المستهلكون والمستثمرون يكافحون الخوف

الاســــتا ذ

عضو محترف
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
1,466
الإقامة
السعودية
المستهلكون والمستثمرون يكافحون الخوف

وول ستريت تتكيف ببطء على الحقائق الاقتصادية والسياسية الجديدة وبعض المحلين يعتقد أن الخطر الذي تتعرض له أسعار الأسهم كبير ويتشكك في صعود البورصة بعد وصولها إلى المستوى الحالي

كتب مارتن ولك

- وصلت معدلات البطالة إلى أعلى مستويات في الخمس سنوات الماضية. وبدا القطاع الاقتصادي متورطاً في الركود الذي بدا أنه لا ينتهي . ومع ذلك، فإن ثقة المستهلك والمستثمر تبدو في ارتفاع بطيء, مما يشير إلى أن الأمريكيين يكيفون أنفسهم على حقائق الحرب الجديدة والركود.

أما أخبار الجمعة التي أفادت بالانخفاض الشديد في أسعار البيع بالجملة، فقد ألقت بالظلال السيئة على مستقبل أرباح الشركات. إلا أن المستهلكين ربما تشجعهم الأسعار المنخفضة في قطاع واسع من السلع على الشراء وخاصة الطعام والوقود. وقال محللون في البورصة أن المسح الذي أجرته جامعة ميتشيجن أفاد أن مزاج المستهلكين ارتفع في بداية نوفمبر مما خالف التوقعات التي كانت تقول بأنه سيسقط بحدة.

يقول موري هاريس اقتصادي بارز في مؤسسة Americas: "يكمن الأداء الذي كان أفضل من المتوقع في توقع المستهلكين للتضخم المالي." أما مؤشر مزاج المستهلكين الذي أجرته جامعة ميتشيجن فأظهر الانخفاض في سبتمبر بعشرة نقاط ليصل إلى 81.8، إلا أنه ارتفع في أكتوبر مرة أخرى ثم ارتفع أيضاً في بداية نوفمبر / تشرين ثاني. وأشار هاريس أيضاً إلى ملاحظة وردت في التقرير تفيد بأن المستهلكين يتوقعون تضخماً بنسبة 0.4 في المئة في العام القادم مقارنة بالتوقعات التي كانت 2.8 في المئة منذ شهرين فقط.

أما تقرير ميتشجن فقد تلقفه المستثمرون حتى قبل أن تعلن الحكومة انخفاض أسعار المنتجين بنسبة 1.6 في الشهر الماضي، وهو أدنى انخفاض في شهر تتبعته الرسومات البيانية. وباستثناء قطاعات الطعام والطاقة المتقلبة، فقد انخفضت أسعار البيع بالجملة بنسبة 0.5 في المئة، وهو أكثر مما كان متوقعاً.

يقول هاريس أنه بالإضافة إلى النظرة التي تحسنت عن التضخم، فإن المستهلكين في دراسة ميتشجن قد شجعتهم أسعار الأسهم المرتفعة بعض الشيء وعروض التمويل بنسبة صفر في المئة التي دعمت مبيعات السيارات في الشهر الماضي. إلا أنه قال أنه لا يزال يتوقع أن يخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة مرة أخرى في الشهر القادم. وتعد أسعار الفائدة قصيرة الأجل في أدنى مستوياتها منذ إدارة كيندي، بينما انخفض سعر الرهن على العقارات لثلاثين عاماً لأدنى مستوى منذ عام 1967.

وقد ساعد قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بخفض سعر الفائدة، وهو الخفض الذي كان أكبر مما توقعه المحللون، في دفع مؤشر داو جونز الصناعي ليغلق أعلى مما كان عليه يوم العاشر من سبتمبر وهو اليوم السابق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. وبالطبع فإن بعضاً من المؤشرات الفردية لم ترتفع. أما مؤشر داو جونز للنقل، الذي يجمع أسهم شركات طيران النقل والمسافرين وشركات الشحن البري والبحري، فقد انخفض 13 في المئة في الشهرين الماضيين.


