bnyder2002
عضو نشط
ورقة مالية!
صراع على رئاسة المقاصة
أحمد معرفي
الأحد, 9 - ديسمبر - 2007
ما دفعنا لكتابة هذا المقال هو أهمية ودقة المرحلة التي تمر بها الشركة الكويتية للمقاصة، فكلنا يعلم ما لتلك المؤسسة من أهمية، وأثر على سلامة عمليات تعتبر حيوية ان صح التعبير كالإشراف على الاكتتابات وأمانة الاستثمار وعمليات التقاص وغيرها من الأمور الأساسية والمهمة، فالمقاصة تعد من أهم المؤسسات الداعمة لسوق الكويت للأوراق المالية وللاقتصاد بشكل عام.
وتكمن حساسية هذه المؤسسة في أنها عبارة عن كنز من المعلومات، بالإضافة الى الأدوار الحساسة والحيوية التي تقوم بها كعمليات التقاص والتسويات وأمانة الاستثمار، هذا بالاضافة أيضا الى الجانب التنظيمي والرقابي للاكتتابات الأولية. وتكمن حساسية المنصب في سهولة استغلاله من خلال القيام بتجاوزات تتعلق بالتسويات على سبيل المثال، إذ يمكن غض الطرف عن بعض المتأخرين عن السداد واستخدام هذه الوسيلة لمحاباة بعض الأطراف.
وبالتالي فإن عامل الاستقلالية بالنسبة لمن يشغل هذا المنصب له بالغ الأهمية، إذ يجب ان يكون من غير المحسوبين على أي من مراكز القوى أو الكتل الاستثمارية على حد سواء، وأن يكون مشهودا له بالأمانة والحرص، وذلك في سبيل الحفاظ على سرية المعلومات والحد من تسريبها.
ان أهم ما يرجى من القادم الجديد هو استكمال مسيرة الإدارة السابقة والبدء من حيث انتهى الآخرون فهناك كثير من المواقف تعد اضافة الى الرصيد الإيجابي للمدير السابق السيد عبدالله السبيعي، خصوصا في ما يتعلق في كشف التلاعبات ومكافحة الفساد، والتي لولا حرص ذلك الرجل لم يستطع الكشف عنها ومواجهتها والقضاء عليها.
كما أننا بحاجة لأن تكون الإدارة الجديدة قادرة على بث الروح في المؤسسة من خلال استحداث الإجراءات التنظيمية لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، وتحقيق مشروع التكامل مع سوق الكويت للأوراق المالية، خصوصا اننا مقبلون على فترة حرجة كتنفيذ مشروع نظام التداول الجديد وربط جميع تلك الأنظمة وجعلها تعمل بشكل موحد، الأمر الذي يتطلب من القادم الجديد الحرص على جذب الكفاءات وتوفير الدعم اللازم لهم.
ما هو مخيف فعلا هو تسابق البعض للحصول على هذا المنصب من خلال استخدامهم الصحف كوسيلة للترويج لأنفسهم، بل إننا سنرى المزيد من ذلك خلال الأيام المقبلة، إن من يريد ان يتقلد هذا المنصب يجب ان يعي جيدا أنه أمام تركة ثقيلة، فالأمر ليس تشريفا بقدر ما هو تكليف، فالمقاصة بحاجة الى شخص يتمتع بمهارات فنية وقيادية أيضا، بحيث يتمتع بحسن التقدير، ويجيد التدبير سواء من حيث اتخاذ الإجراءات السليمة، وغير المرتجلة وفي التوقيت السليم أيضا وألا يخاف في الله لومة لائم.
أخيرا ان ما يؤسف له حقا هو ان أغلبية أمورنا في الكويت أصبحت تأخذ المنحى السياسي، وتخضع لضغوط الكتل السياسية ومراكز القوى، ولكن ما نتمناه هذه المرة ممن سيتخذ قرار من سيتقلد منصب مدير المقاصة ان يضع نصب عينية حساسية هذا المنصب ومستقبل اقتصاد البلد، وأن يكون شعاره عند الاختيار ان خير من استأجرت القوي الأمين!
