مــن نــــــــــوادر ((( الاصمعــــــــي )))

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
السلام عليكم


هذه بعض نوادر الاصمعي
ساقها وجمعها لكم اخوكم محمد
فاقرأها على مهل تنفرج اساريرك وتستهل ملامحك



وملاحظه بسيطه قبل الخوض بالقرائة


الراجح عندى والله أعلم أن مثل هذه الأشياء لا ينظر فيها إلى الإسناد إلا إذا أردنا الاحتجاج بها على مسألة نحوية أو لغوية فهنا يحرر الإسناد
أما إذا سيقت من أجل الترويح عن النفس والزيادة فى العقل والفصاحة فلا يتشدد فى ثبوتها وعدمه وغالب كتب الأدب غير مسندة

وانا اقول هذا لانها قد تكون مكذوبه احيانا على الاصمعي
واحيانا تكون كلها كذب ومن الخيال
لذلك وجب التنويه




(( 1 ))





حكى الأصمعي قال ضلت لي إبل فخرجت في طلبها وكان البرد شديدا فالتجأت إلى حي من أحياء العرب وإذا بجماعة يصلون وبقربهم شيخ ملتف بكساء وهو يرتعد من البرد وينشد :


أيا رب إن البرد أصبح كالحا .... وأنت بحالي يا إلهي أعلم

فإن كنت يوما في جهنم مدخلي... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم


قال الأصمعي فتعجبت من فصاحته وقلت يا شيخ أما تستحي تقطع الصلاة وأنت شيخ كبير فأنشد يقول :
أيطمع ربي في أن أصلي عاريا .. ويكسو غيري كسوة البرد والحر

فوالله لا صليت ما عشت عاريا .. عشاء ولا وقت المغيب ولا الوتر

ولا الصبح إلا يوم شمس دفيئة .. وإن غممت فالويل للظهر والعصر

وإن يكسني ربي قميصا وجبة .. أصلي له مهما أعيش من العمر

قال فأعجبني شعره وفصاحته فنزعت قميصا وجبة كانا علي ودفعتهما إليه وقلت له البسهما وقم فاستقبل القبلة وصلي جالسا وجعل يقول :
إليك اعتذاري من صلاتي جالسا على غير ظهر موميا نحو قبلتي

فمالي ببرد الماء يارب طاقة ... ورجلاي لا تقوى على ثني ركبتي

ولكنني استغفر الله شاتيا ... وأقضيكها يارب في وجه صيفتي

وإن أنا لم أفعل فأنت محكم بما .. شئت من صفعي ومن نتف لحيتي


قال فعجبت من فصاحته وضحكت عليه وانصرفت .
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 2 ))



عن الأصمعي قال: ‏ ‏ كنت بالبصرة أطلب العلم، وأنا فقير. وكان على باب زقاقنا بقّال، إذا خرجتُ باكرا يقول لي إلى أين؟ فأقول إلى فلان المحدّث. وإذا عدت مساء يقول لي: من أين؟ فأقول من عند فلان الإخباريّ أو اللغويّ. ‏ ‏ فيقول البقال: يا هذا، اقبل وصيّتي، أنت شاب فلا تضيّع نفسك في هذا الهراء، واطلب عملا يعود عليك نفعه وأعطني جميع ما عندك من الكتب فأحرقها. فوالله لو طلبت مني بجميع كتبك جزرة، ما أعطيتُك! ‏ ‏ فلما ضاق صدري بمداومته هذا الكلام، صرت أخرج من بيتي ليلا وأدخله ليلا، وحالي، في خلال ذلك، تزداد ضيقا، حتى اضطررت إلى بيع ثياب لي، وبقيت لا أهتدي إلى نفقة يومي، وطال شعري، وأخلق ثوبي، واتّسخ بدني.

