الإيمان بالملائكة

غنيم المطيري

عضو نشط
التسجيل
2 فبراير 2008
المشاركات
106
الباب الثاني : الإيمان بالملائكة
الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان والدليل(لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم على الإيمان في حديث جبريل عليه السلام المشهور ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره)
خلق الملائكة من نور والدليل حديث عائشه ام المومنين رضى الله عنها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال (خلقت الملائكة من نور وخلقت الجان من مارج من نار)
[] من أهم الصفات الخلقية للملائكه
عظم خلقهم قال تعالى في ملائكة النار (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وفي حديث جابر رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أذن لي أن احدث عن ملك من ملائكة الله منحملة العشر ,إن مابين الشحمة أذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام )
أهم صفات الملائكة الخلقية :
1- أجنحة الملائكة (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
2-جمال الملائكة (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى )(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) قال ابن عباس رضي الله عنه ذو مرة يعني ذو منظر حسن وقال قتادة ذو خلق حسن
3-تفاوتهم في الخلق والمنزلة (وَمَا مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ) ومن أفضل الملائكة الملائكة الذين شهدوا معركة بدر
2- لايملون ولايتعبون (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) ومعنى لايفترون لايضعفون (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) ومعنى لايسأمون أي لايملون
3- أعداد الملأئكة :الملائكة خلق كثير لايعرف عددهم الإ الذي خلقهم (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) , ومما يدل على كثرتم ان النبي صلى الله عليو وسلم سأل جبريل عليه السلام عن البيت المعمور ليلة الإسراء فقال ( هذا البيت المعمور يصلي فيه في كل يوم سبعون الف ملك لايعيدون إليه اخر ماعليهم )

[]الصفات الخلقية
1. كرام برر (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ)( كِرَامٍ بَرَرَةٍ)
2-استحياء الملائكة قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان رضى الله عنه اللا استحي من رجل تستحي منه الملائكة ؟)

[] من قدراتهم

1- قدرتهم على التشكل فمنهم من تشكل على صورة بشر ومنهم من تشكل على صورة دحية الخليفة الكلبي رضى الله عنه ( صحابي كان جميل الصورة )وتارة في صورة اعرابي
2- عظم سرعتهم فكان السائل ياتي الى رسول صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يفرغ من سؤاله حتى يأتيه جبريل بالجواب من رب العزة
3- منظمون في كل شؤونهم (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لّا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا)

[] مما يدل على شرفهم
1- أن الله يضيفهم اليه اضافت تشريف كقوله تعالى (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا)( مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)
2-ويقرن سبحانه شهادتهم مع شهادته وصلاتهم مع صلاته كقوله تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
3-ويوصفهم سبحانه بالكرم والإكرام (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ)( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ)
4-ويوصفهم بالعلو والقرب (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ)( يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ)
5-ويذكرهم سبحانه عنده يذكرونه ويسبحونه كمافي قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ )( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ)

[] الأعمال التي يقوم بها الملائكة
1. الملائكة رسل الله تعالى في خلقه وامره , واسم الملك يتضمن انه رسول ؛لأنه من الألوكة بمعنى الرسالة قال تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) ومنهم من وكله الله في العالم السفلي والعلوي في تدبير شؤونهما بإذنه وامره ومشيئته سبحانه وتعالى كما قال (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا) ومنهم حملة العرش (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) ومنهم الموكلون بالنار وتعذيب اهلها وهم الزبانية (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ) (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ) ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم في الدنيا قال تعالى (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) ومنم الموكلون بحفظ اعمال العباد وكتابتها (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ)( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ)( كِرَامًا كَاتِبِينَ
) ومنهم موكلون بقبض الأرواح (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) وملك الموت له اعوان من الملائكة اذا قبض الروح واخذها تاخذه منه ملائكة الرحمة او ملائكة العذاب


الباب الثالث: الإيمان بالكتب
الإيمان بالكتب الإلهية احد أصول الإيمان وأركانه وهو الركن الثالث من أركان الإيمان قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) الإيمان بها هو : التصديق الجازم والإقرار بأنها حق وصدق وأنها كلام الله عزوجل
نؤمن بما سمى الله منها وهي التوراة والإنجيل والزبور وصحف ابراهيم وصحف موسى والقرآن العظيم كما نؤمن بما لايسم منها قال تعالى (قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)

