معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

AboSaleh

عضو مميز
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
2,043
الإقامة
الكويت
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

السؤال:

ما معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً: أما "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" - عند جمهور العلماء - فمعناها: من الله تعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء، وذهب آخرون - ومنهم أبو العالية من المتقدمين، وابن القيم من المتأخرين، وابن عثيمين من المعاصرين - إلى أن معنى "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" هو الثناء عليه في الملأ الأعلى، ويكون دعاء الملائكة ودعاء المسلمين بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأن يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى، وقد ألَّف ابن القيم - رحمه الله - كتاباً في هذه المسألة، سمّاه "جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام" وقد توسع في بيان معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكامها، وفوائدها، فلينظره من أراد التوسع.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "قوله: "صلِّ على محمد" قيل: إنَّ الصَّلاةَ مِن الله: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدُّعاء.

فإذا قيل: صَلَّتْ عليه الملائكة، يعني: استغفرت له.

وإذا قيل: صَلَّى عليه الخطيبُ، يعني: دعا له بالصلاة. وإذا قيل: صَلَّى عليه الله، يعني: رحمه.

وهذا مشهورٌ بين أهل العلم، لكن الصحيح خِلاف ذلك، أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن، واختلفوا: هل يُصلَّى على غير الأنبياء؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه.

وأيضاً: فقد قال الله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة157، فعطف "الرحمة" على "الصلوات" والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع: أن الصَّلاة ليست هي الرحمة.

وأحسن ما قيل فيها: ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.

فمعنى "اللهمَّ صَلِّ عليه" أي: أثنِ عليه في الملأ الأعلى، أي: عند الملائكة المقرَّبين.

فإذا قال قائل: هذا بعيد مِن اشتقاق اللفظ؛ لأن الصَّلاة في اللُّغة الدُّعاء وليست الثناء: فالجواب على هذا: أن الصلاة أيضاً من الصِّلَة، ولا شَكَّ أن الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى من أعظم الصِّلات؛ لأن الثناء قد يكون أحياناً عند الإنسان أهمُّ من كُلِّ حال، فالذِّكرى الحسنة صِلَة عظيمة. وعلى هذا فالقول الرَّاجح: أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني: الثناء عليه في الملأ الأعلى" انتهى. "الشرح الممتع" (3/163).

ثانياً: وأما معنى "السلام عليه صلى الله عليه وسلم": فهو الدعاء بسلامة بدنه - في حال حياته - وسلامة دينه صلى الله عليه وسلم، وسلامة بدنه في قبره، وسلامته يوم القيامة.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: قوله: "السلام عليك": "السَّلام" قيل: إنَّ المراد بالسَّلامِ: اسمُ الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الله هو السَّلامُ" كما قال الله تعالى في كتابه: (الملك القدوس السلام) الحشر/23، وبناءً على هذا القول يكون المعنى: أنَّ الله على الرسول صلى الله عليه وسلم بالحِفظ والكَلاءة والعناية وغير ذلك، فكأننا نقول: الله عليك، أي: رقيب حافظ مُعْتَنٍ بك، وما أشبه ذلك.

وقيل: السلام: اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب/56 فمعنى التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم: أننا ندعو له بالسَّلامة مِن كُلِّ آفة.

إذا قال قائل: قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلى الله عليه وسلم؟

فالجواب: ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة، فهناك أهوال يوم القيامة، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط: "اللهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ"، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته.

إذاً؛ ندعو للرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّلامةِ من هول الموقف.

ونقول - أيضاً -: قد يكون بمعنى أعم، أي: أنَّ السَّلامَ عليه يشمَلُ السَّلامَ على شرعِه وسُنَّتِه، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى: (فردوه إلى الله والرسول) النساء/59، قالوا: إليه في حياته، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته.

وقوله: "السلام عليك" هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟

الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.

ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟

الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم": لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.

ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده، وفي عصر غير عصره" انتهى. "الشرح الممتع" (3/149). والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

www.islamqa.com

_________________________________________________________

شرح حديث (إذاً تكفى همك ويغفر ذنبك)

السؤال:

أبحث عن شرح هذا الحديث: عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي كعب عن أبيه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (كم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قال: الثلث. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: النصف. قال: ما شئت وإن زدت فهو أفضل. قال: اجعل لك صلاتي كلها قال: إذاً يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك).

الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي ذكره الأخ السائل حديث صحيح رواه الترمذي والحاكم غيرهما من حديث عبدالله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه وليس كما ذكر السائل الطفيل بن أبي كعب.

قال في تحفة الأحوذي:

(إني أكثر الصلاة عليك) أي أريد إكثارها. قاله القاري ولا حاجة لهذا التأويل كما لا يخفى

(فكم أجعل لك من صلاتي) أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي قاله القاري.

وقال المنذري في الترغيب: معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك.

(قال ما شئت) أي أجعل مقدار مشيئتك.

(قلت الربع) بضم الباء وتسكن أي أجعل ربع أوقات دعائي لنفسي مصروفا للصلاة عليك

(فقلت ثلثي) هكذا في بعض النسخ بحذف النون وفي بعضها فالثلثين وهو الظاه

(قلت أجعل لك صلاتي كلها) أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي

(قال إذا) بالتنوين (تكفى) مخاطب مبني للمفعول

(همك) مصدر بمعنى المفعول وهو منصوب على أنه مفعول ثان لتكفى فإنه يتعدى إلى مفعولين والمفعول الأول المرفوع بما لم يسم فاعله وهو أنت، والهم ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي أعطيت مرام الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

المفتـــي: مركز الفتوى ـ إسلام ويب

www.islamweb.net
 

AboSaleh

عضو مميز
التسجيل
31 أغسطس 2001
المشاركات
2,043
الإقامة
الكويت
الصلاة على النبي أثناء خطبة الجمعة

السؤال:

لدي مشكلة تؤرقني، أعلم بأننا يجب عندما نسمع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول صلى الله عليه وسلم، ولكنني أعلم كذلك أنه أثناء خطبة الجمعة يجب أن لا نتكلم وإلا ضاع علينا الأجر، فإذا ذكر الإمام رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فماذا يجب علينا أن نفعل كمسلمين؟ هل نصلى عليه صلى الله عليه وسلم وقت ذكره أم نسرّها في أنفسنا؟

الجواب:

الحمد لله

قال الإمام أحمد:

لا بأس أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيما بينه وبين نفسه. (المغني 2/165 وما بعدها)

وقالت اللجنة الدائمة:

(إذا صلى الخطيب على النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي المستمع من غير رفع صوت). (فتاوى اللجنة الدائمة 8/217)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

(إذا ذكر الخطيب النبي صلى الله عليه وسلم فإن المستمع يصلي عليه سراً، حتى لا يشوش على من حوله) ا.هـ مجموع فتاوى ابن عثيمين (16/166).

موقع الإسلام سؤال وجواب

www.islamqa.com
 

yoyo1983

عضو نشط
التسجيل
22 أبريل 2007
المشاركات
22,665
الإقامة
DaMBy
بارك الله فيك
 

NoOoOoR

عضو نشط
التسجيل
18 أغسطس 2008
المشاركات
10,667
الإقامة
الكــويـــت....:))
جزاك الله خير
 

حـمـد

عضو نشط
التسجيل
12 أكتوبر 2009
المشاركات
30
جزاك الله خير...والصلاه لغه: الرحمة والاستغفار.....و اصطلاحا: حركات معينة....

اذا قلنا يالله نصلي نقصد اصطلاحا اللفظ المعروف الصلاة...حركات معينة مخصوصة....

اما لغة فالمعنى غير...والعرب في الجاهلية قديما يستخدمون المعنى اللغوي....


والله اعلم...

وجزاك الله خير
 

الذيبة

عضو مميز
التسجيل
3 أغسطس 2009
المشاركات
10,008
الإقامة
في قلــوب الطيبيــن
بارك الله فييك موضوع رائع

لاخلا ولاعدم


تقبل مروري ,,,
 
أعلى