مسلسل الإندماجات الفاشلة مستمر

الاســــتا ذ

عضو محترف
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
1,466
الإقامة
السعودية
هل انتهت عملية الإندماج ما بين (هاولت باكرد) و(كومباك)؟

تحليل إخباري دبي ـ مكتب "الريـاض" أحمد مفيد السامرائي


موجة من الاندماجات الفاشلة والانسحابات حدثت خلال الأشهر الماضية، والتي تعطينا تصوراً عن صعوبة تقدير مراحل السوق المستقبلية، على المدى القريب على الأقل.. فبعد انسحاب (دينرجي) من صفقة التسعة مليارات دولار، تاركة (انرون) وحيدة مع قدرها، وانسحاب شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة (الكاتيل) من محادثات التملك لـ (لوسنت) والمقدرة بثلاثين مليار دولار، ثم فشل صفقة اندماج بحجم 45مليار دولار بين (جنرال الكتريك) و(هوني ويل).. فنحن الآن في الفصول الأخيرة من فشل عملية اندماج بين (هاولت باكرد) والمعروفة (اش بي) وبين شركة (كومباك).

وكان (وليام هاولت) قد أسس مع شريكه (ديفد باركرد) في عام 1939وبرأس مال لا يتجاوز 600دولار فقط ما يعرف بشركة (هاولت ـ باكرد) والتي كانت تدار من كراج منزل (وليام) والتي كانت تدر عليهم إيراداً سنوياً لا يتجاوز الثلاثة آلاف دولار لترتفع بعد نصف قرن من العمل المتواصل إلى ايرادات تصل إلى 50مليار دولار سنوياً.

وبما ان الأمور في عام 1939ليست هي كحالها اليوم، فلم يبق أي من المؤسسين على قيد الحياة، فقد توفي (ديفد باكرد) في عام 1996ولحقه (وليام هاولت) مطلع العام الحالي.

فقد حاولت شركة (هاولت باكرد) طيلة السنوات الماضية من ابقاء تقاليد المؤسسين على ما هي حتى كادت أن تخرج الشركة من المنافسة في قطاعات مهمة وبقائها على أجهزة الطباعة فقط، مما يعرضها إلى الخطورة المعروفة في عالم الأعمال بالاعتماد على منتج واحد، فأي ضرر يصيب ذلك المنتج يعني نهاية الشركة.

وجاءت امرأة لتقود الشركة وهي من القلة اللاتي يقدن شركات الفورشن 500الأمريكية، وذلك في عام 1999لتقود الشركة نحو الاندماج والتفاعل السريع، مع نظام عمل بيئة شركات المعلوماتية السريعة التغيير، وهو أمر كان فيها مجلس إدارة هاولت باكرد بعيدين عنه ويفضلون النمط التقليدي في العمل ومبتعدين عن أية خطوة تحمل أدنى درجة من المخاطرة.

وهذا ما بدا واضحاً من خلال اعتراض عائلة (باكرد) على التصويت لصالح الاندماج الذي أعلن عنه في سبتمبر الماضي مع شركة (كومباك) بقيمة 25مليار دولار، والذي من المتوقع أن يجري التصويت عليه في فبراير المقبل، بعد الحصول على موافقة لجان الاحتكار الأمريكية والأوروبية..

وكانت مؤسسة (باكرد) والتي تدار من قبل بنات المؤسس (ديفد باكرد) قد أخذوا برأي مستشارهم، الذي لخص عملية الاندماج المزمعة بأنها لا تتماشى مع مصالح حاملي أسهم (هاولت باكرد)، ويعتبر موقف المؤسسة مهماً جداً في اتمام عملية الاندماج من عدمه، حيث للمؤسسة حصة 10% في شركة (هاولت باكرد)، بالإضافة إلى المؤسسات الاستثمارية والمحافظ الاستثمارية الكبيرة التي لها مجموع حصص تصل ما نسبته 70% من مجموع الأسهم المطروحة وهم لم يحددوا موقفهم بعد.

وبالإضافة إلى عائلة (باكرد)، فقد ظهر اعتراض من عائلة (هاولت) أيضاً، من خلال ابن المؤسس (والت هاولت) والذي لديه حصة في الشركة تبلغ 5% بالإضافة إلى مقعد في مجلس إدارة الشركة منذ قرابة 14عاماً، ويعلم جيداً ان الانسحاب من عملية الاندماج من جانب شركته قد تعرضها إلى غرامات تصل إلى 675مليون دولار وحسب الاتفاق المبرم مع شركة (كومباك).

