الشيخ نظام اليعقوبي في حوار حول الاستثمارات الإسلامية عبر الإنترنت

المهندس

عضو نشط
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
40
الإقامة
السعوديه
* يعتبر الانتشار منقطع النظير لشبكة الإنترنت أحد أهم العوامل التي ساعدت على نمو الاستثمارات الإسلامية عبر الإنترنت ويرى أن الإنترنت قد يسرت وجود السوق الإسلامية المشتركة مشيراً إلى أنه علينا النظر في المعاني الإيجابية لهذه التقنية التي هي آلية يمكن استخدامها في الخير والشر.

الشيخ نظام اليعقوبي العضو الرائد في اللجان التشريعية للعديد من البنوك والمؤسسات الإسلامية في المنطقة كان لـ "الرياض @ نت" معه هذا الحوار حول الاستثمارات الإسلامية عبر الإنترنت.


* كيف ترون مستقبل الاستثمار الإسلامي عبر الإنترنت؟

لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، فالتنبؤ بالمستقبل أمر لا نعلمه، لكن من خلال ما نعلم من طاقات الأمة الإسلامية والقدرات الهائلة لشبابنا، نجد أن المستقبل لهذه الصناعة مشرق وواعد بإذن الله والدليل أن الكثير من الشركات العاملة في تطوير برمجيات الحوسبة وتقنية المعلومات في العالم تملك وتدار من قبل المسلمين بل إن الكثير من العاملين والذين يحرصون على التعامل الحلال.. لذا فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة للغاية ويجب أن نكون في مستوى هذا التحدي، وأن يكون إبداعنا في الوصول إلى منتجات مفيدة ومبتكرة تكون في الوقت ذاته قوية وتحقق للمستثمر المسلم الأمن مع العائد الحلال الطيب.


* ما هي أنواع المنتجات الإسلامية المالية التي يتم تقديمها عبر الإنترنت؟

حالياً هناك العديد من الشركات المالية التي تفكر بتقديم منتجاتها عبر الإنترنت أسوة بالمصارف العالمية، وباشرت العديد من المصارف في منطقتنا بهذا الاتجاه بالفعل، إذ يمكن الآن القيام بالعديد من النشاطات المصرفية عبر الإنترنت مثل خدمات الاستفسار عن الحساب، وفتح الحساب وتحويل الأموال وما إلى ذلك.

ومن ناحية أخرى، هناك شركات أخرى مبدعة بدأت تقدم واجهات للشركات الإسلامية كي تنشر خدماتها في مختلف أنحاء العالم.. كما يوجد مثلاً خدمات الاستثمار في أسهم الشركات العالمية مع توفير المراقبة الشرعية لضمان خلو هذه الأسهم من الشبهات والمحرمات التي نهت عنها الشريعة الإسلامية السمحاء. وهناك في الواقع العديد من الجهات التي تقدم هذه الخدمات في العالم حالياً.


* لماذا ترون أن الوسط الإلكتروني للإنترنت مفيد لجميع المسلمين للاستثمار من خلاله؟

أولاً الإسلام دين عالمي، والمسلم أخو المسلم في أي مكان بالعالم، ولأن الحدود الجغرافية الحالية قد وضعت من قبل معطيات وعوامل سياسية لا مجال للدخول في محاولات غير مجدية لإزالتها من أمام المسلمين في كل أرجاء العالم، فلا أقل إذاً من ان تجمع المسلمين سوق مشتركة على الصعيد المالي ـ على الأقل ـ والإنترنت في الواقع يسرت وجود ونشأة هذه السوق الإسلامية المشتركة لمزايا الاتصالات الإلكترونية المعروفة للجميع.. فالإنترنت تتيح للمسلمين تحقيق الدمج لأسواقهم سواء كان ذلك على صعيد السلع أو الخدمات المالية أو البورصات.

كل هذه الأمور يمكن دمجها في بوتقة الشبكة العالمية وتقديمها في مكان واحد للمسلم، وقد انتبه الكثير من المسلمين خاصة المقيمين في الدول الغربية المتقدمة إلى السهولة الكبيرة التي يمكن بها تحقيق هذا الأمر وتطبيقه فعلاً، ولهذا وجدت جهات عدة تستفيد من هذه التقنية وتقدم هذه الخدمات وتحاول أن توصل خدماتها لجميع المسلمين في شتى أرجاء العالم، ليس هذا فحسب، إذ أن هناك الكثير من الدول الإسلامية تقتفر ـ لسبب أو لآخر ـ إلى وجود خدمات مالية إسلامية، كما أن هنالك الكثير من المسلمين في دول المهجر يعانون من انعدام هذا النوع من الخدمات في البلدان التي يقطعونها.. من هنا ساهمت هذه الشبكة في إيصال الخدمات المالية الإسلامية للجميع.


