أسواق الخليج ضحلة للغاية.. ما يرفع قوة الدفع نحو الهبوط

jarrah_aam

عضو مميز
التسجيل
3 نوفمبر 2005
المشاركات
5,279
تعريب وإعداد: إيمان عطية
تراجع مؤشر مورغان ستانلي كابيتال انترناشيونال لأسواق الأسهم MSCI GuLf Index بمعدل الثلث تقريباً خلال العام الجاري. ومن المفارقة ان الأموال الأجنبية التي يفترض بها أن تخفف من حدة التقلبات في بورصات المنطقة كانت الملامة على معظم ما جرى.
ورغم النظرة الاقتصادية المستقبلية الوردية للمنطقة فان أزمة الائتمان أجبرت المستثمرين الأجانب على تسييل المراكز في أسهم الخليج، كما تبددت الرهانات والمضاربات على قيام دول الخليج بإعادة تقييم أسعار صرف عملاتها بعد ان استعاد الدولار قوته.
ومع ذلك ورغم ان بورصات المنطقة جميعها لونت بالأحمر فان الأسباب متباينة إلى حد بعيد.
فالمستثمرون الأجانب الذين انسحبوا من بورصة دبي ليس لديهم سوى استثمارات قليلة في الكويت والسعودية.
إضافة إلى أن بورصة السعودية كانت الأسوأ أداء في معظم فترات السنة بعد ان كانت سجلت ارتفاعات قياسية في نهاية العام الماضي عندما تضخمت التقييمات وارتفعت الأسعار إلى حدود مبالغ فيها بعض الشيء على حد قول فادي السيد، مسؤول أسهم الشرق الأوسط في آي ان جي. كما ان المستثمرين الأفراد كانوا يفضلون ما كان يبدو العائدات الآمنة للعقارات والاكتتابات العامة.

الضحية الأولى
دبي التي كانت الضحية الأساسية لنزوح الرساميل الأجنبية كانت أيضاً حتى الأجواء السلبية والعصبية التي سادت بسبب احتمال حدوث عملية تصحيح في سوق العقار وتداعيات فضائح الفساد والكسب غير المشروع.
كما ساهمت بعض العوامل الأخرى في تفاقم التراجع الحالي في البورصات. فلدبي تأثير قوي في باقي أسواق المنطقة كونها تمثل للعديد من مستثمري المنطقة البورصة الرئيسية أو بمنزلة القائد في المنطقة، بحسب ما يقول أسامة شاكر، مسؤول الاستثمارات في اتش اس بي سي السعودية.
كما زاد انخفاض حجم التداول خلال الصيف وشهر رمضان من اتجاه التراجع.
وعادة ما يمكن الاعتماد على صناديق التقاعد وشركات التأمين الكلي في الاسواق الاكثر نضجا من اجل رؤوس الاموال على المدى الطويل. لكن هذا النوع من الصناديق والشركات غير موجود الى حد كبير في اسواق الخليج باستثناء بعض الصناديق والمحافظ الكبيرة المملوكة للدولة.

طبيعة الأسواق
وقد لا تواجه المصارف المحلية المخاطر المنهجية التي تتعرض لها نظيراتها العالمية لجهة السيولة لكن البنوك المركزية شددت من متطلبات الاحتياطيات والمخصصات وحدّت من القروض التي يمكن استخدامها لشراء الاسهم.
كما ان البيع على المكشوف قد يعمل على تفاقم الاجواء السلبية. فنتيجة للطبيعة غير الرسمية للأسواق في الخليج فإنه يصعب تتبع وقياس هذا النشاط. وحسبما يقول السيد «لقد استهدفت صناديق التحوط شركات رئيسية لعمليات بيع على المكشوف مكثفة. ان الاسواق ضحلة للغاية ففي ذلك قوة دفع باتجاه الهبوط».
ولا تعاني منطقة الخليج وحدها هذا المأزق فالاسواق الناشئة تشهد الان عمليات بيع مكثفة وهبوطا تاريخيا في تقييماتها ويتم تداول اسهمها حاليا عند المستويات التي شهدتها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، بحسب جوناثان غارنر، المسؤول العالمي لاستراتيجيات الاسواق الناشئة في مورغان ستانلي.
ويتم تداول بورصات الخليج جميعها، باستثناء السعودية عند معدل من رقم واحد للسعر مقابل الايرادات المقدرة لعام 2009.
ومع ذلك فإن هناك مؤشرات على ان التقييمات والاسعار الرخيصة تجذب المستثمرين فجميع بورصات الخليج استجمعت قواها يوم الاربعاء. يقول شاكر بعد سنوات من الان سيسأل الناس انفسهم: كيف فوتنا مثل هذه الفرصة؟
 
أعلى