كتب محمد الاتربي:
قطعت مجموعة الخرافي الشك باليقين، فبعد اشهر من التكهنات حول هوية مشتري صفقة زين، وبعد جولات سرية طويلة من التفاوض الذي استغرق أشهرا طويلة، وبعد ان كاد ينقطع نفس المراقبين، وبعدما ضجت الساحة بالاشاعات.. وبعد كل ذلك أتت المجموعة في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء لتكشف تفاصيل الصفقة الميمونة، وتروي بذلك ظمأ شرائح واسعة من المهتمين والمتابعين لهذا الحدث الذي يعتبر الأكبر استثماريا في تاريخ الكويت لاسيما من حيث حجم الصفقة.
لقد ظهر ان مشتري حصة الاغلبية في زين عبارة عن تحالف يضم:
ــ شركة فافاسي الهندية (قائدة التحالف)
ــ شركة mtnl الهندية الحكومية للاتصالات
ــ شركة bsnl الهندية الحكومية للاتصالات
ــ مجموعة البخاري المملوكة لرجل الاعمال الماليزي سيد مختار البخاري
حضر المؤتمر الصحفي ممثلا شركة الخير الوطنية للاسهم والعقارات المهندس بدر الخرافي، ومثل شركة الاستثمارات الوطنية المدير العام يوسف الماجد ونائبه حمد العميري. في المقابل حضر ممثل التحالف الهندي الماليزي فريد عارف الدين الرئيس التنفيذي لشركة فافاسي الهندية.
واوضح الخرافي في المؤتمر الصحفي الموسع الذي عقده امس انه تم الاتفاق على بيع حصة مقدارها 46% بسعر دينارين للسهم الواحد شاملا اتعاب شركة الاستثمارات الوطنية التي تقرر ان تقوم بمتابعة اجراءات تنفيذ الاتفاق المذكور.
واوضح الخرافي ان الاستثمارات الوطنية ستقوم بالتعاون مع سوق الكويت للاوراق المالية والشركة الكويتية للمقاصة في اعداد الترتيبات الخاصة بالصفقة، بحيث تشمل تحديد المساهمين الذين يحق لهم البيع وفق الشروط المعلنة، وتحديد التاريخ الذي يسري عليه الحق في البيع، وعدد الاسهم التي يجوز بيعها بموجب شروط الاتفاق.
وبين الخرافي في رده على سؤال لــ«القبس» ان الاتفاقية ملزمة للطرفين،
موضحا ان التوقيع الاولي تمهيد لاتمام الصفقة واجراءات الفحص النافي للجهالة جزء من الاتفاقية التي تمت.
واشار الى انه اذا ظهرت امور معينة ستتم مناقشتها، موضحا انه تم الاتفاق والتوصل الى السعر الحالي بناء على المعلومات المتوافرة، كما ان الطرف المشتري قام باجراء دراساته اللازمة قبل الاتفاق النهائي.
واكد ان الصفقة تعتبر ابرز انجاز للقطاع الخاص على مستوى العالم في 2009، مشيرا الى انها تعكس مدى النجاح الذي حققته شركة زين والسمعة العالمية التي نالتها، اضافة الى انه امر يشهد على كفاءة القطاع الخاص الكويتي في مواجهة تحديات الازمة.
وأشار الخرافي الى أن شركة الخير تلقت العرض من التحالف ودرسته بعناية، معلناً أن الاتفاق تم بين الطرفين بشكل مباشر، ورأينا أنه وقته مناسب للتخارج من «زين» ثم التوسع في قطاعات أخرى.
وقال الخرافي إن الطرفين راضيان تماماً عن الصفقة وهي مكسب للطرفين. فنحن قررنا التخارج بعد أن حققنا الهدف، والتحالف الجديد له رؤية وطموح نتمنى له التوفيق في استكمال مسيرة الشركة.
وفيما يتعلق بما اذا تم تسلم دفعة مبدئية من سعر الصفقة، قال الخرافي للآن لم يتم تسلم أي مبالغ، فبعد الانتهاء من التوقيع سنمضي قدماً في تنفيذ بنود العقد، فالاتفاقية الحالية هي بداية الدخول في اجراءات اتمام الصفقة.
