هل ستنهار أمريكا كما انهار الاتحاد السوفياتي؟

مضــارب أسـهم

عضو مميز
التسجيل
28 فبراير 2008
المشاركات
14,574
الإقامة
الكويـــــت
والجواب إن الديناصورات اختفت من وجه البسيطة، وأمريكا ليست أصعب في الاختفاء من الديناصورات اللاحمة؟
في نهاية أيلول (سبتمبر) 2008م أعلن بوش النفير العام، وقال في خطاب عام، أن سفينة أمريكا مهددة بالغرق، وأن عليها حشو خرق السفينة بـ 700 مليار دولار على الأقل؟
وهي حكايات أشبه بالخرافات، لذا علينا الاستعانة بكتب الخرافات، فقد كتب (إيسوب) في القرن السادس قبل الميلاد كتاباً عن (الخرافات) فقال: زعموا أن ضفدعتين سكنتا في بركة، فجفت بحرارة الصيف، فتركتاها وذهبت للبحث عن سكن آخر، وأثناء البحث عثرتا على بئر عميقة تترقرق المياه في قاعها.
قالت إحداهما للأخرى: اقفزي دون تردد فتكون لنا سكنا لأولنا وآخرنا. قالت الثانية بحذر أكبر: ولكن افترضي أن الماء جف، كما حصل مع بركتنا الأولى فكيف سنخرج من هذا الجب العميق؟
يقول إيسوب: لا تفعل شيئا دون النظر في العواقب.
وهذه هي القفزة التي كانت تنتظر بوش ورامسفيلد في العراق.
فأما سيء الذكر، الألماني الأصل، (رونالد رمسفيلد) الذي يذكر بآبائه النازيين، فقد مضى غير مأسوف عليه.
ومصير بوش سيكون مثل فرعون وهامان وقارون وكلا أخذنا بذنبه،
ويقول منظر علم الحرب (كلاوسيفيتس Clausewitz):
"لا يوجد سوى عدد قليل جدا من الرجال القادرين على التفكير والشعور بما هو أبعد من اللحظة الراهنة وهؤلاء هم الاستثناء"
والسياسيون في العادة مصابون بالحول لأنهم يحدقون في أرنبة أنفهم فيكبوا على مناخرهم حصائد نظرهم القصير.
والبوشيون اليوم هم من هذا الصنف.
ولكن المشكلة أكبر من بوش المقبل على الرحيل، أو رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق، سيء الذكر، الملطخ من مفرق رأسه إلى أخمص قدمه بالدم والقذارات، فأمريكا كما وصفها (باتريك سيل) في مقالته في مجلة (العالِم) التي نشرت قبل عدة سنوات تواجه:
"أزمة مالية خانقة تأخذ أبعاداً كارثية وقد تكون مقبلة على انهيار اقتصادي كبير مشابه للذي حدث عام 1929 م).
وهذا يعني أن أمريكا ومعها العالم يدخل منعطفاً جديدا.
وبتعبير (ابن خلدون)" وإذا تبدلت الأحوال جملة، فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحول العالم بأسره، وكأنه خلق جديد، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث، فاحتاج لهذا العهد من يدون أحوال الخليقة".
إن العالم يدخل مرحلة جديدة تذكر بوضع روما بعد معركة زاما عام 146 ق. م وتفرد قوة واحدة في العالم القديم، حيث اعتبر (أوسفالد شبنجلر) في كتابه (أفول الغرب) أن نهاية (قرطاجنة) أعلنت نهاية (روما) فانتهت الجمهورية لتتحول إلى دولة استعمارية.
وهو التحول المورفولوجي الحالي الذي يتلبس أمريكا مثل الشيطان، فبعد إعلان و(ويلسون وودرو) بفقراته الـ 14 عن حرية تقرير المصير للشعوب، قاموا بتسليم الشرق الأدنى لقصابين، هما مارك سايكس البريطاني الذي التهمته فيروسات الحرب، وجورج بيكو الفرنسي، فقطعونا بأشد من أنياب ذئاب منغوليا، بعد أن قضوا على الدولة العثمانية، بيد أبنائها من مجرمي الاتحاد والترقي.
ويعزي شبنجلر سبب تمدد روما في حوض المتوسط إلى فقدان قدرة (تقرير المصير) عند شعوب المنطقة أكثر من حيوية روما، فأصبحت غنائم وأسلاب لكل نهاب أثيم.
وهو الذي يفسر استرداد الإسلام المنطقة بمعارك رمزية في القرن السابع الميلادي لأنها وجدت شعوبا ترحب بقدومها. فيدحر سعد فارس وخالد بيزنطة بكل حشودهم، حيا الله الإثنين من أبطال الإسلام، الذين أدخلونا بوابة التاريخ؛ فنذكرهم ونحن نبكي لحالنا.. مقابل ما فعل بنا الجاسوس فيليب ولورنس والشقراء الأفعى مس بيل وآخر من شكلهم أزواج..
يقول (شبنجلر ):" كانت السيطرة الرومانية على العالم القديم ظاهرة سلبية فلم تكن هذه السيطرة وليدة فضلة من حيوية لم تخب في الرومان. فالرومان استنزفوا آخر طاقات حيويتهم منذ عهد زاما. بل جاءت نتيجة لعجز الشعوب الأخرى عن المقاومة والدفاع. والشيء المؤكد أن الرومان لم يفتتحوا العالم، بل وضعوا أيديهم على غنائم وأسلاب كانت في متناول يد كل راغب. فلم تسلك الإمبراطورية الرومانية طريقها للتجسد والوجود كتلك التي طبعت الحروب البونية بطابعها، بل مارست وجودها لأن الشرق القديم كان قد تنازل عن جميع حقوقه في تقرير مصيره"
وما حدث من ابتلاع أفعى الأناكوندا الأمريكية للعراق، هو من هذا القبيل بعد أن عجزنا عن حكم أنفسنا بأنفسنا، وأصبح الاستبداد الداخلي أدهى وأمر من الاحتلال الخارجي، أو هكذا خيل للمعارضة العراقية يوم استقدام أفعى الأناكوندا الأمريكية أن ثعابين بوش تسعى.
وهي رواية الأمة العربية التي تعيش مسحورة في عصر التيه والخوف والعجز.
وبوش هو فرعون وأمريكا هي سيدة السحارين الاقتصاديين، الذين ينقلب عليهم السحر اليوم؛ فيعلن بوش عن حاجته لـ 700 مليار دولار..
ولكن من الذي سيدفع للسحرة؟(((((منقول وذلك للمصداقية))))
 
أعلى