باسكن روبنز ..
من منا لا يعرف هذا الاسم العريق في سماء الآيس كريم ..
من منا لايسرع اليه مهرولا وراكضا في ايام شهر اغسطس المبارك ..
من منا لايدفع الغالي والرخيص من اجل الاستلذاذ بطعمه !!
باسكن روبنز ..
الذي ما ان خرج على اصعدة العالم في عام 1945 م منطلقا من ولاية كاليفورنيا على يد الصديقان Burt Baskin & Irv Robbins ، الا وجعل سهمه يشق العالم باكمله خلال سنوات قله !!
من يدخل باسكن روبنز يصاب خلال ثواني بمرض " التيهان النسبي " جراء تلك المناظر الخلابة يمنة ويسرة !!
فهناك 31 نوع من الايس كريم رهن اشارتك .. وكانهم يقولون لك " يامرحبا بك .. لبيك وسعديك " !!
رقم 31 يرمز إلى ال 31 نوع من الايس كريم التي يقدمها باسكن روبنز ، وهي في الحقيقة كانت 20 ثم توسعت إلى 31 وتم كتابتها بجانب الاسم التجاري كعلامة تجارية .. ومن ذاك الوقت إلى وقتنا الراهن وهذا الرقم يصاحب كلمة باسكن روبنز اينما ذهب .. وان كان الان يقدم اكثر من هذا العدد !!
مجرد تحريك اصبعك الذهبي والاشارة إلى احدى الانواع الموجودة ..
تجد انها وضعت بذاك القالب الدائري الصافي البياض ..
تعلوها حركة بسيطة من صلصة كاكاو مثبت عليها القليل من حبيبات الفستق ..
وتقف بجانبهم الملعقة الناعمة ..
كل هؤلاء حديث لسانهم هو " هيت لك " !!
من منا لايعرف هذه الوصفة في تحت اشعة الشمس الحارقة .. !!
فهي ملاذ المحترقين ..
ودواء المستغيثين ..
وملجأ المشردين !!
( الليمون – العسل – التوت – البطيخ – المانجو – الموز .... )
كلها نكهات تجدها في باسكن روبنز !!
الا انه مع هذا فيوجد خبر محزن ومؤسف – لدى البعض - !!
الا وهو انك مع هذه المغريات الا انك لا تستطيع الجمع بينها في قالب واحد .. فلا بد وان تكون هناك تضحيات .. وان تكون هناك خسائر !!
فعميلة الجمع بين هؤلاء جميعا صعبة وتكاد تكون مستحيلة !!
يجب ان تنتصر بعض النكهات على حساب اختها ..
من اجل السعي إلى اغرائك ...
ونيل اعجابك ...
والظفر بالاشارة من اصبعك الذهبي !!
فتستعد النكهات في هذه المعركة مما أوتيت من جمال ..
فتجدها تتعطر برائحتها المميزة عن البقية ..
وبتماسكها الثلجي ..
وبلونها اللامع !!
ولكن مع هذا فلا بد من الخسارة للبعض .. والتضحيات !!
هذه باختصار سياسة باسكن روبنز !!
اما ما قصدته من وراء الموضوووع.. هو تطبيق سياسة باسكن روبنز على مجتمعنا الديموقراطي .. والتي اصبحت الديموقراطية فيها بدلا من ان تكون عونا لامورنا وتقدمنا .. اصبحت فرعونا يتربص لنا كل خطوة ..
وهي تقول " اما ترون هذه الانهار تجري من تحتي " !!!
ما أراه اليوم في سياسة رئيس ..... ( مابي اقول منو عشان لايتسكر الموضووع) في التعامل مع الطوائف والتجمعات في مجتمعنا هي نقيضة سياسة باسكن روبنز !!
فرئيس ...... يريد ان يفعل كل شي من دون خسائر .. ومن دون تضحيات .. ويريد ان يرضى الجميع .. ويمد يد العون للكل من دون النظر في تفاصيل الامور وعواقبها !!
فهو لا يرى الا الظاهر .. ولا يرى الا البسمة التي تبطن الحقد في وجه هذه الكتل !!
( حتى اكون منصفه ليس الكل .. ولكن الاغلب )
وباعتقادي هذه ليست سياسة تدار بها .. قد تتبع في الامور الخارجية مثلا او في العلاقات بين السفارات .. ولكن من الخطأ اتباعها في الامور الداخلية للدولة !!
فما نعيشه اليوم من اختلافات بين هذه الكتل على كل صغيرة وكبيرة .. وكما يقولون " يخلون من الحبة قبة " .. وعلى كل شاردة وواردة ..
ما هي الا انعكاسات على سياسة الحكو ... في التعامل معها ..
فهي تريد ان تستلطف الجميع وتريد تجاوز قاعدة الاغلبية البرلمانية للوصول إلى الاجماع البرلماني .. !!
وفي نفس الوقت فنحن نعيش في مجتمع يوجد به سقف من الحريات عالي جدا – نكاد لا نراه – واصبح مثلب علينا اكثر من ان يكون في صالحنا !!
كل هذه التراكمات أظن تستوجب اتباع سياسة باسكن روبنز ..
التي تقوم على اتباع نهاج معين واختيار الافضل في سبيل تحقيق الغاية
المنشودة والمبتغاة .. بغض النظر عن من نفقده في طريقنا إلى هذه الغاية !!
الهدف تحقيق الغاية والوصول اليها ومن ثم تحقيق العدالة على الجميع ..
وليس ان يصل الجميع لهذه الغاية !!
لا بد من الخسائر والتضحيات !!
ولا بد من سياسة باسكن روبنز