‏ ‏ فأنا كذلك، متحيّرا في أمري، إذ جاءني خادم للأمير محمد بن سليمان الهاشمي فقال لي: ‏ ‏ أجب الأمير. ‏ ‏ فقلت: ما يصنع الأمير برجل بلغ به الفقر إلى ما ترى؟ ‏ ‏ فلما رأى سوء حالي وقبح منظري، رجع فأخبر محمد بن سليمان بخبري، ثم عاد إليّ ومعه تخوت ثياب، ودرج فيه بخور، وكيس فيه ألف دينار، وقال: ‏ ‏ قد أمرني الأمير أن أُدخلك الحمام، وأُلبِسك من هذه الثياب وأدع باقيها عندك، وأطعِمك من هذا الطعام، وأبخّرك، لترجع إليك نفسك، ثم أحملك إليه. ‏ ‏ فسررت سرورا شديدا، ودعوتُ له، وعملتُ ما قال، ومضيت معه حتى دخلت على محمد بن سليمان. فلما سلّمتُ عليه، قرّبني ورفعني ثم قال: ‏ ‏ يا عبد الملك، قد سمعت عنك، واخترتك لتأديب ابن أمير المؤمنين، فتجهّز للخروج إلى بغداد. ‏ ‏ فشكرته ودعوت له، وقلت: ‏ ‏ سمعا وطاعة. سآخذ شيئا من كتبي وأتوجّه إليه غدا. ‏

‏ وعدت إلى داري فأخذت ما احتجت إليه من الكتب، وجعلتُ باقيها في حجرة سددتُ بابها، وأقعدت في الدار عجوزا من أهلنا تحفظها. ‏ ‏ فلما وصلت إلى بغداد دخلت على أمير المؤمنين هارون الرشيد.

‏ ‏ قال: أنت عبد الملك الأصمعي؟ ‏ ‏ قلت: نعم، أنا عبد أمير المؤمنين الأصمعي. ‏ ‏ قال أعلم أن ولد الرجل مهجة قلبه. وها أنا أسلم إليك ابني محمدا بأمانة الله. فلا تعلمه ما يُفسد عليه دينه، فلعله أن يكون للمسلمين إماما. ‏ ‏ قلت: السمع والطاعة. ‏ ‏ فأخرجه إليّ، وحُوِّلْتُ معه إلى دار قد أُخليت لتأديبه، وأجرى عليّ في كل شهر عشرة آلاف درهم. فأقمت معه حتى قرأ القرآن، وتفقّه في الدين، وروي الشعر واللغة، وعلم أيام الناس وأخبارهم.

‏ ‏ واستعرضه الرشيد فأُعجب به وقال: ‏ ‏ أريد أن يصلي بالناس في يوم الجمعة، فاختر له خطبة فحفِّظْه إياها. ‏ ‏ فحفّظتُه عشرا، وخرج فصلى بالناس وأنا معه، فأعجب الرشيد به وأتتني الجوائز والصلات من كل ناحية، فجمعت مالا عظيما اشتريت به عقارا وضياعا وبنيت لنفسي دارا بالبصرة. ‏ ‏ فلما عمرت الدار وكثرت الضياع، استأذنتُ الرشيد في الانحدار إلى البصرة، فأذن لي. فلما جئتها أقبل عليّ أهلها للتحية وقد فَشَتْ فيهم أخبار نعمتي. وتأمّلت من جاءني، فإذا بينهما البقال وعليه عمامة وسخة، وجبّة قصيرة. فلما رآني صاح: ‏ ‏ عبد الملك! ‏ ‏ فضحكت من حماقته ومخاطبته إيّاي بما كان يخاطبني به الرشيد ثم قلت له: ‏ ‏ يا هذا! قد والله جاءتني كتبي بما هو خير من الجَزَرَة!


‏ من كتاب "الفرج بعد الشدة" للتنوخي
 

coooool2

موقوف
التسجيل
10 فبراير 2008
المشاركات
3,367
الإقامة
K.W.T + مـجـلـس الأمــة
مشكور
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي

كان الأصمعي يتجول في الجزيرة العربية وإذ أبحث عن الشعر والشعراء وكان الوقت وقت قيظ وجفاف وذا أرى خباءً يلوح من بعيد بجانب كثيب مرتفع من الرمل فأسرعت إليه سيري حتى دنوت منه وقد جئته من ورائه فاستدرتُ إلى مقدمته من أحد جانبيه .
فإذا بي أرى أعرابي شيخاً جالساً على رحله أمام خبائه وبجواره امرأة عجوز وقد رفعا يديهما إلى السماء وهو يقول :
يا رب إني جالس كما ترى = وزوجتي جالسة كما ترى
والبطن مني جائع كما ترى = وأرضنا ظامئة كما ترى
فما ترى يا ربنا فيما ترى
وقد سمعت في نبراتهمن دلائل الصدق ما أيقنت معه بصدق التوجه وسرعة الإستجابة وما غربت شمس ذلك اليوم حتى ساق الله سبحانه وتعالى إلى ذلك المكان سحابة أمطرته .
فهذا هو الاستبشار الذي نطمح إليه لا إلى الانهزامية والتقوقع في نفس المكان .

