مزيد من التصحيح في نهاية 2007 = صعودا في 2008

comheeros

عضو نشط
التسجيل
5 يونيو 2004
المشاركات
180
الإقامة
الكويت
مزيد من التصحيح في نهاية 2007 = صعودا في 2008
أو
إصرار على تصعيد إضافي في 2007 = تصحيحا في 2008
رب سائل عن احوال سوق الكويت للاوراق المالية هذه الايام بين من لا يفتأ يقول ان السوق زين، وآخر يشير الى استمرار الغربلة المصحوبة بجني الارباح وتغيير المراكز. وبين الاثنين تحليل يؤكد ان صناع السوق في حيرة من امرهم:
- هل يتركون السوق يستمر في تصحيح اوضاعه، لا سيما في بعض السلع التي تضخمت اسعارها كثيرا في 2007؟
- ام يجب الحفاظ على التماسك العام حتى لا تنهار الارباح في الربع الرابع، لا سيما للشركات التي سجلت ارباحا غير محققة كبيرة؟
- ام هناك مجالا لرفع السوق في ما تبقى من العام باقفالات عالية مهما كلف الثمن.
لكل سيناريو تبعات ونتائج وما التذبذب الحاصل منذ شهر تقريبا الا تعبير عن واقع حال الحيرة: دفعة حارة ثم دفعة باردة.
محلل مخضرم يقول: مهما كان اتجاه السوق، فالنتيجة واحدة: مزيد من الصعود في 2007 يساوي ركودا او هبوطا في 2008 او مزيد من الهبوط في ما تبقى من 2007 يعني امكان تحصيل بعض النمو في ،2008 ويضيف: الارباح باتت معروفة، فلا مفاجآت حتى آخر العام، وما يخطط له حاليا في المحافظ والصناديق لا يبتعد كثيرا عن المعادلة سالفة الذكر بين 2007 و2008.
ويوشك السوق على طي صفحة عام 2007 بكل افراحها واتراحها بينما تقترب شمس 2008 من الشروق على البورصة، لقد كان 2007 'حالة ممتازة' في تاريخ بورصة الكويت سواء على صعيد الاداء بعد ان حقق السوق صعودا قياسيا لم يكن ليخطر ببال اكثر المتفائلين، او على صعيد الاحداث والتطورات 'المختلطة' التي شهدها السوق ما بين عوامل الدفع الايجابية التي لم يسبق ان تكاتف مثلها دفعة واحدة على السوق، ابتداء من التوزيعات النقدية المجزية التي اعيد تدوير غالبيتها في السوق، ومرورا بعمليات الاستحواذ والتخارجات والاندماجات والتوسعات الداخلية والخارجية، وبين التحديات ايضا التي جابهها السوق مع قرارات لجنة وادارة السوق التي اظهرت 'العين الحمراء' للشركات المدرجة بدءا من ازمات التحييد مرورا برفض الادراجات وتحجيم زيادات رؤوس الاموال ووقف الاندماجات. بيد ان السوق تعاطى جيدا مع هذا 'الاختلاط' في المعطيات فاستفاد من الايجابية وجابه الاخرى واقفا، اما وقد كادت هذه الصفحة ان تطوى فان التطلعات تترقب عاما جديدا ومعه يلح فضول البعض على طرح التساؤلات، كيف سيكون حال السوق في 2008 وهل سيكون الاداء امتدادا ل2007 ام سيكون هناك اختلاف وما اوجه الاختلاف يا ترى، وهل ستستمر عوامل الزخم ذاتها بينما تشهد الازمات الداخلية والخارجية (التي تخص السوق والتي لا تخصه بشكل مباشر)، انفراجا خلال العام المقبل، ام تشهد تعقيدا اكثر وهل هناك تخوف ما من 2008؟
هذه الاسئلة وغيرها طرحتها 'القبس' على عدد من القيادات المالية والمصرفية وخبراء الاستثمار المحترفين وعدد من الكفاءات الشابة في شركات استثمار مدرجة، فكان القاسم المشترك بين غالبية الآراء ان ثمة تخوفا مما هو آت في 2008 الذي لن يكون نسخة من 2007 ولن يمنح السوق 'كرمه' للجميع بلا استثناء، بل سيكون الاداء، حسب هذه الآراء، محكا اساسيا واختبارا حقيقيا لادارات الشركات.
بداية يشير هؤلاء الى ان في السوق مدرستين للاستثمار والاداء، الاولى تنتمي اليها الشركات التي تعتمد على الاداء التشغيلي ولدى اداراتها خطط مدروسة جيدة لتنمية وتطوير هذا الاداء التشغيلي الذي يعتمد على صلب تخصص الشركة، وتلك لاخوف عليها حتى في ظل اداء غير موات للسوق، طالما هي تمضي في تنفيذ خططها التشغيلية، دون ان يكون لادائها علاقة بأي مؤثرات في سوق الاسهم، وسيكون التركيز واضحا حول هذه الشركات حسب توقعات هؤلاء الخبراء.
بينما سيكون الخوف كل الخوف من الشركات الاخرى التي دأبت في السنوات الثلاث الماضية على تفريخ وادراج الشركات وزيادة رؤوس اموال شركات تابعة بقيم كبيرة، اضافة الى الارباح الناتجة عن تضخيم الاصول سواء كانت اسهما او عقارا على طريقة 'الهروب للامام'، وتلك ستواجه مشاكل خلال عام 2008 في ضوء إمكان انحسار هذه المصادر التي كانت تشكل 'لقمة جيدة وسهلة نسبيا في السابق، لكن تغيرت المعادلة بعد ان انتفضت ادارة البورصة وقننت بشكل كبير الادراجات وزيادة رؤوس الاموال، وقد بدا تأثر عوائد بعض الشركات خصوصا خلال النصف الثاني من العام الجاري، جراء هذه القرارات، فما بالك من تجفيف هذا المنبع المهم على تلك الشركات منذ بداية العام. وليس ثمة من يجزم بان اداء السوق خلال العام المقبل سيكون مواتيا بحيث يساعد هذه الشركات ويعوضها نسبيا.
وفي حال تأخير التوصل الى قرار نهائي لانشاء هيئة سوق المال ولم تظهر ككيان فاعل خلال ،2008 بحيث تكون المرجعية الرئيسية في السوق، وفي حال عدم وجود نوع من المرونة تجاه الادراج وزيادات رؤوس الاموال، وفي حال خروج قرارات تنظيمية اضافية تجفف ما بقي من منابع لا تزال متاحة امام بعض الشركات، حتما ستكون بعض الشركات في موقف لا تحسد عليه خلال ،2008 لا سيما ان هذه الغالبية لا تزال تطمع في 'كرم' السوق خلال العام المقبل.
على صعيد متصل، شكلت عمليات الاستحواذ والاندماج والتخارجات وما صار حولها من جلبة قبل وبعد اتمام هذه العمليات وقودا اساسيا للسوق. ويكفي ان قيمة عملية واحدة بلغت 550 مليون دينار، وبدت آثارها واضحة على ترجيح كفة الارباح المحققة لعام 2007 مقارنة بالعام السابق، وليس ما يدعم التفاؤل المفرط باستمرار هذه العمليات خلال 2008 بالزخم نفسه فالشركات التي استفادت من هذه العمليات والاخرى ترغب في الترقب لفترة لحين ظهور نتائج هذه العمليات، ايضا ليس ثمة من يضمن وجود سوق مزدهر يشكل بيئة مواتية لازدهار هذه العمليات من جديد.
الى ذلك، يشكك خبراء الاستثمار في قدرة بعض المجاميع على الاستمرار في ممارسة لعبة 'المضاربات الورقية'، على اسهمها والتي كان لها دور بارز في تصعيد قيم اسهم كثيرة لا سيما خلال العام الجاري.
وفي الوقت ذاته، هناك هاجس مشترك هو التخوف من التطورات السياسية على الصعيدين الداخلي والخارجي، في ظل عدم التفاؤل بوجود تجانس مرتقب بين السلطتين، وانعكاسات هذه التطورات على السوق، فضلا عن المناخ الامني الاقليمي، لا سيما المتعلق بالازمة النووية الايرانية.

