لا نريد سب الصحابة ولا ننسى ان الامام علي رضى الله عنه سب على المنابر 80 سنة حيث اوقف السب عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه الحاكم العادل
الله يلعن كل من سب الدين والرسول واله الطيبين الطاهرين وصحبه المخلصين الاخيار
اقتباس من بوشيوخه
الرويلي -
من الذي سب علي كرم الله وجه 80 سنة ؟؟
وفي أي عهد من الخلفاء ؟؟
والمصدر الذي أخذت منه تلك المعلومة ؟؟
لو تكرمت
اضافة الي ذلك
اقتبس من رد الدكتور وليد الطبطبائي على المتروك
حوار هادئ مع المتروك .. حول معاوية (3ـ2)
نقل ان معاوية رضي الله عنه أصدر مرسوماً الى ولاته في الأمصار يهددهم بعدم رواية فضائل علي عليه السلام، وهذه الحكاية لا تصح سنداً ومتناً. أما من ناحية السند فإنها من رواية سحيم بن حفص مرسلا وسحيم لم يدرك حياة معاوية ولا وفاته حتى، فكيف يحكي عنه فقد توفي سنة 190 هـ وانظر الفهرست للنديم ص507 وبينه وبين معاوية 100 سنة!! انظر البلاذري في أنساب الاشراف 30/5. أما متنا فهو محال من عدة أمور:
الأمر الأول: كيف يسمح معاوية رضي الله عنه بذلك وهو الذي لم يصح عنه ابداً انه سب عليا او لعنه مرة واحدة، فضلا عن اصدار مرسوم بذلك!! قال الشيخ محمد العربي التباني في »تحذير العبقري من محاضرات الخضري 198/2«راداً هذه التهمة: »لم يثبت عن معاوية رضي الله عنه أنه سب علياً او لعنه مرة واحدة فضلاً عن الاهتمام به والتشهير به على المنابر، وقد تقدم ثناؤه وترحمه عليه في أثر ضمرة بن حمزة الكناني وغيره« وقال محمود الألوسي في كتابه (صب العذاب 421): »وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي ان يعول عليه او يلتفت اليه«.
قال ابن كثير: وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع عليا أم أنت مثله؟ فقال: والله اني لأعلم انه خير مني وافضل، وأحق بالامر مني.. البداية والنهاية (132/8).
وقد شهدت مصادر السنة ومصادر الشيعة بثناء معاوية على علي عليه السلام مع ما حصل بينهما من اقتتال وقصة ضرار بن ضمرة في وصف علي ومدحه امام معاوية معروفة مشهورة ذكرها أبو نعيم في الحلبة (85ـ84/1) وفيها »فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها، وجعل ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم بالبكاء، فقال ـ اي معاويةـ: كذا كان ابوالحسن رحمه الله« قال القرطبي معلقا: (وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي عليه السلام ومنزلته، وعظم حقه ومكانته، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه، لما كان معاوية موصوفا به من العقل، والدين، والحلم، وكرم الاخلاق، وما يروي عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح..) المفهم للقرطبي (278/6).
وهذه القصة مروية في مصادر الشيعة كذلك من وصف ضرار لعلي عليه السلام بصفات عظيمة حسنة وقول معاوية وهو يبكي »كذلك كان والله علي رحم الله أبا الحسن« (الأمالي للصدوق، المجلس 91 الخبر رقم 2 صفحة 20، طبعة مؤسسة البعثة، قم).
فهل يترحم عليه ثم يصدر مرسوما بعدم ذكر فضائله ولعنه وهو يذكرها في مجلسه الخاص ويبكي عند سماعها بل وطلب سماعها.
والآثار والأخبار في ثناء معاوية على علي وذريته مشهورة معلومة.
وقد كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وابناء علي من الألفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ ومن ذلك ان الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: »ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا« البداية والنهاية (139/8) دخل مرة الحسن على معاوية فقال له: »مرحبا وأهلا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وأمر له بثلاثمائة الف« البداية والنهاية (140/8).
وينقل ابن عساكر في تاريخ 140/8 من ان معاوية اخذ بيد الحسن بن علي في مجلس له، ثم قال لجلسائه: »من اكرم الناس أبا وأما وجدا وجدة؟ فقالوا: أمير المؤمنين أعلم.. فأخذ بيد الحسن وقال: هذا ابوه علي بن ابي طالب، وأمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم، وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجدته خديجة رضي الله عنها.