(( بشروا ولا تنفروا )) للدكتور / عبد الرحمن العشماوي


يتبع
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي

coooool2

موقوف
التسجيل
10 فبراير 2008
المشاركات
3,367
الإقامة
K.W.T + مـجـلـس الأمــة
مشكور مره ثانيه ..لوؤل
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
الف شكر لك ........

فعلاا قصص مليئه با العبر والمواعظ

حياك الله اخوي وافي
والف شكر على مرورك الكريم



((4 )))



قال الأصمعي لأعرابي: أتقول الشعر؟

قال الأعرابي: أنا أبن أمه وأبيه، فغضب الأصمعي، فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوحة ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت: أكمل فقال: هات

فقال الأصمعي:
قومٌ عهدناهم
سقاهم الله من النو

الأعرابي:
النو تلألأ في دجا ليلة
حالكة مظلمةٍ لو

فقال الأصمعي: لو ماذا؟

فقال الأعرابي:
لو سار فيها فارس لانثنى
علا به الأرض منطو

قال الأصمعي: منطو ماذا؟

الأعرابي:
منطوِ الكشح هضيم الحشا
كالباز ينقض من الجو

قال الأصمعي: الجو ماذا؟
الأعرابي:
جو السماء والريح تعلو به
فاشتم ريح الأرض فاعلو

الأصمعي: اعلوا ماذا؟

الأعرابي:
فاعلو لما عيل من صبره
فصار نحو القوم ينعو

الأصمعي: ينعو ماذا؟

الأعرابي:
ينعو رجالاً للقنا شرعت
كفيت بما لاقوا ويلقوا

الأصمعي: يلقوا ماذا؟

الأعرابي:
إن كنت لا تفهم ما قلته
فأنت عندي رجل بو

الأصمعي: بو ماذا؟

الأعرابي:
البو سلخ قد حشي جلده
بأظلف قرنين تقم أو

الأصمعي: أو ماذا

الأعرابي:
أو أضرب الرأس بصيوانة
تقول في ضربتها قو

قال الأصمعي:
فخشيت أن أقول قو ماذا؟ فيأخذ العصا ويضربني
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 5 ))




قال الأصمعي : خرجت ذات ليلة إلى الصحراء ، وكان الليل قرّاً والريح صرّاً ، وفيما أنا سائر إذ بصرت بطفلةٍ لم تتعد التاسعة من عمرها تغني وتقول :

استغفر الله لـذنبـي كلّه ــــــــــــــــــ قَتَلْتُ إنسانـاً بغيـر حلِّه

مثل غـزال ناعـمٍ في دلِّـه ــــــــــــــــــ وانتصف الليـل ولـم أصله

فقلت لها : يا هذه ، قاتلك الله ما أبلغَك على صغرك !!

فأجابت : ويحك يارجل ، وهل هذا بلاغة بجانب قول الله :

{{ وأوحينا إلى أمِّ موسى أن أرضعيه ، فإذا خِفْتِ عليه فألقيهِ في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادُّوه إليك وجاعلوه من المرسلين }}

فقد جمع سبحانه بين أمرين ونهيين وبشارتين في آية واحدة !!!

