Aljoman
عضو نشط
- التسجيل
- 12 نوفمبر 2005
- المشاركات
- 26,848
فَجَرَة البورصة... والتابوت الكرتوني !
بقلم: ناصر النفيسي
بقلم: ناصر النفيسي
سلّمت الإدارة السابقة لشركة صفاة عالمي " كرتون " واحد متوسط الحجم لمخفر الصالحية ، وهو كامل موجودات ومراسم تسليم واستلام شركة مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية لملاكها الجدد، وهذا ما نشرته صحيفة القبس في عددها يوم الثلاثاء الموافق 25/5/2010 ، حيث لا يوجد مقر للشركة ولا موظفين ولا هواتف ولا موجودات ولا ملفات ولا ولا دفاتر ولا سجلات ولا حسابات ولا حاسبات ، ولا... ولا... ، فقد تم دفن جميع تلك المقومات الأساسية في مجرد " كرتون " ، لا أكثر ولا أقل !
ويبلغ رأس مال صفاة عالمي ( الأفق الخليجي سابقاً ) 3 ملايين دك ، وقد وصل سعرها إلى 710 فلوس بتاريخ 19/6/2008، أي أن قيمة الشركة وقتها بلغ 21.3 مليون دك ، وهي الفترة التي شهدت تخلص بعض ملاكها الرئيسيين السابقين منها ، " وتدبيس " جمهور عريض من صغار المساهمين بأسهمها ، إلى أن تم إيقافها عن التداول في 1/4/2009 عند سعر 48.5 فلسا حتى تاريخه . وقد قام بعض المسؤولين عنها والمساهمين السابقين فيها بحملة إعلامية ودعائية منظمة قبل التخلص منها ، وذلك بأعلى الأسعار الممكنة ، ومن بعض ما جاء في تلك الحملة ، النوايا لرفع رأس مالها بما يزيد عن 100 مليون دك ، وإدراجها في بورصة لندن ، وأنها تتفاوض لشراء أسهم في فنادق عالمية وبنك إسلامي أفريقي ومشاريع في فرنسا والبحرين ... الخ ، وحتى لا يطول الحديث ، فإن نتيجة تلك المشاريع العملاقة – والمزيفة طبعاً – كانت خسارة " فلكية " بمقدار 591 فلسا للسهم الواحد لعام 2008 ، نعم ، أي خسارة بمعدل 6 أضعاف رأس المال تقريباً !! ، وقد تبخرت جميع موجودات الشركة وزيادة ، حيث أصبح صافي حقوق المساهمين " بالسالب " بمبلغ 14 مليون دك ، أي أنهم مطلوبين بالمبلغ المذكور ! ، ناهيك عن " تدبيس " الشركة بقروض بنحو 23 مليون دك بعضها لصالح أحد كبار الملاك السابقين ، ولن نطيل في تحليل البيانات المالية الأسطورية للشركة " الكرتونية " حرصاً على راحة القارئ الكريم !
وتردّد أن بعض " التكتيكات " التي حولت الشركة المدرجة في ثاني أكبر سوق مالي عربي وأول سوق مالي خليجي إلى مجرد " كرتون " فقط لا غير هو اقتراضها مبلغا كبيراً من أحد كبار الملاك ، حتى يمكن شراء أسهمه في شركات مدرجة أخرى بأعلى الأسعار ، ولم يكتف ذلك المالك بذلك ، بل أصر على استرداد قرضه بالكامل " نوط ينطح نوط " ، حيث إنه استحق بالأجل المحدد ، ناهيك عن قيمة المرابحة على ذلك القرض ، كون الشركة " إسلامية " من الدرجة الأولى ، وليست ربوية ! ... والعياذ بالله ، كما تردد أيضاً تبخر عقارات رئيسية للشركة لم تكن مسجلة باسمها، بل باسم أحد كبار مسئوليها ، حيث قام هذا " المسئول المحترم " بـ "لهف" تلك العقارات عندما تم نهب الشركة من جانب شركاؤه الآخرين بحجة أن العقارات باسمه ، رغم أنه استلم مقابلها من الشركة عداً ونقداً ، وبالتمام والكمال بشكل أو بآخر .
