السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مراحل خلق أدم , وهل إبليس من الملائكة ؟
قال الله تعالى : { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ* فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ* قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ* قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ* قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ* قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ* إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ* قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ* قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ* لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ *} سورة (ص) الأيات 85:71 ..
نَري هُنا أيها الأحبة وضحَ لنا الله جل وعلا في هذه الآيات الشريفة قصة سيدنا " آدم عليه السلام" كيف خلقة .. , وما كان من إبليس عليه لعنة الله تترى إلى يوم القيامة من غيرته تجـاه هذا المخلوق العظيم .
الله عز و جل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون , وهو تبارك وتعالى غني بحمده عزيز حكيم لا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات والأرض . وقد اقتضت حكمته جل وعلا أن يخلق آدم عليه السلام بيـده الشريفة سبحانه وتعالي وأن يأمر ملائكته بالسجود له سجود تكريم لا سجود عبادة .
والله خلق آدم على ثلاث مراحل :
قبضة تراب ( جمع فيها إختلاف الناس)
+ مزجها بالمـاء ( فصارت طينــاً )
+ ترك الطين مده ليجف(فصار صلصال)
المرحلة الأولى : يمكن الإصطلاح عليها بالمرحلة الترابية و دليلها قوله تعالى في سورة الروم : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } , من قبضة قبضها ربنا جل وعلا من جميع الأرض فكانت مخلطة فلذلك كان في الناس الحزن والسهل والأسود والأبيض وما تراه من اختلاف الناس .
المرحلة الثانية : مزج هذا التراب بالماء حتى أصبح طيناً وهذا قول ربنا في سورة الصافات : { إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ } .
المرحلة الثالثة : هذا الطين ترك مدة حتى جف و أصبح كالصلصال بحيث لو قرعته لأحدث صوتاً , وهذا قول ربنا في سورة الرحمن : { خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } ..
ثـم إن الله عز وجل بعد ذلك نفخ من روحه تبارك وتعالي في هذا الجسد ( الصلصال كالفخار) الذي خلقه والذي هو جسد آدم عليه السلام .. , ثـم أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام سجود تكريم كما بينـا .
قال الله تعالى : { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ* فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } الملائكة سجدوا وكان من بين الحاضرين عند الأمر إبليس فامتنع عن السجود .., قال الله عز و جل : { إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ } , فخاطبه ربه : { قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ* قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }.., زعم إبليس أن مادة النار خير من مادة الطين وهذا قياس خاطىْء , لأن من النار السفه والطيش ولأن من الطين السكينة والركادة كما هو معلوم .
وهذا قول راجح : أن إبليس من الجن .. لأربعة أمور أو أربعة أدلة :
الدليل الأول : أن الله عز و جل وصف الملائكة كما في سورة التحريم :{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } و إبليس هذا عصى الله عز و جل و لم يأتمر بأمره .
الدليل الثاني : أن الله جل و علا أخبر أنه خلق _سيدنا آدم عليه السلام_ من طين .. , و إبليس إعترف بنفسه فقال : { أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ } .., والملائكة كماهو معلوم خلقت من نور .. ذلك كما في رواية مسلم : " خلقت الملائكة من نور وخلق إبليس من نار السموم وخلق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم " فدل ذلك أنه من الجن .
الدليل الثالث : جاء مصرحاً به في سورة الكهف في قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ . . الخ الآية } .
الدليل الرابع : أن الله عز و جل لم يجعل للملائكة ذرية , وليس فيهم ذكور ولا إناث .., بخلاف إبليس الرجيم عليه لعنة الله فهو من الجن , ومنهم ذكور وإناث , وذرية فهم يتناسلون كما هو معلوم , و الدليل قول الله تعالى في سورة الكهف : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } .
إلى آخر قصة عداوة إبليس لآدم عليه السلام المعروفة كما في الآيات .
إذن عرفنا خُلق الإنسان وهو سيدنا أدم عليه السلام = (1- تراب 2- ماء 3- أصبح طين 4- تركه فتره في الهواء تكونت عليه عوامل الطبيعة - حمأ مسنون 5- صلصال كالفخار ) ثم نفخ الله سبحانه وتعالي فيه من روحه ..
لما أحيا الروح عينيه ولسانه ورأسه .. نظر فرأي ثمار الجنة , حاول آدم الوقوف قبل أن تبلغ أسفله إلي قدمه , فوقع علي الأرض قول الله تعالي : ( وكان الإنسان عجولا ) الإسراء : 11 ..
اللهم أعوذ بك وبكلماتك التامات من وسوسة وفتنة الشياطين آمين