كيث برادلي: البنوك الكويتية لديها قدرة على مواجهة الأزمة المالية

ابو سالم

عضو نشط
التسجيل
11 يونيو 2006
المشاركات
1,679
الإقامة
في أرض الله
رأى الرئيس الاقليمي للخدمات المصرفية التجارية في بنك hsbc كيث برادلي ان البنوك الكويتية تتمتع بأوضاع قوية تجعلها قادرة على مواجهة استحقاقات الازمة المالية وتداعياتها السلبية مقارنة مع أوضاع البنوك في اوروبا وامريكا اللاتينية.

وعزا برادلي في حواره مع «الوطن» أسباب استمرار تراجع سوق الكويت للاوراق المالية على الرغم من الاعلان عن برنامج الانقاذ الاقتصادي الى غياب الثقة في صفوف المستثمرين من الافراد والشركات في الاسواق والاجراءات المزمع تنفيذها ونجاعة القرارات والخطط التي تجري مناقشتها. مشيرا الى أن هذه الظاهرة ملحوظة في كل بلاد العالم، ففي الولايات المتحدة وعلى الرغم من الاعلان عن برنامج الانقاذ الاقتصادي، استمرت الاسواق المالية الامريكية في تراجعها نتيجة ضعف ثقة المستثمرين من الافراد والشركات بشأن نجاح خطة الانقاذ.

وقال ان من الصعب التنبؤ بموعد انفراج الازمة قبل ان تصل الامور الى القاع، ولكنه المح الى ان البنوك الكويتية في اوضاع افضل من نظيراتها في الخارج منوها الى أنه في حال استمرار التراجع القياسي لأسعار النفط فان التراجع الاقتصادي لدي دول مجلس التعاون الخليجي سيطول اكثر وتزيد حدته سوءا لكنه اشار الى أن كافة حكومات دول المنطقة ما زالت ملتزمة نحو انفاق مبالغ ضخمة في عام 2009.. وفيما يلي التفاصيل:


* منذ ان بدات السلطات الكويتية التعامل مع الازمة المالية، واصل سوق الأسهم تراجعه، فكيف تفسر هذا التراجع على الرغم من الآمال التي ينطوي عليها التدخل الحكومي؟
-- هذا الامر ليس غريبا، بل ان هذه الظاهرة ملحوظة في كل بلاد العالم، ففي الولايات المتحدة وعلى الرغم من الاعلان عن برنامج الانقاذ الاقتصادي، استمرت الاسواق المالية الامريكية في تراجعها، واعتقد ان ذلك يعزى الى ان المستثمرين من الافراد والشركات ليسوا واثقين من ان برامج الانقاذ الحكومية ستنجح على وجه السرعة في حل المشكلات واصلاح الوضع المتدهور، ومازالت لدى الناس شكوك في ان الحلول لن تكون ناجعة، ويعزى ذلك الى ان الثقة ضعيفة جدا، وهو ما يؤدي الى استمرار تدهور السوق.


دوام الحال.. محال

* فما الذي تراه ممكنا في الوقت الحاضر في ظل استمرار الهبوط وعدم معرفة القاع الذي قد تصل اليه الاسواق؟
- لا شيء يبقى على حاله الى الابد، فقد شهدنا عشر سنوات من الازدهار الاقتصادي ولكنها انتهت، والآن وقد حل هذا الركود ضيفا ثقيلا على العالم، ومع اننا لا نعلم متى يرحل عنا الا انه حتما سيصل الى نهاية، وذلك ببساطة لان الطبيعة الانسانية خلاقة ومبدعة، وانا واثق انها ستتوصل الى حل لهذه الازمة.


تجاوز الأزمة

* هل ترى ان النظام المصرفي الكويتي سيجتاز الازمة المالية التي لم تصل الى نهايتها بعد ويصمد امامها دون تعرض أي منها لهزات كبيرة؟
- اعتقد ان البنوك الكويتية تتمتع باوضاع قوية ورصينة تمكنها من الصمود في وجه الازمة وتداعياتها، شأنها شأن الكثير من البنوك الكبرى في المنطقة، ويمكنك ان تجري مقارنة بين البنوك الكويتية والخليجية الكبرى من جهة، ونظيراتها من البنوك في اوروبا وامريكا اللاتينية لتشاهد تميز البنوك الكويتية وقدرتها على الصمود في هذه الازمة مقارنة بنظرائها.


تعافي الاقتصاد

* يتوقع البعض ان تستمر الازمة لسنوات طويلة قبل ان يتعافى الاقتصاد العالمي، في حين يتوقع البعض الآخر بداية الانتعاش بحلول نهاية عام 2010، فكيف يتوقع hsbc تطورات هذه الازمة؟
- ما زال من الصعوبة بمكان التنبؤ بموعد انتهاء هذه الازمة، ولما كانت كافة المؤشرات تتنبأ بان الاوضاع ما زالت تتحول من صعب الى اصعب، فمن غير الممكن في هذه الحالة ان نبدأ التنبؤات بموعد انتهائها ما لم تصل الى القاع الذي تبدأ بعده بالتحول الى الاتجاه الصعودي.ولا اعتقد ان احدا يستطيع التنبؤ بنهاية هذه الازمة.


