@ هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب @

shraay

عضو نشط
التسجيل
7 مايو 2009
المشاركات
754
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي الاعضاء فهذه رسالة اقدمها لكم بشكل جديد ومتسلسل عن سيرة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم من قبل ولادته الى وفاته فداه ابي وامي لنتذكر اروع السير في التاريخ حيث انني سأكتب يومياً رواية مع نتاجها وعبرها لكي لانمل من القراءة المتواصله علماً بانني سانقل لكم مايكتب من كتاب اسمه هو عنوان هذا الموضوع للكاتب الشيخ ابوبكر الجزائري الواعظ بالمسجد النبوي الشريف​
 

shraay

عضو نشط
التسجيل
7 مايو 2009
المشاركات
754
الدوحة الكريمة
من ديار الكفر والطغيان من ارض الشرك والظلم للإنسان خرج مهاجراً إبراهيم مع ابن اخيه هاران لوط عليه وعلى ابراهيم وآله السلام
واتخذ ابراهيم الارض المباركة مهاجراً ارض الشام التي باركها الله للأنام وحل ابراهيم يوماً بديار مصر وهو يحمل رسالة التوحيد فكان ان اكرم الله سارة زوج ابراهيم بعطية هي نعم الهدية إنها هاجر المصرية ام اسماعيل وجدة العدنانيين اجمعين
ووهبت سارة الكريمة جاريتها ابراهيم فتسراها فانجبت اسماعيل ويسوق الله اقداراً إلى اقدار فتضيق بسارة الدار حيث آلمها ان تلد جاريتها غلاماً زكياً وتحرمه هي
وباذن من الله يخرج ابراهيم بجاريت ام ولده مسنخفيا مستحيا فتعفى هاجر اثار اقدامها مبالغة في اخفاء امرها .
انه بالواد الامين المحاط بجبال فاران من ارض طيبة مباركة وتحت دوحة عظيمة وضع ابراهيم هاجر وابنها تاركاً لهما جراباً في طعام وسقاء فيه ماء وقفل راجعاً ونظرت اليه هاجر والدهشة تاخذها والحيرة تنتابها ثم تقول : إلى من تكلنا يا ابراهيم ؟ واردفت تسائلها قائلة : آلله امرك بهذا يا ابراهيم ؟ فأجابها السيد الرحيم قائلاً : نعم , فدرت عليه وهي قريرة العين إذا فاذهب فان الله لا يضيعنا , وذهب ابراهيم عائداً الى ارض الشام
ولما بعد حيث لاتراه هاجر استقبل مكان البيت قبل بنائه وقال ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدةً من الناس تهوى إليهم آرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )

وقفة قصيرة :
فهيا بنا معشر الاحباء نجلس مع هاجر نؤانسها في وحشتها ونستجلي العبرة من موفقها :
هاجر امراة مؤمنة كسائر المؤمنات تهاجر من بلدها وتخرج من دارها حتى لاتؤذي ولية نعمتها تلك المؤمنة الاولى سارة بنت هاران عم ابراهيم الزوج الكريم علمت هاجر ما اصاب سارة من الغيرة فآثرت غربتها عن اذية سيدتها فياله من موقف تقفه هذة المصرية الزكية فهلا تأسى الضرات !! ( تأسى = اقتدى والضرات جمع ضرة ) .
هذة عبرة :
تترك هاجر بوادٍ قفر موحش لا أنيس به من قريب ولا من بعيد وتظهر مخاوفها ولا تكتم ما انتابها من غم وهم فتقول لابراهيم الى من تكلنا ؟ وما ان تسمع جواب ابراهيم : نعم الله امرني بهذا حتى تتجلى حقيقة ايمانها في مستوى لن يرقى غيرها من نساء العالمين إذ تقول : اذهب فانه لايضيعنا .

هذا هو الايمان الذي نطلبه ايها الاحباء وهذا هو التوكل الثمرة الشهية لعقيدة الايمان الحية

تقول الاخبار الصادقة : ان هاجر قد نفد ماء سقايتها وعطشت وعطش اسماعيل طفها , فدارت تطلب الماء وحارت وكبدها كاد يرفض وهي ترى طفلها يتلوى من شدة العطش ونظرت فإذا اقرب مكان عال اليها هو جبل الصفا فأتته ورقيته ونظرت يميناً وشمالاً فلم ترى ماءً ولا احداً ونظرت امامها فإذا اقرب مكان عال إليها جبل المروة فهبطت ذاهبةً إليه فانتهت إلى بطن الوادي فأسرعت فيه حتى اجتازته وواصلت سعيها حتى انتهت الى جبل المروة فرقيته ونظرت يميناً وشمالاً فلم ترى شيئاً فهبطت عائدة الى الصفا حتى اكتمل سعيها بين الصفا والمروة وهي تطلب الماء لولدها سبع مرات
وعندها وهي على احد الجبلين تسمع صوتاً غريباً فتقول في لهفة : أسمعت اسمعت فهل من غياث ؟؟
وترمي ببصرها نحو ولدها فإذا برجل قائم على رأس الطفل تحت الدوحة = الشجرة العظيمة ذات الظل = وما ان دنت منه حتى قال بعقبة هكذا يرفس الارض وإذا بعين ماء تفور وكم كانت فرحة هاجر بسيقا اسماعيل وأخذت تزمها بالتراب والحجارة تمنع سيلانها على وجه الارض خشية ان تنضب , ولو تركتها فلم تحطها بما احاطتها به من تراب وحجارة لكانت عيناً معينا كما اخبر بذلك حفيدها السيد الجليل محمد امام المرسلين وسيد جميع العالمين عليه أقضل الصلاة وأزكى وأبرك التحية والتسليم

ثمرة القصة :
إن لهذة القصة التي قصصناها ثمرة من اغلى الثمار وأشهاها إلى النفوس المؤمنة الطاهرة الزكية إنها ثمرة التوكل على الله بتفويض الامر إليه والاعتماد عليه أتذكرون أيها الاحبة لما قالت هاجر لإبراهيم : إلى من تتركنا آلله أمرك بهذا ؟ فقال لها : نعم . فقالت إذا فاذهب فإنه لايضيعنا , إنها توكلت على الله ربنا وربها وأحسنت الظن به تعالى , فهذه العين الثمرة ( زمزم ) كانت ثمرة توكلها على ربها وحسن ظنها به عز وجل .​
 
أعلى