.. «أبو علي».. صديق كويتي قديم، تمتد صداقتي معه لحوالي سبع وثلاثين سنة، في منتصف عام 1969 قرر «أبو علي» ان يصبح.. تاجرا، لكن على طريقته!! في ذلك الوقت كان «المشروع الاستثماري والقومي والربحي» الكبير لمن يريد ان يصبح تاجرا ـ «من على شاكلة بو علي» ـ هو ان يفتتح.. «دكان بيع دياي.. حي»! استأجر «بخارا» ـ وهي كلمة كويتية قديمة تعني مكانا بمساحة 4 ھ 3 امتار ـ وكان في الاصل موقف سيارة لصاحب مزرعة في منطقة الفنطاس!! سألت «بو علي» ـ في ذلك الزمان السحيق ـ «ليش الفنطاس ووسط المزارع يا بو علي»؟ فأجاب.. «لأن اهل المزارع يحبون يأكلون د ياي.. تالي الليل»! رأسمال المحل لم يكن يزيد على خمسمائة دينار فقط، تشمل سعر البورسلان الابيض، ومكتباً صغيراً، وسكيناً حادة واربع حنفيات وسخاناً و.. «نتافة ريش» صناعة محلية من سوق الصفافير.. «وكان الله بالسر عليما»! اشترى «بو علي» الدجاج الابيض وجلس مع العامل المصري بانتظار زبائن «تالي ـ الليل»، لكن عوضا عن قدوم هؤلاء جاءت.. البلدية!.. «هذا ليش.. جذي»؟ و.. «هذا ليش.. جذاك»؟! «وين شهادة الدياي»؟ «وين شهادة العامل»؟.. «وين الميزان الكبير؟ هذا ميزان صغير ما ينفع»؟ و.. «وين؟ وين.. الى آخره»! ذهبت البلدية بعد ان اعطته انذارات ومخالفات وغرامات وهو لم يبع دجاجة واحدة لجماعة.. «تالي ـ الليل» لتأتي المطافئ، ثم المخفر لشكوى احد الجيران من صوت الدجاج ورائحته و.. توالت البلاوي على رأس «بو علي» حتى انفجر غيظا واتصل بي غاضبا وقائلا انه لا يريد ان يصبح تاجرا، فلما سألته عن الدجاج، صرخ بأعلى صوته على الهاتف.. «رحت سوق الحمام و.. بعتها»!! قلت لـ «أبو علي» ان مشروع دجاج «تالي ـ الليل» لم يفلح معه مثلما فلح اصحاب «قسائم ـ تالي الليل» التي وزعت في مطلع الستينيات في الشامية حين ذهب من ذهب الى البلدية في «انصاص.. الليالي» واختاروا قسائمهم المميزة قبل ان تتم القرعة عليها في صباح اليوم.. التالي!! عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك، كتب محامي الجماعات الارهابية «منتصر الزيات» ـ والذي كان هو بنفسه ارهابيا معهم ثم هداه الله وكتب مذكراته عن تلك الفترة واصدرها في كتاب ـ مقالا في صحيفة «الحياة» اللندنية قال فيه ان.. «محمد عطا زعيم المجموعة ورفاقه كانوا يتحركون في.. بيئة صديقة»!! لفت انتباهي ـ بشدة ـ جملة.. «بيئة صديقة» هذه، ولأنهم ما كانوا ليستطيعوا تدبير اختطاف طائرات ـ ناهيك عن الحجز على متنها ـ في بلد مثل «إسرائيل» لأنهم سيتحركون ـ وقتها ـ في «بيئة عدوة» ستراقب أنفاسهم وحركاتهم و.. سكناتهم، فقد تنقلوا بين المطارات لاختيار الأصلح، واستأجروا السيارات وحجزوا التذاكر، وتجولوا في اسواق «الوول ـ مارت» واشتروا «مشارط الورق الحادة»، ثم حجزوا غرفهم في الفنادق واستحموا «وحلقوا الشعر الزائد» ـ «كما جاء في رسالة كتبها محمد عطا».. ليتوجهوا ـ بعد ذلك ـ الى المطارات ويركبوا الطائرات و.. يختطفوها ليصدموا الابراج ويقتلوا الابرياء حتى يحاصر الإسلام والمسلمون وتضيق بهم المجتمعات الغربية لخمسين سنة.. قادمة!
.. اذا قمت بربط مشروع «بو علي» لبيع الدجاج في عام 1969، وما حدث قبل ايام ـ في عام 2006 ـ حين قررت الحكومة فسخ عدد من عقود الـ «b.o.t» نكتشف ان الكويت هي اكبر «بيئة عدوة».. للاستثمار والمستثمرين!.. وللحديث بقية غدا!!
***
فؤاد الهاشم
.. اذا قمت بربط مشروع «بو علي» لبيع الدجاج في عام 1969، وما حدث قبل ايام ـ في عام 2006 ـ حين قررت الحكومة فسخ عدد من عقود الـ «b.o.t» نكتشف ان الكويت هي اكبر «بيئة عدوة».. للاستثمار والمستثمرين!.. وللحديث بقية غدا!!
***
فؤاد الهاشم
.......