الإنفاق الحكومي

* هل ترى ان تراجع الايرادات النفطية الخليجية في الاشهر الاخيرة سيضر بخطط الحكومات التي وعدت بانفاق مليارات الدولارات لتنفيذ مشاريع رأسمالية وبنية تحتية في السنوات الاخيرة، ومنها الكويت التي وضعت خططا لتنفيذ مشروع مدينة الحرير المقدرة تكلفته حسب بعض التقديرات 26 مليار دولار؟
- لا شك ان ارتفاع اسعار النفط امر حاسم وبالغ الاهمية بالنسبة لدول المنطقة، واذا ما استمرت هذه الاسعار في الانخفاض، فان التراجع الاقتصادي لديها سيطول اكثر وتزيد حدته سوءا.ولكن من المعروف ان كافة حكومات دول المنطقة ما زالت ملتزمة نحو انفاق مبالغ ضخمة في عام 2009، صحيح ان هناك تخفيضا عن انفاقها في عام 2008 الا انها في الغالب ما زالت تتوقع ان يكون انفاقها في هذا العام قريبا من مستويات العام الماضي.

* ولكن كيف يتسنى لها ذلك اذا كان بعض الحكومات الخليجية ينذر باحتمال التعرض الى عجز في الميزانية العامة؟
- ان معظم هذه الحكومات قادرة على ادارة شؤونها حتى مع وجود عجز في الميزانية، وذلك ببساطة لاتساع امكاناتها المالية واحتياطياتها الخارجية.


أزمة دبي

* هل تعتقد ان الازمة المالية التي مرت بها دبي ستنعكس على دول المنطقة الاخرى؟
- لا اظن ان هناك ارتباطا في هذا الشأن، حيث ان بعض دول الخليج غنية بالسيولة اكثر من غيرها، ومن هنا فاني لا ارى ان وضعا معينا في دبي او غيرها سيكون له بالضرورة آثار كبيرة على باقي دول المنطقة.

والحقيقة ان دبي تجتاز مرحلة اعادة تقييم دراماتيكية حادة جدا للاصول والعقارات. واني اعتقد ان ذلك على المدى البعيد سيكون امرا ممتازا وله نتائج جيدة، لاني اذكر انه قبل بضعة اشهر كان التحدي الاكبر الذي تواجهه دبي هو استمرار ارتفاع الاسعار الى ما لا نهاية بحيث باتت الامور بالنسبة للكثيرين غير قابلة للتعايش معها، ودبي لديها طموحاتها بان تكون مركزا اقليميا للعديد من الصناعات والمجالات المختلفة وذلك شريطة ان تكون قاعدة الاسعار فيها قادرة على التنافس مع باقي دول المنطقة. ولذلك فان هذا التراجع في اسعار العقارات والمساكن سيساعد دبي على المحافظة على الرؤية التي رسمتها والتي تطمح لتحقيقها.


البرنامج الأمريكي

* هل تعتقد ان خطة الرئيس الامريكي لانقاذ الاقتصاد الامريكي ستكون فعالة لتحقيق الاهداف المعلنة؟
- انا واثق من انه ستكون لها آثار جيدة بالنسبة للاقتصاد الامريكي. والسؤال الرئيسي الذي تواجهه البنوك المركزية في كل مكان في العالم هو ما اذا كانت قادرة على عمل ما فيه الكفاية، وذلك لان الازمة حادة جدا، كما هو الوضع في بعض الدول الاوروبية. وخير مثال على ذلك اليابان والجهود التي بذلتها لمعالجة ازمة الركود الذي استمر لسنوات طويلة، ولم تكن جهود الحكومة فعالة لتحقيق ما كانت تصبو اليه من انتشال الاقتصاد من الركود العميق.


استمرار الهبوط

* ولكن كلما ضخت الحكومة الامريكية اموالا في الشركات التي تعاني من المشاكل، زادت سرعة هذه الشركات نحو الهاوية. فلم ذلك؟
- كانت هناك فترة طويلة من النمو المستدام، عمدت فيها البنوك الى تعزيز ميزانياتها بالاقتراض، وضخت الحكومة الامريكية كميات ضخمة من الاموال في السوق، كل ذلك خلق فقاعة هائلة مكنت الشركات الواجبة اعادة هيكلتها الى تحاشي عملية اعادة الهيكلة، والآن في ظل الازمة باتت هذه العملية حتمية وبصورة اكثر ايلاما. واصبح الوضع صعبا بالنسبة للبنوك التي اقرضت اكثر مما كان يفترض ان تفعل، وبات عليها الآن ان تتعامل مع الاوضاع غير العادية التي تولدت بسبب ذلك، وظهرت حالات انعدام التوازن في الاقتصاد الكلي. ولم تعد الحكومة قادرة على حل كل تلك المشاكل في مجملها، لان الحل سيكون ممكنا فقط في حالة استعادة الثقة لدى الافراد والمستثمرين في الشركات والبنوك وفي كافة القطاعات، ولكن ذلك في رأيي سيحتاج الى وقت طويل، وان كنت اعتقد ان منطقة الخليج ستستعيد ثقة المستثمرين بسرعة اكبر مما هو مطلوب في الاسواق الاخرى في العالم، وذلك بسبب تعداد السكان الضئيل نسبيا والموارد الكبيرة التي تتمتع بها دول المنطقة.
 
أعلى