قال الأصمعي : فانصرفت طرباً جزلاً من شدة إعجابي بهذه الصغيرة التي نبهتني إلى بلاغة القرآن الكريم ...
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 6 ))





قال الأصمعي : مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه ، فقلت لرجل من القوم يضرب بهمّة : ما حال هذا ؟ قال : والله ماأدري ما حاله ولكني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لوجه الله وطلباً لمثوبته
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
هذي روعه لااطوفكم


(( 7 ))





قال يحيى بن سلام الأبرش، قال: حدثني أبي قال:

خرج الرشيد للصيد يوماً بعدما أباد البرامكة

فاجتاز بجدار خراب من جدران بني برمك

فرأى لوحاً مكتوباً عليه هذه الأبيات :

يا منزلاً لعب الزمان بأهله ... فأبادهم بتفرق لا يجمع

إن الذين عهدتهم فيما مضى ... كان الزمان بهم يضر وينفع

أصبحت تفزع من رآك، وطالما ... كنا إليك من المخاوف نضرع

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقي الذين حياتهم لا تنفع

قال: فبكى الرشيد، وأقبل على الأصمعي

وقال: أتعرف شيئاً من أخبار البرامكة تحدثني به؟

فقال الأصمعي: ولي الأمان؟

قال: ولك الأمان.

فقال: أحدثك بشيء شاهدته بعيني من الفضل بن يحيى،

وذلك أنه خرج يوماً للصيد والقنص، وهو في موكبه،

إذ رأى أعرابياً على ناقة قد أقبل من صدر البرية يركض في سيره،

قال: هذا يقصدني.

فقلت: ومن أعلمك؟

قال: لا يكلمه أحدٌ غيري.

فلما دنا الأعرابي ورأى المضارب تضرب والخيام تنصب والعسكر الكثير، والجم الغفير، وسمع الغوغاء والضجة، ظن أنه أمير المؤمنين، فنزل وعقل راحلته وتقدم وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين .

قال: وعليك السلام ، ولست بأمير المؤمنين .

قال: السلام عليك أيها الوزير.

قال: وعليك السلام ، ولست بالوزير.

قال: السلام عليك أيها الأمير.

قال: الآن قاربت، اجلس.

فجلس الأعرابي فقال له الفضل: من أين أقبلت يا أخا العرب؟

قال: من قضاعة.

قال: من أدناها أم من أقصاها؟

قال: من أقصاها.

قال الأصمعي: فالتفت إلي الفضل وقال: كم من العراق إلى أرض قضاعة.؟

فقلت: ثمانمائة فرسخ.

فقال: يا أخا العرب، مثلك لم يقصد من ثمانمائة فرسخ إلى العراق إلا لشيء.

قال: قصدت هؤلاء الأماجد الأنجاد الذين قد اشتهر معروفهم في البلاد.

قال: من هم؟

قال: البرامكة.

قال الفضل: يا أخا العرب البرامكة خلق كثير، وفيهم جليل وخطير، ولكن منهم خاصة وعامة، فهلا أفردت لنفسك منهم من اخترت لنفسك وأتيته لحاجتك؟

قال: أجل! أطولهم باعاً وأسمحهم كفاً.

قال: من هو؟

قال: الفضل بن يحيى بن خالد.

فقال له الفضل: يا أخا العرب، إن الفضل جليل القدر عظيم الخطر، إذا جلس للناس مجلساً عاماً لم يحضر مجلسه إلا العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب والمناظرون للعم، أعالم أنت؟

قال: لا.

قال: أفأديب أنت؟

قال: لا.

قال: أفعارفٌ أنت بأيام العرب وأشعارها؟

قال: لا.

قال: هل وردت على الفضل بكتاب وسيلة؟

قال: لا.

فقال: يا أخا العرب غرتك نفسك، مثلك يقصد الفضل بن يحيى، وهو كما عرفتك عنه من الجلالة، بأي ذريعة أو وسيلة تقدم عليه؟

قال: والله يا أمير المؤمنين ما قصدته إلا لإحسانه المعروف وكرمه الموصوف وبيتين من الشعر قلتهما فيه.

فقال الفضل: يا أخا العرب أنشدني البيتين فإن كانا يصلحان أن تلقاه بهما أشرت عليك بلقائه، وإن كانا لا يصلحان أن تلقاه بهما بررتك بشيء من مالي ورجعت إلى باديتك وإن كنت لم تستحق بشعرك شيئاً.

قال: أفتفعل أيها الأمير؟

قال: نعم.

قال: فإني أقول:

ألم تر أن الجود من عهد آدم ... تحدر حتى صار يملكه الفضل

ولو أن أماً قَضَّها جوع طفلها ... ونادت على الفضل اغتذى الطفل

قال: أحسنت يا أخا العرب.

