london
عضو نشط
- التسجيل
- 24 أكتوبر 2004
- المشاركات
- 209
آن الأوان
د.عصام عبداللطيف الفليج
عندما تفتقد الأخلاقيات المهنية.. نموذج حازم
كم نادى المخلصون في هذا البلد لالتزام «الأخلاق المهنية» في وسائل الإعلام التي باتت - في بعضها - اسما لا طعم له ولا رائحة ولا معنى، فبعد فضائح انتهاكات بعض وسائل الإعلام في انتخابات 2009م التي سكتت عنها وزارة الإعلام مبتسمة - بل ضاحكة - وكان نتيجتها التفكك الاجتماعي والسياسي والانتصار الحكومي، والتطاول على رموز البلد ورجالاته من أناس يكنون الكراهية والحقد على هذا المجتمع، والتي اضطر على إثرها وزير الإعلام السابق إلى الاستقالة خشية المساءلة النيابية لأنه يعرف مدى الجرم الذي جرى في تلك الفترة بشكل غير مسبوق.. بعدها استمرأت بعض وسائل الإعلام هذا المسلك، ووجدته مجالا خصباً للابتزاز ونشر الفضائح واتهام الناس بما ليس فيهم، أمام صمت غريب لوزارة الإعلام وكأنها ارتضته نظاماً اجتماعياً وثقافة إعلامية، والمقابل هو سكوت تلك الصحف عن مشاكل الوزارة، والضحية الوطن والمواطن !!
ولأن عدداً كبيراً ممن انتسبوا لوسائل الإعلام لا يفقهون معنى «الإعلام» كرسالة ووسيلة تنموية ثقافية فكرية راقية، واعتبروها وسيلة إثارة وبروز وابتزاز ومزيد من كسب القراء والاشتراكات والمشاهدين والمستمعين، وبالتالي المزيد من المعلنين، فقد تجاوزوا الحدود الأخلاقية واللياقة الأدبية والمهنية الإعلامية، وهذا مما يحزن له القلب وينفطر له الفؤاد في بلد فتح خيراته وفضاءه للجميع، فاستغلوه أبشع استغلال.
لقد كانت قضية «مقتل» حازم البريكان مثالاً سلبياً غير مسبوق من الانتهازية الإعلامية لدى البعض لم يراعوا فيها حرمة الميت، وترويج الإشاعة، والتسابق المحموم للبروز على حساب الحقيقة وعلى حساب «حازم»، على الرغم من أن قضاياه المالية ستحال إلى القضاء، وهو الفصل في ذلك، وسيستحق كل طرف حكمه، إلا أن النهم الإعلامي غير الأخلاقي - لدى البعض - كان عكس ذلك.
باعتقادي أن من بادر وأعلن بأنها عملية انتحار كان مشاركا في التشهير، فلِمَ لَم يقل أنه وجد «مقتولا»، فالشبهة الجنائية ستبقى قائمة في غياب الشهود، وحتى رأي الأدلة الجنائية والطب الشرعي سيبقى تحليلا في غياب الشهود، وذلك شرعا وقانونا، وعليه.. فمن الظلم بمكان تداول مثل هذا الوصف «انتحار» وقد انتقل إلى من لا يظلم عنده أحد، فما بالكم تتسابقون للحكم عليه؟!
نعم.. فيكفي والديه وذويه ما هم فيه من فاجعة فقدان الولد، وبطريقة مؤلمة، فما بال البعض يزيد نار الهم حطبا واشتعالا لأجل الإثارة الصحافية والإعلامية؟! ومن سيعوض أثر وهم فقدان الولد بعد ذلك؟! وهل ستعوض عشرات الاعتذارات وآلاف الدنانير ما خطته بعض وسائل الإعلام من التشهير والاتهام والتعليقات الساخرة.. المؤلمة؟!
لقد عرف حازم بالبساطة والتواضع، وعرفه رواد مسجده بالروضة (مسجد الزير) بالالتزام بالصلاة، وعرفه جيرانه بدماثة الأخلاق، وعرفه أصدقاؤه بالاستقامة والسيرة الحسنة، كيف لا.. وهو ابن عائلة محترمة اهتمت بتربية أبنائها منذ الصغر على الأخلاق الحميدة، وكان طالبا متفوقا في جميع مراحل دراسته، حتى تخرج من جامعة الكويت تخصص تمويل بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وتم تكريمه من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في حفل المتفوقين.
لقد آن الأوان لأن تقف تلك المؤسسات الإعلامية عند حدها حتى لا تستمر في تفتيت المجتمع بغير حق، وعلى وزارة الإعلام أن تتدخل.. خصوصا وأن الانتخابات قد انتهت والمصالح قد تحققت !! فأعراض الناس ليست لعبة، أم تريدون أن يصيبكم بلاء ورشق إعلامي لتستشعروا فداحة الأمر؟!
رحمك الله يا حازم وغفر لك، وخالص عزائنا لأسرة البريكان والمخيزيم لهذا المصاب الجلل، وأدعوهم إلى الاحتساب عند الله عز وجل، فهو الذي عنده كل شيء بمقدار.
