثر من عشرين عاما لكنها مازالت ماثلة في أذهان مديري الحسابات في البنوك وهي تعتبر درسا من أفضل الدروس على الاطلاق عند بداية تعيين طلبة الاقتصاد في ا لقطاعات المصرفية .

ففي عام 1995 تعرض بنك Barings Bank الذي يعود تاريخه الى 1762 لفضيحة بسبب موظف لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما يدعى Nick Leeson بعدما استغل البنك والمحافظ الاستثمارية عندما تم تعيينه مديرا لفرع البنك في سنغافورة، فبعدما علموا عن ذكائه الفطري في فن المضاربات وادارة أموال الغير أعطت له ادارة البنك الصلاحيات الكاملة بأن يجمع بين ادارة المحافظ للمضاربات وادارة المحاسبة المالية لكنه استغل ذكاءه واشترى العقود الآجلة في التداولات اليومية في بورصة طوكيو وباعها في بورصة سنغافورة للاستفادة من فارق العملة، وفتح حسابا آخر يودع فيه الأرباح حتى جاء اليوم الذي لم يتوقعه عندما حل الزلزال في مقاطعة كوبي في اليابان، وانهارت أسواق طوكيو وبدأت العقود الآجلة تنهار، ومن خلال توافر السيولة البنكية اشترى كميات أخرى على دفعتين لتخفيف الخسارة الا انه لم يتمكن من ذلك بسبب قوة الهبوط، حتى انتهت التواريخ المستحقة على عقود الآجل وخسر ما يقارب المليار جنيه استرليني وهرب من سنغافورة وأمسك به في فرانكفورت وحكم عليه 6 سنوات في سنغافورة، وخرج عندما اصيب بمرض سرطان القولون، واستطاع بعد خر وجه تكوين شخصية جديدة وكتب مؤلفات عدة في النظام المصرفي وعوامل النجاح وتصوراته المستقبلية للاقتصاد الدولي.. الخ ولديه موقع على الإنترنت حاليا يحمل اسمه الشخصي يحتوي على مؤلفاته ومغامراته التي لا تعد ولا تحصى.

لم يكن أحد يتوقع تلك القصة والتي عمل منها فيلم سينمائي باسم المتداول الطائش في أقل من ستة أشهر وانهارت الإمبراطورية المصرفية التي مضى على استثماراتها عقود من الزمن بسبب طيش متداول لا يتجاوز الثلاثين عاما.

اضافة أخيرة اتجهت بعض البنوك اخيرا لشراء حصص في شركات الوساطة وهذا يصبح عبأ على الدور الحقيقي للبنوك بتشغيل الاموال المودعة، ويناقض الدور الفعلي لشركات الوساطة، وكما ذكرت من قبل نأمل بإصدار قرار للمختصين ينص على عزل البنوك عن شركات السمسرة كي لا نقع في أزمة العمولات من كشف تحركات الصناديق البنكية في تداولات الأسهم.
 
أعلى