فإن قال لك هذان البيتان قد مدحنا بهما شاعر، وأخذ الجائزة عليهما، فأنشدني غيرهما فما تقول؟ قال: أقول:

قد كان آدم حين حان وفاته ... أوصاك، وهو يجود بالحوباء

ببنيه أن ترعاهمو، فرعيتهم ... وكفيت آدم عَيلة الأبناء

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك الفضل ممتحناً: هذان البيتان أخذتهما من أفواه الناس، فأنشدني غيرهما ما تقول، وقد رمقتك الأدباء بالأبصار، وامتدت الأعناق إليك، وتحتاج أن تناضل عن نفسك؟

قال: إذن أقول:

ملت جهابذ فضل وزن نائلَهُ ... ومل كاتبُه إحصاء ما يهب

والله لولاك لم يُمدح بمكرمة ... خلق، ولم يرتفع مجد ولا حسب

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك هذان البيتان أيضاً أخذتهما من أفواه الناس ما كنت قائلاً؟

قال: أقول:

وللفضل صولات على مال نفسه ... يرى المال منه بالمذلة والعنا

ولو أن رب المال أبصر ماله ... لصلى على مال الأمير وأذنا

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك الفضل: هذان البيتان مسروقان، أنشدني غيرهما ما تقول؟

قال: إذن أقول:

ولو قيل للمعروف ناد أخا العلا ... لنادى بأعلي الصوت يا فضل يا فضل

ولو أنفقت جدواك من رمل عالج ... لأصبح من جدواك قد نفد الرمل

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك الفضل: هذان البيتان مسروقان أيضاً أنشدني غيرهما ما تقول؟

قال: أقول:

وما الناس إلا اثنان: صب وباذلٌ ... وإني لذاك الصب والباذل الفضل

على أن لي مثلاً كما ذكر الورى ... وليس لفضلٍ في سماحته مثل

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك الفضل: أنشدني غيرهما ما تقول؟

قال: أقول أيها الأمير:

حكى الفضل بن يحيى سماحة خالد ... فقامت به التقوى وقام به العدل

وقام به المعروف شرقاً ومغرباً ... ولم يك للمعروف بعدٌ ولا قبل

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك: قد ضجرنا من الفاضل والمفضول أنشدني بيتين على الكنية لا على الاسم ما تقول؟

قال: إذن أقول:

ألا يا أبا العباس يا واحد الورى ... ويا ملكاً خد الملوك له نعل

إليك تسير الناس شرقاً ومغرباً ... فرادى وأزواجاً كأنهم نحل

قال: أحسنت يا أخا العرب،

فإن قال لك الفضل: أنشدنا غير الاسم والكنية والقافية.

قال: والله لئن زادني الفضل وامتحنني بعد هذا لأقولن أربعة أبيات ما سبقني إليها عربي ولا أعجمي، ولئن زادني بعدها لأجمعن قوائم ناقتي هذه وأجعلها في حِرِّ أم الفضل وأرجعن إلى قضاعة خاسراً، ولا أبالي.

فنكس الفضل رأسه، وقال للأعرابي: يا أخا العرب أسمعني الأبيات الأربعة .

قال: أقولك

ولائمةٍ لامتك، يا فضل، في الندى ... فقلت لها: هل يقدح اللوم في البحر

أتنهين فضلاً عن عطاياه للغنى ... فمن ذا الذي ينهى السحاب عن القطر

كأن نوال الفضل في كل بلدةٍ ... تحدر هذا المزن في مهمة قفر

كأن وفود الناس في كل وجهة ... إلى الفضل لاقوا عنده ليلة القدر

قال: فأمسك الفضل عن فيه، وسقط على وجهه ضاحكاً،

ثم رفع رأسه وقال: يا أخا العرب، أنا والله الفضل بن يحيى، سل ما شئت.

فقال: سألتك بالله أيها الأمير إنك لهو؟

قال: نعم.

قال له: فَأَقِلْني.

قال: أقالك الله، اذكر حاجتك.

قال: عشرة آلاف درهم.

قال الفضل: ازدريت بنا وبنفسك، يا أخا العرب،

تُعطى عشرة آلاف درهم في عشرة آلاف.