وحتى في كتب الشيعة ومصادرها هناك ذكر لإجلال معاوية لآل البيت وخاصة احفاد علي بن ابي طالب رضي الله عنهم فيذكر العلامة الشيعي الملقب بالصدوق في كتابه الأمالي، طبعة مؤسسة البعثة، قم صفحة 216 الوصية التي اوصى بها معاوية لابنه فقال له »وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله، وهو من لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن اهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، فان ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما وإياك أن تناله بسوء، أو يرى منك مكروها«.
الأمر الثاني: لماذا يهتم معاوية باصدار مرسوم كهذا وقد توفي علي عليه السلام وقد كان الحكم لمعاوية وانفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي عليهما السلام له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الامصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.
قال الذهبي عن معاوية رضي الله عنه »حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على اقليم فيضبطه ويقوم به أتم قيام، ويرضي الله بسخائه وحلمه، وإن كان بعضهم تألم مرة منه، وكذلك فليكن الملك، وإن كان غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيرا منه بكثير وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه.... دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وفارس، والجزيرة، واليمن، والمغرب، وغير ذلك« »سير أعلام النبلاء 132/3«
وهؤلاء آل البيت يمدحون معاوية مما يزيل وينفي هذه التهمة من أساسها فعن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب رضي الله عنهما قال: »ما رأيت رجلا كان أخلق بالملك من معاوية« البداية والنهاية »137/8«
وقال ابن عباس: »ما رأيت رجلا كان اخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه على ارجاء واد رحب، لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب »مصنف عبدالرزاق كتاب العلم حديث رقم 20985«.
نقل ابن كثير: »ان رجلا اسمع معاوية كلاما سيئا شديدا، فقيل له: لو سطوت عليه؟ فقال: اني لاستحي من الله ان يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي »البداية والنهاية 138/8«
فهل يُعقل بعد هذا ان يسع حلم معاوية سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان؟!.
ثم ان الله سبحانه وعد من اسلم من الصحابة بالجنة سواء من اسلم قبل الفتح أو بعده قال تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير).
فمعاوية اسلم قبل أو بعد الفتح على خلاف والله وعدهم الحسنى وهي الجنة. قال القرطبي في تفسير هذه الآية »أي المتقدمون السابقون، والمتأخرون اللاحقون، وعدهم الله جميعا الجنة مع تفاوت الدرجات«.
وقد روى آل البيت عن معاوية منهم ابن عباس ومحمد ابن الحنفية فعن محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: »العمري جائزة لأهلها« رواه الإمام أحمد 97/4 فهل يروي الولد عن شاتم أبيه!!
الأمر الثالث: ان الامة مجمعة خلفا عن سلف على تحريم لعن المعين افغاب هذا عن علماء وزهاد وفقهاء تلك الحقبة قال الإمام الاوزاعي: ادرك خلافة معاوية عدة من اصحاب رسول الله منهم: سعد، واسامة، وجابر، وابن عمر، وزيد بن ثابت، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد، ورافع بن خديج، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، ورجال اكثر ممن سمينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم، حضروا من الكتاب تنزيله، وأخذوا عن رسول الله تأويله (تاريخ أبي زُرعة ص41) فهل يتواطأ أصحاب الرسول ومدرسة محمد على هذا!!
فإن هذا من أبعد المحال ان يحمل الناس على لعن علي على المنابر وهو من هو في الفضل. وهذا يعني ان اولئك السلف واهل العلم من بعدهم، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الامة عنه بنص حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: »ان امتي لا تجتمع على ضلالة«.
الأمر الرابع: ان علي بن أبي طالب احل كل من ناله بسوء فقال »من سبني فهو في حل من سبي« (بحار الأنوار 19/34) فإذا كان هذا موقف الإمام علي ممن ناله بشيء أفلا نكون على هديه ونستن سنته في الصفح والعفو!!
وكلام علي عليه السلام عمن قاتله وعن معاوية معروف فعن علي عليه السلام انه قال بعد رجوعه من صفين: »أيها الناس لا تكرهوا امارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل البداية والنهاية« (134/8).
وروى ابن أبي شيبة في: »مصنفه« (256/15) والبيهقي في »سننه« (182/173/8) وأبو العرب في »المحن« (105 ـ 106) عن أبي البختري قال: »سئل علي عن أهل الجمل قال: قيل: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فروا قيل: أمنافقون هم؟
قال: ان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا. قيل: فما هم؟ قال: اخواننا بغوا علينا«.
