حتى لا يكنس أحفادنا بورصة بنغلادش!

jassem_9

عضو نشط
التسجيل
6 أغسطس 2008
المشاركات
66
الإقامة
الكويت


بقلم: ناصر سليمان النفيسي

استغل الكثيرون تراجع البورصة في تحقيق مكاسب غير منطقية، ولا نقول غير مشروعة حتى لا نتعرض الى «القصف المركز»، فقد طلبت البنوك الامداد والتموين وحصلت على سيل من الودائع ومختلف صنوف الدعم الى حد التخمة، ان لم نقل «الطفحة»، ولا شك ان للبنوك الاولوية في التعزيز والاسناد. ويبدو ان شركات الاستثمار تحترم ترتيب القطاعات في قائمة الشركات المدرجة، حيث انها تلي مباشرة قطاع البنوك في تلك القائمة، وما ان هدأت عاصفة مطالبة واستغاثة البنوك، حتى بادرت شركات الاستثمار بطلبها للدعم اللوجستي، من الدولة.

ونظرا لانتظار شركات الاستثمار وقتا طويلا من وجهة نظرها لطلب المعونة الطارئة، فقد كان رقم المعونة جاهزا تماما، وهو مليار ونصف المليار «دينار ينطح دينار»، وريثما تتم الترتيبات اللوجستية لايصال «خياش» الفلوس الى شركات الاستثمار، فإن باقي القطاعات واقفة في الطابور، واولها التأمين احتراما للترتيب حتى قطاع السوق الموازي، الذي هو في ذيل قائمة الترتيب البورصوية، وذلك للحصول على نصيبهم من قسمة اموال الاجيال القادمة.

كما يجب الا يضيع «سوق الجت» في المعمعة او «الطوشة» حيث يجب ان تغدق عليه الدولة نصيبا من خياش الفلوس المليارية المتقاذفة من كل حدب وصوب، والمتطايرة هنا وهناك، والشاطر الذي «يصيدها»، حتى تحول المشهد الى حفلة «مخامط» ونقترح ان يتم دعم سوق الجت بما لا يقل عن مليار ونصف المليار اسوة بقطاع الاستثمار، وذلك لاسباب وجيهة، اهمها ان رواج سوق الجت كان بسبب تفريخ شركات الاستثمار للعشرات من الشركات التي «توصوص» الآن وبصوت عال لانقاذها من عدوى الانهيار البورصوي، وخشية من نفاد كمية الخياش المليارية المتطايرة، وذلك بعد ان تخلت شركاتها الحاضنة والقابضة عنها، والتي اصبحت بدورها شركات فالتة وتالفة!

نقول قولنا هذا ونحن نشاهد ونتألم على الحال التي وصلنا اليها من عبث بالارزاق من رب البيت (الدولة)، مقابل دلع متزايد وتمرد مستعر من الصبية المترفين المارقين، الذين يمثلون شريحة مهمة من المجتمع الاقتصادي، الذي ربما يكون الفصل الاخير من دولة الرفاه ورغد العيش، ونقول قولنا ايضا حتى لا يكنس احفادنا بورصة بنغلادش مستقبلا عندما تتبدل الحال غير الحال، وربما يختار هؤلاء الاحفاد كنس البورصات، نظرا للجينات وربما الفيروسات المتوارثة في عشق البورصة والاسهم في كل الظروف والاحوال، ولا شك في ان تلك الجينات والفيروسات في رعاية وحماية الدولة حاليا حتى استحقاق الكارثة لا قدر الله.
 
أعلى