رئيس اتحاد البورصات الأفريقية: نسعى لربط بورصات القارة وزيادة تعاملات بنك التنمية الأفريقي

Arabeya Online

عضو نشط
التسجيل
24 مايو 2012
المشاركات
6,504
قال رئيس اتحاد البورصات الأفريقية سونيل بينيمادو إن اقتصاديات الدول في القارة السمراء لديها الكثير من فرص النمو خلال الفترة المقبلة، بمعدلات أكبر من نظيرتها في دول العالم.

وأضاف بينيمادو في حوار مع «الشرق الأوسط» أن هناك خططا لدى اتحاد البورصات الأفريقية لتطوير أسواق المال بالقارة، فتتم حاليا دراسة ربط البورصات الأفريقية ببعضها، كما سيتم إنشاء مؤشر موحد يضم شركات نحو 19 دولة أفريقية وفقا للشروط التي تضعها مؤسسة «فوتسي» FTSE العالمية التي تتولى عملية إنشاء المؤشر، ومنها ألا تستحوذ أي دولة على أكثر من 20% من عدد الشركات المدرجة في المؤشر.

وأشار إلى أن أسواق القارة تسجل معدل نمو سنوي يتراوح بين 5 إلى 6%، كما يتوقع أن ترتفع تلك المعدلات خلال الفترات المقبلة في ظل الإمكانيات التي تمتلكها الأسواق، متوقعا أن تتغير تلك الأسواق بشكل كبير خلال العشر سنوات المقبلة.

ويتولى سونيل بينيمادو رئاسة بورصة دولة موريشيوس منذ عام وهي بورصة صغيرة، ولكنها استطاعت أن تجذب الكثير من الشركات إليها، وتم انتخابه في أغسطس (آب) 2010 رئيسا لاتحاد البورصات الأفريقية، وكان عضوا في اللجنة التنفيذية لاتحاد بورصات جنوب آسيا (SAFE)، وعمل أيضا في البنك الأفريقي للتنمية. وكان المدير العام لصندوق الاستثمار الوطني المحدودة في موريشيوس، وإلى نص الحوار:

* ما هو الدور الذي يقوم به اتحاد البورصات الأفريقية؟

- اتحاد البورصات الأفريقية هو مؤسسة تجمع تحت طياتها نحو 22 بورصة أفريقية، والهدف من هذا التجمع هو جعل البورصات الأفريقية تعمل من خلال مبادرات محددة لكي تكون معروفة للمستثمرين في العالم، كما نهدف أيضا إلى تطوير آليات السوق ونحاول جذب المستثمرين إلى تلك الأسواق. ونحاول أن نكون كاتحاد منصة للمعلومات يتبادل من خلالها الأعضاء المعلومات، والمبادرات، والخطوات الاستراتيجية إلى أن يتم اتخاذها وبالتالي نكون وسيلة لتبادل ونقل الخبرات بين البورصات.

* وما هي فرص النمو في البورصات الأفريقية واقتصاديات الدول بها؟

- أعتقد أن الأسواق الأفريقية لها مستقبل كبير، لأن أفريقيا تعد من أعلى القارات التي تحقق معدلات نمو مرتفعة، ومن المتوقع أن تحقق دول القارة جمعاء نموا بمعدل أكثر من 5% وأتوقع أن كثيرا من الشركات المدرجة في البورصات الأفريقية ستحقق أداء جيدا، وهذا سيعود بالنفع على البورصات الأفريقية. لذا فإن المستقبل يبدو جيدا ومزدهرا، وأعتقد أن ما يجب علينا فعله الآن كاتحاد بورصات أفريقية أن نحسن من أداء أسواقنا وتطويرها وتحفيز وخلق أجواء مناسبة لجذب السيولة، وجذب الشركات أيضا للإدراج بها، ومحاولة تشجيع المستثمرين لضخ أموالهم في البورصة.

* وما هي برأيك التحديات التي تواجه أسواق المال بأفريقيا؟

- رغم النظرة المتفائلة لأسواقنا، فإن لدينا الكثير من التحديات والعقبات التي يجب علينا العمل على إزالتهما وتعد السيولة أكبر عائق، ولتحسين معدلات السيولة نحتاج إلى تحسين البنية التحتية وشفافية أسواقنا، والكثير من البورصات بالقارة اتخذت خطوات فاعلة نحو هذا الاتجاه.

وهناك تحديات أيضا تتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة فهي دائما تفضل الاتجاه إلى الاقتراض من البنوك بدلا من الاكتتاب في البورصات، ولدينا في موريشيوس تجربة جيدة في هذا المجال، فاتجهت الحكومة إلى إنشاء صندوق لتمويل شريحة الشركات الصغيرة والمتوسطة لمساعدتها على إدارة الشركات وأعمالها وتنظيم والمشاركة في المعارض العالمية لتسويق منتجاتها، وعبر هذه الطريقة تمكنت الحكومة من مواجهة سلسلة المشاكل التي تواجه تلك الشريحة بأي سوق مالية وجعلتها تساهم في الناتج المحلي.

* ولكن رغم تلك الفرص لا تزال استثمارات الأجانب بالبورصات الأفريقية محدودة، فما هي الطرق لجذب المستثمرين إلى البورصات الأفريقية وما دور اتحاد البورصات في هذا المجال؟

- هناك الكثير من الطرق لجذب المستثمرين الأجانب إلى البورصات الأفريقية، منها عمل الحملات الترويجية في الخارج للترويج للقارة، والترويج أيضا للشركات الجيدة المدرجة، والتوجه بتلك الحملات إلى دول العالم التي تتركز بها رؤوس الأموال.