عضو مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية الكويتية
صراع على رئاسة المقاصة
أحمد معرفي
الأحد, 9 - ديسمبر - 2007
ما دفعنا لكتابة هذا المقال هو أهمية ودقة المرحلة التي تمر بها الشركة الكويتية للمقاصة، فكلنا يعلم ما لتلك المؤسسة من أهمية، وأثر على سلامة عمليات تعتبر حيوية ان صح التعبير كالإشراف على الاكتتابات وأمانة الاستثمار وعمليات التقاص وغيرها من الأمور الأساسية والمهمة، فالمقاصة تعد من أهم المؤسسات الداعمة لسوق الكويت للأوراق المالية وللاقتصاد بشكل عام.
وتكمن حساسية هذه المؤسسة في أنها عبارة عن كنز من المعلومات، بالإضافة الى الأدوار الحساسة والحيوية التي تقوم بها كعمليات التقاص والتسويات وأمانة الاستثمار، هذا بالاضافة أيضا الى الجانب التنظيمي والرقابي للاكتتابات الأولية. وتكمن حساسية المنصب في سهولة استغلاله من خلال القيام بتجاوزات تتعلق بالتسويات على سبيل المثال، إذ يمكن غض الطرف عن بعض المتأخرين عن السداد واستخدام هذه الوسيلة لمحاباة بعض الأطراف.
وبالتالي فإن عامل الاستقلالية بالنسبة لمن يشغل هذا المنصب له بالغ الأهمية، إذ يجب ان يكون من غير المحسوبين على أي من مراكز القوى أو الكتل الاستثمارية على حد سواء، وأن يكون مشهودا له بالأمانة والحرص، وذلك في سبيل الحفاظ على سرية المعلومات والحد من تسريبها.
ان أهم ما يرجى من القادم الجديد هو استكمال مسيرة الإدارة السابقة والبدء من حيث انتهى الآخرون فهناك كثير من المواقف تعد اضافة الى الرصيد الإيجابي للمدير السابق السيد عبدالله السبيعي، خصوصا في ما يتعلق في كشف التلاعبات ومكافحة الفساد، والتي لولا حرص ذلك الرجل لم يستطع الكشف عنها ومواجهتها والقضاء عليها.
كما أننا بحاجة لأن تكون الإدارة الجديدة قادرة على بث الروح في المؤسسة من خلال استحداث الإجراءات التنظيمية لمواكبة التطورات المتسارعة في هذا المجال، وتحقيق مشروع التكامل مع سوق الكويت للأوراق المالية، خصوصا اننا مقبلون على فترة حرجة كتنفيذ مشروع نظام التداول الجديد وربط جميع تلك الأنظمة وجعلها تعمل بشكل موحد، الأمر الذي يتطلب من القادم الجديد الحرص على جذب الكفاءات وتوفير الدعم اللازم لهم.
ما هو مخيف فعلا هو تسابق البعض للحصول على هذا المنصب من خلال استخدامهم الصحف كوسيلة للترويج لأنفسهم، بل إننا سنرى المزيد من ذلك خلال الأيام المقبلة، إن من يريد ان يتقلد هذا المنصب يجب ان يعي جيدا أنه أمام تركة ثقيلة، فالأمر ليس تشريفا بقدر ما هو تكليف، فالمقاصة بحاجة الى شخص يتمتع بمهارات فنية وقيادية أيضا، بحيث يتمتع بحسن التقدير، ويجيد التدبير سواء من حيث اتخاذ الإجراءات السليمة، وغير المرتجلة وفي التوقيت السليم أيضا وألا يخاف في الله لومة لائم.
أخيرا ان ما يؤسف له حقا هو ان أغلبية أمورنا في الكويت أصبحت تأخذ المنحى السياسي، وتخضع لضغوط الكتل السياسية ومراكز القوى، ولكن ما نتمناه هذه المرة ممن سيتخذ قرار من سيتقلد منصب مدير المقاصة ان يضع نصب عينية حساسية هذا المنصب ومستقبل اقتصاد البلد، وأن يكون شعاره عند الاختيار ان خير من استأجرت القوي الأمين!
عضو مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية الكويتية