لكن ما هو الحل ؟ هل يكمن في " الكرتون " ؟ طبعاً لا ، لاننا نتمنى أن يكون ذلك " الكرتون " بمثابة الصندوق الأسود للطائرة عندما تسقط ، حيث يتم تحديد أسباب السقوط ، أو " السرقة الكبرى " في هذا المقام ، على كل حال ، فإن موضوع الشركة " الكرتون " بيد القضاء ، لكن لائحة " المقصرين " في هذا " الاحتيال الكبير " من وجهة نظرنا هي كالتالي ، وبالترتيب :
1- مدير عام سوق الكويت للأوراق المالية ونوابه ومساعديه .
2- رئيس لجنة السوق وهو وزير التجارة ، وأعضاؤها ، ومنهم مدير عام البورصة ، أي أنه مقصر " مكرر ".
3- " بعض " كبار الملاك السابقين ، و " بعض " المسئولين السابقين .
4- مدققي حسابات الشركة .
وفي الختام ، نتوقع ، ولا نتمنى ، أن يكون هناك مسلسل " توابيت كرتونية " جراء " فجور " بعض الشخصيات المرموقة سواء كانت حكومية " رشيدة " أو من القطاع الخاص " الفاضل " ، كما لا نتمنى أن يهبط مستوى " الفَجَرَة " في تحويل الشركات المدرجة إلى " توابيت كرتونية " ، إلى تحويل تلك الشركات إلى أكياس قمامة غاية بالقذارة على درجة قذارة " الفَجَرَة البورصويين " لتكون وعاء أو كفناً لشركات مدرجة " منهوبة " ، وحينها سنترحم على " التابوت الكرتوني " ، الصفاة عالمي سابقاً .
آخر المقال
بمناسبة قرب تفعيل هيئة سوق المال ، تقرر منح مكافآت استثنائية لموظفي البورصة خاصة كبارهم تصل إلى راتب ثلاث سنوات على الأقل ، والذي يعني أن يقبض بعض مسئولي البورصة مئات الآلاف من الدنانير الكويتية ، أي أكثر من مليون دولار أمريكي للشخص الواحد ، أي ما مجموعة بضع ملايين من الدنانير الكويتية لعدد محدود من الموظفين ، وذلك للخدمات الجليلة التي قدموها والتي " ربما " أدت إلى تحويل أحد الشركات المدرجة " وهي تحت تنظيمهم ورقابتهم " إلى " تابوت كرتوني " و... القادم أعظم .
ويبلغ رأس مال صفاة عالمي ( الأفق الخليجي سابقاً ) 3 ملايين دك ، وقد وصل سعرها إلى 710 فلوس بتاريخ 19/6/2008، أي أن قيمة الشركة وقتها بلغ 21.3 مليون دك ، وهي الفترة التي شهدت تخلص بعض ملاكها الرئيسيين السابقين منها ، " وتدبيس " جمهور عريض من صغار المساهمين بأسهمها ، إلى أن تم إيقافها عن التداول في 1/4/2009 عند سعر 48.5 فلسا حتى تاريخه . وقد قام بعض المسؤولين عنها والمساهمين السابقين فيها بحملة إعلامية ودعائية منظمة قبل التخلص منها ، وذلك بأعلى الأسعار الممكنة ، ومن بعض ما جاء في تلك الحملة ، النوايا لرفع رأس مالها بما يزيد عن 100 مليون دك ، وإدراجها في بورصة لندن ، وأنها تتفاوض لشراء أسهم في فنادق عالمية وبنك إسلامي أفريقي ومشاريع في فرنسا والبحرين ... الخ ، وحتى لا يطول الحديث ، فإن نتيجة تلك المشاريع العملاقة – والمزيفة طبعاً – كانت خسارة " فلكية " بمقدار 591 فلسا للسهم الواحد لعام 2008 ، نعم ، أي خسارة بمعدل 6 أضعاف رأس المال تقريباً !! ، وقد تبخرت جميع موجودات الشركة وزيادة ، حيث أصبح صافي حقوق المساهمين " بالسالب " بمبلغ 14 مليون دك ، أي أنهم مطلوبين بالمبلغ المذكور ! ، ناهيك عن " تدبيس " الشركة بقروض بنحو 23 مليون دك بعضها لصالح أحد كبار الملاك السابقين ، ولن نطيل في تحليل البيانات المالية الأسطورية للشركة " الكرتونية " حرصاً على راحة القارئ الكريم !