* وما هي خطة التي يتبناها اتحاد البورصات خلال الفترة المقبلة؟

- المجلس التنفيذي للمؤسسة يعمل على وضع خطته للعامين المقبلين، وهناك مبادرات يتم العمل عليها مثل إنشاء مؤشر يقيس أداء البورصات الأفريقية بالتعاون مع منظمة «فوتسي» FTSE العالمية، ونعمل مع البنك الأفريقي للتنمية ليزيد من حجم استثماراته في البورصة الأفريقية، كما نعمل على إنشاء موقع إلكتروني جديد خاص بالمنظمة لكي يشمل كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالبورصات الأفريقية وتحديثها بشكل فعال. وسيتم الإعلان عن الخطة النهائية للمؤسسة خلال الربع الأول من العام الجاري.

* وهل هناك تعاون بين اتحاد البورصات الأفريقية والبورصات العربية؟

- نحن في المنظمة نعمل على الاتصال بمختلف المؤسسات في نفس المجال في مختلف أنحاء العالم، مثل اتحاد البورصات العربية، فلدينا عوامل وأهداف مشتركة لتحقيقها.

* تم الإعلان عن إطلاق مؤشر لقياس أداء البورصات الأفريقية، فلماذا تم إطلاق المؤشر وما هي معايير الإدراج به؟

- هذا المؤشر يهدف إلى جعل البورصات الأفريقية معروفة لدى عدد واسع من المستثمرين الأجانب، وسيضم شركات نحو 19 بورصة أفريقية.

وفيما يتعلق بالقواعد التي سيتم اتباعها لإدراج الشركات في المؤشر، فهي ستكون تبعا لمعايير شركة «فوتسي» العالمية التي تعتمد على نسبة التداول الحر لأسهم الشركات في بورصاتها، ورأسمال الشركات، وقامت مؤسسة «فوتسي» بوضع حد أقصى لعدد الشركات التي يتضمنها المؤشر من بورصة واحدة وهي 20%، وهذا يعني أن الحد الأقصى المسموح به لأي دولة هو 30 شركة تقريبا.

* في مصر هناك اضطرابات سياسية، كخبير اقتصادي، كيف ترى جاذبية مصر للمستثمرين الأجانب؟

- عندما ننظر إلى المستثمرين في أي مكان، فدائما ما ينجذبون إلى الأماكن المستقرة الآمنة، والتي لها قوانين محددة ومهيأة لمناخ الأعمال، والتي تتعاون مع المستثمرين، وهذا ما ينظر إليه المستثمرون قبل القدوم إلى أي بلد.

ولكن عدم الاستقرار هذا غير مشجع لهم، وتمر مصر الآن بمرحلة انتقالية، وتمر بمشاكل ولكن على المدى القصير، وفي الوقت الذي ستبدأ الأمور في الاستقرار، سنرى الكثير من الاستثمارات تنهال عليها، فلديها الكثير من المقومات الفريدة التي نادرا ما تجدها في أي بلد آخر.

فهناك قطاعات مؤهلة للنمو بشكل كبير مثل الخدمات المالية والبنوك والاتصالات، والصناعة، لأن مصر بها مستهلكون كثر نظرا لزيادة الكثافة السكانية بها، والغزل والنسيج، والسياحة، فمصر دولة كبيرة وجميلة جدا.

* هل هناك خطط لربط البورصات الأفريقية ببعضها، مثلما تعتزم مصر ربط سوق مالها بالبورصة التركية؟

- هناك فعلا خطط لربط البورصات الأفريقية مع بعضها، ولكننا نحتاج إلى تحديد تكلفة هذا الربط بين البورصات الأفريقية، والقرار سيتم اتخاذه بناء على تلك الدراسات المتعلقة بالتكلفة.

* هل هذا يعني أن هناك خططا لإنشاء بورصة أفريقية موحدة؟

- أعتقد أن هناك أولويات أخرى أهم من هذا المقترح، فإنشاء سوقمال موحد يحتاج إلى مزيد من المتطلبات الأساسية، ولكن يجب الاتفاق المبدئي بين رؤساء البورصات للبدء في الخطوات التنفيذية لذلك الأمر، وقمنا في الاتحاد بتحديد متطلبات تنفيذ ذلك المقترح، والذي يعتمد بشكل كبير على دور البورصات في أسواقها المحلية والعمل على تطوير ذاتها في البنية التحتية بهدف التقارب مع باقي البورصات المجاورة لها.

* لماذا تواجد المستثمرون الأفارقة في البورصة المصرية محدود للغاية؟ وكيف يمكن زيادة استثمارات الأفارقة في البورصة المصرية وباقي البورصات الأفريقية؟

- بالنسبة للشركات المصرية المدرجة عليها أن تقوم بالكثير من الجولات الترويجية في القارة الأفريقية وغيرها وتعرض خلالها خططها التوسعية خلال الفترة المقبلة، فرغم أن موريشيوس التي أتولى رئاسة بورصتها دولة صغيرة فإن المستثمرين بها يتوجهون إلى البورصات العالمية في أوروبا وآسيا وأميركا، ما ينقص الشركات المصرية هو عمل جولات ترويجية لكي تجذب المستثمرين الأفارقة لها.
 
أعلى