وإحدى حجج الامتناع عن التصويت لصالح عملية الاندماج، هو عدم الاقتناع بضرورة التركيز على صناعة الحاسبات الشخصية والتي تتصدرها شركة (ديل) وتليها (كومباك) ومن ثم (هاولت باكرد).. فالمستثمرون أصلاً بدأوا بالابتعاد عن القطاع الذي بدأ كما يبدو على أخذ منحنى الانحدار، بعد سنوات طويلة من النمو الهائل.. ففي الولايات المتحدة، والتي تعتبر السوق الرئيسي للشركات المصنعة للحاسبات الشخصية، شهدت انخفاضاً على طلب الحاسبات الشخصية بما نسبته 6% خلال الربع الثاني من هذه السنة وهو ما يشكل انخفاضاً لربعين متتالين.. وان الشكوك تدور حول قدرة الشركة المندمجة الافتراضية بقدرتها على المنافسة مع شركة (ديل) والتي استطاعت بفضل عمليات البيع المباشر والتخلص من الترهل وتقليص حلقات الانتاج من أن ترفع مبيعاتها من الحاسبات الشخصية بمقدار 15.2% خلال الربع الثاني وعلى النقيض من مبيعات (كومباك) والتي انخفضت مبيعاتها في هذا القطاع ولنفس الفترة بمقدار 17% وهي نفس الوتيرة التي شهدتها (هاولت باكرد) مع انخفاض 18.3%.

وكان من المفترض أن تتولى (كارلي فيورينا) الرئيسة التنفيذية الحالية لشركة (هاولت باكرد) المنصب نفسه للشركة الجديدة في حين يتولى (مايكل كابيلاس) الرئىس التنفيذي لشركة كومباك منصب الرئيس، ويتوقع أن تبلغ مبيعات الشركة الجديدة 87.4مليار دولار في حين تبلغ الايرادات 3.9مليارات دولار.

ووفقاً لخطة الاندماج التي أعلن عنها في الخامس من سبتمبر الماضي، فسيحصل حملة أسهم شركة كومباك على 0.6325من أسهم الشركة الجديدة لكل سهم يحملونه، ما يعني حصول شركة هاولت باكرد على 64% من الشركة الجديدة والباقي لشركة كومباك.. ومن الناحية المالية، فإذا ما تم تجاوز العقبات الحالية وتم الاندماج فسيتم توفير مبلغ 2.5مليار دولار في السنة، حيث يأتي ثلاثة أرباع هذا التوفير من الاستغناء عن 15الف وظيفة، وبهذا يبقى موظفو الشركة الجديدة المفترضة بحدود 145الف موظف حول العالم، ويذكر أن كلاِ من الشركتين قد كانتا سرحتا 15الف موظف أصلاً هذا العام، ويتوقع أن يؤثر الاندماج على ايرادات الشركة الجديدة في الربع الأول فقط وأن تنخفض العوائد أقل من 5% في عامي 2002و 2003لأن الشركتين ستركزان على هيكلة الشركة الجديدة وتخفيض خطوط الانتاج.

وتأسست شركة (كومباك) في فبراير 1982من قبل الثلاثي (رود كانيون) و(جيم هاريس) و(بيل موريتو) الذين كانوا قد استقالوا من شركة (تكساس انسترومانتس) ودفع كل منهم مبلغ الف دولار لتأسيس الشركة الجديدة، وفي محل لبيع الفطائر في هيوستن قام المؤسسون برسم مبدئي لأول منتج للشركة وهو أول جهاز حاسوب متنقل يمكن تشغيل كل البرمجيات التي يستخدمها حاسوب (اي. بي. ام) الشخصي.

ومن ثم قام المؤسسون بطرح الفكرة على (بين روزين) رئيس شركة رأس المال المجازف (سيفن روزيز بارنترز) الذي اعجب بالفكرة وقام بتمويلها واستمر (بين) رئىساً لمجلس الإدارة حتى سبتمبر 2000حين تم اختيار (مايكل كابيلاس) خلفاً له.

وبعد عام من تأسيس الشركة وبالتحديد في ديسمبر 1983، طرحت الشركة أسهمها للاكتتاب العام لتجمع مبلغ 67مليون دولار، واليوم تشكل (كومباك) مزوداً عالمياً رائدا لحلول التكنولوجيا وتباع منتجاتها في أكثر من 200بلد عبر موزعين معتمدين لها ولها قيمة سوقية تصل إلى مستويات العشرين مليار دولار.

ومهما تنتهي إليه عملية الاندماج، فإن خطوة (هاولت باكرد) تظهر بوضوح، رغبتها بكسر تقليدها المحافظ والاتجاه نحو التملك والاندماج، لكي تثبت قوتها وتمركزها ضمن نادي كبار شركات التكنولوجيا العالمية
 

السبيعي

عضو نشط
التسجيل
26 سبتمبر 2001
المشاركات
417
الإقامة
الرياض
جزيت خيرا ياايها الاستاذ لوضعك هذا التحليلل المفيد ههنا
فأقول عن نفسي أني لااطلع من منتديات الانترنت جميعها غير هذا الموقع و منتديات الخليج لاغير
فلم استفد هذه المعلومة الا عن طريقك فقط:D
 
أعلى