فضل
عضو مميز
كاتب سعودى كتب هذه الاسطر
ادعوكم لقرائتها ..،
لم يكن خالد سعيدا جدا في حياته الزوجيه
كان يتنهد عند سماع موقف رومانسي
وكانت عيونه تشخص عند كل مشهد عاطفي
رزق بامرأة نسيته بعد سنتها السابعة معه
انشغلت بأطفالها وبحياتها الخاصه
حاول خالد مرارا أن يشعر زوجته بحاجته إلى قلب يحتويه ، يمسح عن
جبينه عرق تعبه ، ويسد جوع شقائه ، ويروي ظمأ عطشه ، لكن زوجته لم
تدرك كل هذا تاركة حياتها تسير برتابه ممله
عزم خالد على الزواج ، محددا هدفه ، ومختارا ضوابط الفتاة التي ستعوضه
عن كل لحظة حرمان شعر فيها بحاجته إلى الحب والسعادة
اتصل بخاطبة وثانية ، وضع شروطه ، وبين رغباته ، وأوضح هدفه من الزواج
وأنه يملك المال والوقت لإسعاد من ترضى به زوجا
بعد أسابيع من البحث اتصلت به خاطبة والفرح يسبقها :
أبشر بها يا خالد ستنسى معها لياليك السوداء ، ستعيش أياما ملونة
ستعرف طعم الحياة اللذيذ ، وستشرب نخب المتعة المسكر
< بيضاء وشقراء > شابة في الثلاثين أو تزيد قليلا ، لكن .. لعلها ترضى
بشروطك ، وليتها توافق على طلباتك ، أمهلنا أياما نقنعها ، فإن وافقت فلك
المنى والبشرى
مضت أيام يحلم فيها بتلك الشقراء ، ويمني نفسه بهذه البيضاء ، أهي
من بنات البلد بثياب شامية ساقها القدر الجميل ، أم هي حورية سقطت
من السماء
كان يسير ويحدث نفسه ، يصلي ويدعو ربه ، كان ينظر إلى زوجته ويقول
الشقراء قادمة ، وداعا للبؤس والشقاء ، ومرحبا بالجمال والرومانسية والعطاء
اتصلت الخاطبه ، ساقت الخبر الجميل ، الشقراء الفاتنه قبلت أن تحدثها
وأن تتفاهم معها ، وأن تنسجان خيوط حياتكما الحالمه
نظر إلى أرقام جوالها الثمانيه ، كم هي مميزة ! وكم هي متناسقة !
ولما أكمل صفها على هاتفه كان صوتها يغرد ، موسيقى رومانسية حالمه
تعزفها حنجرتها ، ذكرت أنها طلقت مرتين ، الأول كبير بالسن اختارها لتكون
مربية لأولاده السبعة ، عاشت معه سنوات من الظلم والتعب قل أن تختار
الحرية وتقرر الهرب ، والثاني شاب مدمن على الشراب ، ما أن يصحو حتى
يكرع كأسين يعيدانه إلى حياة الخدر وفقدان الوعي
هو الآخر .. حكى لها آلامه مع زوجته ، أخبرها أنه صبر عليها ، تمنى لو تتغير
وتترك حياة الإهمال والبرود العاطفي ، قالت : لا تخف سأعوضك عن كل
شي ، ستنسى أيامك السود ، ولن تعرف بعد ذلك إلا الحب والعشق
والكلام الجميل ..
طال الحديث بينهما وطال ، ساعة ونصف من الحديث الرومانسي المشحون
كان يود لو يحتضنها ويطير بها إلى جزيرة ليس فيها سواهما ، يركضان إلى
سواحل جذابة ، يركضان على رمالها ، ويأكلان من خيراتها ، ويعيشان ألذ
لحظات الحياة وأجملها
طلب أن يراها ، فرحبت ولم تمانع ، بل لم الانتظار والمراوغة ؟ ، والحديث في
الهاتف والممانعة ؟ ، فالرؤية أبلغ وأسرع ..
قبل الموعد المحدد كان يستحم ، يغسل آثار سنين بالية ، ويزيل غبار
سنوات ماضية ، لبس أجمل الثياب ، وتعطر بأغلى العطور
في المكان المحدد جلس ينتظر ، وفي كل اتجاه توقع منه أن تظهر ، وما
هي إلا دقائق حتى أقبلت تتبختر ، كانت ترقص ولا تمشي ، تتمايل ولا
تسير ، مشت حتى استقرت أمامه
كان الوقت يمضي والحديث يتبادل بينهما ، كان ينتظر اللحظة الحاسمة ليرى
الشقراء البيضاء ، أخيرا قالت : ستراني ، سأمنحك هذه الفرصة ، فأنا امرأة
عصرية ، لا حواجز لدي ولا موانع ، فكشفت غطاءها الأسود وظهر وجهها
المستور…
تقلبت عيون خالد وتاه في بحر من الظلمات ، وأخذ يسبح في وجه قبيح
نظر في كل مكان باحثا عن قطعة بياض ، وتاه بين خيوط شعرها الأسود
المجعد باحثا عن شعره واحده شقراء ..
بلع خالد ريقه ، وعرف أن ما قيل له كان مبالغة ، وما وصفت به كذب ودجل
بل لم تكن في الثلاثين ، بل تقترب من ضعفه بلا مبالغة أو خيال
عاد خالد يجر حزنه الكبير ، شعر بمرارة الخدعة الكبرى ، دخل بيته ونظر
إلى زوجته ، حينها كان يود لو يرمى برأسه في حضنها ويحكي لها وهو
يبكي أكذوبة < الشقراء البيضاء >
< اقضب مجنونك .. لا يجيك اللى اجن منه .. >