** ما هي من وجهة نظركم، عوامل نمو الاستثمارات الإسلامية عبر الإنترنت في الشرق الأوسط والعالم عموماً؟

أولاً: الانتشار منقطع النظير لشبكة الإنترنت في كل أرجاء العالم، فلو قارنا بين الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصالات الإعلامية الأخرى كالراديو والتلفزيون لاكتشفنا أن سرعة إقبال الناس على هذه الشبكة والدخول إليها أسرع بكثير من تلك الوسائط، وهو الأمر الذي يعني أن لن تمر فترة طويلة إلا وأصبح أغلب الناس متصلاً بهذه الشبكة بصورة أو بأخرى.

ثانياً: تتسم عملية استخدام الإنترنت، وإجراء العمليات المالية وغيرها عبرها بغاية السهولة واليسر وهو الأمر الذي يوفر بدوره الطاقات والأموال والجهود.

ثالثاً: قد يمتنع الكثير من الناس عن الحضور إلى أماكن معينة لأسباب خاصة، كأن لا يحبوا أن يعرفوا وما شابه، هنا توفر الشبكة شكلاً تاماً من أشكال السرية التامة والحرية في نقل الأموال والتعامل بشتى النشاطات الاستشارية المختلفة.

رابعاً: نتيجة لقدرة الإنترنت على جمع العالم بأسره في مكان واحد، يتمكن المستثمر من المقارنة بين العديد من الخدمات الاستثمارية المتاحة في العالم بأسره بمجرد الضغط على زر صغير وبالتالي يمكنه اتخاذ القرار الاستثماري الأنسب له بمنتهى السرعة والدقة أىضاً.

وأخيراً: الميزة المهمة للشبكة أنها توفر وسط اتصال مباشر بين المستثمر وجهة الاستثمار دون الحاجة إلى وسيط تعاملات يكون طرفاً ثالثاً في الوسط وهذا فيه منفعة كبيرة للعديد من الأطراف.


* يتحدث الكثير من علماء الدين المسلمين عن مضار الإنترنت ومخاطرها على الشباب المسلم، كيف تنظرون إلى هذه القضية؟

أبدأ بالقول إنني من أوائل الذين اشتركوا بشبكة الإنترنت! قلت في العديد من محاضراتي وفي محافل مختلفة أن هذه تقنية، ولا يمكن لأحد محاربة التقنية أو الوقوف بوجهها وعلينا أن نتخذ العقلانية منهجاً لهذه الأمو وكيفية التعامل مع قضايانا المعاصرة، وأن ننظر إلى التقنية على أنها آلية يمكن استخدامها في الخير والشر، فلا خير ولا شر فيها بذاتها.

والذي يستخدم هذه التقنية في الشر عليه أن يعلم أن هنالك رقيباً عليه من الله عز وجل.. وليذكر دائماً قول النبي ~ الله تعالى مطلع علينا ومعيته معنا بعلمه دائماً، فإذا استحضر المسلم معية الله معه ورقابته عليه كان ذلك كافياً لمنعه من الوقوع في ما حرم الله عز وجل.

أما نحن فما علينا إلا نحسن تربية أجيالنا وأن ندخل المعاني الإيجابية في قلوبها بحيث يكون الشاب هو رقيب نفسه، عندها لا نخشى عليه شيئاً.

لهذا ينبغي على جميع الجهات المعنية والمؤسسات التربوية وطلبة العلم والدعاة إلى الله في الدول الإسلامية أن يسهلوا للناس ـ لاسيما النشء منهم ـ الاستفادة من هذه الشبكة وإنتاج البدائل المفيدة والمنافسة في الإنترنت والتي تغني شبابنا عن الذهاب للشبكات الأخرى.


*ما الذي ترونه يميز الخدمات المالية الإسلامية التي تقدمها "إهلال للخدمات المالية" والتي تشغلون منصباً مهماً في هيئة الرقابة التشريعية فيها؟

دعني أقل لك إن هذا السؤال حري بالمستخدم ليجيب عنه، وليس بي أنا أقدم ما يشبه الترويج الإعلاني عن خدمة الهدف منها توفير ما يمكن المسلم من تحقيق الرزق الحلال والربح مع طاعة الله واتباع شريعته السمحاء.

ما يمكنني أن أقوله مع ذلك وبصفتي مستخدماً فعلياً للخدمات التي تقدمها الشركة أنها خدمات مفيدة للغاية إذاً أنها تجمع طبقاً واسعاً جداً من الخدمات الاستثمارية المالية في مكان واحد مما ييسر على المسلم الاستفادة منها، ثم إن هذه الصفحة على الفور.. من ناحية أخرى، انتبه العاملون وراء هذه الشركة إلى أهمية توفير واجهة إلكترونية في الإنترنت للمصارف والشركات المالية الإسلامية، فلم يكن لهذه الشركات أي واجهة تجمع خدماتها جميعاً، وتيسر للمتصفح الإطلاع على ما تقدمه من معلومات.
 
أعلى