وأمر بدفع المال،

فلما صار المال إليه حسده وزيره الفضل، وقال: يا مولاي هذا إسراف يأتيك جِلف من أجلاف العرب بأبيات استرقها من أشعار العرب فتجزيه بهذا المال؟

فقال: استحقه بحضوره إلينا من أرض قضاعة.

قال الوزير: أقسمت عليك يا مولاي إلا أخذت سهماً من كنانتك وركبته في كبد قوسك وأومأت به إلى الأعرابي فإن رد عن نفسه ببيت من الشعر، وإلا استعدت مالك، ويكون له في بعضه كفاية.

فأخذ الفضل سهماً وركبه في كبد قوسه وأومأ به إلى الأعرابي وقال له: رد سهمي ببيت من الشعر؟ فأنشأ يقول:

لقوسك قوس الجود والوتر والندى ... وسهمك سهم العز فارم به فقري

قال: فضحك الفضل وأنشأ يقول:

إذا ملكت كفي منالاً ولم أنل ... فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي

على الله إخلاف الذي قد بذلته ... فلا مُسعدي بخلي ولا مُتلفي بذلي

أروني بخيلاً نال مجداً ببخله ... وهاتوا كريماً مات من كثرة البذل

ثم قال الفضل لوزيره: أعط الأعرابي مائة ألف درهم لقصده وشعره، ومائة ألف درهم ليكفينا شر قوائم ناقته.

فأخذ الأعرابي المال وانصرف، وهو يبكي

فقال له الفضل: مم بكاؤك يا أعرابي استقلالاً بالمال الذي أعطيناك؟

قال: لا، ولكني أبكي على مثلك يأكله التراب وتواريه الأرض، وتذكرت قول الشاعر:

لعمرك ما الرزية فقد مال ... ولا فرس يموت ولا بعير

ولكن الرزية فقد حر ... يموت لموته خلقٌ كثير


وتوجه الأعرابي بالمال مسروراً رحمة الله عليهم أجمعين.


 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 8 ))




وصل الاصمعى من مرتبت اللغة من الشىء العظيم وكان يُدرس الناس لغة العرب .. وفي يوم بينما هو يدرسهم كان يستشهد بالاشعار و الاحاديث والايات فمن ضمن استشهاداته قال :

(( السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسب نكلا من الله والله غفورا رحيم ))

فواحد من الجلوس (إعرابى) قال يا أصمعى كلام من هذا؟

فقال: كلام الله

قال الاعرابى حشا لله إن يقول هذا الكلام

فتعجب الاصمعى و تعجب الناس .. قال يا رجل انظر ما تقول هذا كلام الله

قال الاعرابى حشا لله ان يقول هذا الكلام .. لا يمكن أن يقول الله هذا الكلام

قال له يا رجل تحفظ القرآن

قال :لا

قال : أقول لك هذه آية في المائدة

قال :يستحيل لا يمكن ان يكون هذا كلام الله

كاد الناس ان يضربوه (كيف يكفر بآيات الله )

قال الاصمعى اصبروا .. هاتوا بالمصحف اقيموا عليه الحجه .. فجاؤا بالمصحف .. ففتحوا وقال أقرؤا

فقرؤوها …

((السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسب نكلا من الله والله عزيز حكيم) )

إذا بالاصمعى فعلا أخطا في نهاية الايه ... فأخرها عزيز حكيم ولم يكن أخرها غفور رحيم

فتعجب الاصمعى وتعجب الناس قالوا يا رجل كيف عرفت وأنته لا تحفظ الايه

قال للاصمعى تقول:

اقطعوا أيديهما جزاء بما كسب نكلا ... هذا موقف عزه وحكمه .. ليس بموقف مغفرة و رحمه .. فكيف تقول غفور رحيم

قال الاصمعى : والله إنا لا نعرف لغة العرب .
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 9 ))





قال الاصمعي: رأيت بدوية من احسن الناس وجها ولها زوج قبيح فقلت :

ياهذه اترضين ان تكوني تحت هذا؟؟؟؟؟

فقالت: ياهذا، لعله احسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه. واسأت فيما بيني و

بين ربي فجعله عذابي، افلا ارضى بما رضي الله به..