[] انقسام الناس حيال الكتب السماوية الى ثلاث اقسام
1- قسم كذب بها كلها وهم الكفار والمشركين والفلاسفة
2- قسم آمن بها كلها وهم المؤمنون
3- قسم آمن ببعض الكتب وكفر ببعضها وهم اليهود والنصارى ومن سارى على نهجهم (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
الإيمان بالكتب السابقة ايمان مجمل يكون بالتصديق به بالقلب والإقرار باللسان واما الايمان بالقرأن لانه ايمان مفصل يكون يالاقرار به بالقلب واللسان واتباع ماجاء فيه وتحكيمه في كل كبيرة وصغيرة وأن الله تكفل بحفظه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
الباب الرابع: الإيمان بالرسل عليهم السلام
الفصل الأول: معنى الإيمان بالرسل عليهم السلام
أولا : كيفية الإيمان بالرسل عليهم السلام
1. يجب الإيمان بهم جميعهم بكونهم صادقين ومبلغين بأمره ونهيه ووعده ووعيده وأيدهم بالمعجزات الباهرات والآيات الباهرات فمن ثبت تعينه وجب الإبمان به تفصيلا ومن لم يثبت تعينه وجب الإيمان به إجمالا (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ))
ثانيا : الفرق بين النبي والرسول
الرسول بعث الى قوم كافرين وجاء بشريعة جديدة والرسول من انزل عليه الكتاب
اما النبي بعث الى قوم مسلمين وجاء بشريعة من كان قبله من رسل والنبي من حكم بكتاب من فبله من رسل
ثالثا : تفاضل الرسل
الرسل يتفاضلون والدليل قول الله تعالى(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) وأفضل الرسل أولي العزم من الرسل (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) وأفضل اولي العزم الخليلان ابراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم وافضل الخليلين خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم
رابعا : النبوة تفضل واصطفاء واختيار من الله تعالى
الدليل على أن النبوة تفضل واصطفاء من الله تعالى قولة تعالى (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) وليست النبوة كسب يناله العبد بالجد والاجتهاد واقتحام أشد الطاعات

الفصل الثاني : دلائل النبوة
المبحث الأول : اول واعظم دلائل النبوة وهي المعجزات مع شيئا من التفصيل في معجزة القرآن الكريم
المعجزة: اسم فاعل من العجز المقابل للقدرة
معجزات الرسل عليهم السلام كثيرة منها الناقة التي اوتيها صالح عليه السلام حجة على قومه وعصى موسى وعيسى إبراءه الأكمة والأبرص وأحياء الموتى ونبينا محمد الإسراء والمعراج وانشقاء القمر وتسبيح الحصى في كفه وحنين الجذع إليه وإخباره عن حوادث المستقبل والماضي وأعظم معجزاته القرآن الكريم وهي المعجزة الباقية الخالدة , فعجز المشركون على أن يأتوا بمثله (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)( وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) وتعجز الإنس والجن كلهم على أن يأتوا بمثله (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
والقرآن معجز في لفظه وفي نظمه ومن جهة البلاغة في دلالة اللفظ على المعنى ومن جهة معانيه

