يقول بوشداد وبوشداد صادج ..
وقفت به و دمعي من جفوني ... يفيض على مغانيه الخوالي
أسائـل عن فـــتاة بــني قـراد ... وعن أتـرابهـا ذات جــمال
وكـيف يجيبـنـي رسـم محـيل ... بعيد لا يرد على سؤالي
إذا صاح الغراب به شجاني ... وأجرى أدمعي مثل اللآلي
وأخبرني بأصـناف الـرزايـا ... وبالهجران من بعد الوصال
غـراب البيـن مـالك كـل يوم ...تعاندني وقد اشغلت بالي
كـأنـي قـد ذبحـت بحد سيفي ... فراخك أو قنصتك بالحبال
بحق أبيك داوي جرح قلبي ... وروح نار سري بالمقال
وخبر عن عبيلة أين حلت ... وما فعلت بها أيدي الليالي
فقلبـي هـائم في كل أرض ... يقبل إثر أخفاف الجمــال
وجسمي في جبال الرمل ملقى .. خيال يرتجي طيف الخيال
وفي الوادي على الأغصان طير .. ينوح ونوحه في الجو عال
فقلت له وقد أبدى نحيبا ... دع الشكوى فحالك غير حالي
أنا دمعي يفيض وأنت باك ... بلا دمع فذاك بكاء سال
لحى الله الفراق ولا رعاه ... فكم قد شك قلبي بالنبال
أقاتـل كـل جـبـار عنيــد ... ويقتلني الفراق بلا قتال