.
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
(( 10 ))


الإمام زين العابدين عليه السلام مع الأصمعي

قال الأصمعي : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابًا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:

يا من يجيب المضطر فى الظلــم .... يا كاشف الضر و البلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا .... وأنت يا حـي يا قــــــيوم لــــم تــــنم
أدعوك ربي حزينًا هائمًا قلـــــقًا .... فارحم بكائي بحق البيت والـحـــــرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه .... فمن يجود على العاصين بالكـــــرم


ثم بكى بكاءً شديدًا و أنشد يقول :
ألا أيها المقصود فى كل حاجت .... شكوت إليك الضّر فارحم شكايـــتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي .... فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجـتي
أتيت بأعمال قباح رديــــــــــــئ .... وما فى الورى عبد جنى كجنايـــتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنـــى .... فأين رجائي ثم أين مخافـــــــــــــتي


يقول الأصمعي : فدنوت منه ، فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
فقلت له : سيدي ما هذا البكاء والجزع .. وأنت من أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟

أليس الله تعالى يقول : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرًا }.
فقال : هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه
ولو كان عبدًا حبشيًا
وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرًا قرشيًا
أليس الله تعالى يقول: ( فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون)






يتبــــع

.
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
((11 ))





دخل الأصمعى يوماً على هارون الرشيد بعد غيبة كانت معه .
فقال له الرشيد :
يا أصمعى ، كيف كنت بعدى
فقال : ما لاقتنى بعدك أرض .
فتبسم الرشيد . فلما خرج الناس ، قال للأصمعى : ما معنى قولك " ما لاقتنى أرض "
قال : ما استقرت بى أرض ، كما يُقال فلان لا يليق شيئا أى لا يستقر معه شىء .
فقال الرشيد : هذا حسن . و لكن لا ينبغى أن تكلمنى بين يدى الناس الا بما أفهمه ، فاذا خلوت فعلمنى ، فانه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالما : اما أن أسكت فيعلم الناس أنى لا أفهم اذا لم أجيب ، و اما أن أجيب بغير الجواب فيعلم من حولى أنى لم أفهم ما قلت .
قال الأصمعى : فعلمنى الرشيد يومها أكثر مما علمته .




.
 

abu.omar

عضو نشط
التسجيل
18 يوليو 2006
المشاركات
1,246
الإقامة
بالـــ/ خطــ الأحمــْـرُ ...
عزيزي وخيووو ابو جاســم


هكذا عرفتك دائما رائع وتثرينا في مواضيعك المميزه ...و/ الادبيه


وليس كما يفعل البعض من مواضيع فارغه


دمت خيووو هكذا دائما رائع


اخوك ابو عمــر​
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
موضوووع اكثر من رائع

بارك الله فيييك
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي
عزيزي وخيووو ابو جاســم


هكذا عرفتك دائما رائع وتثرينا في مواضيعك المميزه ...و/ الادبيه


وليس كما يفعل البعض من مواضيع فارغه


دمت خيووو هكذا دائما رائع


اخوك ابو عمــر​


ياهلا وغلا ابو عمر
يخوي انت وين تغط ؟؟!!
صار لك فتره ماتبين بالمنتدى
واذا بينت ساعات وتختفي ، عسا المانع خير ا ن شاء الله

وشاكر لك مرورك وكلامك اللي اعتبره وسام
بارك الله فيك


موضوووع اكثر من رائع

بارك الله فيييك

الروعه في مرورك اختي

لاخلا ولاعدم


تسلم الأيادي بومحمد ومن المتابعين لا تتوقف :)


ياهلا اوبال
بس منو ابو محمد !
انا محمد ^_^ من غير ابو ،،

الف شكر على المرور والمتابعه
الله لا يحرمنا من طلتك الكريمه
 

MOHAMMED11

عضو نشط
التسجيل
24 يوليو 2006
المشاركات
3,046
الإقامة
قلب امــــي

(( 12 ))


حكى الأصمعي أن عجوزا من الأعراب جلست في طريق مكة إلى فتيان يشربون نبيذا فسقوها قدحا فطابت نفسها فتبسمت فسقوها قدحا آخر فاحمر وجهها وضحكت فسقوها ثالثا فقالت خبروني عن نسائكم أيشربن النبيذ قالوا نعم قالت والله إن صدقتم ما فيكم من يعرف أباه
 
أعلى