ماذا يجري بين «زين» والفرنسيين؟
إجابات كثيرة تنتشر عبر شبكة «زين» من خلال الرسائل القصيرة وبعض «كلام الليل» الذي يترجم في البورصة مع إشراقة النهار، وعندما تنتقل «المسج» إلى أحد مسؤولي الشركة يأتي الجواب «بموجب القانون علينا (الإعلان) في سوق الأسهم، لكن ليس هناك ما نفصح عنه».
كانت الرسالة التي تلقاها المسؤول تزعم نجاح المفاوضات لاندماج «زين افريقيا» مع مجموعة «فيفندي» الفرنسية العملاقة، مقابل حصول «زين» على 10 في المئة من أسهم الشركة الفرنسية، وكذلك تقوم «فيفندي» بشراء ما لا يقل عن 20 في المئة من «زين» الكويتية.
بطبيعة الحال، تبدو القصة ناقصة وكثيرة الثغرات، لكن الاعتقاد السائد لدى كثيرين أن «لا دخان من دون نار».
آخر المعلومات التي جرى تداولها في نطاق ضيق للغاية أن مجموعة «فودافون» العملاقة دخلت على خط «المفاوضات» مع «زين» لبحث صيغة من صيغ الشراكة، أو الاستحواذ على أصول «زين افريقيا». لكن أي تأكيد رسمي لوجود مثل تلك المفاوضات لم يتوافر.
وتعززت الإشاعات بفعل التداولات الكثيفة التي شهدها سهم «زين» في بورصة الكويت أمس، على نحو تأكد معه أن الحركة لم تكن مقتصرة على صغار المتداولين ولا حتى على مضاربين كبار، بل إن حجمها كان يشير إلى اشتراك مساهمين كبار فيها، تردد أن أحدهم باع عشرات ملايين الأسهم وطالما أن سهم «زين» تحت الضوء، تبدو الحاجة ماسة إلى فلترة ما يتردد حول الشركة من أخبار، لكون الكثير منها يطلق لأهداف مضاربية، أو على الأقل يضاف إلى الصحيح منه هالة من التضخيم والتنبؤات.
إلا أن بضعة معطيات يمكن فرزها وتأكيدها من بين كل ما يثار ويجرى تناقله:
1 - إن هناك اتصالات بالفعل مع شركة «فيفندي» الفرنسية، وأن هناك عروضاً جدية أو «بداية كلام» مع أطراف أخرى، منها ما يشجع المجموعة على تتبعه، ومنها ما يهمل على الفور. ومن الواضح أن المجموعة الفرنسية تجد أسباباً كثيرة لإتمام صفقة تجعلها لاعباً رئيسياً في القارة السوداء، حيث لفرنسا صلات ثقافية وتاريخية وسياسية وديموغرافية مهمة.
2 - إن المجموعة اشترت أقصى ما يمكنها شراؤه من أسهم الخزينة (10 في المئة)، وهذه النسبة تتيح للمجموعة وإدارتها التنفيذية تحديداً، مساحة واسعة للأخذ والرد مع مجموعات كبرى تبحث عن شراكة مع مجموعة ناجحة وسريعة النمو مثل «زين»، إذ إن هذا الكم من الأسهم يمكن نظرياً ان يشكل جزءاً مهماً من أي «صفقة كبرى»، لو توافرت لها الظروف الموضوعية والتفاوضية الملائمة.
3 - يعتقد بعض المراقبين أن فرص إتمام «صفقة كبرى» لا تبدو كبيرة في الوقت الحالي، في ظل انخفاض أسعار الأصول عامة، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل الأزمة. ويرجح هؤلاء أن تميل المجموعة إلى انتظار ظروف أفضل، هذا إذا حال كانت هناك نية فعلاً للتفاوض والبيع لدى الملاك الكبار.
4 - ثمة افتراض «استراتيجي» يجعل المضي في مفاوضات مع «فيفندي» أو سواها ممكناً، لبيع شبكات في افريقيا. فهناك من يعتقد أن المصلحة الاستراتيجية لـ«زين» تجعل من الأفضل لها أن تستفيد من الفرصة المتاحة لها لدخول السوق الإيرانية، لما لإيران من صلات مع العراق، حيث تشغل «زين» إحدى الشبكات، والبحرين والإمارات والكويت، فضلاً عن السعودية، حيث يتوجه مئات آلاف الإيرانيين لأداء الحج والعمرة سنوياً. إلا أن السوق الإيراني يتطلب استثمارات ضخمة و«ربما» تجد «زين» مصلحة في التخارج من أسواق لا تخدم تكامل شبكاتها في المنطقة واستغلال العوائد لدخول السوق الإيرانية. لكن هذا يبقى مجرد تحليل لا تسنده أي معلومات.
وأمام كثافة الدخان وقلة المعلومات، لم تنف مصادر وجود مباحثات تقوم بها «زين» في عدة اتجاهات وفق رغبات عالمية تقودها مجموعات ضخمة، الا ان الامر لم يصل الى حد الاتفاق النهائي حتى الان ، في الوقت نفسه الذي تردد فيه احتمال انجاز الصفقة خلال ايام عن طريق منافذ رسمية تعود الى ملاك المجموعتين.
وعلى الصعيد نفسه المحت مصادر ان جهات ذات صلة تترقب الحصول على رغبة رسمية كتابية بهذا الشأن، فيما انعكست تلك التطورات على وتيرة تداول سهم «زين» الذي شهد امس عمليات فاقت قيمتها الــ 107.5 مليون دينار من خلال تداول 88.6 مليون سهم.
وتشير مصادر ذات صلة إلى أنه في حال تمثلت تلك الصفقة في بيع «زين افريقيا» فلن تقل بأي حال عن 15 مليار دولار خصوصا ان ما يندرج تحتها سلة من اصول وشكبات تدور قيمتها في فلك هذه القيمة.
وكان الرئيس التنفيذي لـ «زين» الدكتور سعد البراك قد افاد في تصريحات سابقة ان المجموعة تجري مباحثات في عدة اتجاهات الا انها لم تتوصل الى اتفاق نهائي مع احداها حتى الآن.
الرأي