هل تزيد الثقة بالفعل؟

بدا تقرير مزاج المستهلك الذي أصدرته ميتشجن متضارباً مع المؤشر الشهري الذي يجريه Conference Board، والذي أظهر انخفاضا في ثقة المستهلك لشهرين متواليين هما سبتمبر وأكتوبر. وقد استخدم المؤشران طريقتين مختلفتين لتحديد مزاج المواطن الأمريكي. وقد حذر بعض المحللين من أن المشتركين في الدراسة من الممكن أن يكونوا عبروا عن ثقة زائدة ليعبروا عن وطنيتهم.

يقول سونج وون سون، استراتيجي بارز في مؤسسة ويلز فارجو: "أن المواطنين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر يستطيعون استقراء الكثير من المعلومات والشعور بالثقة المتزايدة في التغلب على الأخطار المستقبلية. وأشار إلى بحث صدر عام 1921 كان عنوانه "المخاطرة والمجهول والربح" كتبه الاقتصادي فرنك نايت من جامعة شيكاغو. يقول البحث: "إذا أتحت للناس المزيد من المعلومات، ليست بالضرورة أن تكون معلومات طيبة، من الممكن أن تكون معلومات سيئة، فسيرد الناس إيجابياً عليها ويحولوا المجهول إلى مخاطرة. والمخاطرة مختلفة تماماً عن المجهول." وهذا لا يعني بالضرورة أن تقييم الناس صحيح تماماً، إلا أنه يعني أن الناس ليسوا محصورين في الخوف وحالة انعدام القدرة على اتخاذ القرار. فحالة الهلع من بكتريا الجمرة الخبيثة شاهد على ذلك. فعندما تم الإعلان عن اكتشاف أول خطاب ملوث بالجمرة الخبيثة في نيويورك في الثاني عشر من أكتوبر، انخفضت أسهم البورصات بشدة. ولاحقاً لم تتأثر البورصة كثيراً سلباً بالأخبار اللاحقة عن اكتشاف المزيد من الهجمات بالبكتريا الخبيثة التي عطلت مسار الأداء الحكومي بشدة وقتلت أربعة أشخاص. والآن فإن أسبوعاً قد مر من غير ورود أخبار عن إصابة جديدة بالجمرة، ولهذا فقد أصبحت هناك قناعة لدى المواطنين، صحيحة أو خاطئة، أن الهجمات قد تم احتواؤها. وأضاف سون ناصحاً: "أعط الناس المزيد من المعلومات وعاجلاً أو آجلاً سيعيشون حياة طبيعية وستستمر أعمالهم أيضاً."


الأرباح: مصدر قلق


يقول المتشككون في الارتفاع الأخير ببورصة نيويورك – وما أكثرهم – أن الخطر الرئيسي الذي يواجه المستثمرين ليس الخطر البيولوجي أو الكيميائي أو النووي. وإنما يكمن الخطر في حقيقة انكماش أرباح الشركات، الأمر الذي يعني أن التقييمات في أفضل أحوالها لتوقع ركود في الربيع القادم على الأقل.

إلا أن جيم جرانت، رئيس تحريرفي Grant’s Interest Rate Observer، أنه بناءً على أرباح عام 2001، فإن مؤشر ستاندرد أند بور للخمسمائة شركة يجني أرباحاً هي أكثر من 27 مرة. وتعد هذه النسبة علامة على ارتفاع السوق وليس على انخفاضه. أنا أرى أن الأمريكيين مخطئون تماماً. هم ليسوا خائفين من تقييمات مرعبة بينما كانوا حتى وقت قريب خائفين من أخطار بعيدة ونظرية على صحتهم." وأضاف قائلاً: "أنا لست مستعداً للقول أن البورصة بإمكانها أن ترتفع من هنا. إلا أنني أقول أن الخطر المرتبط بهذه الأسهم كبير في هذه المرحلة."



المصدر
موقع إم إس إن بي سي
 
أعلى