المبحث الثاني :ذكر بقية دلائل النبوة
دلائل النيوة ليست محصورة في معجزة كما يقول جمهور المتكلمين بل هيا كثيرة متنوعة فمنها
1- أخبارهم الأمم بما سيكون من انتصارهم وخذلان أعدائهم
2- آن ماجاؤوا به من الشرائع والأخبار لا يصدر اّلإ من الله سبحانه وتعالى
3- طريقتهم واحدة في ما يأمرون به من عبادة الله تعالى
4- أن الله تعالى يأيد الأنبياء عليهم السلام تأييد مستمر
المبحث الثالث :الفرق بين دلائل النبوة وخوارق السحرة والكهان
1- أن اخبار الانبياء لايقع فيها تخلف ولا غلط .
2- ان السحر والكهانة والاختراع امور معتادة معروفة ينالها الانسان بكسبه وتعلمه .
3- أن الانبياء مؤمنون مسلمون يعبدون الله سبحانه تعالى بما امر اما الكهان مشركين مكذبين ببعض ماانزل الله تعالى
4- الفطرة والعقول توافق ماجاء به الأنبياء عليهم السلام اما السحرة فإنهم يخالفون الأدلة السمعية والعقلية والفطرية
5- ان الانبياء جاؤؤا بما يكمل الفطر والعقول
6- ان معجزات الانبياء لاتحصل بافعالهم هم وانما يفعلها الله عزوجل اية وعلامة لهم اما خوارق السحرة والكهان والمخترعات الصناعية فانها تحصل بافعال الخلق
المبحث الرابع :
الفرق بين كرامات الأولياء وبين خوارق السحرة والمشعوذين
اولا: كرامات الاولياء :
اولياء الله تعالى هم المؤمنون المتقون قال تعالى (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)( الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ) وأما الكرامة امر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد احد الصاحين من اتباع الرسل عليهم السلام اكرام من الله تعالى لهم وليس كل ولي تحصل له كرامة ,والاولياء الذين لم تظهر لهم كرامة لايدل ذلك على نقصهم كما أن الذي وقعت لهم الكرامة لايدل ذلك على انهم افضل من غيرهم
وكرامات الولياء حق باجماع ائمة الاسلام والسنة والجماعة والدليل قصة اصحاب الكهف ,وقصة مريم, والسنة النبوية الصحيحة ,حديث نزول الملائكة كهيأة الظله فيها أمثال السرج الاستماع قراءة أسيد بن خضير رضي الله عنه وحديث سلام الملائكة على عمران ابن حصين ولها امثلة كثيرة.

ثانيا: الفرق بين كرامات الأولياء وخوارق السحرة والمشعوذين والدجالين

1-ان كرامات الاولياء سببها التقوى والعمل الصالح واعمال المشعوذين سببها الكفر والفسق والفجور
2-ان كرامات الاولياء يستعان بها على البر والتقوى او على امور مباحة واعمال المشعوذين يستعان بها على امور محرمة من الشرك والكفر وقتل النفوس
3-إن كرامات الأولياء تقوى بذكر الله وتوحيده وخوارق السحرة تبطل أو تضعف عند ذكر الله تعالى وقراءة القران والتوحيد

[] الخلاصة من موضوع كرامات الأولياء أن الناس انقسموا فيه الى ثلاث اقسام :
- قسم غلو في نفي كرامات الاولياء
- - قسم غلو في اثبات الكرامات حتى اعتقدوا ان السحر والشعوذه والدجل من الكرامات
- -القسم الثالث قسم اهل السنة والجماعة ,توسطوا في موضوع الكرامات بين الإفراط والتفريد واثبتوا منها ما أثبت الكتاب والسنة
الفصل الثالث : عصمة الانبياء عليهم السلام
العصمة هي حفظ الله تعالى لانبيائة من الذنوب والمعاصي
1. وعصمة الانبياء عليهم السلام منها ماهي مجمع عليه بداية ونهاية ومنها ماهو مختلف في بدايته لانهايته وبيان ذلك اجمعوا على عصمة الانبياء فيما يخبرون عن الله تعالى وفي تبليغ رسالاته. لقوله تعالى(قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )( فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

اما المعاصي فقد اختلفوا في عصمة الانبياء منها على قولين مشهورين
القول الاول :ان الانبياء معصومون عن المعاصي مطلقا كبائرها وصغائرها .
القول الثاني : إن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الكبائر وليس معصومون من الصغائر وهذا القول هو قول لجمهور وهو الذي تاييده الادلة من الكتاب والسنة

الفصل الرابع :دين الأنبياء واحد
دين الأنبياء دين واحد وان تنوعت شرائعهم(شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الأنبياء أخوة لعلات, أمهاتهم شتى ودينهم واحد ) وكلهم اتو بدين الإسلام (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)
الفصل الخامس : خصائص الرسول علية الصلاة والسلام
المبحث الأول: مااختص به صلى الله عليه وسلم من غيره من الأنبياء
1. انه خاتم النبيين (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا )

2-المقام الحمود (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا)
3-عموم بعثته إلى الثقلين (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )

4-القران الكريم

المبحث الثاني : الخصائص التي اختص بها دون أمته
ومن هذة الخصائص التهجد في الليل يقال ان قيام الليل واجب عليه الى ان مات في قولة تعالى (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ )
انه اذا عمل عملا اثبته
-تحريم الزكاة عليه وعلى آله
-انه احل له الوصال في الصيام
-انه احل له الزيادة على اربعة نسوة
- انه احل له القتال في مكة
- انه لايورث
-بقاء زوجيته بعد الموت
 
أعلى