د.عصام عبداللطيف الفليج
عندما تفتقد الأخلاقيات المهنية.. نموذج حازم
كم نادى المخلصون في هذا البلد لالتزام «الأخلاق المهنية» في وسائل الإعلام التي باتت - في بعضها - اسما لا طعم له ولا رائحة ولا معنى، فبعد فضائح انتهاكات بعض وسائل الإعلام في انتخابات 2009م التي سكتت عنها وزارة الإعلام مبتسمة - بل ضاحكة - وكان نتيجتها التفكك الاجتماعي والسياسي والانتصار الحكومي، والتطاول على رموز البلد ورجالاته من أناس يكنون الكراهية والحقد على هذا المجتمع، والتي اضطر على إثرها وزير الإعلام السابق إلى الاستقالة خشية المساءلة النيابية لأنه يعرف مدى الجرم الذي جرى في تلك الفترة بشكل غير مسبوق.. بعدها استمرأت بعض وسائل الإعلام هذا المسلك، ووجدته مجالا خصباً للابتزاز ونشر الفضائح واتهام الناس بما ليس فيهم، أمام صمت غريب لوزارة الإعلام وكأنها ارتضته نظاماً اجتماعياً وثقافة إعلامية، والمقابل هو سكوت تلك الصحف عن مشاكل الوزارة، والضحية الوطن والمواطن !!
ولأن عدداً كبيراً ممن انتسبوا لوسائل الإعلام لا يفقهون معنى «الإعلام» كرسالة ووسيلة تنموية ثقافية فكرية راقية، واعتبروها وسيلة إثارة وبروز وابتزاز ومزيد من كسب القراء والاشتراكات والمشاهدين والمستمعين، وبالتالي المزيد من المعلنين، فقد تجاوزوا الحدود الأخلاقية واللياقة الأدبية والمهنية الإعلامية، وهذا مما يحزن له القلب وينفطر له الفؤاد في بلد فتح خيراته وفضاءه للجميع، فاستغلوه أبشع استغلال.
لقد كانت قضية «مقتل» حازم البريكان مثالاً سلبياً غير مسبوق من الانتهازية الإعلامية لدى البعض لم يراعوا فيها حرمة الميت، وترويج الإشاعة، والتسابق المحموم للبروز على حساب الحقيقة وعلى حساب «حازم»، على الرغم من أن قضاياه المالية ستحال إلى القضاء، وهو الفصل في ذلك، وسيستحق كل طرف حكمه، إلا أن النهم الإعلامي غير الأخلاقي - لدى البعض - كان عكس ذلك.
باعتقادي أن من بادر وأعلن بأنها عملية انتحار كان مشاركا في التشهير، فلِمَ لَم يقل أنه وجد «مقتولا»، فالشبهة الجنائية ستبقى قائمة في غياب الشهود، وحتى رأي الأدلة الجنائية والطب الشرعي سيبقى تحليلا في غياب الشهود، وذلك شرعا وقانونا، وعليه.. فمن الظلم بمكان تداول مثل هذا الوصف «انتحار» وقد انتقل إلى من لا يظلم عنده أحد، فما بالكم تتسابقون للحكم عليه؟!
نعم.. فيكفي والديه وذويه ما هم فيه من فاجعة فقدان الولد، وبطريقة مؤلمة، فما بال البعض يزيد نار الهم حطبا واشتعالا لأجل الإثارة الصحافية والإعلامية؟! ومن سيعوض أثر وهم فقدان الولد بعد ذلك؟! وهل ستعوض عشرات الاعتذارات وآلاف الدنانير ما خطته بعض وسائل الإعلام من التشهير والاتهام والتعليقات الساخرة.. المؤلمة؟!
لقد عرف حازم بالبساطة والتواضع، وعرفه رواد مسجده بالروضة (مسجد الزير) بالالتزام بالصلاة، وعرفه جيرانه بدماثة الأخلاق، وعرفه أصدقاؤه بالاستقامة والسيرة الحسنة، كيف لا.. وهو ابن عائلة محترمة اهتمت بتربية أبنائها منذ الصغر على الأخلاق الحميدة، وكان طالبا متفوقا في جميع مراحل دراسته، حتى تخرج من جامعة الكويت تخصص تمويل بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وتم تكريمه من سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله في حفل المتفوقين.
لقد آن الأوان لأن تقف تلك المؤسسات الإعلامية عند حدها حتى لا تستمر في تفتيت المجتمع بغير حق، وعلى وزارة الإعلام أن تتدخل.. خصوصا وأن الانتخابات قد انتهت والمصالح قد تحققت !! فأعراض الناس ليست لعبة، أم تريدون أن يصيبكم بلاء ورشق إعلامي لتستشعروا فداحة الأمر؟!
رحمك الله يا حازم وغفر لك، وخالص عزائنا لأسرة البريكان والمخيزيم لهذا المصاب الجلل، وأدعوهم إلى الاحتساب عند الله عز وجل، فهو الذي عنده كل شيء بمقدار.