وتوقع الخرافي الانتهاء من الصفقة بالكامل خلال أربعة أشهر تقريباً.
صغار المساهمين
وأعلن بدر الخرافي أنه بناءً على تعليمات رئيس المجموعة ناصر محمد الخرافي
ستكون الأولوية لصغار المساهمين في الصفقة، مشيراً الى أن هذا التوجيه المباشر يأتي من حرص رئيس المجموعة على هذه الشريحة وتقديره للدور الذي قاموا به في مسيرة الشركة، وستكون هناك فرصة متاحة لمن يرغب في بيع أسهمه بالسعر نفسه المتفق عليه وهو ما يضمن لأكثر من 70% من عدد المساهمين بيع أسهمهم في الصفقة.
الأسهم المرهونة
وتابع الخرافي موضحاً أنه فيما يخص الأسهم المرهونة سواء التي تخص شركة الخير أو غيرها، فهناك آلية سيتم اتباعها مع البنوك لتحرير الأسهم وبيعها ضمن الصفقة، مؤكداً أن رهن الأسهم لا يشكل أي عقبة.
بدوره أوضح نائب مدير عام شركة الاستثمارات الوطنية أن البنوك متعاونة ومتفهمة لأمر الصفقة، وعندما تجد صفقة جادة بهذا الحجم أرى أنه لن يكون هناك أي عقبة بالنسبة لها لتحرير الأسهم.
وقال: الصفقة رابحة وستحرك عجلة الاقتصاد في البلاد، كما أن البنوك ستسترد مبالغ كبيرة، حيث ستنعش الصفقة العملاء والمصارف في الوقت ذاته.
من جهته، قال ممثل التحالف المشتري لحصة الاغلبية في رأسمال شركة زين في رده على اسئلة الصحافيين في ما يخص التمويل، انه سيتم الاعتماد على رأسمال التحالف وجزء من اموال شركات زميلة وجزء سيكون عبر التمويل المصرفي، مشيرا الى ان التمويل لن يكون سهلا ولا العملية لكننا نعمل على ذلك من اشهر عدة.
وقال عقدنا خلال الاشهر الماضية اجتماعات مختلفة مع عائلة الخرافي وتحديدا مع رئيس المجموعة ناصر محمد الخرافي وبدر الخرافي وطرف آخر، ولن افصح عن تفاصيل اخرى متى وكيف التقينا.
ما اود التأكيد عليه هو اننا اخذنا وقتا كافيا لتفهم الصفقة والمضي قدما ناحية التنفيد،
ونبدأ بفحص الدفاتر، والعقود التي تم توقيعها هي اتفاق للمضي قدما في الصفقة والخطوة التالية هي الانتهاء من الصفقة وتحويل الاموال.
وعن الصفقة والرغبة في اتمامها، قال فريد عارف الدين: اننا نجد الكثير من التناغم بين الهند والكويت وبين الهند والشرق الاوسط والدول الاخرى، موضحاً ان ما دفعنا الى هذه الصفقة ايضاً هو نجاحنا في التحالف مع شركتين هنديتين حكوميتين كبيرتين لديهما خبرة في تشغيل شبكات في دول ذات مداخيل منخفضة.
وقال: سنحافظ على الجودة مع اتاحة الخدمات باكلاف منخفضة وهذه الخبرة سننقلها الى الكويت والدول التي سنتواجد فيها.
وعن العلاقة بين الهند وماليزيا والكويت، اشار عارف الدين الى ان مجموعة البخاري في ماليزيا لديها تواجد قوي ليس فقط في ماليزيا، بل في العديد من دول الشرق الاوسط والتي تضم السعودية وشمال افريقيا وغيرها.
ولدى مجموعة البخاري علاقات مع الهند، فالمجموعة تنفذ مشروعا كبيرا في الهند حاليا ونشعر ان هناك تناغماً وبداية علاقة وشراكة طويلة وجيدة بين الدول الثلاث الهند والكويت وماليزيا ومع عائلة الخرافي في الكويت والمنطقة العربية.
للتأكد من الخبر هذا الرابط
http://www.alqabas.com.kw/article.aspx?id=532418