وعن مكحول ان اصحاب علي سألوه عمن قتل من اصحاب معاوية ما هم؟ قال: »هم المؤمنون« (تعظيم قدر الصلاة لابن النصر المروزي ص545 حديث اثر رقم 595).
فأمير المؤمنين علي عليه السلام يقول عنهم انهم اخواننا وانهم مؤمنون ونفى عنهم النفاق والشرك فاين أنت من هذه النصوص الصريحة الواضحة.
الامر الخامس: نقل المتروك حديث سعد بن ابي وقاص حينما استفهم منه معاوية عن عدم النيل من علي وهذا الحديث حديث جميل جدا يبين كيف استظهر معاوية المدح لعلي على لسان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم ان المتروك نفسه ذكر ان الامام مسلم اخرجه في باب فضائل علي عليه السلام، مما يدل على ان هذا الحديث من المحاسن لا المساوئ فسبحان الله كيف تقلب الحسنة سيئة وفهم الحديث على المحمل الحسن هو فهم العلماء كلهم ومن سار على دربهم كالامام النووي الشافعي فهذا الحديث لا يفيد بان معاوية امر سعدا بسب علي، ولكنه كما هو ظاهر فان معاوية اراد ان يستفسر عن المانع من سب علي، فاجابه سعد عن السبب، ولم نعلم ان معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالما يجبر الناس على سب علي كما يدّعى عليه، لما سكت على سعد ولأجبره على سبه، ولكن لم يحدث من ذلك شيء، فعلم انه لم يؤمر بسبه ولا رضي بذلك.
الامر السادس: خلط الاستاذ الكاتب في ذكر الكتب وهي في كتاب واحد وهو كتاب الاصفهاني المتهم الذي تكلمنا عنه حينما قال المتروك: »وقال ابن الاثير وابن جرير وابو الفداء وابن شحنة وكل من ذكر صلح الحسن ومعاوية انه لم يف له بإيقاف شتم علي، بل تم شتم علي على منبر الكوفة بحضور الحسن والحسين وقد ذكر هذه القضية ابو الفرج الاصفهاني وغير واحد من اهل السير والاخبار« ففي بداية الفقرة يقول قال ابن الاثير وابن جرير موهما على القارئ انه تصريح من هؤلاء العلماء وانا واثق بانهم ما قالوها ولا صرحوا بها فاين التوثيق والعزو بالجزء والصفحة والطبعة.. لا يوجد، وان كان ثمة نقل فالحكم صحة السند وهي من اباطيل ابي مخنف الكذاب كما ذكرنا.
الامر السابع: ذكر ان هذه الحالة وهي النيل من علي رضي الله عنه استمرت لمدة 70 سنة ولم يبطلها الا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله وهذا من اعجب العجب قد يخطئ الانسان في نقل الروايات وصحتها لكن ان يخطئ في التاريخ المتفق عليه فطرة فهذا غريب جدا فمعلوم ان معاوية رضي الله عنه استلم الخلافة بعد تنازل الحسن رضي الله عنهم اجمعين سنة (41 هـ) وكانت خلافة عمر بن عبدالعزيز سنة (99 هـ) وتخلل هذه المدة 8 سنوات هي دولة عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، فتكون سنوات النيل المزعومة 50 سنة، فمن اين جئت بالسبعين؟؟ وهل هكذا يكون تناول التاريخ؟، ولماذا لم يذكر المتروك موقف عمر بن عبدالعزيز من شاتمي معاوية، فعن ابراهيم بن ميسرة قال: ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب انسانا قط الا انسانا شتم معاوية فانه ضربه اسواطا، الاستيعاب (671) ترجمة معاوية رضي الله عنه.
الامر الثامن: ان الحسين رضي الله عنه خرج على يزيد لاسباب لم يكن منها ان اباه كان يسب على المنابر ولم يذكر هذا احد فان كان وقع فعلا لكان سببا عظيما من اسباب ودواعي خروج الحسين ورفضه حكم يزيد وغيرها من الامور والاعتبارات الواضحة والمقنعة لكل ذي لب.
وباذن الله في المقال القادم والاخير سوف نتحدث عن حادثة دس السم للامام الحسن بن علي وصحتها ومن هو متهم فيها.