بتروبنك ...

حمدان

عضو مميز
التسجيل
1 فبراير 2006
المشاركات
6,558
الإقامة
kw
«بتروبنك» أول بنك خليجي متخصص في النفط والبتروكيماويات


ماجد التركيت
الثلاثاء, 4 نوفمبر 2008
أميرة مصطفى
رغم أن اكتشاف النفط في منطقة الخليج يعود لأكثر من 70 عاما، الا أنه لم يظهر خلال تلك الفترة الطويلة مصرف متخصص في الاستثمار في المشاريع المتعلقة بالنفط والبتروكيماويات، حتى جاء «بتروبنك» ليحقق هذا الامر.

هذا ما قاله رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك «بتروبنك» ماجد عبدالله التركيت لـ«أوان» مبينا أن إنشاء «بتروبنك» يرجع الى عدة أسباب، أهمها ان منطقة الخليج تزخر بالنفط وبالكوادر المتخصصة في هذا المجال، بالاضافة الى المشاريع النفطية المزمع إنشاؤها في منطقة الخليج والشرق الاوسط خلال العشرين سنة المقبلة، والتي تقدر قيمتها بـ500 مليار دولار، مما يدعو الى إيجاد مثل هذا النوع من المصارف المتخصصة في هذا المجال.

وأوضح التركيت أن سبب قلة المشاريع النفطية بمنطقة الخليج هو هيمنة حكومات تلك الدول على هذا القطاع الحيوي، بالاضافة الى أن المستثمر الخليجي يفضل الاستثمارات السريعة كالعقار والبورصة ويعزف عن الاستثمار طويل الأجل والذي يكون أكثر أمنا واستقرارا.

وأشار التركيت الى أن البنك سيركز بصورة أكبر على الاستثمارات النفطية الصغيرة والمتوسطة والمعنية بالتكرير والتسويق والنقل في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال أول ثلاث سنوات من التأسيس لينطلق بعدها الى الأسواق الواعدة كالهند والصين، لافتا الى أن هناك اكثر من عشرة مشاريع تم توقيع مذكرة تفاهم بشأنها وفي انتظار الانتهاء من إجراءات التأسيس ليباشر البنك عمله مع بداية العام المقبل،

وفيما يلي التفاصيل:

* نود في البداية التعرف على سبب إنشاء «بتروبنك»

- يعود تأسيس «بتروبنك» الى أسباب عدة أهمها أن المورد الطبيعي والاساسي في منطقة الخليج العربي هو النفط، وثانيا أن تلك المنطقة غنية بالموارد البشرية الخبيرة بالصناعة النفطية وهذا ناتج عن أن الحكومات والدول استثمرت في أبنائها العاملين في هذا القطاع استثمارات كبيرة، ودربتهم وأوصلتهم الى أعلى المناصب، وللأسف إنهم بعدما يصلون الى خبرة متراكمة بالإضافة الى علاقاتهم الدولية ينتهي عمرهم الوظيفي بالتقاعد، ولكننا نرى مثل هؤلاء الاشخاص في العالم يستفاد منهم كمستشارين ويقلدونهم مناصب كبرى في شركات ناجحة نتيجة لخبرتهم التي تتجاوز الثلاثين سنة.

والسبب الثالث للتأسيس هو الأسواق الواعدة حيث إن المشاريع المقبلة في النفط والغاز في منطقة الخليج والشرق الاوسط خلال العشرين سنة المقبلة تتجاوز الـ500 مليار دولار، وهي تحتاج الى بنوك ومؤسسات مالية متخصصة تركز على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ومن هنا رأينا في «بيت المال» الحاجة الماسة لتأسيس أول بنك من نوعه متخصص في الاستثمار في قطاع النفط والبتروكيماويات.

ولقد تقدمنا بالدراسات اللازمة وطلبنا من مصرف البحرين المركزي وأعطونا الموافقة المبدئية لتأسيس هذا البنك في البحرين.

*ولماذا تكون البحرين مقر البنك؟

- لأنها الدولة الوحيدة في منطقة الخليج التي تمنح تراخيص لتأسيس البنوك، بالاضافة الى كونها مركزا ماليا في المنطقة وهي الأنسب لتأسيس مثل هذه المؤسسة المالية.