وتردّد أن بعض " التكتيكات " التي حولت الشركة المدرجة في ثاني أكبر سوق مالي عربي وأول سوق مالي خليجي إلى مجرد " كرتون " فقط لا غير هو اقتراضها مبلغا كبيراً من أحد كبار الملاك ، حتى يمكن شراء أسهمه في شركات مدرجة أخرى بأعلى الأسعار ، ولم يكتف ذلك المالك بذلك ، بل أصر على استرداد قرضه بالكامل " نوط ينطح نوط " ، حيث إنه استحق بالأجل المحدد ، ناهيك عن قيمة المرابحة على ذلك القرض ، كون الشركة " إسلامية " من الدرجة الأولى ، وليست ربوية ! ... والعياذ بالله ، كما تردد أيضاً تبخر عقارات رئيسية للشركة لم تكن مسجلة باسمها، بل باسم أحد كبار مسئوليها ، حيث قام هذا " المسئول المحترم " بـ "لهف" تلك العقارات عندما تم نهب الشركة من جانب شركاؤه الآخرين بحجة أن العقارات باسمه ، رغم أنه استلم مقابلها من الشركة عداً ونقداً ، وبالتمام والكمال بشكل أو بآخر .
لكن ما هو الحل ؟ هل يكمن في " الكرتون " ؟ طبعاً لا ، لاننا نتمنى أن يكون ذلك " الكرتون " بمثابة الصندوق الأسود للطائرة عندما تسقط ، حيث يتم تحديد أسباب السقوط ، أو " السرقة الكبرى " في هذا المقام ، على كل حال ، فإن موضوع الشركة " الكرتون " بيد القضاء ، لكن لائحة " المقصرين " في هذا " الاحتيال الكبير " من وجهة نظرنا هي كالتالي ، وبالترتيب :
1- مدير عام سوق الكويت للأوراق المالية ونوابه ومساعديه .
2- رئيس لجنة السوق وهو وزير التجارة ، وأعضاؤها ، ومنهم مدير عام البورصة ، أي أنه مقصر " مكرر ".
3- " بعض " كبار الملاك السابقين ، و " بعض " المسئولين السابقين .
4- مدققي حسابات الشركة .
وفي الختام ، نتوقع ، ولا نتمنى ، أن يكون هناك مسلسل " توابيت كرتونية " جراء " فجور " بعض الشخصيات المرموقة سواء كانت حكومية " رشيدة " أو من القطاع الخاص " الفاضل " ، كما لا نتمنى أن يهبط مستوى " الفَجَرَة " في تحويل الشركات المدرجة إلى " توابيت كرتونية " ، إلى تحويل تلك الشركات إلى أكياس قمامة غاية بالقذارة على درجة قذارة " الفَجَرَة البورصويين " لتكون وعاء أو كفناً لشركات مدرجة " منهوبة " ، وحينها سنترحم على " التابوت الكرتوني " ، الصفاة عالمي سابقاً .
آخر المقال
بمناسبة قرب تفعيل هيئة سوق المال ، تقرر منح مكافآت استثنائية لموظفي البورصة خاصة كبارهم تصل إلى راتب ثلاث سنوات على الأقل ، والذي يعني أن يقبض بعض مسئولي البورصة مئات الآلاف من الدنانير الكويتية ، أي أكثر من مليون دولار أمريكي للشخص الواحد ، أي ما مجموعة بضع ملايين من الدنانير الكويتية لعدد محدود من الموظفين ، وذلك للخدمات الجليلة التي قدموها والتي " ربما " أدت إلى تحويل أحد الشركات المدرجة " وهي تحت تنظيمهم ورقابتهم " إلى " تابوت كرتوني " و... القادم أعظم .