5 حجج يسوقها المتفائلون بالعام المقبل
بعض المتفائلين بعام 2008 يقولون الآتي:
1 ـ مرحلة التصحيح الفنية، وحالة التذبذب الحالية للسوق، وان كانت مؤلمة على المدى القصير، فهي بمنزلة تحضير لارتفاع جيد ومتزن خلال عام ،2008 لقد حققت غالبية الأسعار ارتفاعات قياسية منذ بداية العام من دون استراحة، في المقابل، وكان من الطبيعي الآن ان تجني المحافظ والصناديق وكذلك صغار المستثمرين العائد على استثمارتها في هذه الشركات كي يبدأوا عاما جديدا بأسعار معقولة نوعا ما، تمهيدا لذلك من المتوقع ان يستمر السوق على حال التذبذب هذه من دون ان نشهد قفزات قوية أو تراجعا حادا حتى نهاية العام الحالي بما يدعم التوقعات المتفائلة بأن يبدأ عام 2008 على ارتفاع تدريجي.
2 ـ تفاؤل مبني على توقعات الأرباح المجدية والقوية المحققة لغالبية الشركات المدرجة بنهاية ،2007 وبناء عليها ستكون التوزيعات، لا سيما النقدية مجزية أيضا للغاية، علما بأن هناك بعض الملكيات المتداخلة للمجاميع الاستثمارية ستستفيد بشكل مباشر وغير مباشر من التوزيعات. والمعروف ان جانبا كبيرا من هذه الأرباح المحصلة من التوزيعات، إضافة لما تحقق من أرباح سوقية تم جنيها خلال فترة التصحيح الأخيرة، سيعاد ضخها مجددا في السوق بما يدعم التوقعات بأن السوق سيرتفع بمعدلات جيدة، لا سيما ان أسمها قيادية أصبحت مغرية للاقتناء.
3 ـ بالإضافة الى إعلانات توزيعات ،2007 فإن إعلانات الربعين الأول والثاني ستشكل وقودا جيدا للسوق، ومن ثم ستشكل هذه المعطيات عوامل دفع جيدة للسوق خلال فترة النصف الأول على الأقل.
4 ـ يبقى القول ان 2008 سيحمل معه الكثير من العوائد لشركات كثيرة توسعت في ،2007 وهي مستعدة لقطف ثمار شهية في 2008 تنعكس ايجابا على أسعار أسهمها.
5 ـ سيشهد عام 2008 حسب التوقعات اطلاق عدد من المشاريع التنموية في البلاد، كما سيشهد اكتتابات أولية.. وكل ذلك سيكون في مصلحة السوق، لا سيما اذا قامت هيئة سوق المال وانطلقت عجلة تطوير البورصة، كما خططت ماكينزي.
 
أعلى