باب عوود
عضو نشط
بين صخب الحياة وتكالب همومها، يبحث كل منا في صديقه على واحة يستأنس بها
ويستظل بأشجارها، ويرتوي من عذوبة آبارها لكي يواصل حياته؛ إذ تجمع الدنيا بين النعيم والشقاء
ويحتاج الإنسان إلى من يشاركه همه، ويقاسمه فرحه، ويستشيره في أمره، وهذا ما ينشده في رفيق الدرب.
ولكن الكارثة أن تتحول هذه الواحة إلى مزرعة أشواك، ولا يلقى الإنسان الراحة حيث استودع صديقه قلبه
وآمنه على أسراره وطموحه وأحلامه؛ عندئذ يخسر الإنسان دنياه ويحمل نفسه المزيد من الأعباء والضغوط النفسية
ويفتقد من كان يتوقع أن يعينه على الخير وفعل الصالحات، ومشاركته في الحلوة والمرة.
وقد اوصى الله تعالى بالتزام الصحبة الصالحة و البعد عن صحبة السوء
فقال تعالى :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى يريدون وجهه * ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا * ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه وكان أمره فرطا "
فهذه الآية جامعه لكثير من المعانى منها ...الصحبة الصالحة...
وذكر الله....والاخلاص لوجه الله......وزينة الدنيا الفانية.....
والغافلين عن الله......واتباع الهوى و صحبة السوء
فكيف يختار الشباب أصدقاءهم؟
وما أهمية الصداقة اجتماعيا ونفسيا وخلقيا في حياة الإنسان؟
وهل وجود الأصدقاء في حياتنا مجرد قدر، أم أنه اختيار يحاسب عليه الإنسان، ويتحمل عواقبه؟.