* هناك بنك آخر مماثل هو بنك «الطاقة» أنشئ منذ فترة قليلة فكيف ستكون طبيعة المنافسة؟

- بنك «الطاقة» يختلف، حيث إنه يركز على الاستثمار في الطاقة بمفهومها الواسع، وليس في مجال النفط وهو سيستثمر في كل أنواع الطاقة سواء الكهربائية او المائية او الشمسية وغيرها، بالاضافة الى أن لديه ثلاث مدن للطاقة في كل من ليبيا والهند وقطر، ولكن طبيعة عملنا في «بتروبنك» تختلف حيث سنركز في الاستثمار بنسبة 85 % على «داون ستريم» down stream (الأعمال المتعلقة بباطن الأرض في قطاع النفط) الصغيرة ومتوسطة الحجم والمعنية بالتكرير والتسويق والنقل، و15 % ستكون للاستثمارات في up stream (الأعمال فوق الأرض في قطاع النفط) والمعنية بالاستكشاف والتطوير والانتاج.

* ما أهم الأسواق المستهدفة؟

- خلال أول ثلاث سنوات نستهدف منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال افريقيا وبعد ثلاث سنوات نستهدف السوقين الهندي والصيني.

جمع بين التخصصين

* ماذا عن نوعية الكوادر التي ستكون في البنك، هل هي مصرفية أم نفطية، لأن هذا يحتاج الى نوع خاص من الكوادر ومن الصعب تواجد من يجمع بين هذين التخصصين؟.

- بالطبع ولذلك أنشأنا في بتروبنك أحد الاجهزة وهو «المجلس الاستشاري» وهو ما يميزنا، حيث إنه يضم نخبة من رؤساء الشركات والمديرين العاملين في القطاع النفطي في منطقة الخليج العربي، حيث سيكونون بمثابة صمام الأمان للبنك بين المصرفيين الذين سيديرون البنك، وبين الصناعة النفطية، لأنهم أصحاب خبرة ورؤية وعلاقات دولية ويعرفون الى أين تتجه الصناعات النفطية عالميا.

وبتروبنك بعد تأسيسه سيكون بمثابة المرجعية للكثير من المستثمرين والمؤسسات التي ستستثمر في القطاع النفطي بحكم الخبرات التي استقطبناها والتي يبلغ إجماليها 250 عاما وهذا الرقم هو عبارة عن إجمالي الخبرات المتراكمة في أعضاء المجلس الاستشاري، حيث إن أقلهم تصل خبرته الى 28 عاما وأكثرهم 47 عاما.

* لماذا لا يفكر البنك في فتح فرع تجاري له ليعمل إلى جانب عمله الاستثماري؟

- البنك سيقدم ثلاثة أنشطة استثمارية هي الاستثمار المباشر في مشاريع ذات صلة بقطاع النفط والبتروكيماويات، وادارة الأصول عبر إنشاء صناديق متخصصة للاستثمار في قطاع النفط والبتروكيماويات، بالاضافة الى تمويله للشركات العاملة في هذا القطاع، لكن العمليات المصرفية العادية كفتح الحسابات والتعامل مع الجمهور ليست من أنشطة البنك.

جدوى مناسبة

* في ظل الأزمة المالية العالمية الحالية وما يترتب عليها من انخفاض في أسعار النفط، هل تعتبر الجدوى من إنشاء البنك في الوقت الحالي مناسبة؟

- الانخفاضات الحالية لأسعار النفط تعتبر آنية،حيث إنه وفقا لآراء الخبراء والمختصين ستبدأ في الارتفاع مجددا مع بداية فصل الشتاء، كما أن كل الدراسات تشير الى أن سعر النفط في الاعوام القادمة لن يقل عن 100دولار.

والشيء الآخر أن دراسة الجدوى الاقتصادية للبنك مبنية على سعر 45 دولارا لبرميل النفط، وبالتالي فنحن متحفظون جدا جدا في أرقامنا ودراساتنا.

* ولكن لا نعلم إلى متى ستستمر الأزمة وقد تستغرق سنوات حتى يبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي مما سيقلل من المشاريع الاستثمارية والنفطية فماذا سيكون الوضع عندئذ؟

- منذ اكتشاف النفط في الثلاثينيات وكل السنوات العجاف التي مر بها العالم لم تؤد الى توقف المشاريع النفطية، واليوم أصبح النفط في حياتنا كالماء ولا غنى عنه ولا عن الصناعة النفطية، فقد يكون هناك ركود إلا انه سيكون هناك صعود وهبوط.

فعلى سبيل المثال مشروع المصفاة الرابعة لو تم البدء فيه قبل عدة سنوات لكانت الكويت جنت الكثير منه، فكم فرصة استثمارية ضاعت على الدولة بسبب تأخير هذا المشروع وغيره من المشاريع.

قلة المشاريع

* ما سبب قلة عدد المشاريع النفطية بالخليج بالرغم من امتلاكه للكثير من الفوائض النفطية؟

- ذلك يرجع الى اعتبارين أساسيين أولهما هيمنة الحكومات على القطاع النفطي والذي تعتبره قطاعا سياديا، ولكن الآن بدأت الحكومات تتخلى عن هيمنتها عن down stream الى القطاع الخاص، وحتى up stream بدأت بعض حكومات المنطقة خارج الخليج تعطيه للقطاع الخاص، وبذلك نرى أن هناك مشاريع بأكثر من 500 مليار دولار في المنطقة خلال الـ20 سنة المقبلة، وهذا ناتج عن التغير في نمط الحكومات وطرح تلك المشاريع للقطاع الخاص.

والاعتبار الثاني هو أن المستثمر في منطقة الخليج بطبيعته يحب الربح السريع وليس صاحب نفس طويل في استثماراته، وبالتالي نجد عزوفا عند الكثير من المسثمرين عن الدخول في مشاريع طويلة الأجل كالصناعة النفطية وإن كانت مربحة، فعلى سبيل المثال نرى كلاً من «ايكويت» وسابك وغيرها من الشركات التي أسست خلال السنوات الخمس الماضية في الخليج وتستثمر في البتروكيماويات كلها تحقق ربحية عالية اكثر من الأسهم والعقارات.

فاليوم الاستثمار في هذا القطاع واعد وهو البديل عن البورصات التي تتهاوى وعن الركود الذي يصيب قطاع العقار.

* رأسمال البنك مليار دولار هل تراه مناسبا لحجم المشاريع النفطية الضخمة؟

- البنك لا يستثمر كل رأسماله في مشروع واحد، حيث ان لديه أدوات اخرى للتمويل كطرح المشاريع للاكتتاب او تأسيس صناديق لتمويل هذه المشاريع او غيرها من وسائل التمويل الاخرى.

الطاقة البديلة

* لماذا لا يفكر البنك في تبني او تمويل مشاريع تعنى بالطاقة البديلة التي لا مفر من استخدامها في المستقبل؟

- في المرحلة الحالية التخصص مطلوب، فلا يستطيع اي بنك في العالم تلبية كل مجالات الاستثمار والتمويل حيث لا بد له ان يتخصص، ويمكن ان نفكر في هذا بالمستقبل، ولكن من عوامل نجاح اي مشروع ان يكون محددا في قطاع معين، وهناك مجموعة بالكويت عرضت علينا مشروعا لتأسيس شركة قابضة خليجية متخصصة في الاستثمار في الطاقة البديلة لكن من السابق لأوانه التفكير في هذا الامر قبل الانتهاء من إجراءات التأسيس.

* هل هناك مشاريع محددة يستهدفها البنك بعد التأسيس؟

- هناك أكثر من عشرة مشاريع جاهزة للانطلاق فور الانتهاء من التأسيس،حيث قمنا بتوقيع مذكرات تفاهم عليها ونحن مستعدون للانطلاق وهي مشاريع متميزة في الخليج والشرق الاوسط.

* هل تعاونت معكم الحكومات الخليجية بالنسبة للمشاريع النفطية التي تقبلون عليها؟

- لم نتصل بالمؤسسات الحكومية الخليجية حتى الآن، حيث إن كل المشاريع التي سندخل فيها هي عبارة عن فرص بالتنسيق مع القطاع الخاص الخليجي.

..........................

كادر

من كلام التركيت أثناء الحوار:

• يوجد تهافت من شركة أميركية وأخرى بريطانية للحصول على حصة مؤثرة في البنك، ونحن في المراحل النهائية للتفاوض معهم.

• النفط سلعة عالمية والكل يعرف أهميتها وللاسف نحن غافلون عنها.

• مازلنا في مرحلة الاكتتاب والمتوقع الانتهاء منها في 14 نوفمبر.

• العراق وإيران مازالتا من المناطق مرتفعة المخاطر، ولن ندخلها في الوقت الحالي وسنركز على المناطق الآمنة بالخليج والتي تدر عوائد آمنة.

............................

كادر

ردة الفعل

قال التركيت إنه عندما بدأ بالاتصال بالمستثمرين لتأسيس البنك فوجئ بردة فعل إيجابية، حيث وجد اهتماما كبيرا جدا من قبلهم، لأن هذه قناة جديدة لتوظيف الاموال والسيولة لدى بعض المستثمرين في غير البورصة والعقار، وقال نحن متفائلون بهذا القطاع والإنجازات التي ستحدث فيه.++ماجد التركيت
 
أعلى